![]() |
| ||||||||
|
الأحد,أيار 06, 2007 لا أحد يفتقد الثمرات الثلاث ... ذات عاصفة مباغتة .. و ظلامٌ دامس يحجب الرؤيا .. سقطت ثلاث ثمرات من على غصن الشجرة المتخم بالثمار ... ( الفجيعة المضاعفة .. تلجم ألْسِنة الحزن .. و تجعل أفواه النواح خرساء .. ) إحدى الثمرات كانت قد غزتْها جحافل من أنواع النمل و العناكب.. فتركتْها خاوية من الداخل .. بينما خديها يحتفظان بشيء من توردهما .. خاوية إلا من ألياف تتمسك بأهداب نواة الثمرة ... كأنها تستجديها نفْخ الروح فيها من جديد . تراخت عنها أصابع الشجرة الأم .. فما إحتملتْ قوة الرياح العاتية .. بينما راحت الشجرة تناشد الأوراق و الأغصان أن تزود عن فلذاتها .. فهي بالكاد ينوء جسدها بكل هذا الحمل .. ( مَن يكون في الملمات ضعيفاً لا حول له و لا قوة .. ثم يناشد مضطراً مَن هو أضعف منه .. تتداعى إلى نفسه أمواج الإحباط في درجات متفاوتة .. و تتنازعه ومضات الأمل كبريق عيني وحش في حلكة الظلام .. يريدها و في نفس الوقت يتحاشاها ) بينما كانت الرياح تراوغ الأوراق و تمرق من بينها .. محدثة صفيراً متدرجاً.. إستغاثت الثمرة بإخواتها ... و لكن الثمرات كن مشغولات عنها بإجترار الرحيق الجاري في عروقها حتى الثمالة التي أفْقدتْها الإحساس بمن حولها .. و لاهيات بالعبق المستشري في المكان من قشورها... يتمايلن في لهو طفولي مع حركة الرياح .. يحْسِبْنه مرحٌ بريء. فسقطتْ الثمرة و هي تنادي أمها الشجرة ... و لكن صوت الريح كان أعلى .. فضاع النداء كصرخة في وادٍ .. ( لا يعرف أحد إلى يومنا هذا كيف يكون شعور الإنسان يهوى إلى قدره المحتوم المزيد ... كتبها جلال داوؤد في 12:00 صباحاً :: ،،،،أبوقصي،،،،
|
| ||||||||
|
السبت,أيار 05, 2007 الجِنْدِب ... جلستْ ( المشاطة ) تثرثر كعادتها ... تلفظ ( سفتها ) و تتمضمض من ماء ( الجك ) بقربها لتواصل ما أنقطع من حديث .. يداها ترتاحان على رأس الفتاة .. بينما تتشابك أصابعها و تنفلتْ بأناةٍ و إتقان بين طيات خصلات الشعر .. رأس الفتاة يتمايل مع حركة الأصابع فوقها .. ( المَسَلَّة ) تقبع مستكينة على كتلة ملفوفة من الشعر ترقد جانباً في إنتظار دورها من ( المشاط ) و التجديل.. ( كورية ) مترعة بالدهن على يمينها .. ( براد ) الشاي يرقد على الرماد الذي يغطي الفحمات في ( الكانون ) .. عدة جنادب تتقافز حولهما .. و الذباب يستأثر بأكواب الشاي الفارغة .. ليناوش وجه الفتاة تارة و وجه المشاطة تارة أخرى .. يقفز جندب على يد ( المشاطة ) مستطلعاً ... ثم يراوغها و ينحشر في أذن الفتاة .. تلحقه المشاطة ( بالمسلة ) و تضغط علي أخر جزء من جسده الأملس... في محاولة للحاق به قبل أن ينسرب في العمق .. تفلح في إخراج جزء منه بينما يبقى الجزء الأكبر داخل أذن الفتاة التي تهب مذعورة .. محاولاتها لإخراج الجزء الأكبر المتبقي من الجندب يجعله يتقدم زاحفاً إلى الداخل أكثر فأكثر. صبوا لها ماءاً لتميل على أذنها ليخرج .. تندلق مع الماء أجزاء من الأرجل و الأجنحة و بعض قرون الإستشعار .. في الغد ذهبتْ للشفخانة و غسلوا لها أذنها بمطهر .. لكن بقايا الجندب تمسكتْ بأهداب الأذن .. و إنتحرتْ هناك .. تسمع طنياً .. يعقبه ألم .. توالت الأيام .. و الألم يراوح مكانه .. و الطنين ينقلب إلى دغدغة مقلقة... ثم بدأ الصديد في الخروج بين الفينة و المزيد ... كتبها جلال داوؤد في 06:31 مساءً : ،،،،أبوقصي،،،، |
