الموضوع: قصص القرآن
عرض مشاركة واحدة
#4 (permalink)  
قديم 16-09-2007, 09:11 PM
عبدالرحمن الجميعان
عضو مجالس الرويضة
عبدالرحمن الجميعان غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1082
 تاريخ التسجيل : 28-08-2007
 فترة الأقامة : 6675 يوم
 أخر زيارة : 27-01-2008 (11:48 AM)
 العمر : 71
 المشاركات : 50 [ + ]
 التقييم : 100
 معدل التقييم : عبدالرحمن الجميعان مجتهد عبدالرحمن الجميعان مجتهد
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: قصص القرآن



القصص القرآني 3
للقصص القرآني سمات اتصف بها و انفرد، لم يشركه كتاب ولا مقول، ولا رواية وقصة..!
فمن جهة أنه(القصص) جاء في كتاب كان إعجازاً لمن قرأه، فأخذت القصة مكانتها الأدبية والبلاغية من هذا الباب..
ومن جهة فهو قصص حقيقي لا دخل للخيال فيه، فكل ما فيه لم يكن إلا حقيقة مجردة، وفوق أنها حقيقة، فقد جاء السرد واقعياً، ويحمل بلاغة و دقة متناهية لا توازيها دقة ولا بلاغة أي سارد أو راو..
ومن أخرى، فهو مضرب الأمثال، ولم يذكره ربنا للتسلية وتزجية الوقت، بل كل ما فيه عبرة(فبهداهم اقتده..)..
ومنه الابتعاد عن التفاصيل الغارقة في الغموض، وبعد القارئ عن الخوض في تفاصيل دقيقة جداً لا تعود عليه بنفع، مثل اسم النملة التي كلمت سليمان (عليه السلام) أو عدد أصحاب أهل الكهف، وغيرها من أمور أغمضها القرآن ولا فائدة من ذكرها، ولا طائل..
ومنها أن قصصه تنوعت، في السرد، وتنوعت في العرض، وتنوعت في ا لزمان والمكان والشخوص...
فكل ما جاء في قصة آدم ينطبق عليه هذا وأكثر..انظر إلى نسق الآيات في سورة البقرة
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30)
وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)
قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)
قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33)
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (35)
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)
فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)
قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (38)
وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) )
هذه هي القصة، وهكذا عرضها القرآن في هذه السورة، لأمر قد قلناه آنفاً، هنا القصة القرآنية، لا تبدأ هكذا بدون سابق انذار، بل يمهد لها الكتاب بمقدمة، تتناسب مع السورة كلها وموضعها، ومع القصة، فيتناسب الأسلوب، والسرد، والعبرة والألفاظ....
هذا الحدث الكبير والعظيم، لم يحدث في الأرض، ولم يحدث في مكان معلوم، بل حدث قل الزمان والمكان، حدث في السماوات، وحدث قبل الإنسان....فمن فضل الله علينا أن أرانا و أسمعنا هذا المشهد رأي قلب، وكأننا نراه، قول الله العليم المتعال الكبير....وقول الملائكة، كيف كان كذلك؟ أليست هذه رحمة من فيض رحماته سبحانه، أنه يعطي الإنسان الصغير هذا الكم الهائل من العلم الذي لم يشهده..!؟
إنه لأمر جلل لو فطن المرء إليه...الله جل في علاه يريد، أن يخلق خلقاً مكرماً، هو اعلم به، أنه سيكون منه العصيان والاستكبار....ف يتفضل علينا سبحانه، ثم يذكر هذا الأمر لنا ونحن نقرأ، ولكن هل نعتبر؟!
لو تحدثنا ليل نهار حول القصص القرآني لعجزنا..وقد ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:لو أردت أن أحمل على سبعة جمال من أحمال في تفسير الفاتحة لما وفت...أو كما قال قريباً من هذا المعنى..وقد صدق ولم يبالغ...فالقرآن ينتظر منا تثويره في عقولنا ، واستشعاره في نفوسنا...ثم الحركة به في المجتمع..!



 توقيع : عبدالرحمن الجميعان

رد مع اقتباس