مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   روحانيات (http://www.rwwwr.com/vb/f5.html)
-   -   اكبر موسوعة للاعجاز العلمي من الكتاب والسنه (http://www.rwwwr.com/vb/t17271.html)

بنبونتة 24-07-2008 07:17 PM

رد: اكبر موسوعة للاعجاز العلمي من الكتاب والسنه
 
أكذوبة الفرقان الحق ... ج2

@@@@

بقلم: ياسر محمود الأقرع




استكمالاً لما بدأناه من دراسة بلاغية لما سمي " سورة الحق " من الكتاب المسمى ( الفرقان الحق ) نتناول هنا بالبحث والدراسة الآيتين الثانية والثالثة من السورة المذكورة، وهذا نصّ الآيتين :

2 - ففضحَ مكر الشيطان الرجيم ولو تنزّل بوحي ملك رحيم

3- وأبطل فرية رسله الضالين، ولو نطقوا بما أعجز الأميين

الفاء في صدر الآية

2 - ففضحَ مكر الشيطان الرجيم ولو تنزّل بوحي ملك رحيم

تبدأ الآية الثانية ـ كما نلاحظ ـ بالفاء، وللفاء، حسب ما يرى النحاة، ستة أوجه، وقد جاءت هنا حرف عطف، وهي عندما تكون حرف عطف فإنها تفيد الترتيب والتعقيب .

فقولنا : جاء خالد فأحمد :

يعني مجيء خالد أولاً ويليه أحمد ( الترتيب )

دون أن يكون بينهما فارق زمني يذكر ( التعقيب ) .

فهل جاءت الفاء هنا في موضعها الملائم !! لنتذكر معاً الآية التي سبقت هذه الآية ترتيباً في السورة ذاتها : تقول الآية السابقة :( وأنزلنا الفرقان الحقَّ نوراً على نور محقاً للحقّ ومزهقاً للباطل وإن كره المبطلون )المعنى الذي تقوم عليه الآية كما نرى هو إنزال فرقان يفرق بين حق وباطل .والفرقان المنزل : كتاب ، فهو نصّ أولاً وأخيراً ، والنص لا يفرق بين الحق والباطل بفعل البطش والقوة، وإنما بسلطان العقل والمنطق وإقامة الحجة والبرهان، وصولاً إلى فضح مكر الشيطان ( أي حيلته ) في طمس معالم الحق وإظهار الباطل.

هذا كله فيما نعلم يقتضي وجود مدة زمنية تفرضها طبيعة الحوار والجدل وتقديم البراهين لإثبات ما جاء به الكتاب على أنه حق و دحض ما جاء به دعاة الباطل .....

فكيف جاء العطف بالفاء وهي التي تكاد تلغي الفارق الزمني بين إنزال الفرقان وبين فضح مكر الشيطان، مما يوحي بأنه بمجرد إنزال الفرقان حق الحق وزهق الباطل وسلّم بذلك من آمن به ومن كفر على حد سواء، وقد تم ذلك كله في وقت لا يكاد يذكر !؟

فأين تبعات إنزال الفرقان من جدل وحوار وإقامة حجة ودحض رأي ... وغير ذلك !؟

أو َلَيس الأمر منافياً لواقع الحال ومنطق العقل إذاً .... !؟

رجم الشيطان قبل إقامة الحجة عليه

أما المعطوف بالفاء فهو جملة ( فضحَ مكرَ الشيطان الرجيم )، والضمير المستتر في ( فضح ) يعود على ( الفرقان )، فالفرقان إذاً فضح مكر الشيطان الرجيم.

وبما أن الفاء التي عطفت هذه الجملة على سابقتها تدل على الترتيب كما بيّنا، فهذا يعني أن إنزال الفرقان جاء أولاً ، وبعد ذلك فضح مكر الشيطان الرجيم، والرجيم تعني ( المرجوم ) كقولنا ( القتيل ) ونعني ( المقتول )...

فكيف وصف الشيطان في هذا الموضع بالمرجوم !؟

إذ بذلك تصبح الجملة: ففضح مكر الشيطان المرجوم، فأيّ مكر هذا للشيطان إن كان مرجوماً!؟ بل ما حاجتنا لفضح من هو مفضوح أصلاً ، فمرجوم معناه: أنه مفضوح الصفات، مكشوف المكر، ظاهر الذنب ... ولذلك رُجم جزاء له، واقتصاصاً منه.

ولنتأمل تتمة الآية مع التذكير بأولها " ففضحَ مكر الشيطان الرجيم ولو تنزّل بوحي ملك رحيم"

والمقصود من ( ولو تنزل ) هو مكر الشيطان

والسؤال لماذا يكون الأمر ( تنزيلاً ) ؟

ومن قال إن الشيطان في الأعلى حتى يتنزل مكره تنزيلاً إلى من هم في الأسفل ..؟؟

رسول الشيطان ... ملك رحيم !!

أما القول ( بوحي ملك ) فإنه يعني بأن الوحي مُلْكٌ للمَلَك، والمَلَك ليس هو صاحب الوحي حتى نضيف الوحي إليه، فنقول وحي مَلَك، وإنما هو حامل الوحي ، ذلك أن المَلَك أصلاً موحى إليه ، وعندما يوحي الإله إلى الرسل يكون المَلَك هو حامل الوحي أي حامل الرسالة وليس صاحبها.

ثم كيف يوصف المَلَك الذي تنزل بوحي الشيطان ومكره بـ " الرحمة " ؟؟

وهل يوصف مبعوث الشيطان، ومروِّج أفكاره، وناشر ضلاله .. بالرحمة وهو الذي يحمل الباطل والزيف ...؟

كيف يرضى هذا الرحيم أن يكون رسولاً للشيطان ويكون أداة لإهلاك الناس وإفسادهم ومن ثم هلاكهم ...؟

ربما لو جاءت صفة هذا الملك لتدل على إكراه الشيطان له للقيام بالأمر لكان في الأمر كلام آخر.

الشيطان يستغني عن خدمات بني جنسه !!

ولننتقل الآن إلى الآية الثالثة :

3 - وأبطل فرية رسله الضالين ، ولو نطقوا بما أعجز الأميين

والضمير المستتر في أبطل عائد على ( الفرقان ) والهاء في رسله تعود على ( الشيطان ) وهكذا تصبح الجملة :

وأبطل الفرقان فرية رسل الشيطان الضالين ...........

