قصر وصدى أحجار على منضدة النقد / المبدعة منال أحمد /

حالة من أروع الحالات تحتاج الغوص فيها والإبحار في معانيها
حيث أن الياسمينة التي هي الأنثى قد شوَّهها ذلك السيد الذي هو الرجل بنيل مآربه منها بكل ما يريد فتورقت هذه الياسمينة من نار الغدر الذي ألقاه بها فكان الياسمين بحديقة من ظلم ونال ما نال من التشويه فقالت الكاتبة :

"" مُشوهة ياسمينة الحديقة!
ينبت الجمر تحت جذورها.. فتورقُ احتراقا
ينفثُ رماداً على فِراش الدهشة.. ""

حزن الأنثى الذي أضحى شبه دائم شقاء كل طريقها فهناك التسلط الذي سيطر من ذاك السيد
فقالت :
"" بعيدة مسافات البسمة..قد لا تصلها الشفاه.
شوك الشقاء يتناثر في طريقها.. ""

ضياع الأنثى ذات الرقة حيث يتجلى الحب فيها
استغاثة ظاهرة في تجلي روحها النقية الوفية
رغم التسلط الجائر فقالت :

"" عبث الصمت ومتاهـات الحب التائه,
يا أيدي الرحمة امتدي ""

تعجب في تعجب في تعجب كل هذا ومازالت معطاء !
وهذا السيد لا يعلم إلا نفسه !
ويريد منها العطاء أكثر !
وكأن البسمة التي لا تغيب هي أن تنجب له طفلا – منذ قليل كان يحقرها - يبقى مصدرا للبهجة !
فقالت :

""ما زال الياسمين يورق..
فاجعليه عطراً
وبسمة لا تأفل""






عاشق الورد

روح الطهر تتجلى في الأنثى عطاء ومغفرة تتجاوز عن الغدر من سيدها تبقى المعطاء حيث ضعفها ويبقى التسلط من السيد قائما ليقتل البراءة في طهرها وليقف المجتمع معه متسلطا عليها رغم أنها الأرض التي يزرعون بها شهواتهم لكنهم يحاولون قتلها خنقا وحبسا وبكثرة التكالب عليها فقالت :

"" قِديسة روح طُهر..
توهب الإثم غفرانا وتمسح الخيانة بوفاء..
وجهها كقطرة ماء تموج على وريقات الصباح..
ويُقتل كيانها..!
واقفاً يُقتل..!
هل يستوعب الكون موت الكيان واقفاً؟!""


صامدة هذه الأنثى الضعيفة رغما عنها
جراحها في كل يوم تتزايد ولكن لابد من الصبر تحاول النهوض من ذاك المصاب الجلل ولكن هيهات لها أن تنفذ من التسلط عليها
تريد الهروب من هذا القمقم لكنها كشجرة بدأت أوراقها تتساقط في خريف عمرها ورياح الألم اعتصرتها يُسَرُّ آسرها بذلك فهو لا يعي إلا ليالي سرمدية حمراء
حاله حال مجتمع شهواني يبتغي من الزهر رحيقه فعبرت بهذه اللوحة قائلة :

"" الصبر رملٌ يتدثر بالجرح..
تتسلق الأشياء الرمادية وتعدو..
شجرة وأوراقها في إهتراء..
تعصف الريح وتطربُ الغربان
وإغنية الليل تصدح بالوجع..
وجوه محتقنة بالرغبة.. ""


وفي ختام هذه اللوحة رغم انكسار الأنثى فيها عطاء ورغم التسلط الذي كان حتى ألقاها في خريفها إلا أنها عادت لتصورها شامخة بانكسارها في أمل العودة للفهم الصحيح
لربما هنا تقصد الأجيال القادمة
التي ستعي ما عانته الأنثى جهلا في عصر علم فقالت :

"" لن تطول رحلتها..
عائدة لتسلق الجبل الشامخ
من جديد""






عاشق الورد

و إشارة لعجائز العصر الذين قد شاخوا ولا يزالون يبحثون عن شهواتهم ويبيحون لأنفسهم ما يحرمون على أولادهم لأنهم أصحاب العلم والوعي كما يدعون وبأنهم الشخصيات الكبرى في هذا المجتمع كما يُسَمُّوْنَ فأشارت لهم بإصبع الشتم العلني حيث يستحقون وأكثر
وكأني أتذكر هنا كلمة قالها من قال
// جهل ما فوق الأربعون //
فهاهي الكاتبة تجسد هذه المقولة بهذه اللوحة حيث قالت :

"" وجاء يتطفل على ظهر العمر
يستبيح المجون ورقصات الليل على أطراف أصابع
قد شاخت!
يعاقر وجه الظلام..
تختلط الأنفاس بزفير الهروب..
قلعة ومجد في الحضيض!
أغنية منسية للحرية هناك..
أتريدُ للزهر أن ينبت في أحواض الوحل؟""

وزادت الكاتبة بشكوى الأسياد في هذا المجتمع حيث شبهتهم بالحقول لمرور العمر ولكنهم لا يأبهون لما هم عليه بل هم كالأشواك يركضون خلف الأقدام منكسرة نفوسهم التي لا تشبع جشعا وجنسا فتقول :

"" كلما اقتربتُ من حقل تحوّل لشوكٍ ينغرس في قدميّ
سنين اللهث لا تتلاشى..""

وخيبة أمل الكاتبة تلوح وهي لا تريد أن تضحك على هكذا عالم لا يعي من عالمه إلا الجنس الذي سيؤدي به للهلاك والمعصية ولكنها وحيدة تحمل لهم كل الحزن وتنتظر بريق أمل لكي ينتشل العالم لصحوة
وتبكي داخلها على خيبة أملها بهم فتقول :

""أحملُ معي بيارق الخيبة..
وأسيانة تتوسد مرافيء الحرمان..
تتسامر مع الوحدة .. والإنتظار
متعرية من ضحكاتها ..
بأحشائها تحمل جنين الحزن.""

ختمت النص قبل المخرج منه بكلمات الاعتذار للجميع حيث كانت قاسية جدا على العالم
ووجهت النداء للأنثى خاصة التي وضعتها في خانة الموت كونها لا تؤمن بالسيد حقيقة
وأبدت حالات الموت مع موت الضمير الحي لدى كل فرد لا يمتلك حقيقة الإنسانية ويهتم بالوحشية
ووضعت نفسها في نفس الخانة حيث أنها تحتضر من شدة الألم فقالت وبكل جرأة وأمن رغم أنها أعلنت الخوف

"" إعذريني
رهبة قربكِ وجيوش الخوف
تداهم عقلي..
تجبرني على ركنكِ في زاوية تحتضر
وسأحتضر ..
معكِ بأمان!""








عاشق الورد

والمخرج من النص يشعل المصباح لنا وأكتفي بما قالته بالمخرج كمخرج لهذه القراءة التي سعيت لها رغم صعوبة النص ورغم الألم الذي يجتاح هذا النص فقالت في مخرجها :

"" ],.. مخرج ..,]
عالم غريب ..
يحاولون الركض على سطح الماء بلا غرق!
عار عليهم أنفسهم""







عاشق الورد

لا أجد سوى أن أقدم التحية للمبدعة المتألقة والكاتبة العملاقة

دموع حائرة


وأكرر ما قالته هي معجبا به منتظرا حضورها لتشرفني هنا قائلا


عار عليهم أنفسهم

عار عليهم أنفسهم

عار عليهم أنفسهم














عاشق الورد