الموضوع: قصص القرآن
عرض مشاركة واحدة
#2 (permalink)  
قديم 16-09-2007, 09:04 AM
عبدالرحمن الجميعان
عضو مجالس الرويضة
عبدالرحمن الجميعان غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1082
 تاريخ التسجيل : 28-08-2007
 فترة الأقامة : 6675 يوم
 أخر زيارة : 27-01-2008 (11:48 AM)
 العمر : 71
 المشاركات : 50 [ + ]
 التقييم : 100
 معدل التقييم : عبدالرحمن الجميعان مجتهد عبدالرحمن الجميعان مجتهد
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: قصص القرآن



2- القصص القرآني
تناولنا في مقالة سابقة شيئا من الحديث حول القصص القرآني وعرضه القصة، واليوم نتناول طريقة العرض القرآني للقصة......
القصة في القرآن:
عرض القصة في القرآن يخضع لعدة أمور، منها مناسبة النزول، ومنها مناسبة القصة للسورة، لهذا تجد التشابه في الأحداث، والاختلاف في العرض والأسلوب، فمثلاً، لو تناولنا قصة آدم عليه السلام التي جاءت في أكثر من موضع في الكتاب، وجاء اسم آدم في ما يقارب25 مرة تقريباً، لوجدتها تختلف كل المخالفة في طريقة العرض، مع الأخذ بالاعتبار، أن مشهد الملائكة قبل الخلق لم يعرض بهذه الصورة الواسعة إلا في سورة واحدة، وذلك مما يجعل المرء يزيد في التدبر والتفكر، وأن هذا القصص لم يأت اعتباطاً، وإنما جاء وفق سنة إلهية، و وفق حكمة ربانية، قد لا نعرف كنهها، ولكننا نحس بها ونشعر..!
فسورة البقرة مثلاً تتحدث عن إحياء الموتى، وعن الكتاب، وعن العلاقات بين المسلمين وغيرهم، و تأتي بمشاهد من القيامة، وتتحدث عن الحياة قبل الخلق....
بدأت ب(ألم..ذلك الكتاب....)...
ثم عرضت الأصناف الثلاثة للناس أمام الهدى والكتاب....ثم عرجت على ذكر أهل النفاق، لأن القرآن كتاب حركة ستقيم الدنيا، وتتعامل مع الواقع وفق منهج الله، فكان تنزيله وفق احتياجات الحركة الإسلامية المتمثلة بالنبي(صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم،ولم يمنع ذلك من امتداد النص القرآني ليشمل الزمان والمكان، ويكون نقطة انطلاق لمن تمثل بالمنهج القرآني نفسه الذي كان يعيش الواقع الآنف الذكر..
فالآية 28 تبدأ بسؤال استنكاري، يتمثل بالإنكار الشديد، على العمي والصم والبكم، أولئك الذين لا يرون الحياة الدنيا ودورتها الكونية، (كيف تكفرون بالله وكنتم أموتاً، فأحياكم)...فالع دم سماه ربنا موتاً، وذكرت الآية أن المعاد والدورة الحياتية سوف تنتهي، ويكون المرجع لله وحده تعالى..فالآية تذكر أن هناك خلقاً وحياة ثم موت و رجوع إلى ما بدئ به،(إليه ترجعون)..
ثم ذكرت الآية(هو الذي خلق لكم...)
ثم ذكر القرآن المشهد الأول(وإذا قال ربك..)...

خالق(الرب)، خلق(سماوات، أرض..) ثم خلق خاص، لا نعرف كنهه، إلا من خلال الآيات والأحاديث الصحيحة، (الملائكة)، الذين يسكنون السماوات، والسماوات خلق عظيم جداً...
في ظل هذه المخلوقات الكبيرة والعظيمة، يبرز اسم الإنسان، مخلوقاً من ضمن هذه المخلوقات، ولكنه يتميز بأمر (جاعل في الأرض خليفة...)، الأرض، والأمر من الله تعالى، والاستخلاف في الأرض الكبيرة....
العلاقة بين الله تعالى والإنسان، تبدأ بهذا المشهد، ثم العلاقة بين الإنسان والمخلوقات الأخرى، والملائكة والجن بخاصة...!
و القضية الكبرى التي تناولتها الآيات تختصر في (إني أعلم ما لا تعلمون..)...فال قضاء منه تعالى، وهو العليم الخبير..
قضي الأمر الإلهي بالتكوين والخلق ثم الاستخلاف...ولا راد لفضله، ولا لأمره تعالى..
ثم (علم آدم....) فالتعليم المباشر منه تعالى، علمه، وإنما الإنسان يتعلم، فيعلم، ولا يوجد من يولد عالماً، حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهذا العلم، إشارة كبرى إلى أن العلم الذي يأتي من قبل الله تعالى هو العلم الصحيح، الذي يفقه فيه الإنسان طبائع الخلق، ويعرف سنن الكون، ومجريات الأمور...فالانط لاق إلى الدنيا والدين من خلال هذا العلم والتعليم والفقه... ..ولكن ماذا علم؟
لم تذكر الآيات أي شيء، إنما هي الأسماء،ولا دليل صحيح يدلنا على ماهية السماء ولا ما هي!
فالقول إذن أنها أشياء ومسميات وعلم يستفيد منه آدم والله تعالى أعلم، ويحتاجها، ويعقلها عقله، وتفكيره، فآدم عليه السلام/ هو رمز الإنسان، وتمثلت به الحياة الدنيا وصراعاتها، وكينونة الإنسان و وشائجه، وعلائقه، .....
ولكن كيف تمكن هذا الانسان من العمل والتفكير؟ وكيف ستكون حياته؟ وكيف وكيف..؟
كل هذا سنعرض له في أحاديث قادمة....!



 توقيع : عبدالرحمن الجميعان

رد مع اقتباس