مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   روحانيات (http://www.rwwwr.com/vb/f5.html)
-   -   قصص القرآن (http://www.rwwwr.com/vb/t8676.html)

عبدالرحمن الجميعان 17-09-2007 03:55 AM

رد: قصص القرآن
 
القصص القرآني 5
في قصة آدم وقفنا على بعض ملامح عامة تعين على فهم القصة في القرآن، ورأينا كيف أن للقصة جواً خاصاً،
ثم رأينا أن قصة آدم عليه السلام تختصر الحياة البشرية، كلها في بضع كلمات قصيرة، وتشرع في تحديد معالم الدرب في الحياة للمؤمنين، وقضية صراعهم مع الشيطان(إبليس) ملك الصراع غير المتوج، وسيد الكلمة لدى الضالين والمنحرفين عن سواء الصراط..
ثم بعد قصة آدم يجدر بنا أن نعرج على قصة نوح عليه الصلاة والسلام، تلك القصة التي جسدت الحقيقة التي تحدث عنها القرآن وهي قضية الصراع، بين الحق والباطل، فكأن قصة نوح عليه السلام، هي الجانب التطبيقي العملي لنظرية الصراع-إن صح التعبير- ولا نعني بقولنا نظرية ما يتبادر إلى البعض أنها في مقابل الحقيقة، كلا بل نعني شيئاً آخر، وهي التأصيل!
لو لا حظنا التعقيبات القرآنية في سورة البقرة، بعد قصة آدم عليه السلام، انظر واقرأ
(فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
التعقيبات القرآنية على القصة تؤكد أزلية الصراع، و تؤكد قضية مهمة جداً، وهي أن الإنسان في الأرض، لن يهتدي، ولن يفلح، ولن يستعمر الأرض، ويستغلها خير استغلال إلا بالتوجه للوحي، والإيمان به، و إتباعه حق الإتباع، لأن الآية تؤكد قضية ومسألة هامة، وهي أن هناك سيكون رسل، يأتون من الله خالق الإنسان، وأن الله تعالى لن يترك الإنسان هملاً و لا سدىً، بل سيرسل إليه من يوقظه من سباته، ويهزه ويعيده إلى جادة الصواب....ثم تؤكد الآية أن هدى الله واحد، فجاء مفرداً، (هداي) ، ليؤكد أن سيأتي من يدعي الهدى، والصواب والحق، وهو من أشد الناس إيغالا بباطل... !
ثم سيكون هناك فريقان لا ثالث لهما، فريق هدى،فمآله للجنة، وفريق حقت عليه الضلالة، فمثواه الأبدي في نار جهنم سعيراً.
ثم تعرج الآيات إلى بني إسرائيل
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ
وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ
وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ
وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ )...
ذلك أن البقرة هي أول سورة نزلت بالمدينة، وستكون هناك الأحكام والعلاقات مع الآخرين، والدعوة تحولت إلى دولة، ذات سيادة وقانون، فلابد إذن من تبصير الجماعة الفتية، ذات الدولة الناشئة، وسط الكرة الأرضية المليئة بالكفر، من تحذير، وتحديد، تحذيرها من العدو، الذي سيتخذ شكلاً آخر، شكل الدهاء والمكر و المؤامرات، والتخطيط السري البغيض، للقضاء على الدولة، وعلى قياداتها...
ثم كان لا بد من تحديد القواعد الأساسية في التعامل مع الجماعات المتواجدة، وعلاقتها بالدولة، ورسم سياسة التعايش، وسياسة المهادنة والدفاع....
فكانت الآيات التي تطرقت إلى ذكر بني إسرائيل، من يهود ونصارى، في المدينة، وذكرتهم بما يفعله أجدادهم، الذين عاشوا من قبل، وكيف كان لإبليس طريق عليهم، فهنا يأمرهم بالوفاء بالعهد، مع غيرهم المقصود –والله تعالى أعلم- دولة الرسول(صلى الله عليه وسلم)،وعهودهم مع أنبيائهم، ثم عهودهم مع النبي الكريم محمد بن عبدالله(صلى الله عليه وسلم)...
ثم تتطرق إلى الأحكام والعبادات.....و غيرها من أمور...
كل ذلك له علاقة بقصة آدم، من الهبوط إلى الأرض، والصراع، وإبليس...
هذه بعض فتات مما تطرق إليه القرآن الكريم، مقالاتنا هذه ليست للتفسير، بل هي محطات نستروح معها شيئاً من نسائم هذا الكتاب العزيز...!