| ||||||||
|
بقايا تاكسي ... تتمدد جدران البيت و تكبر حتى تسع كل زوايا الخواء بدواخله .. يقف متفرساً في كل ما حوله ، يُمْلي ناظريه و هو يجوب بهما كل أنحاء المكان... يجول ببصره في الشارع يستعرضه بيتاً .. بيتاً وجوه الجيران تتأرجح ملامحها في ذاكرته .. تطفو أحداث و مساجلات على سطح ذاكرته المتعبة .. إنتابته مشاعر شتى قبْل أن يطرق الباب الذي غاب عنه خمس سنواتٍ طوال.. غالَبَ دمعة تقف على أطراف مقلتيه و هو يتأمل بقايا عربته ( التاكسي ) تقبع أمام منزله .. دون أن يشعر هتف هاتف من دواخله المتلهفة : ( أهذا أنت يا رفيق الدرب ؟ أراك تقف متماسكاً أكثر مني ... هل أبوح لك بسر ؟ شوقي إليك كان يخالط حنيني إلى تراب البلد و الأهل ...) رغم الظلام الحالك .. كان يرى كل تفاصيله عبْر ما يختزنه في عقله من مواقف و أحداث .. إندلق مخزون أيامه الخوالي دفعة واحدة .. كبوابة مشرعة تؤدي إلى تصفح سِفْر قديم تختلط فيه بداياته و نهاياته... رمقه و حزن يكسو وجهه و يغمر كيانه ... هيكل بلا أحشاء .. بقايا مقاعد بلا حشايا .. نوافذ بلا زجاج .. و مقابض مخلوعة عنوة .. تلاشى اللون الأصفر الذي كان يتلألأ تحت الشجرة الضخمة عقِبَ كل تلميع على شارع النيل أمام ( القراند هوتيل ) و ( فندق السودان) .. أخذ نفَسا عميقاً .. و تنهد .. و هو يتأبط حقيبته بيد و بيده الأخرى يتحسس جسد العربة الساكن .. كأنَّ عِبْق الصندل الذي كانت تُصِر زوجته على ( تبخير ) كل أركانه به لا زال يفوح كما كان في الأيام الخوالي فيظل يشده إلى إبتسامتها طيلة مشاويره في حنايا المزيد ... كتبها جلال داوؤد في 06:29 مساءً :: ،،،،أبوقصي،،،، |
| ||||||||
|
عودة .... كلما إنطلقتْ زغرودة مجلجلة تعلن قدوم إحدى الطيور المهاجرة للقرية ،، يخفق قلبها الولهان ،، و تزد ضرباته في تسارع يجعلها تجتر لهفتها ... تحاول الوقوف مستندة بيديها النحيلتين على أقرب جدار .. تعتقد في قرارة نفسها بأن الزغرودة تقصدها هي .. و تبشرها بمقدمه .. فتقَدِم رِجْلاً و تؤخر أخرى .. تتردد فتتشاغل بعملها و هي تسترق النظر إلى باب منزلها المتهالك لعل و عسى .. و يساورها بصيص أمل فتقف معتلية صفيحة فارغة بقامتها النحيلة تستطلع مصدر الزغاريد و الفرح . تلملم بقايا خيبتها و إنكسارها و تذهب لتهنئة أسرة هذا القادم ،، تتقدم نحوه بخطى ثقيلة تود أن تختزل بها سنوات إغتراب وحيدها ليعود بين أحضانها .. ثم مُهَمْهِمةً بعبـارات الترحـاب و سلامة الوصول تعانق العائد طويلاً .. و هي تكاد تجزم في قرارة نفسها أن به رائحة إبنها الوحيد الذي غادر القرية منذ عشـر سـنوات و لم يرحم لوعتها و لو