20-03-2008, 03:52 AM
|
| |
رد: القاص والروائي (إبراهيم) ضيف كرسي المجالس..
لقاؤنا الآن مع الأخت الفاضلة دموع الشَّوق التي أسعدتنا بحضورها الكريم ومشاركتها الرَّاقية. تقول في مُسْتَهَلّ حوارها:
* أولا: كيف كانت البداية بمسيرتك الأدبية ؟؟ هل واجهت صعوبة ؟
ـ البداية تكون عادةً غير مُيَسَّرة خاصَّةً وأنه على زماننا لم تكن إمكانيات النَّشْر الإلكتروني مُتاحة كما هو الوَضع الآن. كما أنَّ النَّشر الورقي ـ حتى بالصحف والمجلات ـ كان مقصوراً على الأسماء الكبيرة والمعروفة نظراً لقلَّة عدد المجلات الأدبية والثقافية التي كانت تصدر آنذاك. من هنا كان النَّشْرُ حُلْماً يُراود مخيّلة كُل كاتبٍ ناشئ. لكنه كان ـ في الوقت ذاته ـ شهادة ميلادٍ للكاتب أو الشاعر. لأنَّ الكتاب والشعراء كانت لهم مكانةٌ مرموقة بالمجتمع ومنزلةٌ رفيعة في نفوس النَّاسْ. هذا عن النشر. أمَّا عن الكتابة ذاتها فقد اجتذبني الشِّعرُ منذ البواكير حيث كنتُ قارئاً جيّداً له وحافظاً جيِّداً ـ أيضاً ـ للشعر بعد القراءة الثانية أو الثالثة للقصيدة. اجتذبني الشعر بموسيقاه وأوزانه وإيقاعاته وصوره المُجَنَّحَةِ وخياله المُحَلِّق. وقد وجدتُ في أساتذتي بالمرحلة الثانوية خيْرَ عَوْنٍ لي، إذْ كان معظم مُدَرِّسي اللغة العربية شُعراء مُجيدين. قصائدي المبكرة بالطبع كانت ساذجة وبسيطة وفيها من التقليد أكثر مما فيها من الإبداع والتجديد. لكنهم مَدُّوا لي يَدَ العَوْن التماساً لبادرة خيرٍ وبذرة أمل قد تكون كامنة لديّ. وأفسحوا لي المجال للخطابة وإلقاء الشِّعر بطوابير الصَّباح والحفلات المَدْرَسيّة والمناسبات الوطنية والاجتماعية. أدين بالفضل لاثنيْن من هؤلاء الأساتذة هما محمد الابشيهي وناصر عطيّة. الأوَّل عَلَّمني كيف أكتب الإنشاء وفتح لي أفقاً واسعاً للكتابة الحديثة والمتطوّرة بعيداً عن الإطناب والإسهاب والإسراف في المُحَسّنات البديعية كما كان عليه الحال آنئذٍ. والثاني كان شاعراً موهوباً بحَقّ وقد زَوَّدني بعدّة كُتُبٍ في الشعر لعلَّ أهمها هو (المُنتَخَب من أدب العرب) بأجزائه المتعددة، وقد طلب مني أن أحفظ نصوصها من الشِّعر والنثر معاً. وكان لها أبعد الأثر في إثراء حصيلتي من اللغة وفَنّ الكتابة والأسلوب. أمَّا والدي ـ رحمه الله ـ فقد كان له الأثر العميق في هذه المسيرة، فقد عَلَّمني أوزان الشِّعر وزَوَّدني بكتابٍ لأحد أساتذته في كلية دار العلوم بعنوان (الوَزْن والقافية) وكان يشتمل على شَرحٍ مُبَسَّط لبحور الشعر وقواعده وأصوله. وكانت مكتبته هي الرافد الأصيل لكُلّ ما اكتسبته بعد ذلك من معرفةٍ وثقافة في الشعر والقصة والرواية بل والمقالة أيضاً. حتى انقطعت عن الكتابة تماماً لفترة طالت نحو سبْع سنوات أو أكثر، وإن كنت لم أنقطع عن القراءة خلالها لكنها أيضاً كانت قراءةً مُشَتَّتةً وغير منهجيّة.
أمَّا الكتابة القصصية فقد اجتذبتني إليها في أواخر السِّتِّينيات وأوائل السبعينيات. كان هذان العِقْدان هما العصر الذهبيّ للقصة القصيرة. لكنني لم أبدأ بنشر ما كتبته من قصص إلاّ عام 1980 . كانت أوّلُ قِصّةٍ نُشرت لي هي قصة (العِشْق في البلاد الغريبة) بمجلة "فنون" ببغداد. وكانت أوّلُ مقالةٍ نَقْديّة تُنشر لي بعنوان (ليْسَ بالحُلْمِ وحْده يَحْيا الفقراء) وهي قراءة نقديّة في مجموعة قصصية للقاصّ الراحل يحيى الطّاهر عبد الله بعنوان (حكايات للأمير حتَّى يَنام)، ونُشِرَت بمجلة "فنون" أيضاً. بعد ذلك توالى نشر قصصي ومقالاتي النقديّة بمجلة (الطليعة الأدبية) وغيرها من المجلات الأدبية.
لقاؤنا مُتَجَدِّدٌ وحوارنا موصول ـ بإذن الله ـ مع الأخت الكريمة دموع الشُّوق. |