عبدالرحمن الجميعان 18-09-2007 12:53 AM

رد: قصص القرآن
 
القصص القرآني(6)
مع نبي الله نوح(عليه السلام)
سنعيش في الحلقات القادمة مع أنبياء الله الذين ذُكرت قصصهم ، وصراعهم مع أقوامهم، وهم نوح، هود،صالح، شعيب، ثم نعرج على إبراهيم عليهم الصلاة والسلام أجمعين،والملاحظ ، أن هؤلاء الأنبياء عليهم السلام، خاصة لم تذكر قصصهم في السور المدنية، وإنما جاءت فقط مع السور المكية، وذلك أن الجماعة الإسلامية في مكة كانت تعيش نفس ملامح الصراع الفكري، والعقدي الذي عاشه الأنبياء المذكورون، عليهم السلام ، فكانت الحاجة ماسة للجماعة كي تتبين منهج من كان قبلهم، لأن وجوه الصراع نفسها تقريباً، فمن هنا كان المنهج القرآني منهجاً واقعياً اجتماعياً، يأتي بالقصص لغاية محددة، وهدف واضح، أما في المدينة فاستحالت الحركة دولة، لها أحكامها قانونها، وتغير وجه صراعها، فلم يعد مع قبائل، وأفراد، وإنما أصبح الصراع، صراع دول، لهذا تغير العرض القرآني وطبيعته في القرآن المدني..والله تعالى أعلم.
نستعرض اليوم قصة نوح عليه السلام في سورة الأعراف فقط، ثم في مقالات قادمة نستعرضها في سور أخرى، وذلك التقطيع، مقصود به التعرف على المنهج القرآني في عرض القصة، فلكل سورة ملامح و وظائف خاصة بها.
ففي سورة البقرة وهي أول سورة نزلت في المدينة، قلنا كيف كانت تعرض قصة آدم، وهنا في سورة الأعراف، وهي آخر سورة نزلت في مكة، أدركنا كيف أن الأعراف، تعد وتمهد للصراع بين بني إسرائيل والجماعة المؤمنة، لهذا جاءت قصص الأنبياء، مختصرة في هذا السياق، وركزت السورة على موسى عليه السلام، وكيف كانت حياته مع بني إسرائيل، وصراعهم مع الآخرين، ليكون ذلك علماً للجماعة المسلمة، لتتعرف على الطبيعة البشرية، والصفات القبيحة التي مازت بني إسرائيل عن الآخرين....
وتخلل ذلك صور ومشاهد من يوم القيامة، و الجنة والنار، والكبراء والضعفاء، التي تعين وتؤكد قيمة الثبات والصبر لدى أصحاب المنهج الفريد والصحيح.
بدأت سورة الأعراف بهذه الآيات:
(المص * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )....
ألف لام ميم، كما في سورتي البقرة و آل عمران، ولكن جاء هنا حرف زائد، وهو حرف الصاد...فهو زيادة في اللفظ، يؤدي إلى زيادة معان، وألفاظ، فقد جاء هنا(صدرك)..أي صدر النبي(صلى الله عليه وسلم)، وسنتعرف على منهج سورة الأعراف، من هذه الآية، المص، هذا كتاب، فهذا الكتاب، ومنه سورة الأعراف، قد تشكل من حروف العربية، التي هي الألف، واللام ...إلى غير ذلك من حروف، فهو تحد واضح للعرب الذي أبدعوا في العربية وفي الشعر...
ثم هذا كتاب، أنزله الله تعالى إليك يا محمد، كي تبلغ به الناس وتنذر به العالمين، ولكن سيكون هناك موقف من الكفار، ضد القرآن وضد من يبلغه، وهذا هو الحرج، و التردد في البليغ خوفاً على الرسالة والكتاب، لأجل هذا جاءت قصص الأنبياء تدفع نحو التبليغ، والدعوة..
ثم جاءت الآيات التاليات
((اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3) وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قائلون (4) فَمَا كَان دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5) فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ (7) ))
ثم جاءت الآيات بالأمر بالإتباع للآيات المنزلات من قبل الله تعالى، و الإتباع معناه تتبع آثار المتبوع حذو القذة بالقذة، وفي كل شيء..!
من ربكم: أي خالقكم ومربيكم، و منزل عليكم شرعاً ترقى فيه النفوس وتزكى، ثم جاء النهي عن إتباع غير آيات الله ورسله،و هم الأولياء من دون الله، فيشرعون ما لم يأذن به الله بعيداً عن نهج الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام... وهذا كله يحتاج إلى تذكير، وتذكر، وعدم إهمال وإغفال من الغير...

