الموضوع: قصص القرآن
عرض مشاركة واحدة
#31 (permalink)  
قديم 07-10-2007, 11:47 AM
عبدالرحمن الجميعان
عضو مجالس الرويضة
عبدالرحمن الجميعان غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1082
 تاريخ التسجيل : 28-08-2007
 فترة الأقامة : 6675 يوم
 أخر زيارة : 27-01-2008 (11:48 AM)
 العمر : 71
 المشاركات : 50 [ + ]
 التقييم : 100
 معدل التقييم : عبدالرحمن الجميعان مجتهد عبدالرحمن الجميعان مجتهد
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: قصص القرآن



(25)

القصص المدني



رأينا شيئاً من المنهجية القرآنية في القصص المكي، ونلاحظ في القرآن المدني، غياب قصص المرسلين وصراعهم مع أقوامهم، مع بقاء هذا القصص مقروءاً في المصاحف إلى قيام الساعة، لإكمال رصيد التجربة، ورصيد العقل، ورصيد السلسلة الدعوية.

في القرآن المكي كان التركيز على الصراع والحوار، وإهلاك المعاندين والكافرين، أما في القصص المدني، فهناك منهجية أخرى، في عرض القصص، فنجد قصة إبراهيم مع ذبح الطيور، وقصة عزير وحماره، وقصص بني إسرائيل..وقد رأينا التكرار والتقطيع في القصص المكي، أما في القصص المدني فلا نجد هذا التكرار.

سورة «المائدة» وقصة قابيل وهابيل:

جاءت هذه القصة في سورة واحدة فقط، لم تتكرر، وهي سورة المائدة، وهي آخر سورة نزلت كاملة، جاء في تفسير ابن كثير (الإمام أحمد روى عن أسماء بنت يزيد قالت: «إني لآخذة بزمام العضباء، ناقة رسول الله () إذ نزلت عليه المائدة كلها، وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة. وروى -أيضاً- الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: «أنزلت على رسول الله () سورة المائدة وهو راكب على راحلته، فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها»)1.

والحديثان إسنادهما صحيح، كما حقق ذلك العلامة أحمد شاكر رحمه الله تعالى.

وجاء أيضاً (روى جبير بن نفير قال: «حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: يا جبير تقرأ المائدة؟ فقلت: نعم، فقالت: أما انها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم من حرام فحرموه »)2.

و(الغرض الجامع في السورة على ما يعطيه التدبر في مفتتحها ومختتمها، وعامة الآيات الواقعة فيها، والأحكام والمواعظ والقصص التي تضمنتها هو الدعوة إلى الوفاء بالعهود وحفظ المواثيق الحقة كائنة ما كانت، والتحذير البالغ من نقضها وعدم الاعتناء بأمرها، وأن عادته تعالى جرت بالرحمة والتسهيل والتخفيف على من اتقى وآمن ثم اتقى وأحسن، والتشديد على من بغى واعتدى وطغى بالخروج عن ربقة العهد بالطاعة، وتعدى حدود المواثيق المأخوذة عليه في الدين. ولذلك ترى السورة تشتمل على كثير من أحكام الحدود والقصاص، وعلى مثل قصة المائدة، وسؤال المسيح، وقصة ابني آدم، وعلى الإشارة إلى كثير من مظالم بني إسرائيل ونقضهم المواثيق المأخوذة منهم، وعلى كثير من الآيات التي يمتن الله تعالى فيها على الناس بأمور كإكمال الدين، وإتمام النعمة، وإحلال الطيبات، وتشريع ما يطهر الناس من غير أن يريد بهم الحرج والعسر. وهذا هو المناسب لزمان نزول السورة إذ لم يختلف أهل النقل على أنها آخر سورة مفصلة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أواخر أيام حياته وقد ورد في روايات الفريقين: أنها ناسخة غير منسوخة، والمناسب لذلك تأكيد الوصية بحفظ المواثيق المأخوذة لله تعالى على عباده والتثبت فيها)3.

عرض السورة ومحتواها:

(يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد . يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب).

تبدأ السورة بالنداء العلوي الجليل (يا أيها الذين آمنوا..)، فكأن السورة نداء لهؤلاء، ليصيخوا أسماعهم، ويتيقظوا، ويتنبهوا، فالأوامر لهم لا لغيرهم، ثم جاء الأمر بالوفاء بالعهود والمواثيق، وأوفى العهود هو العهد مع الله تعالى، ثم مع المسلمين، ثم مع غير المسلمين، والوفاء بالعهد صفة لا ينبغي أن تنزع من المجتمع المسلم، ولا من الأفراد!

ثم ختمت الآية الأولى(إن الله..) وهكذا يربط القرآن، بين المسلم في حياته، وفي مجتمعه، وبين علاقته بالله تعالى..(يحكم).ف هي أحكام مقننة، ومحكمة، وغير منسوخة..!

في الآية الأولى أمر، وفي الثانية نهي..!

حواش وهوامش

1- عمدة التفسير، مختصر ابن كثير(احمد شاكر)،

2- البيان في تفسير القرآن- ص 342

3- تفسير الميزان السيد الطباطبائي ج 5 ص 157



 توقيع : عبدالرحمن الجميعان

رد مع اقتباس