عرض مشاركة واحدة
#3 (permalink)  
قديم 04-12-2008, 01:16 PM
أبوقصي
عضو مجالس الرويضة
أبوقصي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3077
 تاريخ التسجيل : 24-11-2008
 فترة الأقامة : 6226 يوم
 أخر زيارة : 23-02-2010 (08:43 AM)
 المشاركات : 82 [ + ]
 التقييم : 348
 معدل التقييم : أبوقصي مبدع أبوقصي مبدع أبوقصي مبدع أبوقصي مبدع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: ،،،الثمرات الثلاثة،،،



بقايا تاكسي ...


تتمدد جدران البيت و تكبر حتى تسع كل زوايا الخواء بدواخله ..
يقف متفرساً في كل ما حوله ، يُمْلي ناظريه و هو يجوب بهما كل أنحاء المكان...
يجول ببصره في الشارع يستعرضه بيتاً .. بيتاً
وجوه الجيران تتأرجح ملامحها في ذاكرته ..
تطفو أحداث و مساجلات على سطح ذاكرته المتعبة ..
إنتابته مشاعر شتى قبْل أن يطرق الباب الذي غاب عنه خمس سنواتٍ طوال..
غالَبَ دمعة تقف على أطراف مقلتيه و هو يتأمل بقايا عربته ( التاكسي ) تقبع أمام منزله ..
دون أن يشعر هتف هاتف من دواخله المتلهفة :
( أهذا أنت يا رفيق الدرب ؟ أراك تقف متماسكاً أكثر مني ... هل أبوح لك بسر ؟ شوقي إليك كان يخالط حنيني إلى تراب البلد و الأهل ...)
رغم الظلام الحالك .. كان يرى كل تفاصيله عبْر ما يختزنه في عقله من مواقف و أحداث ..
إندلق مخزون أيامه الخوالي دفعة واحدة .. كبوابة مشرعة تؤدي إلى تصفح سِفْر قديم تختلط فيه بداياته و نهاياته...
رمقه و حزن يكسو وجهه و يغمر كيانه ...
هيكل بلا أحشاء ..
بقايا مقاعد بلا حشايا ..
نوافذ بلا زجاج ..
و مقابض مخلوعة عنوة ..
تلاشى اللون الأصفر الذي كان يتلألأ تحت الشجرة الضخمة عقِبَ كل تلميع على شارع النيل أمام ( القراند هوتيل ) و ( فندق السودان) ..
أخذ نفَسا عميقاً .. و تنهد ..
و هو يتأبط حقيبته بيد و بيده الأخرى يتحسس جسد العربة الساكن ..
كأنَّ عِبْق الصندل الذي كانت تُصِر زوجته على ( تبخير ) كل أركانه به لا زال يفوح كما كان في الأيام الخوالي فيظل يشده إلى إبتسامتها طيلة مشاويره في حنايا
المزيد ...


كتبها جلال داوؤد في 06:29 مساءً ::


،،،،أبوقصي،،،،



 توقيع : أبوقصي
اجمل مافي الليل الهدووء
اجمل مافي البحر الجبروت
اقوى لغات العالم...الصمت

رد مع اقتباس