برسالة تطمئنها و تبرد لظى شوقها.... تنتظر كلمة منه تمد حبال صبرها و تهدهد وجع أيامها الطويلة .. توقظها زغاريد أمهات العائدين بين الفينة و الأخرى في هذا الموسـم من كل سـنة .. فيمتد بها الليل ينشـر حولها الظنون و يطول أرقها لترافق جحافل الوحدة. كرهتْ أصوات الفرح .. و كلمات التهاني. صادقتْ الحزن و تصالحت معه .. وجدتْ نفسها تماماً في بيوت العزاء .. و مواساة الحزانى .. فتطلق لبكائها العنان و تترك دموعها على سجيتها .. و كأن الميت يخصها هي. تذهب لتعانق كل قادم فتنزلق الدمعات رغماً عنها فتمسحها على عجل بطرف ثوبها المهتريء. و المزيد ... كتبها جلال داوؤد في 06:26 مساءً :: ،،،،أبوقصي،،،، |
| ||||||||
|
ذات عاصفة مباغتة .. و ظلامٌ دامس يحجب الرؤيا .. سقطت ثلاث ثمرات من على غصن الشجرة المتخم بالثمار ... ( الفجيعة المضاعفة .. تلجم ألْسِنة الحزن .. و تجعل أفواه النواح خرساء .. ) إحدى الثمرات كانت قد غزتْها جحافل من أنواع النمل و العناكب.. فتركتْها خاوية من الداخل .. بينما خديها يحتفظان بشيء من توردهما .. خاوية إلا من ألياف تتمسك بأهداب نواة الثمرة ... كأنها تستجديها نفْخ الروح فيها من جديد . تراخت عنها أصابع الشجرة الأم .. فما إحتملتْ قوة الرياح العاتية .. بينما راحت الشجرة تناشد الأوراق و الأغصان أن تزود عن فلذاتها .. فهي بالكاد ينوء جسدها بكل هذا الحمل .. ( مَن يكون في الملمات ضعيفاً لا حول له و لا قوة .. ثم يناشد مضطراً مَن هو أضعف منه .. تتداعى إلى نفسه أمواج الإحباط في درجات متفاوتة .. و تتنازعه ومضات الأمل كبريق عيني وحش في حلكة الظلام .. يريدها و في نفس الوقت يتحاشاها ) بينما كانت الرياح تراوغ الأوراق و تمرق من بينها .. محدثة صفيراً متدرجاً.. إستغاثت الثمرة بإخواتها ... و لكن الثمرات كن مشغولات عنها بإجترار الرحيق الجاري في عروقها حتى الثمالة التي أفْقدتْها الإحساس بمن حولها .. و لاهيات بالعبق المستشري في المكان من قشورها... يتمايلن في لهو طفولي مع حركة الرياح .. يحْسِبْنه مرحٌ بريء. فسقطتْ الثمرة و هي تنادي أمها الشجرة ... و لكن صوت الريح كان أعلى .. فضاع النداء كصرخة في وادٍ .. ( لا يعرف أحد إلى يومنا هذا كيف يكون شعور الإنسان يهوى إلى قدره المحتوم ... و هو ينادي مستغيثاً و كل مَن حوله لا يسمع و لا يحس أو يصطنعون ذلك .. ) و الثمرة الأخرى .. منذ أن بدأتْ برعماً عند منحنى الغصن .. كانت تعاني من مشكلة في النمو و مجاراة إخواتها في الشَب عن الطوق و التشبع بمختوم عصارتها... ضعيفة .. و مهددة بالسقوط بين لحظة و أخرى. أفزعتْها قوة الرياح .. إلتصقتْ بثمرة قربها كانت في عنفوان أيام قطافها .. فأبعدتْها بلكزة ساعدتْها الرياح على زيادة قوتها .. فسقطت قرب الثمرة الأولى .. حاولتْ أن تزحف نحوها طلباً للحماية .. فتدافعت جموع النمل نحوها .. مختزلة جهد الطلوع إلى الأعلى .. و غطتْها بالكامل تمتص ما تبقى من حياتها. ( الضعاف من بني البشر .. الضعاف فقط هم الذين يفهمون معنى