نلاحظ أن اللجوء إلى الضمائر عوضاً عن الأسماء الظاهرة يخلق التباساً في ردّ الضمائر إلى أصحابها ، فيظنّ السامع أن الهاء في ( رسله ) عائدة على من يعود عليه الضمير المستتر في

( أبطل ) وهو الفرقان .... على أية حال دعونا من هذا ، ولنتأمل الحلقات الثلاث التالية :

شيطان ماكر ملك رحيم رسل ضالين

الوحي إلى

انظروا إلى حال هذا الملك الذي يمثل خيراً بين شرّين، فهو ـ والأمر كذلك ـ واحد من اثنين :

إما أنه يدري بأنه يحمل ضلالاً ويبلغه إلى الرسل الضالين لإيصاله إلى الناس ، وهو بذلك لا يوصف بالرحمة في هذا الموضع .

ولو قيل: هو مكره على ذلك، لقلنا بأية سلطة يستطيع الشيطان أن يفرض على الملك حمل رسالة الضلال! ؟

ولنفترض جدلاً أنه مكره ، أليس من الأولى أن يوجد في الجملة ما يدل على ذلك دفعاً للتناقض الظاهر بين صفة المَلَك وطبيعة مهمته .

هذا إن كان يدري أنه يحمل ضلالاً ....

فإن لم يكن يدري ( فالمصيبة أعظم ) إذ كيف يبلغ الرسل ما فيه غواية للناس وشقاء لهم وهو لا يدري ! ؟ أيةسذاجة هذه وأي غباء ! ؟

وهل يصلح مثل هذا ليكون حاملاً لرسالة أو وحي ؟؟

وهل الشيطان الموصوف ـ هنا ـ بالمكر أغبى من أن يستطيع انتقاء من هو أكثر فطنة وذكاءً لأداء المهمة الموكلة إليه ؟؟

ثم هل يحتاج الشيطان إلى ملك ليبث ضلاله وإغواءه !؟

ولماذا لا يلجأ إلى أحد أبناء جنسه من الشياطين وهم على شاكلته وطبيعته من المكر وحب الإساءة، وإشاعة الغواية والضلال ...؟

لماذا يغادر هؤلاء إلى مَلَك يتصف بالرحمة ؟

هل يريد الشيطان أن يرحم من يودّ تضليلهم و أشقاءهم ؟؟؟؟

ثم تختتم الآية بالقول

( ولو نطقوا – ويقصد الرسل الضالين - بما أعجز الأميين )

فأما أن يعجز الرسلُ الأميين من الناس بالنطق ، فتلك مسألة ليست ذات أهمية لسببين :

أولاً :إن تعجيز الأميين أمر سهل. و ليس موضع افتخار أن يفضح الفرقان من أعجز الأميين . ولو كان الرسل قد أعجزوا أصحاب البلاغة والفصاحة والعلم والمعرفة لكان فضح الفرقان لهؤلاء الرسل أكثر أهمية وأشدّ أثراً ولكان موضع فخر واعتزاز لفرقان فضح زيف وادّعاء من استطاع التأثير على كبار العلماء والبلاغيين ! ؟

ثانياً :بماذا أعجز الرسل الأميين ... بما نطقوا ؟

النطق أحياناً يعجز المثقفين والعلماء لا الأميين فحسب ، فمن لا يعجز أمام نطق أعجمي لم يسمع به من قبل سواء أكان من يسمع عالماً أو أمّياً !!!

فالنطق يعني اللفظ باللسان والشفتين وهو مجال مفتوح للتعجيز ...

ولو قيل" جاؤوا بما أعجز العلماء " لكان الأمر أكثر دقة وأجدر بأن يكون مجال فخر واعتزاز .

إعجاز ..!!

لنتأمل الآيتين الثانية والثالثة بالنظر إلى سابقتهما .

إذا كانت الآية الأولى تتحدث عن إنزال الفرقان الذي يفرق بين الحق والباطل ثم يزهق الباطل وينتصر الحق على الرغم من المعارضة وعدم القبول ... وكل هذا يدل على بلوغ الغاية من الكتاب وإنزاله فما القائدة إذاً من ذكر فضح مكر الشيطان وذكر الوحي .؟

أو ليس من الأولى أن تأتي الآيتان الثانية والثالثة قبل سابقتهما فيكون الكلام عن فضح الشيطان وذكر وحيه ورسله الضالين وغير ذلك ... ثم يؤول الكلام إلى أن إنزال الكتاب زهق هذا الباطل وحق الحق رغم الجدل وعدم القبول !!؟

أم نقرأ السورة من الأسفل إلى الأعلى ... لعل هذا هو الإعجاز في السورة !!!!!
_______________ ___

بنبونتة 24-07-2008 07:18 PM

رد: اكبر موسوعة للاعجاز العلمي من الكتاب والسنه
 
أكذوبة الفرقان الحق (3)

@@@@
0
قبلاً كنا تحدثنا من وجهة بلاغية عن الآية الأولى من السورة المسماة بـ ( سورة الضالين ) من الكتاب المدعو ( الفرقان الحق ) ، وها نحن الآن نتناول بالدراسة الآية الثانية في السورة المزعومة من الكتاب المفترى.

والآية الثانية في هذه السورة ، يقول نصّها :

فأنا الملك الجبار المتكبر القهار القابض المذل المميت المنتقم الضّار المغني

فإياي تعبدون وإياي تستعينون

ولنقصر دراستنا في هذه الآية على حرف الفاء الذي جاء في موضعين منها :

للفاء حسب ما يرى النحاة ستة أوجه ، وقد جاءت في الآية مرتين ، وهي في كلا الحالين لا تخرج عن كونها استئنافية أو تعليلية .

الفاءان استئنافيتان

إذا كانت الفاء التي صُدِّرت بها الآية استئنافية: ( فأنا الملك الجبار ... )

فهذا يعني ارتباطها بالفاء الواردة في ختام الآية في عبارة:( فإياي تعبدون وإياي تستعينون) فما الوجه البلاغي في الارتباط بين مقدمة الآية وخاتمتها مع وجود فاءين افترضنا – مبدئياً – أنهما استئنافيتان .

جاء المبتدأ ( أنا ) في صدر الجملة وتلته صفات عشر للمتكلم ( أنا ) جاءت كلها أخباراً لهذا المبتدأ. ولو تأملنا تلك الصفات لوجدناها صفات قوة وشدة وجبروت ( الملك – القهار – الجبار .... ) .

باستثناء صفة ( المغني ) التي تعني المنح والعطاء أي : الرحمة .