عبدالرحمن الجميعان 19-09-2007 12:26 AM

رد: قصص القرآن
 
القصص القرآني 7
نوح عليه السلام في سورة الأعراف
ذكرنا فيما سبق طرفاً عن منهج سورة الأعراف، وشيئاً من سورة البقرة، ثم عرجنا على ذكر مقدمة سورة الأعراف، ثم جاءت الآيات تترى، هكذا
( وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ (4)
فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5)
فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6)
فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ (7))
وكم: دليل كثرة، من الأقوام الذين كذبوا رسلهم، فجاءهم بأس الله تعالى الذي لايرد، وعذابه الذي لا يستطيعه مخلوق، والعذاب، يأتي والناس مقيلون، أو في الليل، وكلتا الحالتين الناس في نوم وسبات وراحة، لا يتخيلون أن ينزل بهم العقاب والعذاب، لأنهم مستغرقون بالنوم، وتلك الحالة من أشد الحالات في العذاب، الناس مسترخون نائمون، فيفاجؤون بالعذاب الشديد الذي لا يبقي ولا يذر.
كل ذلك لأجل قضية واحدة، تنبيه مشركي العرب، أن يصيبهم مثل ما أصاب من هم أشد قوة وفتكاً وخلقاً منهم.
بعد هذا التهديد الشديد، الذي صورته الآيات بصور واقعية مرعبة ومخيفة، تتجه إلى اليوم الآخر، وسؤال الأقوام والمرسلين...
ثم تعرج على قصة آدم وخلقه، وصراعه مع ابليس، وكيف كانت العداوة.....
ثم إلى الآية 53، تتحدث الآيات عن القيامة، وعن ما يحدث فيها للمتكبرين، والجنة والنار والأعراف...
ثم تتحدث الآيات عن الخلق والتدبير ومن له الحكم والأمر في حياة الناس.
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)
ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)
وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56)
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)
وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) )...
هذه الآيات مقدمة لقصص النبيين، وقصة موسى عليهم الصلاة والسلام،
تؤكد أن الرب المستحق للعبادة، ومن له حق السيادة والتشريع، والتصرف في حياة الناس، هو من خلق السماوات والأرض....(ألا له الخلق والأمر..)، فليس لأي كان من كان حق التصرف في حياة الناس، لا نبي و لا ولي، ولا أحد، إلا لله تعالى...فكما أن الخلق له وحده، فالتصرف في خلقه له وحده تعالى، لا ينازعه فيه أحد، وهكذا جاء الأنبياء لإثبات هذه الحقيقة الكبرى في حياة الناس.
ثم تأتي الآيات لتؤكد حقيقة العبادة، وأن الدعاء لا يصرف لأحد من الناس أو الأنبياء أو الأولياء، بل يصرف لله وحده دون سواه، و تأكيد الآيات على هذا الجانب العبادي، يدل على أن المشركين كانوا يناقشون في هذه القضية، وكانوا، يدعون غيره سبحانه، و يتوسلون إليهم(ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى..)، فيأتي الأنبياء ليصرفوا كل حياة الناس الدنيوية، والدينية للمنهج السليم في العبادة، حتى تستقيم حياة الإنسان.
ثم تذكر الآيات الحقيقة الكبرى، وهي أن البلد الطيب يخرج الطيب، وهي إشارة إلى الأنبياء وأتباعهم، والبلد النكد الخبيث، لا يخرج إلا خبثاً، ونكداً، وهي إشارة إلى من كذب وتولى...فهكذا، تفهم الآيات وتعرف الطبيعة الاجتماعية للمجتمعات المتمردة على منهج الله تعالى.
فالشقاء والنكد يلازم من لا يتبع منهج الله، حتى وإن تبدى في صورة مجتمع متحضر راق، ولكنه في أساسه مجتمع تنخره آفات اجتماعية وأمراض سيكلوجية ونفسية وسياسية كثيرة...!
أيضاً لم نقل شيئاً، سنعاود الحديث غداً بإذن الله تعالى.

