![]() |
| |
| ||||||||
|
بسم الله الرحمن الرحيم الابتلاء بالمرض عباد الله الأمراض منتشرة قي هذه الحياة ، لا ينفك منها عصر، ولا يستقل عنها مصر، ولا يكاد يسلم منها بشر ، وهيهات هيهات أن تخلو الحياة منها، وإذا لم يصب أحد بسيلها الطام، ضربه رشاشها المتناثر. ثمانية لابد منها على الفتى * ولابد أن تجري عليه الثمانيه سرور وهمّ واجتماع وفرقة * ويسر وعسر ثم سَقَم وعافيه وإذا ما قدر على المرء حال شدة، فينبغي عليه حينئذ أن يتزر بإزار له طرفان: أحدهما الصبر، والآخر الرضا، ليستوفي كامل الأجر قال الله تعالى : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ). والصبر حبس النفس واللسان والجوارح عن الجزع والتسخط ، ومنزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد ولا إيمان لمن لا صبر له والصابرون يوفون أجرهم بغير حساب قال الله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) عباد الله . . للصبر على المرض أسباب منها : العلم بأن المرض مقدر لك من عند الله . وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، جفت الأقلام وطويت الصحف قال الله تعالى : ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ) وقال الله تعالى : ( وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) و قال رسول الله : (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة ) رواه مسلم وقد ثبت عن عبادة أنه قال لابنه : (ِإنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ) . عباد الله ومن الأسباب المعينة عى الصبر أن تتيقن أن الله سبحانه وتعالى أرحم بك من نفسك ، عَنْ عُمَرَ قال : قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ سَبْيٌ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ قَدْ وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ فأَخَذَتْهُ وَأَرْضَعَتْهُ فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ : ( أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ قُلْنَا لَا وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ فَقَالَ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا ) فإذا بليت بشيء من هذه الأمراض فقد يكون ما أصابك من مرض هبة من الله ورحمة، ليكفر بها الخطايا ويرفع بها الدرجات قال الله تعالى : ( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) وقال رسول الله : ((عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَلكَ لأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )). وقال رسول الله : ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى ) و قال رسول الله : ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ)) وقال عليه الصلاة والسلام لرجل يوعك : (( أَبْشِرْ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ هِيَ نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنْ النَّارِ فِي الْآخِرَِ )) وعندما دخل رسول الله على أم السائب قال لها : مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ ؟ قَالَتْ الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا فَقَالَ رسول الله : لا تَسُبِّي الْحُمَّى فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وقال رسول الله : ( يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ ) عباد الله ومن الأسباب المعينة على الصبر النظر إلى من هو أشد منك بلاء وأعظم منك مرضاً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ( انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ) و لما اشتكى عروة بن الزبير – رحمه الله - الآكلة في رجله، قطعوها من ركبته، وهو صامت لم يئن، واجتمع مع تلك المصيبة موت ولده محمد فقيل له : أحسن الله عزاءك في رجلك و أحسن الله عزاءك في ولدك ، فقال عروة: اللهم لك الحمد، كانوا سبعة من الولد فأخذت واحدا وأبقيت ستة، وكان لي أطراف أربعة، فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة، فإن كنت أخذت فلقد أعطيت، ولئن كنت قد ابتليت لقد عافيت. عبد الله أما خطر ببالك أن الله سبحانه ربما ابتلاك بهذا المرض ليسمع صوتك وأنت تدعوه، ويرى تضرعك وأنت ترجوه.. فارفع يديك وأسل دمع عينيك، وأظهر فقرك وعجزك، واعترف بــذلـــك وضعفك، تفز برضى ربك وتفريج كربك قال الله تعالى : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُ واْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) فالمؤمن عندما تنزل المحن و تشتد الخطوب وتتوالى الكروب وتعظم الرزايا ، لن يكون أمامه إلا أن يلجأ إلى الله تعالى ويلوذ بجانبه، ويضرع إليه راجيا تحقيق وعده، الذي وعد به عباده المؤمنين إذ يقول الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) فاتقوا الله عباد الله وتضرعوا إليه، وادعوه وأنتم موقنون بالإجابة . |
