![]() |
![]() ![]() |
![]() |
![]() |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
| ||||||||
|
متاهة الإنتظار على مرافيء الزمن الحزين!!... خواطر وأشجان (6) ابوبكر يوسف إبراهيم المتن: ما أمرِّك أيتها الغربة؛ تمر السنين والأيام والليل والنهار وشمس الضحي تستدعي الحديث والمباسطة كما شمس الغروب تستدعي الهمس ومسارات الغربة . تقودني جحافل المعاناة كمجرمٍ أقتيد في سكون الليل الي المخفر ،لأنه صرح بأن الغربة ألم مرضٌ مزمن حتى وإن لم يطل .. تركت الوطن وقد مرضت العقود وفجأة لا أدري دواعي إستحضاري لأحجيات جدتي التي روت لنا عن الشاة العليلة من نظرة حاسد..و الجد الصالح صاحب الكرامات والخوارق وإفحامه للمنكرين عليه والجاحدين ولايته.. والجن المرابطين في خلاء الأرض وخرائب المباني الطينية في سهول ووهاد الجزيرة .. والخال الذي تزوج جنية فرزق منها ب(طيفور) قبل أن يغدر بهما أبن عمها الذي أكلت الغيرة قلبه فقتلها علي طريقة ( عطيل) فأعقمه فلم ينجب نسلا بعد ها، رغم زواجه المرة بعد الأخري من بنات عمه الإنسيات..وللنس وة أحاديثهن في الخاطب والمخطوب والقيل والقال،و( العمل السفلي ) الذي دسته الساحرة عند عتبة الدار فغدا البنات بائرات لا طائف عليهم،وكذا(البع اتية) التي مصت دماء المولود قبل أن يمرق يومه الأربعين. عادت بي الذاكرة إلى الوراء حيث مدينتي التي تقع في حضن النيل الأزرق وحين كنت في أوقات العصاري أتفرس في وجوه المارة من أبنائها الطيبين الذين يرتسم عليهم رسم بؤس وشقاء لايخلوا من شكيمة وعزيمة ذابلة، وفي العيون نظرات صابرة خامدة. في فصل الصيف يعرف ساكن هذه الأرض الذي تبهجه حرارة الجو وجحيمه أن في عذاب الحر رحمة وبهجة تثلج صدره. فالصيف الذي يدفع البعض الي فقدان العقل والولوج الي الجنون من بابه الكبير، يجلب بعض من فرحة لا يعبر عنها بكلمات ولا توصف إلا بالإبتسامات العريضة التي تشرق الوجوه ساعة غروب الشمس وهم يتبادلون أطراف الحديث ويتسامرون لهوا أو جدا حول ينوعة الثمار في أرض الجزيرة الحنونة. أيضاً تكالبت عليّ الذكريات الجميلة وعادت الذاكرة تهفو بي إلى عهد صباي حينها تذكرت أمي وهي تتحدث إلى أبي في مودة ورحمة ، وكيف كانت تهش بشاشة في وجه القادم لحظة تعديته عتبة البيت ،ثم هي تنادي علي جارتهاالتي كان يربطنا بها عضوياً ( نفاجاً) وأن تناولها قدحا أوسكين.. ويسترسل بينهما الحديث حتى يصل إلى أن تتجمع الجارات ويدر الحديث عمّ إذا أستجد من طارئ وهي تصيخ بسمعها الي كل أطراف الحديث في مودة وأدب وأحتشام دون أن تفوتها همسة أو هنة. يدور في خلدي أسئلة كثيرة تعتبر هاجساً في الغربة : ياربي متى يكون لي قبر بعد كل هذه السنون في المغترب؟.. هنا في الغربة ، يصعب استيعاب ذاك الإحساس الغريب الذي يتسلق الإنسان كلما دخل محلا من المحلات التي يعمل فيها المغتربين خاصة من بني جنسه وهي كثيرة وقد تحولوا إلى أيقونات للذكرى والتبرك كلما هاج الشوق والحنين إلى الوطن، أما ذاك الصندوق الصغير الذي تضعه الجمعيات الخيرية الجهوية لأبناء المناطق ذاك الصندوق الصغير الذي كثراً ما يظهر الحاجة إليه في الملمات وقليلاً في المسرات صندوق صغير هو ما يختزل بحياد وقسوة رحلة العمر وعناء السنين في كلمات قليلة : تبرعوا لأجل إرجاع الجثة. أي تراجيديا تلك التي نعاني ؛ إنها تراجيديا الإغتراب ورحلة الألم هي كل الألم.!!.. إذا توقف دبيبك هنا وكفت أنابيبك عن ضخ العملة الصعبة في شرايين الدولة والتبرعات والرسوم في صناديق القنصليات ..