![]() |
| |||||||||||
| نسْتَهِلُّ ـ الآن ـ لقاءنا مع الأخت الكريمة السَّنيورة التي أثْرَتْ هذا الحوار بفيْضٍ كريم من نَفَحاتها الطَّيِّبة. تقول في مُسْتَهَلِّ حوارها: * أجد من بين حروفك اهتماماً بالمرأة فهي السكن والملجأ.. فمن هي المرأة بحياة شاعرنا؟ وهل تحتل مكانة مثل ما صَوَّرْتَها بأنها الجمال والعاطفة أم مجرد أنثى بالحياة؟ ـ المرأة حَسْبَ ما أرى أكثر بكثير من كَوْنها سَكناً ومَلْجَأً.. هي منبع الخِصْب والعطاء ومصدر الجمال والنعومة والعذوبة في هذه الحياة. بل هي ماء الحياة وجوهرها المُشِعُّ وكَوْكبُها المُضيء. وهي قنديل البيت كما يقول المثل الشَّعْبيّ. هي ليست فقط مُلْهمةً لكُلِّ خَلْقٍ وإبداعْ ـ كما اعتاد بعضنا القول ـ بل هي مُبْدِعَةٌ خَلاَّقة بالفِطْرَةِ والطبيعة، وهي واهبة الحياة ومُعَلِّمةُ الأجيالْ. وأنوثةُ المرأة هي أجمل وأعزّ ما تمتلكه المرأة من كنوز، فمنها تنبع الرِّقَّة ويُشِعُّ الدَّفء ويفيضُ الحَنانْ. فكيْف لا تكون هذه المرأةُ جَوْهرَ كُلِّ كتابةٍ إبداعيّة..؟! نعم.. المرأة تشْغَلُ حَيِّزاً كبيراً بل تسْتأثِرُ بالقِسْط الأعظم من الحضورِ في كُلِّ ما كتَبْتُه شِعراً كانَ أم قِصَّةً قصيرة أو رواية. ومن المُفارقات المُثيرة للدَّهشة أنَّنا لا نُصَوِّرُ فقط مشاعرنا تجاه المرأة وتجاربنا الحياتية معها، بلْ نقعُ أحياناً في هوَى بعض شَخصيِّاتنا القصصية التي نبتدعها، مثل "فرْدوس" بطلة رواية (ماء الحياة). وقد كتبت عن ذلك مقالاً بعنوان: ومن الحُبِّ ما أضْحَكَ وأبكى..!! المرأة تظلُّ دائماً أغْنى وأكبرُ من كُلِّ ما كُتِبَ ويُكْتَبُ عنها لأنَّها ينبوعُ الحياة، والحياة أكثرَ خصْباً وعُمْقاً من كُلِّ لُغَةٍ أو صُورَةٍ أو حتَّى خَيَالْ. لقاؤنا سوف يتجَدَّد ـ بإذن الله ـ مع الأخت الكريمة السنيورة لنواصل حوارنا حول ما تفضَّلتْ به من تساؤلاتٍ قَيِّمة. |
| |||||||||||
| لقاؤنا يَتَجَدَّد مع الأخت الكريمة السنيورة وتساؤلاتها حول الترجمة ودورها في تحقيق التقارب بيننا وبين الآخر. * عالم الترجمة ماذا أضاف لك؟ ـ عالم التَّرجمة فتَحَ أمامي آفاقاً واسعة للمعرفة وأتاح لي فرصة الاطّلاع على بعض جواهر ودُرَر الأدب العالمي بلغتها الأصْليّة فنهلتُ من ينابيعه وتَعَلَّمتُ الشَّيء الكثير، فقراءة الأدب في لغته الأمّ أشبه بارتشاف الماء من منابعه الصَّافية، أو قطف الثِّمار من شَجَرَتها. من خلال الترجمة تمكنت من قراءة ت. إسّ. إليوت ووالت ويتمان وإرنست همينجواي ووليام فوكنر وتشارلز ديكنز وسومرسِتْ موم وهنري جيمس وفرجينيا وولف ود.هـ. لورانس وغيرهم باللغة الأصليّة. * هل تعتبر أن كتاباتنا العربية وترجمتها قد تغير من منظور الغرب لنا؟ ـ بالتأكيد.. الترجمة تقوم كجسْرٍ للتواصل الثقافي والحضاري بين كُل الشعوب في العالم، وهي تُحِقِّقُ مستوى أعْلى من التفاهم والحوار الموضوعي والتفاعل الخلاق بين مختلف الثقافات والحضارات. حين يتعرَّف العالم على إبداعنا الأدبيّ والفَنِّي سوف يتفهَّمون قضايانا وخصوصيات مُجتمعاتنا وملامحها المُمَيَّزة، ويَتَعَرَّفون على عناصر الالتقاء والافتراق بيننا وبينهم، ويُدْركون عظمة تُراثنا الحضاري والإنساني الذي كان له الفضل في إضاءة صفحات الظلام والتخلف في أوروبا وكان الشرارة التي أشعلت مصباحَ النهضة الأوروبية المُعاصرة. حوارنا مُمْتَدٌّ وحديثنا موصول ـ بإذن الله ـ مع الأخت الكريمة السَّنيورة. آخر تعديل &صدى الهمس& يوم
19-03-2008 في 01:40 PM. |
| |||||||||||
| نَخْتَتِمُ ـ الآن ـ لقاءنا مع الأخت الفاضلة السَّنيورة التي تفضَّلتْ بطرْحِ التَّساؤلين الآتييْن في ختام مداخلتها الكريمة: *هل القصص الطويلة تعتبر أصعب بالترابط من القصص الصغيرة.؟ وأيهما أفضل برأيك.. وأقرب لشخصك؟ ـ لا.. ليس هناك جِنْسٌ من أجناس الأدب أصْعَبُ من الآخر.. فكُلُّ إبداعٍ له خصائصه وسِمَاته المُمَيِّزة، وله تقَنِيَّاتُه ومكابداته وعوالمه الخاصَّة. كما أنَّ لكُلِّ فَنٍّ من فنون القَصّ أدواته التعبيرية التي تتحَوّلُ من خلالها التَّجربة إلى إبداعٍ قصصيّ. لذا لا مجال للأفضليّة هنا بين شَكْلٍ وآخر من أشكال التعبيرْ. المُهِمّ أن يكون هذا الشَّكْل متناغماً ومُتِّسِقاً مع طبيعة التجربة التي يُعَبِّرُ عنها الكاتب ومضمونها ووافياً بمُتَطَلَّباتها . كذلك لكُلِّ مَرحلة من مراحلِ العُمر سماتها وميولها. في مُقْتَبَلِ العُمْر كانت القصَّة القصيرة هي خياري الأفضل لأنها أكثر مُلاءَمَةً للتعبير عن اللحظات القصيرة المشحونة بالعاطفة والانفعال. لكن مع تَقَدُّم العُمر وتَراكم الخبرة الإنسانيّة يُصبحُ الكاتب أكثر ميْلاً للحَكْي والاستطراد والإسهاب والوصْف والتَّطَرُّقِ إلى التفاصيل، وأكثر حُنْكةً وتَمَرُّساً بتشابك الأحداث ورَسْمِ ملامح الشَّخصيّات وإدارة الصِّراع بينها في صَبْرٍ وأناةٍ وطولِ نَفَسْ، وهنا تَبْرُزُ الرواية أو القصة الطويلة (النُّوفيلاَّ) كشَكْلٍ ملائمٍ للتَّعْبيرْ. القصص الأولى التي كتبتها ونَشَرْتُها بالمجلات الأدبية كانت قصيرة لا تتجاوز الصَّفْحَتَيْن أو الثَّلاث، وكان يَغْلُبُ عليها التَّكثيف وشاعريّة اللَّغة والتَّركيز الشَّديد على الحَدثْ والعناية الفائقة باللغة والأسلوبْ. وقد كانت هذه أبرز سِمات القصّة في مرحلة السِّتِّينيّات والسَّبعينيّاتْ التي تأثَّرتُ بها وتأثَّرَ بها كُلُّ أبناء جيلي. أما القصص الأخيرة فهي أكثر تَرْكيباً وتَشابكاً وغِنَىً بالتفاصيل والشَّخصيّاتْ. معظم القصص في المجموعة القصصية (مطر صيْفي) تنتمي إلى المرْحلة الأولى المبَكّرة من العُمْر. أما المجموعة القصصيّة (فَحْل التُّوتْ) فهي بأكملها تنتمي إلى مرحلة منتصف العُمر وما بَعْدها. على أنَّ هذه الفَرْضِيَّة ليست قانوناً ثابتاً لأنّ الفَنَّ يَخرجُ على كل القوانين الجامدة، فقد عُدتُ مَرَّةً أخرى إلى كتابة مجموعة من النصوص القصصيّة القصيرة تحت عنوان (مَتْروكاتٌ لم تُرْصَدْ) وهي استحضارٌ لبعض الذكريات القَديمة التي ما تزال تنبضُ بالذاكرة والوجدان وتُلِحُّ على المُخَيِّلة. وربَّما أكون متأثِّراً في كتابتها بتَيَّارٍ يفرضُ وجوده الآن على الساحة الأدبية ـ وإن كانت جذوره موغلةً في القِدَم ـ هو تَيَّار القصة القصيرة جِدّاً أو القِصَّة بالغة القِصَرْ. وهذا يؤكّدُ أن العِبْرَة ـ أساساً ـ بمدى ملاءمة الشَّكْل القصصي لمضمون التجربة ومعطياتها. * هل كل شاعر يعتبر روائيّاً أم العكس.. ؟ ومن الذي يحمل الأكثر من الثقافة والشاعرية؟ ـ لا ليس بالضرورة أن يكون كُلُّ شاعر رُوَائيّاً ولا كُلُّ روائيٍّ شاعراً. فمعظم الروائيين ـ إلاّ القليل منهم ـ لم يَطْرقوا بابَ الشِّعْر، وكذلك الغالبية العُظمى من الشُّعراء لم يُمارسوا فَنَّ الرواية. لكن هناك بعضُ الروائيين وكتّاب القصَّة ترقى لُغتهم وأسلوبهم إلى مستوى الشِّعر، مثل الطَّيّب صالح في روايته (موسم الهجرة إلى الشَّمال) وعبد الرَّحمن منيف في روايته (قصة حُبّ مجوسيَّة). أمَّا من منهما يحمل في داخله قَدْراً أكبر من الشَّاعريَّة فمن المُفترض أن تكون طاقة الشِّعر أكبر بكثير لدى الشَّاعر، بينما موهبة القَصّ تكون أكثر تَوَهُّجاً لدى الرّوائي منها عند الشاعر. وفيما يَتَعَلَّقُ بالثقافة فهي سِمَة فَرْديَّة تختلف بين كاتبٍ وآخر، وتتفاوتُ من شاعرٍ لآخرْ، ولا علاقة لها بالشعر أو الرِّواية أو القصة. |
| |||||||||||
| متابعة لجمال الردود وما تحمله من حكم رائعه |
| |||||||||||
| لقاؤنا الآن مع الأخت الفاضلة دموع الشَّوق التي أسعدتنا بحضورها الكريم ومشاركتها الرَّاقية. تقول في مُسْتَهَلّ حوارها: * أولا: كيف كانت البداية بمسيرتك الأدبية ؟؟ هل واجهت صعوبة ؟ ـ البداية تكون عادةً غير مُيَسَّرة خاصَّةً وأنه على زماننا لم تكن إمكانيات النَّشْر الإلكتروني مُتاحة كما هو الوَضع الآن. كما أنَّ النَّشر الورقي ـ حتى بالصحف والمجلات ـ كان مقصوراً على الأسماء الكبيرة والمعروفة نظراً لقلَّة عدد المجلات الأدبية والثقافية التي كانت تصدر آنذاك. من هنا كان النَّشْرُ حُلْماً يُراود مخيّلة كُل كاتبٍ ناشئ. لكنه كان ـ في الوقت ذاته ـ شهادة ميلادٍ للكاتب أو الشاعر. لأنَّ الكتاب والشعراء كانت لهم مكانةٌ مرموقة بالمجتمع ومنزلةٌ رفيعة في نفوس النَّاسْ. هذا عن النشر. أمَّا عن الكتابة ذاتها فقد اجتذبني الشِّعرُ منذ البواكير حيث كنتُ قارئاً جيّداً له وحافظاً جيِّداً ـ أيضاً ـ للشعر بعد القراءة الثانية أو الثالثة للقصيدة. اجتذبني الشعر بموسيقاه وأوزانه وإيقاعاته وصوره المُجَنَّحَةِ وخياله المُحَلِّق. وقد وجدتُ في أساتذتي بالمرحلة الثانوية خيْرَ عَوْنٍ لي، إذْ كان معظم مُدَرِّسي اللغة العربية شُعراء مُجيدين. قصائدي المبكرة بالطبع كانت ساذجة وبسيطة وفيها