| ||||||||
|
الخطبة الثانية اتقوا الله عباد الله، واعلموا أن ثـمــــــة أمور يجب أن يعرفها المرضى، فمنها: أن التداوي من المرض أمر مشروع بشرط أن لا يكون حراماً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله خلق الداء والدواء فَتَدَاوَوْا وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ ) وعلى المرضى أن يحذروا من الذهاب إلى السحرة والمشعوذين فإن الرسول لما سئل عن النشرة وهي حل السحر عن المسحور بسحر مثله قال هي من عمل الشيطان عباد الله إن اليأس والقنوط من رحمة الله سبحانه خلاف هدي الإسلام قال الله تعالى : ( إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) ومن اشتد عليه المرض أو طالت مدته عليه فلا يجوز له أن يتمنى الموت . قال رسول الله : (( لا يتمنين أحدكم الموت لضرٍّ نزل به ، فإن كان لا بد متمنياً ، فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي )) ثم ليعلم المرضى، أنه لا يجوز التهاون بالصلاة حال المرض، فيجب أن يصلي المريض الصلوات الخمس في وقتها إن استطاع، فإن لم يستطع جمع بين الظهر العصر، وبين المغرب والعشاء ، كما يجب عليه أن يتطهر للصلاة التطهر الشرعي، فإن لم يستطع فإنه يتيمم، فإن لم يستطع فإنه يصلي على حاله ولا يدع الصلاة تفوت عن وقتها؛ لقول الله تعالى : ( فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْت ُمْ ) عباد الله إن مما يسولــــه الشيطان لبعض المرضى اعتقاد أن السبيل إلى نسيان آلامهم والتخفيف من أوجاعهم والترويح عن أنفسهم لا يكون إلا بسماع الموسيقى والغناء أو الانشغال بمتابعة المسلسلات الهابطة ومشاهدة الأفلام الساقطة التي هي في حقيقة الأمر مرض خطير وداء عظيم قال الله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً ) وقال تعالى : ( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) فينبغي على المريض أن يحرص على قراءة القرآن الكريم والإكثار من وتلاوته ، إضافة إلى مطالعة الكتب النافعة والانشغال بقراءتها ؛ فإن لم يستطع فهناك الأشرطة الإسلامية وما تشتمل عليه من تلاواتٍ مباركة ومحاضراتٍ نافعة وخُطب عظيمة ودروسٍ مفيدة يشغل ُ بها وقته وينسى بها ألمه إضافة إلى ما في استماعه لها من الفائدة والأجر العظيم . . |
| ||||||||
|
فضل التوحيد عباد الله لقد أرسل الله رسله عليهم الصلاة والسلام وأنزل عليهم الكتب لإنكار الشرك ودعوة الخلق كلهم إلى عبادة الله وحده دون ما سواه، فلا يدعى إلا الله، ولا يستغاث إلا به، ولا يتوكّل إلا عليه، ولا يتقرّب بالنذور والذبائح إلا له عز وجل، إلى غير ذلك من أنواع العبادة، قال الله تعالى: ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُو اْ ٱلْطَّـٰغُ وتَ ) وقال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱعْبُدُونِ ) عباد الله، على كلمة التوحيد الجليلة، بنى المصطفى أمته، وأقام دعوته وشيد صرحها، ، هذا التوحيد الخالص المنبثق من كلمة التوحيد، المشروطة بسبعة شروط، متمثلة في العلم بمعناها وهو أنه: لا معبود بحق إلا الله، ومتمثلة كـذلك، في اليقين المنافي للشك، والإخلاص المنافي للشرك، والصدق المنافي للكذب، والقبول المنافي للرد، والانقياد المنافي للترك، والمحبة المنافية للبغض . هذه الكلمة العظيمة لها ركنان: الركن الأول: النفي، وهو نفي الألوهية عما سوى الله من سائر المخلوقات. والركن الثاني: الإثبات. وهو إثبات الألوهية لله سبحانه وبهذا يتضح معناها، وأنه البراءة من الشرك والمشركين، وإخلاص العبادة لله وحده. وهذا معنى قوله تعالى: ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّـٰغُو تِ وَيُؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَك َ بِٱلْعُرْوَة ِ ٱلْوُثْقَى ٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا ) ولهذا لما قال النبي لكفار قريش، قولوا: لا إله إلا الله، قالوا: ( أَجَعَلَ ٱلاْلِهَةَ إِلَـٰهاً وٰحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْء عُجَابٌ ). فالمشركون فهموا أن معنى لا إله إلا الله، ترك الشرك وإخلاص العبادة لله وحده. وكثير من الناس اليوم لا يفهمون هذا، و ربما فسروا لا إله إلا الله بأن معناها، الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق، ويقولون: إن من أقر بأن الله هو الخالق الرازق فقد حقق التوحيد،.