الموضوع: قصص القرآن
عرض مشاركة واحدة
#5 (permalink)  
قديم 16-09-2007, 09:11 PM
عبدالرحمن الجميعان
عضو مجالس الرويضة
عبدالرحمن الجميعان غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1082
 تاريخ التسجيل : 28-08-2007
 فترة الأقامة : 6676 يوم
 أخر زيارة : 27-01-2008 (11:48 AM)
 العمر : 71
 المشاركات : 50 [ + ]
 التقييم : 100
 معدل التقييم : عبدالرحمن الجميعان مجتهد عبدالرحمن الجميعان مجتهد
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: قصص القرآن



القصص القرآني4
الصراع الأبدي، والدائم، والمتأجج، بين عناصر الخلق في الأرض، الرجل، المرأة، الشيطان، الجن.....!
أربعة عناصر، تفاعلها يؤدي إلى حركة الحياة في الكون...
بدأت هناك في الملأ الأعلى، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (35)
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)
فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37))
المسألة بدأت من الأمر بالسجود، الذي كان أمراً إلهياً ، الأمر الإلهي الذي صدر للملائكة، وإبليس كان من ضمنهم عبادة، لا جنساً، فشمله الأمر، لأن الأمر كان للجميع، فبمجرد سماع الأمر، هوت الملائكة سجوداً لآدم، تنفيذاً لأمر الله، وحباً في طاعته، وخوفاً من عصيانه....والمل ائكة (لا يعصون الله ما أمرهم..ويفعلون ما يؤمرون...)...فه م، معصومون من العصيان، لأنهم خلقوا طائعين، وخلقوا لطاعة خلقهم، ومن ثم فهم يفعلون ما يصدر لهم من أمر ....نفي لعصيانهم، واثبات لطاعتهم....
من هنا بدأ الصراع، و وغر قلب إبليس حقداً، وغيظاً على آدم، الذي خلق بعد خلق الملائكة، والجن....إبليس. .اسم برز في القصة، وقد كان مستوراً، وبروزه بقوة وعنف، ورفض لأمر خالقه، بوقاحة متناهية، فذكره الله تعالى بهذا الصورة الحقيقية، الرائعة الوصف، (إلا إبليس....)...اس تثناء منقطع، لم يسجد، بل اعترض فوق عدم سجوده، ثم رفض السجود، إلا إبليس أبى....رفض السجود، واستكبر على آدم، ورد الأمر الإلهي، ومن هنا كفر بالله، فكفره ليس من باب الجحود لوجود الله، بل كان يؤمن بالله أنه خالق، ورازق، وعليم....ولكن كفره جاء من باب آخر وهو رد الأمر التكليفي، ومن هنا فرق مابين آدم عليه السلام، الذي أذنب وعصى ربه، ثم استغفر وأناب، ورجع إلى ربه ذليلاً، مستكيناً راجياً رحمة ربه وعفوه...
ولكن إبليس، رفض، واستكبر، وعارض أمر الله تعالى، ثم لم يتذلل لربه، ولم يستغفر من ذنبه، ومن هنا التفريق بين ذنبين، ذنب فيه استخفاف، أو إنكار لأمر الخالق تعالى، أو رفض التطبيق، كمن مثلاً يقول بأن الخمر حلال، ولم تحرم، أو من يأتي يستهزئ بتحريم الخمر...فذلك كفر وخروج عن دائرة الإيمان... والجانب الآخر، غلبه هواه فعصى وشرب الخمر، أو أذنب ذنباً كبيراً، دون رفض التحريم، ودون استهزاء، ثم تاب إلى ربه و وأناب واستغفر،فذلك مغفور له...فمن هنا نتعلم أن الأوامر الإلهية، كلها رحمة للعباد، حتى تستقيم حياتهم، فلا ينبغي التفكير في تطبيقها أو عدم تطبيقها، و لا ينبغي الاستهزاء أو السخرية منها، أو رفضها، أو الاستكبار عنها، أو القول بأنها لا تصلح في هذا الزمان للتطبيق...فتلك قضية خطيرة جداً قد تنقل المرء من إسلام إلى كفر بواح..!
ومن الأمور التي ينبغي الوقوف عليها، في قصة آدم، عليه السلام، هو قضية الشجرة، وهل هي التفاحة أو أي شجرة أخرى؟؟؟
وتلك قضية لا طائل من البحث فيها، ولو كانت تفتح لنا أفقاً أو تفيدنا في القراءة القرآنية أو في الحياة، لأنبأنا الله خبرها، ولكنه تعالى سماها شجرة..فنكتفي بهذا الاسم..لأننا مهما قلنا أو بحثنا فلن نصل إلى نتيجة...ولكننا نستفيد من مسألة الشجرة، بقضايا أخرى، مثلاً ندرك بأن الله تعالى حرم على آدم وزوجه شجرة واحدة فقط، من الاقتراب أو الدنو منها،(ولا تقربا..)، فمجرد الاقتراب يودي إلى الهلاك...حتى نتيقن بأن الحرام في الدنيا –في دين الله – قليل بجانب الحلال الكثير...وحتى ندرك بأن الاقتراب من الحرام يؤدي إلى الوقوع فيه...!
سنتوقف لنواصل في قراءة أخرى..!



 توقيع : عبدالرحمن الجميعان

رد مع اقتباس