عرض مشاركة واحدة
#28 (permalink)  
قديم 29-07-2007, 09:53 PM
محب أكاي
عضو مجالس الرويضة
محب أكاي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 24
 تاريخ التسجيل : 01-11-2006
 فترة الأقامة : 6980 يوم
 أخر زيارة : 06-08-2009 (06:32 AM)
 المشاركات : 215 [ + ]
 التقييم : 235
 معدل التقييم : محب أكاي رائع محب أكاي رائع محب أكاي رائع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: منـبر الجمـــــــــــ ـــــــعـــــة



فضل التوحيد

عباد الله
لقد أرسل الله رسله عليهم الصلاة والسلام وأنزل عليهم الكتب لإنكار الشرك ودعوة الخلق كلهم إلى عبادة الله وحده دون ما سواه، فلا يدعى إلا الله، ولا يستغاث إلا به، ولا يتوكّل إلا عليه، ولا يتقرّب بالنذور والذبائح إلا له عز وجل، إلى غير ذلك من أنواع العبادة، قال الله تعالى: ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُو اْ ٱلْطَّـٰغُ وتَ ) وقال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱعْبُدُونِ ) عباد الله، على كلمة التوحيد الجليلة، بنى المصطفى  أمته، وأقام دعوته وشيد صرحها، ، هذا التوحيد الخالص المنبثق من كلمة التوحيد، المشروطة بسبعة شروط، متمثلة في العلم بمعناها وهو أنه: لا معبود بحق إلا الله، ومتمثلة كـذلك، في اليقين المنافي للشك، والإخلاص المنافي للشرك، والصدق المنافي للكذب، والقبول المنافي للرد، والانقياد المنافي للترك، والمحبة المنافية للبغض . هذه الكلمة العظيمة لها ركنان:
الركن الأول: النفي، وهو نفي الألوهية عما سوى الله من سائر المخلوقات.
والركن الثاني: الإثبات. وهو إثبات الألوهية لله سبحانه وبهذا يتضح معناها، وأنه البراءة من الشرك والمشركين، وإخلاص العبادة لله وحده. وهذا معنى قوله تعالى: ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّـٰغُو تِ وَيُؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَك َ بِٱلْعُرْوَة ِ ٱلْوُثْقَى ٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا )
ولهذا لما قال النبي لكفار قريش، قولوا: لا إله إلا الله، قالوا: ( أَجَعَلَ ٱلاْلِهَةَ إِلَـٰهاً وٰحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْء عُجَابٌ ). فالمشركون فهموا أن معنى لا إله إلا الله، ترك الشرك وإخلاص العبادة لله وحده. وكثير من الناس اليوم لا يفهمون هذا، و ربما فسروا لا إله إلا الله بأن معناها، الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق، ويقولون: إن من أقر بأن الله هو الخالق الرازق فقد حقق التوحيد،.وكأن هؤلاء لم يعلموا أن المشركين الذين طلب منهم الرسول  أن يقولوا: لا إله إلا الله كانوا مقرين بأن الله هو الخالق الرازق، كما قال الله تعالى عنهم: ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰو ٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ ) وقال تعالى : ( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلاْبْصَـٰ رَ وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَىَّ مِنَ ٱلْمَيّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيّتَ مِنَ ٱلْحَىّ وَمَن يُدَبّرُ ٱلاْمْرَ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ )
ولقد كان المنافقون يقولون لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بألسنتهم ولا يعتقدونها بقلوبهم، فلم تنفعهم في الآخرة قال الله تعالى: ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً )
عباد الله
التوحيد أساس الدين ، ولما له من هذه المكانة العظيمة كانت ثمراته جليلة فمن فضائله:
أولا :
أن المحققين للتوحيد المبتعدين عن الشرك بأنواعه لهم الأمن في الدنيا والآخرة، ولهم الهداية في الدنيا والآخرة قال تعالى:
(ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَٰنَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ ٱلأمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ) وقال تعالى : (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُم ُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) وقال تعالى : (إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَٰمُ واْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَئِك َةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ )
ثانيا :
مغفرة الذنوب التي هي فيما بين العبد وبين الله جل وعلا عن‏أَنَس بْن مَالِكٍ ‏ ‏قَالَ ‏: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  ‏يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏: ( يَا ابْنَ ‏ ‏آدَمَ ‏ ‏إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي ‏ ‏ بِقُرَابِ ‏ ‏الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ ‏ ‏بِقُرَابِهَا ‏ ‏مَغْفِرَةً ‏ )
ثالثا:
أن من قال لا إله إلا الله بإخلاص حصلت له شفاعة النبي  ، ففي الصحيح أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ )
رابعا :
أن المحققين للتوحيد يمن الله عليهم بأن يصرف عنهم السوء والفحشاء قال الله تعالى في حق يوسف عليه السلام: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)
خامسا :
ومن فضائل التوحيد أنه يمنع الخلود في النار فعن أبي هريرة  أن رسول الله  : (حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مِمَّنْ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَرْحَمَهُ مِمَّنْ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَعْرِفُونَهُ مْ فِي النَّارِ بِأَثَرِ السُّجُودِ وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ ابْنِ ‏ ‏آدَمَ ‏ ‏أَثَرَ السُّجُودِ فَيُخْرِجُونَهُ مْ قَدْ ‏امْتَحشُوا ‏ ‏فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ) متفق عليه
سادسا :
أن من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حَرُم ماله ودمه قال رَسُولُ اللَّهِ  : ( ‏مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ)) رواه مسلم
سابعا :
أن من قال لا إله إلا الله موقنـًا بها نجا من النار في الآخرة ودخل الجنة قال رَسُولُ اللَّهِ  : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) قيل للحسن - رحمه الله - : إن ناسًا يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، فقال: من قـال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنـة، وَقِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلَّا لَهُ أَسْنَانٌ فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ.
عباد الله
إن معظم الشرور والنكبات التي أصابت أمة الإسلام، وأشد البلايا التي حلت بها، كانت بسبب ضعف التوحيد في النفوس، وما تسلط من تسلط من الأعداء، وتعجرف من تعجرف، وغار من غار على حياض المسلمين، واستأصل شأفتهم، واستباح حرماتهم، وأيم نساءهم، ويتم أطفالهم، إلا بسبب ضعف التوحيد
ومتى حققنا التوحيد الخالص تحقّق لنا النصر والتمكين والاستخلاف في الأرض بإذن الله، قال تعالى:
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَن َّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنّ َ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنّ َهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا )





.




رد مع اقتباس