وكأن هؤلاء لم يعلموا أن المشركين الذين طلب منهم الرسول أن يقولوا: لا إله إلا الله كانوا مقرين بأن الله هو الخالق الرازق، كما قال الله تعالى عنهم: ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰو ٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ ) وقال تعالى : ( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلاْبْصَـٰ رَ وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَىَّ مِنَ ٱلْمَيّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيّتَ مِنَ ٱلْحَىّ وَمَن يُدَبّرُ ٱلاْمْرَ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ) ولقد كان المنافقون يقولون لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بألسنتهم ولا يعتقدونها بقلوبهم، فلم تنفعهم في الآخرة قال الله تعالى: ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ) عباد الله التوحيد أساس الدين ، ولما له من هذه المكانة العظيمة كانت ثمراته جليلة فمن فضائله: أولا : أن المحققين للتوحيد المبتعدين عن الشرك بأنواعه لهم الأمن في الدنيا والآخرة، ولهم الهداية في الدنيا والآخرة قال تعالى: (ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَٰنَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ ٱلأمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ) وقال تعالى : (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُم ُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) وقال تعالى : (إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَٰمُ واْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَئِك َةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) ثانيا : مغفرة الذنوب التي هي فيما بين العبد وبين الله جل وعلا عنأَنَس بْن مَالِكٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ( يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ) ثالثا: أن من قال لا إله إلا الله بإخلاص حصلت له شفاعة النبي ، ففي الصحيح أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ ) رابعا : أن المحققين للتوحيد يمن الله عليهم بأن يصرف عنهم السوء والفحشاء قال الله تعالى في حق يوسف عليه السلام: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) خامسا : ومن فضائل التوحيد أنه يمنع الخلود في النار فعن أبي هريرة أن رسول الله : (حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مِمَّنْ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَرْحَمَهُ مِمَّنْ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَعْرِفُونَهُ مْ فِي النَّارِ بِأَثَرِ السُّجُودِ وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ فَيُخْرِجُونَهُ مْ قَدْ امْتَحشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ) متفق عليه سادسا : أن من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حَرُم ماله ودمه قال رَسُولُ اللَّهِ : ( مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ)) رواه مسلم سابعا : أن من قال لا إله إلا الله موقنـًا بها نجا من النار في الآخرة ودخل الجنة قال رَسُولُ اللَّهِ : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) قيل للحسن - رحمه الله - : إن ناسًا يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، فقال: من قـال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنـة، وَقِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلَّا لَهُ أَسْنَانٌ فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ. عباد