ثم تختتم الآية بالجملتين: فإياي تعبدون وإياي تستعينون .

إذاً هناك تقسيم في نهاية الآية بين العبودية والاستعانة .

1- أما العبودية فتفرضها صفات القوة والتحكم بحياة المستعبَدين مما يضطرهم للإذعان والطاعة والرضوخ لمشيئة المعبود وقدرته .

إذاً : هذه الجملة تتوافق مع الصفات التسع التي حملت معنى القوة في صدر الآية .

2- وأما الاستعانة ( طلب المعونة ) : وهي المعنى الذي تقوم عليه الجملة الثانية فإنها تتفق مع صفة المغني ، الذي يصف نفسه بالإعانة ، أي الرحمة .

فالجملة الأولى ( إياي تعبدون ) جاءت متوافقة مع تسع صفات .

بينما الجملة الثانية ( إياي تستعينون ) جاءت متوافقة مع صفة واحدة .

وهذا ينفي التوازن بين القوة والرحمة، وبغير هذا التوازن لا تستقيم شخصية هذا الـ ( أنا ) إذ غلبت عليه صفات البطش والقوة وتضاءلت مساحة الرحمة والرأفة .

الفاءان تعليليتان

تعال نتأمل هاتين الفاءَين فيما لو عددناهما تعليليتين ...

في هذه الحالة لا بد من ارتباط جملة ( فأنا الملك ... ) وهي مطلع الآية الثانية ، بالآية التي سبقتها كون ما بعد الفاء علة لما قبلها. ولنتذكر الآية السابقة: ( وألبس الشيطان الباطلَ ثوب الحقّ وأضفى على الظلم جلباب العدل ، وقال لأوليائه أنا ربكم الأحد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي منكم كفواً أحد)

والآية كما هو واضح فيها ادّعاء من الشيطان بأنه رب أوليائه الأحد ، وقلنا إن الربوبية على اختلاف معانيها تتضمن معاني الرحمة والتربية والإنعام ...

فكيف إذاً يكون الحديث في الآية الأولى عن الرحمة والمنح والعطاء والرعاية ... ثم تتضمن الآية الثانية صفات القوة والجبروت والبطش ( المذل – المنتقم – المميت ) .

أية بلاغة تلك تجمع بين الربوبية بمعانيها وصفات الشدّة بأنواعها في سياق واحد !!؟

أَوَليس من البلاغة أن تأتي صفات كالمنعم والمعطي والرحيم بعد الحديث عن الربوبية !؟.

أما الفاء التي تصدّرت جملة ( فإياي تعبدون وإياي تستعينون ) .

إن كانت تعليلية فهذا يعني : كوني الملك الجبار ... تعبدونني وتستعينون بي

وجملة (إياي تعبدون ) وكذلك جملة ( إياي تستعينون ) :

1- إما أن تكونا جملتين خبريتين : أي أنتم تفعلون ذلك الآن وقائمون عليه ( عبوديتي والاستعانة بي ) كوني المتحكم بحياتكم ومصائركم وأرزاقكم ...

2- وإما أن تكونا إنشائيتين بمعنى الأمر: أي : بحكم ما امتلكه من صفات القوة فيجب أن تعبدوني وتستعينوا بي .

فإن كانتا خبريتين فقد بطل معنى ما جاء قبلهما، إذ لا أهمية لما قيل ما دام القائل معبوداً مستعاناً به والأمر كما يحب ويريد .

وإن كانتا إنشائيتين بمعنى الأمر .. فالأمر هنا فاسد كون المطلوب أمراً قلبياً

فإن ألزمت شخصاً ما بطقوس الطاعة والاحترام فأنت لا تستطيع أن تفرض عليه احترامك ومحبتك في نفسه ، أو الاستعانة بك في حوائجه .

وهنا إن كان المتكلم يستطيع فرض طقوس العبادة ، فأنى له أن يفرض على من يخاطبهم أن يستعينوا به .

فالمُكَرهُ على الأمر يعمل بحدود ما يُكره على فعله دون أن يزيد عليه أو يتجاوزه .

وهكذا فإنّ ثمة خللاً بلاغياً واضحاً في النص ، فالجمل لا تعدو كونها نظماً تركيبياً توليفياً لا يقوم على روابط معنوية متينة أو ضوابط بلاغية صحيحة .
_______________ ___

بنبونتة 24-07-2008 07:19 PM

رد: اكبر موسوعة للاعجاز العلمي من الكتاب والسنه
 
أكذوبة الفرقان الحق حـ 4

@@@@




بقلم: ياسر محمود الأقرع

قبلاً كنا تحدثنا من وجهة بلاغية عن الآية الأولى من السورة المسماة بـ ( سورة الضالين ) من الكتاب المدعو ( الفرقان الحق ) ، وها نحن الآن نتناول بالدراسة الآية الثانية في السورة المزعومة من الكتاب المفترى.

والآية الثانية في هذه السورة ، يقول نصّها :

فأنا الملك الجبار المتكبر القهار القابض المذل المميت المنتقم الضّار المغني

فإياي تعبدون وإياي تستعينون

ولنقصر دراستنا في هذه الآية على حرف الفاء الذي جاء في موضعين منها :

للفاء حسب ما يرى النحاة ستة أوجه ، وقد جاءت في الآية مرتين ، وهي في كلا الحالين لا تخرج عن كونها استئنافية أو تعليلية .

الفاءان استئنافيتان

إذا كانت الفاء التي صُدِّرت بها الآية استئنافية: ( فأنا الملك الجبار ... )

فهذا يعني ارتباطها بالفاء الواردة في ختام الآية في عبارة:( فإياي تعبدون وإياي تستعينون) فما الوجه البلاغي في الارتباط بين مقدمة الآية وخاتمتها مع وجود فاءين افترضنا – مبدئياً – أنهما استئنافيتان .

جاء المبتدأ ( أنا ) في صدر الجملة وتلته صفات عشر للمتكلم ( أنا ) جاءت كلها أخباراً لهذا المبتدأ. ولو تأملنا تلك الصفات لوجدناها صفات قوة وشدة وجبروت ( الملك – القهار – الجبار .... ) .

باستثناء صفة ( المغني ) التي تعني المنح والعطاء أي : الرحمة .

ثم تختتم الآية بالجملتين: فإياي تعبدون وإياي تستعينون .

إذاً هناك تقسيم في نهاية الآية بين العبودية والاستعانة .

1-أما العبودية فتفرضها صفات القوة والتحكم بحياة المستعبَدين مما يضطرهم للإذعان والطاعة والرضوخ لمشيئة المعبود وقدرته .

