الموضوع: قصص القرآن
عرض مشاركة واحدة
#28 (permalink)  
قديم 04-10-2007, 10:07 AM
عبدالرحمن الجميعان
عضو مجالس الرويضة
عبدالرحمن الجميعان غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1082
 تاريخ التسجيل : 28-08-2007
 فترة الأقامة : 6679 يوم
 أخر زيارة : 27-01-2008 (11:48 AM)
 العمر : 71
 المشاركات : 50 [ + ]
 التقييم : 100
 معدل التقييم : عبدالرحمن الجميعان مجتهد عبدالرحمن الجميعان مجتهد
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: قصص القرآن



القصص القرآني22
جاءت سورة الأعراف، تريد تأكيد قضية التبليغ، ومواجهة الملأ مواجهة لا هوادة فيها، والثبات على الحق، (كتاب انزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه..)، فالغاية من الدعوة عند محمد(صلى الله عليه وسلم)، هي ذاتها عند نوح، وهود، وصالح، وجميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، و هي تعبيد الناس و إرجاع الناس إلى فطرتهم التي فطر الناس عليها، ودفعهم نحو تطبيق المنهج والتشريع المنزل من الله تعالى على يد النبي والرسول.
ولنسترجع شيئاً من القرآن الذي ذكر بعض القضايا المهمة جداً في الدعوة،
( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (27)
وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (28)
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)
فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ).. ..!
لباس التقوى، وستر العورات المادية والمعنوية، فردياً ومجتمعياً، حركة الشياطين، وقدرتهم على إغواء بني آدم، ضرورة تيقظ أبناء آدم لتلك المعركة التي خاضاها آدم و زوجه، ضد إبليس، الذي كان يريد إخراجهما من رحمة الله، و من الجنة، وهي معركة ستمتد بين بني آدم، وبين بني إبليس، ولكن الله تعالى كان يريد رحمة بني آدم، فلهذا أرسل لهم المرسلين.
تأكيد القرآن لفساد تراث الآباء والأجداد، وأنه لا ينبغي للمجتمع، أن يرتد إلى تلك التقاليد البالية، ثم عدم إلقاء تبعة إضلال بني آدم، مع تراث آبائهم، على الخالق سبحانه، بل هذا من فعل الشيطان وأوامره التي يوسوس بها لبني آدم، من خلال جنوده.
تحول المجتمع الإنساني منذ ذلك العهد الآدمي إلى فريقين، فريق ضلالة، وفريق هدى الله، وهذه قضية استمرت ولا تزال بين المجتمعات، فمجتمع كافر بالله وبرسوله، وآخر مؤمن، ولا يلتقيان أدباً، مهما حاول المموهون، والمميعون أن يجعلوا القضية رهن الواقع، وأن يرفعوا قضية الولاء والبراء، فهذا هو الدين منذ كان آدم، وإلى أن تقوم الساعة.
برزت قضية أخرى في هذا المجتمع القوي، العنيف، الذي جاب الصخور، وصنع منها قصوراً، و عاش بين الجبال، فكأن قلوبهم، اكتسبت شيئاً من قسوة الصخر وشدة الجبال.
نلاحظ التشابه الكبير بين أقوال الأنبياء لأقوامهم، مما يدل على وحدة الدين، و أن الخالق والمرسل واحد لا شريك له.
ثم تشابهت أقوال الملأ، للدلالة على تشابه العقول ونمطية التفكير لدى هذا الملأ، , و أنهم تحركهم مصالحهم و لا يحركهم الدين.
في هذه السورة لم تُذكر تفاصيل كثيرة، كما في سورة هود مثلاً، ولكنها هنا ذكرت لتأكيد قضية أخرى، هي قضية التبليغ والدعوة، ومواجهة المشركين، دون خوف ولا وجل.
الحوار والجدل:
بدأت القصة بهذه الآية،(و إلى عاد أخاهم هوداً،...أفلا تتقون!؟)
(أخاهم) من بني جلدتهم، ومن القبيلة نفسها، فهو قد عاش بينهم، وخبرهم، وتعرف إليهم، وهم عرفوه، فلا غرابة بينه وبينهم.
وعند الإرسال، قال هود لهم: اعبدوا الله، سمى الإله الحق، بأنه الله تعالى، فهو المستحق للعبادة، و هو المستحق لأن يتوجه له الناس بالدعاء، والنذور، والعمل ، ولا يضعون معه شخصاً أو مخلوقاً يتقربون به إلى الله، ما لكم: ليس لكم إله غيره، لماذا؟
لأنه الخالق، و من يخلق، يعرف ما يصلح شأن المخلوقين، لهذا فهو يضع لهم منهجاً، وطريقاً، (ألا يعلم من خلق..)؟!!
فهنا يوجه هود(عليه السلام) في دعوته، هؤلاء المشركين، نحو العقل، ونحو التفكير المنطقي السليم، ويخبرهم، ويريد أن ينفض عنهم التراب، والظلام الذي ران على قلوبهم، فلا إله غيره خلقكم، ورزقكم، وأنعم عليكم..
ثم يستنكر منهم هذا الموقف، وكيف أنهم لا يخافون الله، ولا يتقونه، و هم في هذا التفريط بعبادتهم، و ضعف علاقتهم بالخالق المستحق للعبادة..!



 توقيع : عبدالرحمن الجميعان

رد مع اقتباس