الموضوع
:
قصص القرآن
عرض مشاركة واحدة
#
24
(
permalink
)
30-09-2007, 12:06 AM
عبدالرحمن الجميعان
عضو مجالس الرويضة
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
1082
تاريخ التسجيل :
28-08-2007
فترة الأقامة :
6675 يوم
أخر زيارة :
27-01-2008 (11:48 AM)
العمر :
71
المشاركات :
50 [
+
]
التقييم :
100
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
رد: قصص القرآن
القصص القرآني (18)
النواميس الكونية
خلق الله تعالى نواميس (قوانين وسنن) تمضي في الكون كله، نواميس كونية، ونواميس شرعية، مثل النواميس الكونية، شروق الشمس من المشرق، وغروبها من المغرب، الحياة لا تصلح إلا بالتدافع الحضاري، الزرع لا ينبت إلا وفق عملية كيماوية وفيزيائية وحيوية محددة، الإنسان يولد ويكبر ويهرم ثم يموت، وهكذا دواليك، أما السنن الشرعية، مثل ان الله يهلك القوم إذا انحرفوا عن منهجه، وان الله يمكّن لعباده المؤمنين تطبيق المنهج في حياتهم متى ما خضعت حياتهم فردياً للمنهج، وهكذا تستمر هذه السنن(النواميس) تتجدد في الكون، ولا بد من ملاحظتها والعمل وفقها، وإلا حصل التضارب والصراع و الفصام النكد على النفس وعلى المجتمع.
هذه السنن (الكونية) قد يعطلها الله تعالى -لأن السنن (النواميس الشرعية - لا تتبدل ولا تتغير (ولن تجد لسنة الله تبديلاً)، (ولن تجد لسنة الله تحويلاً) - فالنواميس الكونية، متى اختل نظام بني آدم، تغيرت السنن الكونية، مثلا يقول الله تعالى(وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)، فهنا حصل خلل كوني، بعُد الإنسان عن الدين القويم، وعن التعبد بالمنهج الصحيح، فاختل نظام الكون اختلالاً كبيراً، ما أدى إلى خروج هذه الدابة، والتي هي من علامات الساعة الكبرى.
فلا يختل نظام في الكون، إلا نتيجة طبيعية لخلل حصل من بني آدم،فقوم نوح مثلاً، بعد أن لبث نوح يدعوهم تسعمئة وخمسين عاماً، لم يلتفتوا إليه، بل آذوه و آذوا الجماعة المؤمنة، ونوح (عليه السلام) مع المؤمنين، لا طاقة لهم بهؤلاء، فلا بد من تدخل السماء..!
فقد ذكر ابن الأثير في تاريخه (الكامل) عن ابن إسحاق ما نصه:
(إن قوم نوح كانوا يبطشون به فيخنقونه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال: اللهم اغفر لي ولقومي فإنهم لا يعلمون حتى إذا تمادوا في معصيتهم وعظمت في الأرض منهم الخطيئة وتطاول عليه وعليهم الشأن اشتد عليه البلاء وانتظر النجل بعد النجل فلا يأتي قرن إلا كان أخبث من الذي كان قبله حتى إن كان الآخر ليقول: قد كان هذا مع آبائنا وأجدادنا مجنونًا لا يقبلون منه شيئًا وكان يضرب ويلفّ ويلقى في بيته ويرون أنه قد مات فإذا أفاق اغتسل وخرج إليهم يدعوهم إلى الله فلما طال ذلك عليه ورأى الأولاد شرًّا من الآباء قال: ربّ قد ترى ما يفعل بي عبادك فإن تك لك فيهم حاجة فاهدهم وإن يك غير ذلك فصيرني إلى أن تحكم فيهم فأوحى إليه: {أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن} [هود: 36]. فلما يئس من إيمانهم دعا عليهم فقال: {ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارًا} [نوح: 26].
هذا قليل مما كان يلقاه نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام، وهذا مما يؤكد اختلال النظام الاجتماعي في المجتمع آنذاك، ففشا الظلم، والتولي عن منهج الله ومحاربته حرباً شعواء...
ثم نلاحظ ملاحظة وهي أن في السورة تكرر ذكر القرآن (جاء أمرنا)، ما يدل على أن العذاب من الله تعالى وسيأتي مزيد بيان. فبدأ الخلل في الأرض (فار التنور) إيذاناً بانطلاق شيء يخالف سنن الكون، (فار القدر يفور فورا و فورانا إذا غلا و اشتد غليانه، و فارت النار إذا اشتعلت و ارتفع لهيبها، و التنور تنور الخبز،)
وذلك أن (التَّنُّور:هُو َ التَّنُّور الَّذِي يُخْبَز فِيه، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوف مِنْ كَلَام الْعَرَب، وَكَلَام اللَّه لَا يُوَجَّه إلاّ إِلَى الْأَغْلَب الْأَشْهَر مِنْ مَعَانِيه عِنْد الْعَرَب إلاّ أَنْ تَقُوم حُجَّة عَلَى شَيْء مِنْهُ بِخِلَافِ ذَلِكَ فَيُسَلَّم لَهَا. وَذَلِكَ أَنَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِنَّمَا خَاطَبَهُمْ بِمَا خَاطَبَهُمْ بِهِ لِإِفْهَامِهِمْ مَعْنَى مَا خَاطَبَهُمْ بِهِ)
وكما ذكرنا آنفاً، أن هناك شيئاً غريباً سيحدث في الكون، ودليله قلب النواميس، فالتنور الذي تسجر فيه النار، سيفور بالماء، والماء عدو النار، ولكنها قدرة الله تعالى التي أذنت بانقلاب الناموس الكوني.
توقيع :
عبدالرحمن الجميعان
زيارات الملف الشخصي :
0
إحصائية مشاركات »
عبدالرحمن الجميعان
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.01 يوميا
عبدالرحمن الجميعان
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عبدالرحمن الجميعان
البحث عن المشاركات التي كتبها عبدالرحمن الجميعان