إذاً : هذه الجملة تتوافق مع الصفات التسع التي حملت معنى القوة في صدر الآية .

2-وأما الاستعانة ( طلب المعونة ) : وهي المعنى الذي تقوم عليه الجملة الثانية فإنها تتفق مع صفة المغني ، الذي يصف نفسه بالإعانة ، أي الرحمة .

فالجملة الأولى ( إياي تعبدون ) جاءت متوافقة مع تسع صفات .

بينما الجملة الثانية ( إياي تستعينون ) جاءت متوافقة مع صفة واحدة .

وهذا ينفي التوازن بين القوة والرحمة، وبغير هذا التوازن لا تستقيم شخصية هذا الـ ( أنا ) إذ غلبت عليه صفات البطش والقوة وتضاءلت مساحة الرحمة والرأفة .

الفاءان تعليليتان

تعال نتأمل هاتين الفاءَين فيما لو عددناهما تعليليتين ...

في هذه الحالة لا بد من ارتباط جملة ( فأنا الملك ... ) وهي مطلع الآية الثانية ، بالآية التي سبقتها كون ما بعد الفاء علة لما قبلها. ولنتذكر الآية السابقة: ( وألبس الشيطان الباطلَ ثوب الحقّ وأضفى على الظلم جلباب العدل ، وقال لأوليائه أنا ربكم الأحد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي منكم كفواً أحد)

والآية كما هو واضح فيها ادّعاء من الشيطان بأنه رب أوليائه الأحد ، وقلنا إن الربوبية على اختلاف معانيها تتضمن معاني الرحمة والتربية والإنعام ...

فكيف إذاً يكون الحديث في الآية الأولى عن الرحمة والمنح والعطاء والرعاية ... ثم تتضمن الآية الثانية صفات القوة والجبروت والبطش ( المذل – المنتقم – المميت ) .

أية بلاغة تلك تجمع بين الربوبية بمعانيها وصفات الشدّة بأنواعها في سياق واحد !!؟

أَوَليس من البلاغة أن تأتي صفات كالمنعم والمعطي والرحيم بعد الحديث عن الربوبية !؟.

أما الفاء التي تصدّرت جملة ( فإياي تعبدون وإياي تستعينون ) .

إن كانت تعليلية فهذا يعني : كوني الملك الجبار ... تعبدونني وتستعينون بي

وجملة (إياي تعبدون ) وكذلك جملة ( إياي تستعينون ) :

1-إما أن تكونا جملتين خبريتين : أي أنتم تفعلون ذلك الآن وقائمون عليه ( عبوديتي والاستعانة بي ) كوني المتحكم بحياتكم ومصائركم وأرزاقكم ...

2-وإما أن تكونا إنشائيتين بمعنى الأمر: أي : بحكم ما امتلكه من صفات القوة فيجب أن تعبدوني وتستعينوا بي .

فإن كانتا خبريتين فقد بطل معنى ما جاء قبلهما، إذ لا أهمية لما قيل ما دام القائل معبوداً مستعاناً به والأمر كما يحب ويريد .

وإن كانتا إنشائيتين بمعنى الأمر .. فالأمر هنا فاسد كون المطلوب أمراً قلبياً

فإن ألزمت شخصاً ما بطقوس الطاعة والاحترام فأنت لا تستطيع أن تفرض عليه احترامك ومحبتك في نفسه ، أو الاستعانة بك في حوائجه .

وهنا إن كان المتكلم يستطيع فرض طقوس العبادة ، فأنى له أن يفرض على من يخاطبهم أن يستعينوا به .

فالمُكَرهُ على الأمر يعمل بحدود ما يُكره على فعله دون أن يزيد عليه أو يتجاوزه .

وهكذا فإنّ ثمة خللاً بلاغياً واضحاً في النص ، فالجمل لا تعدو كونها نظماً تركيبياً توليفياً لا يقوم على روابط معنوية متينة أو ضوابط بلاغية صحيحة .
_______________ ___

بنبونتة 24-07-2008 07:24 PM

رد: اكبر موسوعة للاعجاز العلمي من الكتاب والسنه
 
خواطر قرآنية الجزء الأول

@@@@

1. قال تعالى :{وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها}.. الأعراف ( 137).. لماذا ذكر الحق سبحانه مشارق الأرض ومغاربها ولم يذكر شمالها وجنوبها باعتبار اتجاهات الأرض الأربعة .. ؟؟؟
لم يذكر الحق سبحانه شمال الأرض وجنوبها لأنهما عبارة عن قطبين متجمدين لا تصلح فيهما حياة الإنسان .. فذكر تعالى المشارق والمغارب باعتبار خيرات الأرض وصلاحها للعيش إذ فيهما اعتدال الجو وخصوبة الأرض وتنوع الثمر وكثرة الزروع … الخ .

2 . قال تعالى :{ ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } .. الأعراف ( 17) لماذا لم يذكر في من فوقهم ومن تحتهم .. ؟؟؟

الفوقانية والتحتانية هما مجالي _ إن جوزنا أن نسميهما مجالي _ رحمة الله وعذابه إذ يقول تعالى في الرحمة { ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون } .. المائدة (66) وقال تعالى في العذاب { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } .. الأنعام (65)

3 . قال تعالى :{ واشتعل الرأس شيبا } .. مريم (4).. ما الحكمة من لفظ (اشتعل ) في الآية .. ؟؟؟

الاشتعال هو عملية تحول المادة المشتعلة من حالة إلى حالة أخرى مع استحالة رجوعها للحالة الأولى أي حالة ما قبل الاشتعال .. وهذا التصور والوصف ينطبق على السواد الشعر وبياضه أي أن البياض محال أن يعود سوادا .. وهنا لطيفة أخرى في الآية .. وهي أن هنالك جدلا فلسفيا ذكر في _ تهافت الفلاسفة _ للغزالي ..حول هل البياض عرض أم جوهر أم هل السواد عرض أم جوهر وإذا حل البياض فأين ذهب السواد وأين كان البياض قبل المشيب ..الخ ؟؟؟ ويبدو أن القرآن قل حل المشكلة وببساطة إذ أن لفظة الشيب جاءت نكرة وما كان نكرة لم يكن أصلا للشيء أي لم يكن من جوهر الشيء .. وعليه فالمشيب عرض ككل الأعراض التي تبدو عندما يكون هنالك ما يفضي لها ..