الإستقواء بالعشيرة ). الثمرة الثالثة ... أصابتْها مخالب طائر ليلي لم يحسن الإلتقاط ... فرفرف بجناحيه .. و أطلق صيحة الخيبة و إنطلق مارقاً من بين الأشجار ... يروم ثمرة أخرى تطالها مخالبه .. و بجرحٍ غائر على جنبها ... سقطتْ هي الأخرى .. تنزف رحيقاً إختزنتْه طوال الصيف ... ( وقوع المصيبة .. و لا إنتظارها ... ) و إنقسمتْ جحافل النمل بين متسلق ساق الشجرة .. و بين متحلق حول الثمرة المريضة .. و بين مهرول إلى هذه التي تلفظ عصارتها .. بينما جرحها يغري الجحافل بالولوج إلى لب الثمرة عبر هذا الرحيق المندلق. سقطت الثمرات .. بالقرب من ساق الشجرة الأم .. التي تقف كأن الأمر لا يعنيها في شيء ... إستسلام لحزن أبدي .. و فجيعة تتكرر كل موسم .. حتى تحجَّر قلبها فصار أقسى من ساقها التي تغطيها طبقات لحاء خشنة .. فالثمار لا محالة مقطوفة عنها الواحدة تلو الأخرى .. تقف وسط هوج الرياح .. كجبل راسخ ... تنتظر فراغ أغصانها من الثمار .. خسارتها لفلذاتها .. لتبدأ مخاضاً جديداً .. برعماً برعماً .. بتْلة تلو البتْلة .. زنبقة بعد الأخرى .. ثمرة إثْر ثمرة ... تحس بها تُثْقِل كاهل أغصانها و فروعها .. تستقبل أرتال الفراشات و ممالك النحل و جيوش النمل ... يزورها زوار الليل أنواعاً من الوحش و الطير يحتك بها دون مَنٍ منها أو أذى .. فتفقد لحاء ساقها .. طبقة من بعد طبقة .. لا تعرف إلى أي حدٍ وصلتْ شرايين جذورها ... و لكنها سعيدة بأن جسدها يتلقى منها العرفان فيمدها بأسباب بقائها و نضارتها .... (ناموس حياة النبات و الحيوان ينطبق على بعض بني آدم .. فتحس أن لهم أغصان و أوراق و ثمار وجذور ضاربة في أعماق تربته.. لكن يقفون عاجزين عن جعل حياتهم تنعم بالإستمرارية فينهارون عند أول منحنى للمواجهة .. و ناموس حياة بني البشر تحس أنه ينطبق على فصيل بعض الوحوش .. فالموت دون المساس ببقائه و بقاء قطيعه ) تهدأ الريح .. و لكن إلى حين .. ثم تنجلي معركة الليل غير المتكافئة .. تنتشي الثمرات المتدلية مع أولى قطرات الندى المنزلقة على خدودها .. و تنثر الفراشات ظلالاً من الألوان من أجنحتها الزاهية .. و مع أهازيج العصافير.. و أصوات هرولة الأوراق الجافة بين سيقان الأشجار .. لا يفتقد أحد الثمرات الثلاث... و كأنها لم تكن ... فبعد حين .. ستتدلى ثمرات و ثمرات .. لا تعرف من كان قبلها .. و من سيأتي بعدها .. ،،،،أبوقصي،،،، |
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| أحد الأيام إجتمع المال والعلم والشرف ودار بين الثلاثة الحوار التالي | ابو أسيل | حكايات من الوجد | 5 | 05-01-2010 03:55 PM |
| جريمة بشعة.. أب يقتل أطفاله الثلاثة بطعن صدورهم بسكين | محمد | احتواء ما لا يحتوى | 12 | 18-07-2009 10:31 AM |
| ياسر القحطاني لـ " الرياضية " : منتخب الثلاثة فاشل والحسم أمام قطر .. | تركي عفيش | الرياضة والشباب | 3 | 04-01-2009 01:53 PM |
| العميان الثلاثة | محمد | احتواء ما لا يحتوى | 18 | 20-09-2007 11:06 PM |
![]() | ![]() |