محمد 19-09-2007 02:02 AM

رد: قصص القرآن
 
ما أروع التجول في هذه الرياض الوارفة من القصص القرآني


أستاذي / عبد الرحمن الجميعان


أبجديات الشكر تظل قاصرة أمام هذا العطاء الفكري الباذخ

معين من إبداع لا ينضب

سأكون هنا كثيرا لأنهل منه ولن أكتفي


دمتَ بكل الألق و التميز


تحيتي

عبدالرحمن الجميعان 20-09-2007 04:42 PM

رد: قصص القرآن
 
القصص القرآني 8
نوح عليه السلام...
نوح عليه الصلاة والسلام، أول الرسل إلى الأرض بعد انحرافهم عن منهج آدم عليه السلام..
فكيف كان انحراف هؤلاء؟
يذكر ابن عباس رضي الله عنه-ترجمان القرآن-أن بين آدم ونوح ألف سنة، كلها على التوحيد...ثم دخل الكفر من باب التشبيه على بني آدم، وذلك من عمل الشيطان، جاء في تفسير الطبري، عن قوم نوح، والرجال المذكورين(ود، وسواع ..)(كانوا قوماً صالحين من بني آدم، وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم: لو صوّرناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم، فصوّروهم، فلما ماتوا، وجاء آخرون دبّ إليهم إبليس، فقال: إنما كانوا يعبدونهم، وبهم يُسقون المطر فعبدوهم.)....وه كذا تغلغل إبليس، إلى فكرهم، وعقولهم، و زين لهم الباطل، وقلب عليهم الأمر، فأصبح لديهم الحق باطلاً، والباطل حقاً، وهذا من أعجب العجب، أن ترى أناساً تستشعر بهم الفكر القوي، والطرح المتميز، ولكنك إذا محصت ما في قلوبهم، ترى منهم عجباً، فكم من علماء في الذرة، وفي غيرها من العلوم، هم للفئران عابدون، وللبقر مسبحون....ومنهم من تراه يدعو الذين لا يضرون ولا ينفعون، بل رأينا أقواماً من هؤلاء، لا يعرفون قبر من أمامهم، وإنما يخرون له ساجدين، وهكذا تتعدد صور الشرك، بعد أن نجانا الله منها تعالى..
فهؤلاء، قد لبس عليهم إبليس، وأدخلهم في متاهات لا يستطيعون منها فكاكاً.
فنوح عليه السلام، هو أول الرسل، كما جاء في صحيح البخاري أنه أول الرسل إلى الأرض...فبعد أن انحرفت البشرية عن الخط المستقيم، وعن الهدي الإلهي، وتغيرت أنماط تفكيرهم فحولوا العقل إلى مجرد آلة لا فيها خير من وجودها، وعطلوا عقولهم، وأصبح العقل المستقيل، أو المقتول، هو السائد لديهم، وبدأ الانحراف يدب من العقل إلى السلوك، فأصبحت البشرية هناك في زيغ عن منهج السماء، فلابد من ردهم إلى الصراط المستقيم، ولا يكون ذلك إلا عن طريق رجل من القوم أنفسهم، حتى يستطيع أن يطبق المنهج الصالح للبشرية..
فهنا تمثل الانحراف الكبير، بعبادة الأشخاص وتقديسهم، وطاعتهم، والخضوع لصورهم، ثم هنا قضية وهي أن هؤلاء وغيرهم، لبس عليهم إبليس في قضية العبادة المباشرة مع الخالق سبحانه، فأدعى لهم الشيطان، أنهم بضعفهم لا يمكنهم التوصل إلى الله تعالى وهو المتعالي، والخالق والعظيم، فلا بد من واسطة تقوم عنا بالعبادة، وهذه الواسطة هي التي توصل العبادة لله تعالى...فنحن مخلوقون والمعصية تغطينا، والذنوب فوقنا، فكيف ندعو الله مباشرة، فلا بد من أن نتخذ شيئاً ليس مدنساً، وهم هؤلاء الصالحون..منطق غريب ومعوج..ونوح(ع) جاء للقضاء على هذا الفكر المنحرف والتفكير المعوج..!
وقد قال القرآن عن المشركين، وعاب عليهم تفكيرهم(ما نعبدهم إلا ليقربونا إليه زلفى..)..
فالانحراف هنا في التفكير، في العقل، و لهذا يأتي الأنبياء، ليردوا الناس إلى منطق العقل، وسنرى كيف سيكون ذلك بعد قليل....والعقل ميزة الإنسان على سائر المخلوقات، خلقه الله تعالى وجعله مناط التكليف، فكيف يعطله هؤلاء هذا التعطيل المروع؟!
ومن رحمته تعالى أنه لا يترك عباده هملاً، بل لا يدعهم لعقولهم، فكان أن يرسل إليهم رسلاً ليردوهم إلى صواب الجادة...
كلما أتيت للكتابة، استجمع معداتي وتفكيري أن أنتهي مما أكتب في مقالة فإذا الأفكار تنثال وتتشعب وتتفرق علي فلا أستطيع لها تجميعاً...
فليعذرني القارئ إن شططت في أسلوب..وإلى موعد قادم..!


الساعة الآن 12:07 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w