4 . قال تعالى :{ وداعياً إلى الله بإذنه وسراجا منيرا } .. الأحزاب .. السراج لا يكون إلا مضيئاً فلم قال تعالى هنا سراجا منيرا .. ؟؟؟

مما هو معلوم أن الضوء هو امتزاج الحرارة بالنور لقوله تعالى في الشمس { هو الذي جعل الشمس ضياء} والنور هو تجريد الضوء من الحرارة لقوله تعالى في القمر { والقمر نورا ً} ، والحرارة سلب والنور إيجاب لذلك جاء تعالى بلفظ (منيرا ) لاشتمال مضيئاً على جانب سلبي وهو النار وهذا لا يليق بالنبي صلى الله عليه وسلم ..

5 . قال تعالى :{ وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الضالين } لماذا جاء الفعل _ صرفت _بصيغة المبني للمجهول فكأنها قد صرفت دون إرادتهم .. ؟؟؟

قبل هذه الآية قال تعالى :{ ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون } وهذا القول تم بإرادتهم إذ رؤية النعيم نعيم .. أما بالنسبة للنظر لأصحاب النار فهو عن غير إرادة وغير اختيار منهم إذ النظر إلى العذاب عذاب فالذي صرفها لرؤية أصحاب النار هو الله تعالى بإرادته واختياره ..

6 . قال تعالى :{ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم …. الآية } ثم قال تعالى { وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين } . الزمر ( 72-73) ما الحكمة من دخول ( الواو ) { وفتحت } في أصحاب الجنة وعدم دخولها { فتحت } في أصحاب النار … ؟؟؟

عملت ( الواو )هنا عملا بالغ الضرورة إذ أن أصحاب النار قد سيقوا إلى جهنم وهي بعد لم تفتح حتى إذا وقفوا على أبوابها فتحت عن جملة عذابها فكان هذا عذابا ضعفا عليهم .. أما أصحاب الجنة فقد سيقوا إلى الجنة وأبوابها قد فتحت لهم قبل مجيئهم أي أن تقدير الآية { حتى إذا جاءوها وقد فتحت أبوابها … } وهذا من زيادة الترحيب بأهل الجنة وتعجيل البشارة لهم .. وبالتالي فقد أشارت هذه (الواو )إلى عذاب أهل النار المضاعف .. ونعيم أهل الجنة المضاعف ..

7 . قال تعالى:{ قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا } .. نوح (5-6) لماذا قدم نوح دعوة الليل على دعوة النهار .. ؟؟؟

يقال " عند الليل يعود الملحد نصف مؤمن بالله " إذ النفس في الليل أقرب لله تعالى منها في النهار باعتباره محل السكون ومبعث التأمل والتفكر في النفس وفي ملكوت السماوات والأرض وباعتبار النهار محل العمل والحركة والاضطراب الشاغل عن التفكر.. فكانت دعوة الليل أقرب لبلوغ القلوب من دعوة النهار وهذا أمر واضح بيّن حتى عند من يدعون الناس لله إذ من الكياسة والدراية أن يتحينوا أوقات سكون النفس وليس هنالك كالليل سكون للجسد ويقظة للروح

8 . قال تعالى في ابني آدم :{ فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصـبح من الخاسرين } المائدة ..ثم قال بعد ذلك { من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نـفس فـكأنما قتل الناس جميعا } .. المائدة .. الفترة الزمنية بين ابني آدم وبني إسرائيل طويلة جدا .. فلماذا اختص القرآن بني إسرائيل هنا بهذا الحكم .. علما أنه حكم قائم في كل أمة من الأمم الكتابية .. ؟؟؟ ذلك لأن بني إسرائيل أمة قد اتصفت بالقتل وسفك الـدماء حتى كأنهم قد جبلوا على هذا الأمر أو كأن القتل صار سجية من سجاياهم وميزة امتازوا بها ليس في القرون الخالية وحسب بل على امتداد تاريخهم وحتى في الوقت الحاضر .. فقد امتدت أيديهم قديما حتى على أنبــيائهم فـقال تعالى:{ ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق } آل عمران وعليها أخذ الله ميثاقهم :{ وإذ أخـذنا ميثاقكم لا تسـفكون دمائكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون }البقرة .. ثـم قال تعالى فيهم :{ ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان }البقرة .. لذلك جاء هذا الحـكم الحق ليـدمغ بطلان النفس وفجورها عند بني إسرائيل ..

9. قال تعالى في الأعراف :{ قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار } وقال فيها أيضا :{ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والإنس } وقال تعالى في سور الرحمن { يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا } وقال تعالى في الإسراء :{قل لأن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}.. يلاحظ في الآيات التي سبقت آية الإسراء أنه تعالى قد ذكر الجن مقدم على الإنس بينما أخرها على الإنس في الإسراء } لماذا .؟؟؟

إذا علمنا أن الجن مخلوقون قبل الإنس عرفنا لماذا قدم الحق سبحانه الجن على الإنس عندما تكلم عن { أمم قد خلت من قبل}أي عندما أشار تعالى لفترة زمنية قدم أسبقهما زمنا في سورتي الأحقاف والأعراف ..أما الآية الثانية من الأعراف{ ولقد ذرانا … الآية } فلأن الجن من سلالة إبليس .. والإنس من سلالة آدم وإبليس أول من لعنهم الله ووعدهم جهنم{قال اخرج منها مذؤما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين}.. والأمر الثاني أن الشيطان هو من يورد الإنسان موارد النار والهلاك وليس العكس .. والأمر الثالث أن آدم أبو الإنس كان يمثل صفة الإنابة إلى الله والرجوع إلى الله والإقرار بالذنب وهذه كلها مجلبة للرحمة الإلهية مبعدة عن النار مقربة لرضوان الله فقدم تعالى الجن على الإنس في أهل النار .. أما في سورة الرحمن:{يا معشر الجن والإنس ….. الآية}فلأن الجن سبقت الإنس في بلوغ أقطار السماء لقوله تعالى{وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع}.. وثانيا لأن التركيبة التكوينية للجن أقرب وأسهل للنفاذ من التركيبة التكوينية للإنس فالأول من نار والنار حرارة وصفة الحرارة النفوذ عبر الحواجز .. أما تركيبة الإنسان الترابية فصفتها التثاقل والسكون واستحالة النفوذ عبر الحواجز .. وهي بذلك أحوج من الجن لاستكمال نقصها المترتب عليها من تركيبتها التكوينية .. أما في سور الإسراء{قل لإن اجتمعت الإنس والجن على … الآية}فـلأن الإنس هم المقصودين بالتحدي القرآني بالدرجة الأولى باعتبارهم قد اتخذوا القرآن هزوا والله يقول فيهم{وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين}بينما قال تعالى في الجن:{ قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا}.. فقدم سبحانه الإنس على الجن هنا ..

