![]() |
| ||||||||||
|
القصص القرآني(6) مع نبي الله نوح(عليه السلام) سنعيش في الحلقات القادمة مع أنبياء الله الذين ذُكرت قصصهم ، وصراعهم مع أقوامهم، وهم نوح، هود،صالح، شعيب، ثم نعرج على إبراهيم عليهم الصلاة والسلام أجمعين،والملاحظ ، أن هؤلاء الأنبياء عليهم السلام، خاصة لم تذكر قصصهم في السور المدنية، وإنما جاءت فقط مع السور المكية، وذلك أن الجماعة الإسلامية في مكة كانت تعيش نفس ملامح الصراع الفكري، والعقدي الذي عاشه الأنبياء المذكورون، عليهم السلام ، فكانت الحاجة ماسة للجماعة كي تتبين منهج من كان قبلهم، لأن وجوه الصراع نفسها تقريباً، فمن هنا كان المنهج القرآني منهجاً واقعياً اجتماعياً، يأتي بالقصص لغاية محددة، وهدف واضح، أما في المدينة فاستحالت الحركة دولة، لها أحكامها قانونها، وتغير وجه صراعها، فلم يعد مع قبائل، وأفراد، وإنما أصبح الصراع، صراع دول، لهذا تغير العرض القرآني وطبيعته في القرآن المدني..والله تعالى أعلم. نستعرض اليوم قصة نوح عليه السلام في سورة الأعراف فقط، ثم في مقالات قادمة نستعرضها في سور أخرى، وذلك التقطيع، مقصود به التعرف على المنهج القرآني في عرض القصة، فلكل سورة ملامح و وظائف خاصة بها. ففي سورة البقرة وهي أول سورة نزلت في المدينة، قلنا كيف كانت تعرض قصة آدم، وهنا في سورة الأعراف، وهي آخر سورة نزلت في مكة، أدركنا كيف أن الأعراف، تعد وتمهد للصراع بين بني إسرائيل والجماعة المؤمنة، لهذا جاءت قصص الأنبياء، مختصرة في هذا السياق، وركزت السورة على موسى عليه السلام، وكيف كانت حياته مع بني إسرائيل، وصراعهم مع الآخرين، ليكون ذلك علماً للجماعة المسلمة، لتتعرف على الطبيعة البشرية، والصفات القبيحة التي مازت بني إسرائيل عن الآخرين.... وتخلل ذلك صور ومشاهد من يوم القيامة، و الجنة والنار، والكبراء والضعفاء، التي تعين وتؤكد قيمة الثبات والصبر لدى أصحاب المنهج الفريد والصحيح. بدأت سورة الأعراف بهذه الآيات: (المص * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ).... ألف لام ميم، كما في سورتي البقرة و آل عمران، ولكن جاء هنا حرف زائد، وهو حرف الصاد...فهو زيادة في اللفظ، يؤدي إلى زيادة معان، وألفاظ، فقد جاء هنا(صدرك)..أي صدر النبي(صلى الله عليه وسلم)، وسنتعرف على منهج سورة الأعراف، من هذه الآية، المص، هذا كتاب، فهذا الكتاب، ومنه سورة الأعراف، قد تشكل من حروف العربية، التي هي الألف، واللام ...إلى غير ذلك من حروف، فهو تحد واضح للعرب الذي أبدعوا في العربية وفي الشعر... ثم هذا كتاب، أنزله الله تعالى إليك يا محمد، كي تبلغ به الناس وتنذر به العالمين، ولكن سيكون هناك موقف من الكفار، ضد القرآن وضد من يبلغه، وهذا هو الحرج، و التردد في البليغ خوفاً على الرسالة والكتاب، لأجل هذا جاءت قصص الأنبياء تدفع نحو التبليغ، والدعوة.. ثم جاءت الآيات التاليات ((اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3) وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قائلون (4) فَمَا كَان دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5) فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ (7) )) ثم جاءت الآيات بالأمر بالإتباع للآيات المنزلات من قبل الله تعالى، و الإتباع معناه تتبع آثار المتبوع حذو القذة بالقذة، وفي كل شيء..! من ربكم: أي خالقكم ومربيكم، و منزل عليكم شرعاً ترقى فيه النفوس وتزكى، ثم جاء النهي عن إتباع غير آيات الله ورسله،و هم الأولياء من دون الله، فيشرعون ما لم يأذن به الله بعيداً عن نهج الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام... وهذا كله يحتاج إلى تذكير، وتذكر، وعدم إهمال وإغفال من الغير... |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| أنواع هجر القرآن | متعب3 | روحانيات | 13 | 16-01-2010 03:51 AM |
| عش مع القرآن | عبوديa | روحانيات | 12 | 31-08-2009 02:11 AM |
| فسر أي كلمة من القرآن | الواثقة بالله | روحانيات | 6 | 26-11-2007 10:19 PM |
| فضل القرآن على الانسان......... | تركي عفيش | روحانيات | 14 | 29-03-2007 12:20 AM |
![]() | ![]() |