من التقليد أكثر مما فيها من الإبداع والتجديد. لكنهم مَدُّوا لي يَدَ العَوْن التماساً لبادرة خيرٍ وبذرة أمل قد تكون كامنة لديّ. وأفسحوا لي المجال للخطابة وإلقاء الشِّعر بطوابير الصَّباح والحفلات المَدْرَسيّة والمناسبات الوطنية والاجتماعية. أدين بالفضل لاثنيْن من هؤلاء الأساتذة هما محمد الابشيهي وناصر عطيّة. الأوَّل عَلَّمني كيف أكتب الإنشاء وفتح لي أفقاً واسعاً للكتابة الحديثة والمتطوّرة بعيداً عن الإطناب والإسهاب والإسراف في المُحَسّنات البديعية كما كان عليه الحال آنئذٍ. والثاني كان شاعراً موهوباً بحَقّ وقد زَوَّدني بعدّة كُتُبٍ في الشعر لعلَّ أهمها هو (المُنتَخَب من أدب العرب) بأجزائه المتعددة، وقد طلب مني أن أحفظ نصوصها من الشِّعر والنثر معاً. وكان لها أبعد الأثر في إثراء حصيلتي من اللغة وفَنّ الكتابة والأسلوب. أمَّا والدي ـ رحمه الله ـ فقد كان له الأثر العميق في هذه المسيرة، فقد عَلَّمني أوزان الشِّعر وزَوَّدني بكتابٍ لأحد أساتذته في كلية دار العلوم بعنوان (الوَزْن والقافية) وكان يشتمل على شَرحٍ مُبَسَّط لبحور الشعر وقواعده وأصوله. وكانت مكتبته هي الرافد الأصيل لكُلّ ما اكتسبته بعد ذلك من معرفةٍ وثقافة في الشعر والقصة والرواية بل والمقالة أيضاً. حتى انقطعت عن الكتابة تماماً لفترة طالت نحو سبْع سنوات أو أكثر، وإن كنت لم أنقطع عن القراءة خلالها لكنها أيضاً كانت قراءةً مُشَتَّتةً وغير منهجيّة. أمَّا الكتابة القصصية فقد اجتذبتني إليها في أواخر السِّتِّينيات وأوائل السبعينيات. كان هذان العِقْدان هما العصر الذهبيّ للقصة القصيرة. لكنني لم أبدأ بنشر ما كتبته من قصص إلاّ عام 1980 . كانت أوّلُ قِصّةٍ نُشرت لي هي قصة (العِشْق في البلاد الغريبة) بمجلة "فنون" ببغداد. وكانت أوّلُ مقالةٍ نَقْديّة تُنشر لي بعنوان (ليْسَ بالحُلْمِ وحْده يَحْيا الفقراء) وهي قراءة نقديّة في مجموعة قصصية للقاصّ الراحل يحيى الطّاهر عبد الله بعنوان (حكايات للأمير حتَّى يَنام)، ونُشِرَت بمجلة "فنون" أيضاً. بعد ذلك توالى نشر قصصي ومقالاتي النقديّة بمجلة (الطليعة الأدبية) وغيرها من المجلات الأدبية. لقاؤنا مُتَجَدِّدٌ وحوارنا موصول ـ بإذن الله ـ مع الأخت الكريمة دموع الشُّوق. |
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| (بنت كول) على كرسي الاعتراف | محمد | مساحة للضحك والفرفشة | 47 | 01-05-2010 03:23 PM |
| على اي كرسي بتقعدون...... !؟!؟! | الظهيري | لُغَة الصور .. والكاريكاتير الساخِر | 10 | 07-03-2010 05:40 PM |
| القاص و الشاعر / العباس معافا ..إبداع يشرق في سمائنا | محمد | مرفأ البداية وروح التواصل | 7 | 10-09-2007 11:05 PM |
| أستاذي / سمير الفيل .. القاص و الروائي و الناقد إكليل يتوج الرويضة | محمد | قــاعـة كــبــار الضـيوف | 25 | 17-06-2007 08:12 PM |
![]() | ![]() |