10 . قال تعالى:{ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون}.. الأحقاف .. لماذا قال تعالى (يعرض ) ولماذا لم تكن النار هي التي تعرض لا هم .. ؟؟؟

ج . فلنضرب لهذه الآية مثلا نتقرب به من فكر العرض " هب أن مجرما حكم عليه أن يلقى طعاما للأسد .. فحين يعرض الأسد على هذا المحكوم من وراء ستار ستلقي رؤية الأسد في القلب رهبة وفزعا والأسد بعد جاثم ساكن لم ير المحكوم .. لكن لو عرض المحكوم على الأسد وبدأ الأسد يكاد ينشق من الغيظ والغضب وبدا كأنه يريد أن يثب عليه لولا القيود ولولا عدم انقضاء أمد الحكم .. لكان هذا الموقف أشد فزعا في النفس وأشد رهبة وخوفا في القلب على هذا المحكوم إذ حينها ستكون الرهبة مع رؤية ثورة هذا الوحش الكاسر .. وهذه الحالة كحالة أصحاب جهنم إذ حكم عليهم أنهم من أصحاب النار .. لكن لما كان عذاب الله مضاعفا كما كانت رحمته وكرمه لأصحاب الجنة مضاعفة :{ قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون } جعل الكفار يرون النار فانخلعت القلوب من الهول .. وجعل النار تراهم فتزداد استعارا برؤيتهم وهو القائل :{ إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا } فتحترق حينئذ أفئدتهم من هول المشهد وهم بعد لم يلقوا فيها لذلك قال تعالى :{ النار يعرضون عليها غدوا وعشيا } أي أنها دائمة الاستعار والثوران والغيظ لكونها ترى الكفار غدوا وعشيا .. وهذا هو أسلوب الله تعالى في العذاب وهو القائل :{ فيومئذ لا يعذب عذابه أحد } ..

11 . قال تعالى :{ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير }الإسراء.. هنالك سور استهلها القرآن بالحمد كالفاتحة والأنعام وفاطر وسور أخر قد استهلها الله بالتبريك كالملك والفرقان وسورة الإسراء ككل السور التي استهلها القرآن بصيغة تضاف لبقية الصيغ القرآنية فما الحكمة من ( سبحان )في مستهل الإسراء .. ؟؟؟

على الرغم من أن المسألة تكاد تكون بديهية فهي مع ذلك تستلزم شيئا من الإيضاح ..إذ أن (سبحان) تعني التنزيه .. أي نزه الذي أسرى بعبده .. لماذا .. لأن الحق تعالى سينتقل بعد كلمة (سبحان ) لقضية قد يختلج بها الفكر ويضطرب لها القلب إذ فيها من الخروج عن المألوف الإنساني والخروج عن حدود المعقول ما قد يبتعث في النفس البواعث ويقدح في السريرة الهواجس فجاءت ( سبحان ) هنا لترفع الإنسان من غيابة هذا الجب .. وليستقبل الفكر والقلب هذه القضية وهو منزه الله تعالى عن هذه القياسات العقلية الضيقة وهذه الدخائل ..

12 . قال تعالى :{ وكذلك سولت لي نفسي } ..طه ..96 وقال تعالى { فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين } .. المائدة 30 .. سولت .. وطوعت .. هل يستوي المعنى إن وضعنا سولت بدل طوعت أو العكس علما أن كليهما مما يختلج في النفس .. ؟؟؟

بالتأكيد لا يستوي المعنى إذ (سولت ) تعني زيّنت ، وزينت لا تكون إلا في أمر قد يحبه الإنسان فزينته النفس أي ( سولته ) .. أما طوعت فتعني سهلت ، وسهلت لا تكون إلا في أمر قد استصعبته النفس ولو كان سهلا ما سهلته .. فسولت فيما قد يحبب للنفس وطوعت فيما لا يمكن أن يحبب للنفس كما طوعت له قتل أخيه وقتل الأخ مما لا يكون محببا للنفس أبدا .. وقد يقال فهذا القول يتناقض مع قوله تعالى في سورة يوسف " قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا "وهم قد ألقوا أخاهم في غيابت الجب فكيف ذلك .. قلنا الأمر الذي زينته النفس ( سولته) هنا ليس ما فعلوه بيوسف بل بالذي بعدها أي " يخل لهم وجه أبيهم ويكونوا من بعده قوما صالحين "

تابع
_______________ ___

بنبونتة 24-07-2008 07:55 PM

رد: اكبر موسوعة للاعجاز العلمي من الكتاب والسنه
 
خواطر قرآنية الجزء الأول

@@@@

13 . قال تعالى:{ختم الله على سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم}..البقرة.. 7.. وقال تعالى{قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير اله يأتيكم به أنظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون}..الأنعا م46..في الأولى كان الختم على القلب أول شيء .. وفي الثانية كان الختم على القلب آخر شيء .. لماذا ..؟؟؟

في الأولى وصف للكافرين الذين لا يرتجى هدايتهم لقوله تعالى :{ إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون }البقرة .. فقدم الحق سبحانه ختم القلب باعتباره فصل الخطاب في مثل هذه الحالة .. أما في الثانية فخطاب لمن قد تأخذ الموعظة مأخذها في نفوسهم وتبلغ الهدابة قلوبهم فجاء تعالى بتدرج مراحل الضلال الذي قد يفضي لختم القلب في نهاية الأمر فقدم أخذ السمع باعتباره وسيلة إدراك لها مساحتها في الهداية ومن ثم البصر وهو كذلك أيضا وانتهى بختم القلب فيما لو لم يستدرك السمع والبصر هذا القلب ..

14 .قال تعالى:{وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى}.طه 7 وهل هنالك أخفى من السر .. ؟؟؟

نعم .. هنالك ما هو أخفى من السر ذلك لأن السر قد يشترك به الاثنان والثلاثة .. أما ما هو أخفى منه فهو ما كان مستترا في غياهب النفس فلا يطّلع عليه إلا صاحبه فهذا أخفى من السر .

