الموضوع: قصص القرآن
عرض مشاركة واحدة
#6 (permalink)  
قديم 17-09-2007, 03:55 AM
عبدالرحمن الجميعان
عضو مجالس الرويضة
عبدالرحمن الجميعان غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1082
 تاريخ التسجيل : 28-08-2007
 فترة الأقامة : 6682 يوم
 أخر زيارة : 27-01-2008 (11:48 AM)
 العمر : 71
 المشاركات : 50 [ + ]
 التقييم : 100
 معدل التقييم : عبدالرحمن الجميعان مجتهد عبدالرحمن الجميعان مجتهد
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: قصص القرآن



القصص القرآني 5
في قصة آدم وقفنا على بعض ملامح عامة تعين على فهم القصة في القرآن، ورأينا كيف أن للقصة جواً خاصاً،
ثم رأينا أن قصة آدم عليه السلام تختصر الحياة البشرية، كلها في بضع كلمات قصيرة، وتشرع في تحديد معالم الدرب في الحياة للمؤمنين، وقضية صراعهم مع الشيطان(إبليس) ملك الصراع غير المتوج، وسيد الكلمة لدى الضالين والمنحرفين عن سواء الصراط..
ثم بعد قصة آدم يجدر بنا أن نعرج على قصة نوح عليه الصلاة والسلام، تلك القصة التي جسدت الحقيقة التي تحدث عنها القرآن وهي قضية الصراع، بين الحق والباطل، فكأن قصة نوح عليه السلام، هي الجانب التطبيقي العملي لنظرية الصراع-إن صح التعبير- ولا نعني بقولنا نظرية ما يتبادر إلى البعض أنها في مقابل الحقيقة، كلا بل نعني شيئاً آخر، وهي التأصيل!
لو لا حظنا التعقيبات القرآنية في سورة البقرة، بعد قصة آدم عليه السلام، انظر واقرأ
(فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
التعقيبات القرآنية على القصة تؤكد أزلية الصراع، و تؤكد قضية مهمة جداً، وهي أن الإنسان في الأرض، لن يهتدي، ولن يفلح، ولن يستعمر الأرض، ويستغلها خير استغلال إلا بالتوجه للوحي، والإيمان به، و إتباعه حق الإتباع، لأن الآية تؤكد قضية ومسألة هامة، وهي أن هناك سيكون رسل، يأتون من الله خالق الإنسان، وأن الله تعالى لن يترك الإنسان هملاً و لا سدىً، بل سيرسل إليه من يوقظه من سباته، ويهزه ويعيده إلى جادة الصواب....ثم تؤكد الآية أن هدى الله واحد، فجاء مفرداً، (هداي) ، ليؤكد أن سيأتي من يدعي الهدى، والصواب والحق، وهو من أشد الناس إيغالا بباطل... !
ثم سيكون هناك فريقان لا ثالث لهما، فريق هدى،فمآله للجنة، وفريق حقت عليه الضلالة، فمثواه الأبدي في نار جهنم سعيراً.
ثم تعرج الآيات إلى بني إسرائيل
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ
وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ
وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ
وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ )...
ذلك أن البقرة هي أول سورة نزلت بالمدينة، وستكون هناك الأحكام والعلاقات مع الآخرين، والدعوة تحولت إلى دولة، ذات سيادة وقانون، فلابد إذن من تبصير الجماعة الفتية، ذات الدولة الناشئة، وسط الكرة الأرضية المليئة بالكفر، من تحذير، وتحديد، تحذيرها من العدو، الذي سيتخذ شكلاً آخر، شكل الدهاء والمكر و المؤامرات، والتخطيط السري البغيض، للقضاء على الدولة، وعلى قياداتها...
ثم كان لا بد من تحديد القواعد الأساسية في التعامل مع الجماعات المتواجدة، وعلاقتها بالدولة، ورسم سياسة التعايش، وسياسة المهادنة والدفاع....
فكانت الآيات التي تطرقت إلى ذكر بني إسرائيل، من يهود ونصارى، في المدينة، وذكرتهم بما يفعله أجدادهم، الذين عاشوا من قبل، وكيف كان لإبليس طريق عليهم، فهنا يأمرهم بالوفاء بالعهد، مع غيرهم المقصود –والله تعالى أعلم- دولة الرسول(صلى الله عليه وسلم)،وعهودهم مع أنبيائهم، ثم عهودهم مع النبي الكريم محمد بن عبدالله(صلى الله عليه وسلم)...
ثم تتطرق إلى الأحكام والعبادات.....و غيرها من أمور...
كل ذلك له علاقة بقصة آدم، من الهبوط إلى الأرض، والصراع، وإبليس...
هذه بعض فتات مما تطرق إليه القرآن الكريم، مقالاتنا هذه ليست للتفسير، بل هي محطات نستروح معها شيئاً من نسائم هذا الكتاب العزيز...!



 توقيع : عبدالرحمن الجميعان

رد مع اقتباس