الموضوع
:
قصص القرآن
عرض مشاركة واحدة
#
32
(
permalink
)
08-10-2007, 01:17 AM
عبدالرحمن الجميعان
عضو مجالس الرويضة
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
1082
تاريخ التسجيل :
28-08-2007
فترة الأقامة :
6679 يوم
أخر زيارة :
27-01-2008 (11:48 AM)
العمر :
71
المشاركات :
50 [
+
]
التقييم :
100
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
رد: قصص القرآن
القصص القرآني 26
مع سورة المائدة
ذكرنا طرفاً من إيحاءات الآيتين الأوليين من سورة المائدة، ونكمل في هذه الحلقة شيئاً من ذلك، فالآيات من 3-5 تتحدث عن الحلال والحرام في المأكل والمشرب، وتحليل ما يسمى عليه من ذبائح أهل الكتاب، وهي علاقة جديدة، بين الجماعة المسلمة، وأهل الكتاب(اليهود والنصارى)، و عرجت الآية كذلك إلى تزويج المسلم من الكتابيات العفيفات، و هذه صيغة من صيغ التعايش في المجتمع المسلم الكبير، والمتنامي، فهي حالة جديدة من الحالات التوسعية في المجتمع والدولة، تصاحبها حالة من حالات التوسع في الأحكام، مما يدل على أن هذا المنهج منهج شمولي واقعي، يعيش مع الحدث، ومع هموم المجتمع المسلم والفرد المسلم.
وهنا أيضاً، تبدو سلطة المجتمع المسلم، وفرض هيمنته على القلة التي تريد أن تتعايش، فلا يمنع من تزويج المسلم الذكر فقط، من الكتابيات العفيفات، ولا يمنع المأكل والملبس والمشرب، ولكن كل ذلك بشرط، أن تكون العلامة الظاهرة هي سنة محمد(صلى الله علي وسلم) وإظهار شعار الدين القويم، و ليس التميع، وإعطاء القلة سلطة الاستيلاء والتحكم بالكثرة.
أما الآية السادسة فتتكلم عن الوضوء و التيمم عند القيام للصلاة، و تقتصر الآية على فرائض الوضوء دون سننه، لتترك مجالاً كبيراً جداً، للسنة تعطي تفاصيلها اليومية الدقيقة، التي يتعرض لها الفرد.
نلاحظ منذ أول السورة التعرض للأحكام الفقهية العملية على مستوى الفرد والمجتمع والدولة، وقد سبقتها الأمر بحفظ العقود، والمحافظة على المواثيق و العهود.
أما الآيات (7-8)، ففيها الأمر بالمحافظة على ميثاق الإيمان بين الجماعة المؤمنة، وبين الله تعالى، ولا شك أن كل ذلك كان عن طريق الرسول(صلى الله عليه وسلم)، ثم الأمر بتقوى الله تعالى، و الخوف منه، وعدم هدر المواثيق والعهود، بل يجب المحافظة عليها، ثم يأمرهم القرآن بالشهادة بالعدل، حتى و لو كانت الشهادة، لأقوام بيننا وبين عداء أو بغض أو كره، وتلك تربية سامية، وميزة تميز بها هذا المجتمع عن سائر مجتمعات الأرض بعامة، ولكن الأقوام الآخرين لم يحفظوا للمسلمين هذه الميزة، بل استغلوها أبشع استغلال، وعاثوا في أراض ودماء وأعراض المسلمين!
ثم تمضي الآيات، تذكر اليهود والنصارى، وتذكرهم بالعهود والمواثيق، ثم تذكر الآيات قصة اليهود مع نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام، وهذه قصة مهمة جداً في السياق وهي تمهد لقصة ابني آدم.
وانظر إلى سياق القصة من الآية 20- 26
فهي تحكي قصة بني إسرائيل، الذين أخذ الله منهم الميثاق على الإيمان بالنبي محمد(صلى الله عليه وسلم)، وبالمحافظة على ميثاق الله تعالى، ولكنهم لم يفعلوا شيئاً من ذلك أبدا، بل خانوا الله وخانوا الرسول(ص) وخانوا المجتمع المسلم.
في هذا السياق تأتي قصة ابني آدم، بعد قصة موسى وقومه، خيانة واضحة، وخور فاضح، وجبن عام، ينزله الله تعالى في آيات تتلى، ليسمع المسلمون، ويأخذوا حذرهم، على أنفسهم، ومن هؤلاء الأشقياء المعاندين المتربصين بالجماعة المسلمة الجديدة، التي سكنت المدينة، وجاورتهم.
فهي قصة مجتمع مهلهل الضمير، خائر القوى، لا يتماسك، يعيش على الخداع و المواربة، و لا يستطيع أن يحيا نظيفاً، مرتقياً بتفكير، و لا مواجهاً للناس، بل يتخفى وينافق، و الكذب علامة واضحة في كل تعاملاته مع الغير.
قصة واقعية قديمة، لنقض العهود والمواثيق، ثم تأتي قصة ابني آدم، لتضيف شيئاً إلى رصيد التجربة في حس المسلم، وإلى رصيد التاريخ، وإلى رصيد معرفته بطبائع البشر، وتقلبات النفوس...
قصتان بعيدتان زمناً، ولكنهما تشتركان في كل من المعطيات، و التفاصيل....... ..
.هناك تمثل الشخصيتان مجتمعين منفصلين، مجتمع يحافظ على إسلامه وتقواه وخوفه من الله، وعلى مواثيقه، وعهوده،
وشخصية تمثل مجتمعاً كاذبا يسطو بيديه و لا يتورع عن أي عمل إجرامي ضد الذي أمامه.
ولهذا تبدأ القصة بكلمة(و اتل عليهم..)..ويذكر الطبري، أنها لأهل الكتاب الذين ظاهروا النبي(صلى الله عليه وسلم) وحاربوه.!
تمهيد للقصة، أتى بشكل سلس، وجميل، مع تفصيل للأحكام، وشرح للمجتمع الإنساني، مع توضيح لشيء من طبائع البشر، منذ القدم..!
توقيع :
عبدالرحمن الجميعان
زيارات الملف الشخصي :
0
إحصائية مشاركات »
عبدالرحمن الجميعان
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.01 يوميا
عبدالرحمن الجميعان
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عبدالرحمن الجميعان
البحث عن المشاركات التي كتبها عبدالرحمن الجميعان