15 . قال تعالى:{يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا}.المزمل 14 مما هو معلوم بالبديهة " أن ما يقع على الكل فهو واقع على بعضه " والأرض كل..والجبال بعض من هذا الكل فما يجري على الأرض هو جار على الجبال بدعوى البديهة فلم قال تعالى ترجف الأرض والجبال .. ولو قال تعالى ترجف الأرض لما شك أحد أن الجبال لا ترجف فلماذا ذكر الجبال .. ؟؟؟

أليست أوتاد الخيمة هي بعض من الخيمة ؟؟ لكن هل ارتجاج الخيمة يعني بالضرورة ارتجاج الأوتاد ؟؟ قطعا لا..أليست الجبال هي أوتاد الأرض لقوله تعالى{والجبال أوتادا}النبأ 7 فهل ارتجاج الأرض يعني بالضرورة ارتجاج أوتادها..بل من المنطق أن الوتد ثابت لا يرتج..لكن في هذا المشهد ذكر الحق سبحانه الجبال وكذلك في مشاهد أخرى كي يشعر بهول وشدة ذلك اليوم وقوة ارتجاج الأرض حتى ارتجت أوتادها ..

16 . قال تعالى:{أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأرت أن أعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا}وقال تعالى:{وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما}وقال تعالى{وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك}الكهف .. 79 –80 –81-82.. لماذا تغير لفظ الإرادة في كل حالة من الحالات الثلاث ( السفينة والغلام والجدار ) .. ؟؟؟

العبد الصالح أخذ بعين الاعتبار في هذه المراحل جانب الحيثية الزمانية المتعلقة بالحدث .. فالمرء يملك أي ( مريد ) لفعله في الوقت الحاضر لكنه لا يملك – استحالة الإرادة – فعله في المستقبل والماضي ، إذ الإرادة متأخرة على الزمن في الماضي .. وهي أي (الإرادة )متقدمة على الزمن في المستقبل ، وشرطها الأساس هو اتفاق الحدث مع زمن الحدوث ، والله يقول { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}..فخرق السفينة حدث مناط بغاية حاضرة وهي أن الملك يأخذ كل سفينة غصبا في الوقت الحاضر .. وهذا أمر مما يملك الإنسان الإرادة به لاتفاق الفعل مع زمن إرادته وبالتالي هو مما يستدرك في وقته فنسب الإرادة إليه فقال { أردت } .. أما قتل الغلام ففيه حيثيتين زمنيتين هما الحاضر والمستقبل .. الحاضر المتمثل ( بقتل الغلام )والمستقبل المتمثل بقوله { فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما } فكانت الإرادة بالاشتراك بين حاضر ومستقبل فقال { أردنا } .. أما إقامة الجدار ففيها ثلاث حيثيات الحاضر والمتمثل بإقامة الجدار ، والمستقبل المتمثل باستخراج المساكين لكنزهم ، والماضي المتمثل بصلاح الأب فكأنه قد أقام الجدار في الحاضر ليستخرجا كنزهما في المستقبل إكراما لأبيهما الصالح في الماضي فقال { فأراد ربك } باعتبار خروج الحيثيات الثلاث عن حدود الإرادة الإنسانية للإرادة الإلهية المطلقة –زمنا ومكانا وكيفا - ..

17 . قال تعالى { أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن }.. تبارك 19 .. لماذا تقدمت لفظة (صافات ) على ( يقبضن ) .. ؟؟؟

للطير حالتان .. الأولى وهو على الأرض وهذه تناسب قبض الجناح وليس البسط .. والثانية في جو السماء وهذه تناسب بسط الجناح وليس القبض .. فقدم سبحانه لفظة (صافات) على يقبضن لتناسب سياق الآية وهي تتكلم عن الطير وهو في السماء وليس على الأرض ..

18 . قال تعالى :{ إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم } .. النمل 23 .. لماذا قال الهدهد امرأة تملكهم ولم يقل ملكة تملكهم .. وهي ملكة حقا ..؟؟؟

كأن الهدهد قد استقبح من قوم – رجال-أنهم قد ملكوا أمرهم امرأة فجاء باللفظ الذي يضع المرأة من الحياة موضعها الذي تقتضيه فطرة الخلق بل قوامة الخلق وهو أن الرجال قوامون على النساء وليس النساء قائمات بأمر الرجال .. وزاد هذا الهدهد بهذا المعنى أن عظّم عرشها وهو من ملكها ولم يعظمها وهي المالكة فقال { ولها عرش عظيم } ..

19 . قال تعالى :{ والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه من الكاذبين ويدرؤ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين } .. النور 6-7-8-9 لماذا قال تعالى في الرجل الكاذب لعنة الله عليه وقال في المرأة الكاذبة غضب الله عليها .. ؟؟؟

اللعنة أشد وأكبر من الغضب لأن اللعنة طرد من رحمة الله لذلك قال تعالى في إبليس { وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين } وقدم سبحانه اللعنة على الغضب فقال { من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت } .. أما في شهادة الرجل ونقض المرأة .. فلأن المترتب على كذب الرجل أي – صدق المرأة – أكبر وأشد من المترتب على صدقه أي – كذب المرأة – لأن الإسلام يميل إلى التحفظ والتستر عن عورات الناس ويتجنب إذاعة الفاحشة بينهم ويميل أيضا إلى حفظ الآصرة الأسرية لا تقويضها ونقضها ، ففي صدق الرجل مدعاة لإحقاق حق من حيث أنها مدعاة للسوء وفي كذبه كل الشر والسوء . وفي صدق المرأة كل الخير وفي كذبها مدعاة للشر من حيث أن فيها شعبة من شعب الخير ..

20 . قال تعالى: { مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا } الجمعة 5 .. من المعلوم أن الإبل تحمل أسفارا كما تحملها الحمير فلم لم يقل الحق كمثل الإبل تحمل أسفارا .. ؟؟؟

ذلك لأن الإبل في موضع من القرآن كانت آية من آيات الله تعالى لقوله { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت } الغاشية 17..فلا يناسب أن تكون مثل سوء ، وقال تعالى فيها أيضا { والبدن جعلناها من شعائر الله } الحج 36 وقال { لكم فيها خير } فأهل الضلال لا يشبهون بما فيه خير ، من جانب آخر كان الحمار مثل سوء في القرآن فقال تعالى أهل الكفر { كأنهم حمر مستنفرة } المدثر 50..وقال تعالى في صوت الحمار { إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } لقمان 19، لا بل إن الله تعالى قد أخّر الحمير حتى على البغال فقال { والخيل والبغال والخمير لتركبوها } النحل 8..، فكان هذا التشبيه إشعارا بكبر مقت الله لهم ..