إذا مت هنا، فقد مت وانتهى عملك من كل شيء ، بعض القنصليات – فلا أعمم فالرياض إستثناء - سرعان ما تتنكر لك ميتا بعد أن أهانتك حيا تتدافع في مرائبها للحصول على وثيقة أو بطاقة هوية أو تجديد أو جواز سفر!! .ز قصص يشيب لها الولدان تحكى على ألسنة المغتربين والعدة عليهم !! إلى عهد ليس بقريب من عمر الإغتراب ، مزهوا بسذاجتي وطيش الصبا، كان الموت كلمة لاتعنيني أبدا،لكنني أدركت بعد أن ابيضّ بعض سواد الرأس وأحسستني أمضي بمهل نحو التقدم في العمر،بأن الذي لايحترم موتاه لايمكنه احترام أحيائه ،ومن حقوق الميت قبرا ذا حرمة في تراب بلده يأوي رميمه ويكون شاهدا عليه وفي المكان الذي يحدده في الوطن ،عندها بدأت تقفز في مخيلتي مناجل استفهام كثيرة بعضها لايزال يؤرقني والبعض الآخر ألقيت به دون نية إحداث إصابات ، على بعض الأشخاص ، ما إن سألت أحدهم : ماذا لو إسترد صاحب الأمانة أمانته وأنت هنا في الغربة ؟ رأيت علامات هلع وجزع بدت على سيمائه .. ضحكت وأعدت ترتيب الكلام بعناية أكبر: يا أخي لا دائم إلا الله ،وكل نفسة ذائقة الموت ؛ ولاتدري نفس بأي أرض تموت؛ إذا انتهى هذا السفر الطويل واسترد الباري بضاعته ، فأين تريد أن ينام جسدك نومته الأخيرة..؟؟ أجاب دون تفكير طويل : في السودان أليس من حقي بعد رحلة الجري والإغتراب أن استريح في تربة بلدي ؟!! هامش: يا ليالي الغربة الثقال أحسك كما الموت..وأتساءل وقد اعتلاني الشيب وتسلقتني العبر..هل نستحم في الحب مرتين.. أم نبتدئ حيث انتهينا..!كل شيء هناك في طني يوحي بالعشق : العشب أخضر.. الريحان والنبق ..والقطن أزهر..البرسيم ورائحة الصلصال.. ونحن هنا نجتر الذكريات في هذا الصمت الغريب.. والقسمات إعتراها الذبول.. وهذا الخطو الموغل في الحزن.. والوجوه طاعنة في العتاب والنظرات.. ومسحة هذا الـسفر.. هل نحبك الآن أيها الوطن بلا ضجيج ونحلم بك ما نستطيع..وقد أثقلتنا الليالي واتسعت في دواخلنا الندب!إ .. إليك يا ربي مناجاتي وشكواي!! ،،،،أبوقصي،،،،
|
| |||||||||||
| ابو قصي روائع ما قرأة من ابداع وضعته بين ايادينا فعشنا جمال كل متاههه بجمال واحساس جميل على رغم مايحمل من بعض الالم تحياتي فكم ابدعت بهذا الاختيااار
|
| ||||||||||
| |
| |||||||||||
| |
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| القاص والروائي (إبراهيم) ضيف كرسي المجالس.. | محمد | قــاعـة كــبــار الضـيوف | 64 | 05-04-2008 04:36 PM |
| مرئيه // قصيده الشاعر إبراهيم الرشود السبيعي + الموال | محمد | نشيد الروح | 10 | 19-01-2008 11:32 PM |
| خطبة أعجبتني ... ( دروس من حجة الوداع ) للشيخ سعود بن إبراهيم الشريم | عبد العزيز بن عبد الله | روحانيات | 8 | 16-12-2007 04:31 PM |
| إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب | أبوندى | روحانيات | 4 | 07-03-2007 03:43 PM |
| مريم إبراهيم الأديبة السعودية | محمد السهلي | مرفأ البداية وروح التواصل | 9 | 19-11-2006 02:12 PM |
![]() | ![]() |