الله إن معظم الشرور والنكبات التي أصابت أمة الإسلام، وأشد البلايا التي حلت بها، كانت بسبب ضعف التوحيد في النفوس، وما تسلط من تسلط من الأعداء، وتعجرف من تعجرف، وغار من غار على حياض المسلمين، واستأصل شأفتهم، واستباح حرماتهم، وأيم نساءهم، ويتم أطفالهم، إلا بسبب ضعف التوحيد ومتى حققنا التوحيد الخالص تحقّق لنا النصر والتمكين والاستخلاف في الأرض بإذن الله، قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَن َّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنّ َ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنّ َهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) . |
| ||||||||
|
الخطبة الثانية عباد الله لاشك أن لشهر رجب مكانة عند الله تبارك وتعالى، فهو أحد الأشهر الحرم التي كرَّمها الله جل ذكره في كتابه ونهى الناس عن الظلم فيها، لكن لايعني هذا أنه يجوز تخصيصه بعبادة معينة دون غيره من الشهور؛ لأنه لم يثبت عن النبي شيء من ذلك. والعبادات توقيفية؛ لا يجوز فعل شيء منها إلا إذا ورد دليل من الكتاب و صحيح السنة، ولم يصح عن النبي في تخصيص رجب بعبادة معينة حديث صحيح كما نصَّ على ذلك كبار العلماء قال الحافظ ابن حجر: "لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه.. حديث صحيح يصلح للحجة". ومن البدع التي يفعلها بعض الناس : تخصيصهم شهر رجب بأنواع من البدع والمحدثات، فمن ذلك تخصيصهم أول جمعة من هذا الشهر بصلاة، يسمونها صلاة الرغائب، ومن ذلك أيضًا تخصيصهم شهر رجب بصيام أيام معينة منه ومن البدع المحدثة الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رجب التي يزعم بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج وهذا ليس له أصل في الشرع ، بل هو بدعة لا يجوز عملها ، و وقد نبه على ذلك المحققون من أهل العلم ، وليلة الإسراء والمعراج لم تعلم عينها ، وحتى لو ثبت تعيين تلك الليلة لم يجزْ لنا أن نحتفل بها، ولا أنْ نُخصِّصها بشيء لم يشرعه الله ولم يشرعه رسوله ولم يحتفل بها خلفاؤه الراشدون وبقية أصحابه رضي الله عنهم ، ولو كان ذلك خيرا لسبقونا إليه . والخير كله في اتباعهم والسير على منهاجهم كما قال الله عز وجل : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } وقد صح عن رسول الله أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه. وفي رواية لمسلم : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد . قال أيوب السختياني : "ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا زاد من الله بعداً. قال ابن القيم رحمه الله: "وكل عمل بلا اقتداء فإنه لا يزيد عامله من الله إلا بعدًا، فإن الله تعالى إنما يعبد بأمره، لا بالآراء والأهواء". فاتقوا الله عباد الله، والزموا الكتاب والسنة، فإنه لا نجاة للعبد إلا بهما . |
| ||||||||
|
خطر الشرك إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار عباد الله إن من أظلم الظلم وأعظم الإثم الإشراك بالله ؛ لأن الشرك تنقص لمقام الربوبية ومساواة للمخلوق بالخالق الشرك هو الطامة الكبرى والمصيبة العظمى التي تهدد صرح هذا الدين، قال الله تعالى : ( فَٱجْتَنِبُو اْ ٱلرّجْسَ مِنَ ٱلأوْثَـٰن ِ وَٱجْتَنِبُو اْ قَوْلَ ٱلزُّورِ حُنَفَاء للَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَاء فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ ٱلرّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ ) عباد الله: ينقسم الشرك إلى قسمين شرك أكبر، وهو أن يصرف العبد شيئا من العبادة لغير الله، كالدعاء والنذر والخوف والرجاء، وهو مخرج عن الملة وصاحبه مخلد في النار والنوع الثاني من أنواع الشرك. الشرك الأصغر، وهو ما كان وسيلة وذريعة إلى الشرك الأكبر مثل الحلف بغير الله ويسير الرياء، وهذا النوع لا يخرج من الملة، ولكن صاحبه على خطر، وقد ذكر أهل العلم أن الشرك الأصغر أعظم من كبائر الذنوب فهو أعظم عند الله من كبائر الفواحش والآثام عباد الله : إن الشرك من أقبح الذنوب وذلك : 1- لأنه تشبيه للمخلوق بالخالق في خصائص الإلهية فمن أشرك مع الله أحداً فقد شبهه به. وهذا أعظم الظلم قال تعالى: ( إِنّ الشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) . 