21 . قال تعالى :{ إن يشأ يسكن الريح فيضللن رواكد على ظهره } الشورى32.. لماذا قال تعالى الريح ولم يقل الرياح .. ؟؟؟

الريح هي التي تأتي من جهة واحدة معلومة قال تعالى { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم }الأحقاف 24 .. أما الرياح فهي التي تأتي من اتجاهات متعددة قال تعالى: { وأرسلنا الرياح لواقح } الحجر 22.. من هذا كانت الريح هي ما يناسب جريان السفن وليس الرياح . وهنا لا بد من الإشارة إلى أمر .. وهو أن الريح تأتي بالعذاب والرياح تأتي بالرحمة . لكن اقتصار العذاب على الريح لا يعني اقتصار الريح على العذاب . كما أن اقتصار الإحراق على النار لا يعني اقتصار النار على الإحراق إذ منها النور ومنها الدفء وما إلى ذلك .. إذن فالريح تأتي بالعذاب وتأتي بالرحمة أيضا .. لقوله تعالى { وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها } يونس 22..وقال تعالى { فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب } ص 36.. وقال تعالى { ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر } سبأ 12..

22 . قال تعالى :{ ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم } الأنعام 151.. وقال {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم } الإسراء 31 .. لماذا هذا التقديم والتأخير بين نرزقكم وإياهم ونرزقهم وإياكم .. ؟؟؟

في الأولى قال تعالى { من إملاق }أي أن الإملاق ( الفقر ) واقع أصلا قبل أن يولد المولود ..فولادة المولود هنا زادت في الفقر وليس أتت بالفقر _ على حد ضنهم _ فقال تعالى {نرزقكم } لأنكم الأصل في الفقر وأن الفقر موجود فيكم قبل أن يولد لكم وليس المولود .. أما الثانية فقال تعالى :{ خشية إملاق } أي أن الفقر هنا لم يكن موجودا لكن خيف الفقر مع ولادة المولود فكان المولود هو من جاء بالشعور بوقوع الفقر هذا الشعور لم يكن موجودا قبله فقال تعالى { نرزقهم } باعتبارهم هم من ولّد فكرة الفقر في النفوس .. فجاءت { نرزقكم } { ونرزقهم } لمناسبة كل حالة ..

23 . قال تعالى :{ هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى ثم أنتم تمترون } الأنعام 2 .. لماذا قال تعالى هنا { من طين } بينما ذكر في مواضع أخر { من تراب } و{ من ماء } أي ما الحكمة من لفظة { الطين } بالذات وفي هذا الموضع .. ؟؟

ذكر تعالى هنا الطين لأن مطلع السورة يقول { الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } فناسب لفظ الطين هنا سياق الكلام .. أي أن الطين مزيج من السماء والأرض .. من ماء وهو من السماء ومن تراب وهو من الأرض .. والطين أيضا مزيج من نور وظلمة .. نور السماء ( المتمثل بالماء ) وظلمة الأرض المتمثلة بالتراب فكأن الطين قد جمع بين السماء والأرض والظلمة والنور ..

24 . قال تعالى :{ وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين } يوسف 42 .. وقال تعالى :{ ارجع إلى ربك فاسئله ما بال النسوة الاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم } يوسف 50 ..في الأولى كانت { ربك } من يوسف لحظة نسيان شيطانية لبث بسببها في السجن بضع سنين ، فلماذا لم يعنف الله عليه الثانية لما قال { ارجع إلى ربك } واللفظين واحد.. ؟؟؟

الربوبية الأولى كانت ربوبية استغاثة { اذكرني عند ربك } ولا مغيث إلا الله قال تعالى { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم } فعاقبه الله تعالى لأنه التمس من غير الله ما لا يطلب إلا من الله فضلا عن كونه نبي ، أما في الثاني { ارجع إلى ربك }فالمراد منها استفهام استنكاري عن تقطيع النسوة أيديهن .. ليس إلا .. ولا حرج في ذلك ..

25 . قال تعالى: { وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب } ثم قال تعالى :{ ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون } الزخرف 77 .. لماذا تغير طلب أصحاب النار في الآيتين .. ؟؟؟

الطلب في الأولى لخزنة جهنم وفي الثانية لخازن النار ، والفرق هو أن خازن النار أي ( مالك ) هو أقرب عند الله من خزنة جهنم لأنهم أعوانه يعملون بأمرته وكلهم محكوم لأمر اله ،فكان طلب أصحاب النار من مالك أشد رحم لهم من طلبهم من خزنة جهنم باعتبار قرب مالك من الله فقالوا { ليقض علينا ربك } وهذه رحمة بأصحاب النار أن يموتوا فيسلموا من العذاب ، بينما كان طلبهم من الخزنة فيه رحمة محدودة قياسا لطلبهم من مالك فقالوا { يوما } ولم يقولوا يرفع عنا العذاب يوما بل { يخفف } أي أن العذاب موجود حتى بعد التخفيف .. فناسب طلبهم من مالك منزلته من الله وناسب طلبهم من الخزنة منزلتهم من الله أيضا ..

26 . قال تعالى :{ والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا } الكهف 46 وقال تعالى { والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا } مريم 76 .. هنا {مردا }وفي الأولى {أملا } فلماذا هذا التغيير .. ؟؟؟

من تتبع سياق الآيات التي تسبق يلاحظ أن الأولى كانت { المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا } ومن المعلوم أن المال والبنين مما يحرك في النفس بواعث الأمل في الحياة قال تعالى في صاحب الجنتين { ما أظن أن تبيد هذه أبدا }الكهف ثم قال { ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا } الكهف .. فجاءت { أملا} لمناسبة معنى الآية والإقرار أن الباقيات الصالحات هي ما يؤمل به عند الله تعالى وليس المال والبنون ، أما مردا فلأن السياق القرآني كان يتكلم عن يوم القيامة ومشاهدها .. قال تعالى في الآيات التي تسبق هذه الآية { ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا } مريم ..ثم قال تعالى { ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا } مريم ..ثم قال { وإن منكم إلا واردها } مريم .. ثم قال { ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الضالمين فيها جثيا } مريم..إذن فالآيات تتكلم عن مرد الناس لله يوم القيامة { وأن مردنا إلى الله } غافر .. فجاء تعالى بلفظ { مردا } لمناسبة سياق الآيات ..
_______________ ___


الساعة الآن 04:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w