10-10-2007, 05:18 AM
|
| | | | | عضو مجالس الرويضة | | | | | | | لوني المفضل Cadetblue | | رقم العضوية : 1082 | | تاريخ التسجيل : 28-08-2007 | | فترة الأقامة : 6677 يوم | | أخر زيارة : 27-01-2008 (11:48 AM) | | العمر : 71 | | المشاركات :
50 [
+
] | | التقييم :
100 | معدل التقييم : | | بيانات اضافيه [
+
] | | | |
رد: قصص القرآن
28
قربان ابني آدم
في آية المائدة، التي تتحدث عن ابني آدم، اللذين قربا قرباناً، و لا نعلم ما هو القربان، ولا نعلم سبب تقريب القربان، وكل ما قيل حول الحادثة محض أحاديث لا تنتهي سنداً إلى الصادق المصدوق ، و حادثة كهذه، لا يمكن الوثوق بالأقاويل، مهما كان قائلها، إلا من خلال وحي معصوم!
هذا، والقضية ليست مهمة، فما جدوى أن نعلم، القرابين، وسببها، إذا كانت العبرة ماثلة أمامنا دون ذكر للتفاصيل التي نريد.
فالقصة كاملة المضمون، والعبرة، دون إخلال، مع عدم وجود التفاصيل.
(..إذ قربا قرباناً..) قرب الاثنان قرباناً، ولم يذكر القرآن قربانيين، بل أفرد القربان، كأنه والله تعالى أعلم، يريد التركيز على أهمية القربان المُتقبل، وإهمال الآخر، لِم؟!
لا لشيء، إلا لأن الآخر، قرب القربان من دون نفس منه، أو أن قربانه لم يكن الأفضل لديه، فلم يتقبله الله تعالى، ولم يذكره، فالمرء، الذي يعمل أعمالاً تُرى في ظاهرها أنها صالحة، لكنها في الحقيقة لا ترفع عند الله ( والعمل الصالح يرفعه)..فقط.!
فالذي لا يبتغي وجه ربه في عمله، ولا يتخذ من أعماله، أفضلها لله، والذي لا يخرج أحسن ماله، ولا عن طيب نفس منه، فكل هذا قد لا يرفع إلى الله تعالى، بل تظل أعماله تحوم حوله، ولا ترتفع!
(فتُقبل).. «والفعل مبني للمجهول؛ ليشير بناؤه هكذا إلى أن أمر القبول أو عدمه موكول إلى قوة غيبية؛ وإلى كيفية غيبية.. وهذه الصياغة تفيدنا أمرين: الأول ألا نبحث نحن عن كيفية هذا التقبل ولا نخوض فيه كما خاضت كتب التفسير في روايات نرجح انها مأخوذة عن أساطير «العهد القديم».. والثاني الإيحاء بأن الذي قبل قربانه لا جريرة له توجب الحفيظة عليه وتبييت قتله، فالأمر لم يكن له يد فيه، وإنما تولته قوة غيبية بكيفية غيبية؛ تعلو على إدراك كليهما وعلى مشيئته.. فما كان هناك مبرر ليحنق الأخ على أخيه، وليجيش خاطر القتل في نفسه! فخاطر القتل هو أبعد ما يرد على النفس المستقيمة في هذا المجال.. مجال العبادة والتقرب، ومجال القدرة الغيبية الخفية التي لا دخل لإرادة أخيه في مجالها..»1..!
(ولم يتقبل من الآخر)..الآخر، ولم يذكر القرآن الاسم، لأن الاسم ليس مهماً، بل المهم هنا هو الفعل، هو الحدث، ولهذا في كثير من القصص لا يذكر الاسم صراحة، بل صفات، أو إيحاءات، لم يقبل الله تعالى قربان هذا الأخير، لشيء حاصل في قلبه، أو لأنه قدم شيئاً، لا يستحق أن يقدم لله، هناك أمر منع من القبول، لم يذكره القرآن، ليظل قلب المؤمن، خائفاً، وجلاً، يتحرى القبول.
وأن هناك أسباباً كثيرة تمنع المرء من قبول عمله عند الله، وهذا الأمر يجعل المؤمن، يبادر إلى التوبة، ويطلب من الله تعالى أن يقبل توبته، ويقبل صدقته، وعمله، لا أن يتجبر، ويتعالى، بل عليه الإنابة والخوف من الله تعالى.
وهذا الأمر كان ما ينقص هذا الابن، فلم يتفكر في عدم قبول قربانه، ولم يسأل الله المغفرة والتوبة، ولم يراجع نفسه، بل بادر إلى شيء تستقبحه النفوس، قال:لأقتلنك...!
و جاء الفعل مؤكداً، بلام التوكيد أو القسم، ثم بنون مشددة، مما يدل على أن هذه النفس فيها من الشر والخبث ما فيها، وليدلنا القرآن، على أن النفوس، قد تسارع في الشر، و تعين الشيطان، فليحذر المرء من نفسه، وليعالجها، ولا يتركها سائبة سائمة كالبهائم، بل لابد من تعاهدها بالذكر والقرآن ومجالسة الصالحين...
وهناك النفس الصالحة، والخابتة لربها تعالى، التي تخاف من عقاب ربها وعذابه، وتحسب لكل شيء حسابا.
قال: إنما يتقبل الله من المتقينً، فالقضية ليست عندي، بل هذا مختص به الله وحده دون سواه، يكلمه و يحادثه، يريد منه أن يتيقظ أن يتفكر بما يقول، ولكن النفس الخبيثة هي النفس الخبيثة تصر على الشر، وتريد بل وتلتذ باقتراف الشر!
1- في ظلال القرآن-سيد قطب-الآية 27 من المائدة
توقيع : عبدالرحمن الجميعان | آخر تعديل عبدالرحمن الجميعان يوم
10-10-2007 في 05:22 AM. |