2- أن الله أخبر أنه لا يغفره لمن لم يتب منه قال تعالى: ( إِنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ ) . 3- أن الله أخبر أنه حرم الجنة على المشرك وأنه خالد مخلد في نار جهنم قال تعالى: ( إِنّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النّارُ وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) . 4 - أن الشرك يحبط جميع الأعمال قال تعالى : ( ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) ،وقال تعالى: ( وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) . فاحذروا الشرك ، ووسائله وذرائعه، واعلموا أن العلم به طريق الخلاص منه، روى البخاري ومسلم من طريق أبي إدريس الخولاني أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولكَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي ) عباد الله إن مما يؤسف له وقوع بعض المسلمين فيما يناقض أصل التوحيد المقصود، أو كماله المنشود، مما يوجب التنويه والتنبيه بما يروي الظمآن، ويهدي الحيران فمن مظاهر الشرك التي حذرنا الله منها : 1- أن يجعل العبد بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم. قال الله تعالى : (ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُ واْ لَكُمْ وَيَوْمَ ٱلْقِيَٰمَ ةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يُنَبّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) وقال تعالى : ( وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ ) وقال تعالى : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمْ كَٰفِرِينَ) وقال تعالى : (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ) ويا عجباً لبعض العباد ممن يلجئون إلى غير الله وربنا سبحانه يقول: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إذا دعان ) وقال تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰخِرِينَ ) 2- ومن مظاهر الشرك : الذبح لغير الله تعالى ، كالذبح للأضرحة، والذبح لطرد الجن، والذبح من أجل حفظ الأشياء الجديدة، فالله سبحانه حذر من هذا؛ لأن النسك والذبح عبادة، والعبادة لا تؤدى ولا تصرف إلا لله، قال الله تعالى : (قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَم ِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِم ِينَ ) وقال تعالى : ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) وعن علي أن رسول الله قال : ((لعن الله من ذبح لغير الله)). 3- ومن مظاهر الشرك :اتخاذ الحروز والتمائم لدفع الضر أو جلب النفع فعن عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ أَنَّ النَّبِيَّ رَأَى رَجُلًا فِي يَدِهِ حَلْقَةٌ مِنْ صُفْرٍ فَقَالَ مَا هَذِهِ الْحَلْقَةُ قَالَ : مِنْ الْوَاهِنَةِ قَالَ : انْزِعْهَا، وفي رواية : (فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا ) وقال رسول الله : (من تعلق تميمة فقد أشرك) 4- ومن مظاهر الشرك : التبرك بالأشجار والأحجار والبقع والمشاهد : فعَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَمَّا خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ فَقَالَ النَّبِيُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى ( اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ )وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ) قال الشيخ ابن سعدي : " فإن العلماء اتفقوا على أنه لا يشرع التبرك بشيء من الأشجار والأحجار والبقع والمشاهد وغيرها . . حتى مقام إبراهيم وحجرة النبي وغيرها من البقع " ويُشرع تقبيل الحجر الأسود، ويُشرع مسح الركنين اليمانيين الحجر الأسود والركن اليماني، لقول ابن عمر رضي الله عنهما: لم أر النبي يمسح من البيت إلا الركنين اليمانيين. متفق عليه ولا يُقصد بذلك التبرك بهما، وإنما يقصد التعبد والاتباع، كما قال عمر بن الخطاب : ( وَاللَّهِ إِنِّي لَأُقَبِّلُكَ وَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ وَأَنَّكَ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ ) وبالجملة فلا يجوز التبرك بشيء إلا بدليل من كتاب الله أو سنة رسوله يدل على جواز التبرك به. . |
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() | ![]() |