مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   روحانيات (http://www.rwwwr.com/vb/f5.html)
-   -   مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) (http://www.rwwwr.com/vb/t8661.html)

ابو قسورة 17-09-2007 09:01 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04)
 
اسيد بن خضير



اسمه الكامل

أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك ابن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي‏.‏





ماورث عن اجداده


ورث عن اسلافه الشجاعة و الكرم و الجود و الشرف
فأبوه خضير الكتائب كان زعيم الأوس, وكان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية, ومقاتليهم الأشداء..

وفيه يقول الشاعر:

لو أن المنايا حدن عن ذي مهابة

لهبن خضيرا يوم غلّق واقما

يطوف به, حتى اذا الليل جنّه

تبوأ منه مقعدا متناغما






صفاته


كان أسيد رجلا.. وكان مستنير العقل ذكيّ القلب حتى لقبه أهل المدينة بالكامل.. وهو لقب كان يحمله أبوه من قبله.






معالجته للقضايا

كان أسيد يحمل في قلبه ايمانا وثيقا ومضيئا..

وكان ايمانه يفيء عليه من الأناة والحلم وسلامة التقدير ما يجعله أهلا للثقة دوما..

وفي غزوة بني المصطلق تحركت مغايظ عبدالله بن أبيّ فقال لمن حوله من أهل المدينة:

" لقد أحللتموهم بلادكم, وقاسمتموهم أموالكم..

أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا الى غير دياركم..

أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل"..

سمع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم هذه الكلمات, بل هذه السموم المنافقة المسعورة, فكان حقا عليه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وتألم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا, وقابله أسيد فقال له النبي عليه السلام:

أوما بلغك ما قال صاحبكم..؟؟

قال أسيد:

وأيّ صاحب يا رسول الله..؟؟

قال الرسول:

عبدالله بن أبيّ!!

قال أسيد:

وماذا قال..؟؟

قال الرسول:

زعم انه ان رجع الى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل.

قال أسيد:

فأنت والله, يا رسول الله, تخرجه منها ان شاء الله.. هو والله الذليل, وأنت العزيز..

ثم قال أسيد:

" يا رسول الله ارفق به, فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه على المدينة ملكا, فهو يرى أن الاسلام قد سلبه ملكا"..

بهذا التفكير الهادئ العميق المتزن الواضح, كان أسيد دائما يعالج القضايا ببديهة حاضرة وثاقبة..






موقفه يوم السقيفة


وفي يوم السقيفة, اثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعلن فريق من الأنصار, وعلى رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة, وطال الحوار, واحتدمت المناقشة, كان موقف أسيد, وهو كما عرفنا زعيم أنصاري كبير, كان موقفه فعالا في حسم الموقف, وكانت كلماته كفلق الصبح في تحديد الاتجاهه..

وقف أسيد فقال مخاطبا فريق الأنصار من قومه:

" تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين..

فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين..

ولقد كنا أنصار رسول الله..

وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته"..

وكانت كلماته, بردا, وسلاما..






اسيد بن خضير و الملائكة


عن أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عنده إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت وسكنت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبًا منها فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره رفع رأسه في السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: فأشفقت يا رسول اللَّه أن تطأ يحيى، وكان منها قريبًا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: (وتدري ما ذاك). قال: لا. قال: (تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم). [أخرجه البخاري ومسلم وأحمد وابن حبان والحاكم].




ترجمته في بعض كتب السير


سيد بن حضير

ب د ع أسيد، بضم الهمزة أيضاً هو أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك ابن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي‏.‏

يكنى‏:‏ أبا يحيى، بابنه‏.‏ يحيى، وقيل‏:‏ أبا عيسى، كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم وقيل‏:‏ كنيته أبو عتيك، وقيل‏:‏ أبو حضير، وقيل‏:‏ أبو عمرو‏.‏

وكان أبوه حضير فارس الأوس في حروبهم مع الخزرج، وكان له حصن واقم وكان رئيس الأوس يوم بعاث، وأسلم أسيد قبل سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير بالمدينة، وكان إسلامه بعد العقبة الأولى، وقيل الثانية، وكان أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، يكرمه ولا يقدم عليه واحداً، ويقول‏:‏ إنه لا خلاف عنده‏.‏

أمه أم أسيد بنت السكن، وشهد العقبة الثانية، وكان نقيباً لبني عبد الأشهل، وقد اختلف في شهوده بدراً، فقال ابن إسحاق وابن الكلبي‏:‏ لم يشهدها، وقال غيرهما‏:‏ شهدها وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد، وشهد مع عمر فتح البيت المقدس‏.‏

روى عنه كعب بن مالك وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وعائشة رضي الله عنها‏.‏

وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة، وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وكان أحد العقلاء الكملة أهل الرأي، وله في بيعة أبي بكر أثر عظيم‏.‏

روى عنه أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأنصار‏:‏ إنكم سترون بعدي أثرة، قالوا‏:‏ فما تأمرنا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏اصبروا حتى تلقوني على الحوض‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن هبة الله بن عساكر، عن أبي المظفر القشيري إجازة، قال‏:‏ أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم، أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم، أخبرنا أبي وشعيب بن الليث، عن الليث عن خالد، هو ابن يزيد، عن أبي هلال، يعني سعيداً، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد بن حضير، وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، قال‏:‏ قرأت عليلة سورة البقرة، وفرس لي مربوط، ويحيى ابني مضطجع قريب مني وهو غلام، فجالت الفرس، فقمت، وليس لي هم إلا ابني، ثم قرأت، فجالت الفرس، فقمت وليس لي هم إلا ابني، ثم قرأت فجالت الفرس، فرفعت رأسي، فإذا شيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح، مقبل من السماء فهالني، فسكت، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال‏:‏ اقرأ يا أبا يحيى؛ فقلت قد قرأت، فجالت فقمت ليس هم لي إلا ابني، فقال لي‏:‏ اقرأ يا أبا يحيى، فقلت‏:‏ قد قرأت فجالت الفرس فقال‏:‏ اقرأ أبا حضير فقلت‏:‏ قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها المصابيح فهالني؛ فقال‏:‏ تلك الملائكة دنوا لصوتك؛ ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم‏.‏

أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن صفوان، أخبرنا الخطيب أبو الحسن علي بن إبراهيم السراج، أخبرنا أبو طاهر هبة الله بن إبراهيم بن أنس، قال‏:‏ حدثنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن طوق قال‏:‏ حدثنا أبو جابر عبد العزيز بن حيان قال‏:‏ حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال‏:‏ حدثنا المعافى بن عمران، عن سليمان بن بلال، عن سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح‏"‏‏.‏

توفى أسيد بن حضير في شعبان سنة عشرين، وحمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه السرير حتى وضعه بالبقيع؛ وصلى عليه، وأوصى إلى عمر، فنظر عمر في وصيته، فوجد عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمر نخله أربع سنين بأربع آلاف، وقضى دينه‏.‏

أخرجه ثلاثتهم‏.‏

حضير بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة وبعدها ياء تحتها نقطتان وآخره راء‏.

أسد الغابة في معرفة الصحابة
عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الشهير بابن الأثير




‏[‏185‏]‏ أسيد بن الحضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل

الأنصاري الأشهلي يكنى أبا يحيى وأبا عتيك وكان أبوه حضير فارس الأوس ورئيسهم يوم بعاث وكان أسيد من السابقين إلى الإسلام وهو أحد النقباء ليلة العقبة وكان إسلامه على يد مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ واختلف في شهوده بدرًا قال بن سعد كان شريفًا كاملًا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة وكان ممن ثبت يوم أحد وجرح حينئذ سبع جراحات وقال بن السكن شهد بدرًا والعقبة وكان من النقباء وأنكر غيره عده في أهل بدر وله أحاديث في الصحيحين وغيرهما وقال البغوي حدثنا بن زنبور حدثنا بن أبي حازم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل أسيد بن خضير وقال بن إسحاق حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل كلهم من بني عبد الأشهل سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر وأخرج أحمد في مسنده من طريق فاطمة بنت الحسين بن علي عن عائشة قالت كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس وكان يقول لو أني أكون كما أكون على أحوال ثلاث لكنت حين أسمع القرآن أو اقرؤه وحين أسمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا شهدت جنازة وروى الواقدي من طريق عبد الله التيمي قال‏:‏ كان أبو بكر لا يقدم أحدًا من الأنصار على أسيد بن حضير وروى البخاري في تاريخه عن بن عمر قال لما مات أسيد بن حضير قال عمر لغرمائه فذكر قصة تدل على أنه مات في أيامه وروى بن السكن من طريق بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما مات أسيد بن حضير باع عمر ماله ثلاث سنين فوفى بها دينه وقال لا اترك بني أخي عالة فرد الأرض وباع ثمرها وأرخ البغوي وغيره وفاته سنة عشرين وقال المدائني سنة إحدى وعشرين‏.

الإصابة‏ في تمييز الصحابة
الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني




وفاته

توفي أسيد بن حضير في شعبان سنة عشرين وقيل سنة إحدى وعشرين وحمله عمر بن الخطاب بين العامودين من عبد الأشهل حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه وأوصى إلى عمر بن الخطاب فنظر عمر في وصيته فوجد عليه أربعة آلاف دينار فباع نخله أربع سنين بأربعة آلاف وقضى دينه وقيل إنه حمل نعشه بنفسه بين الأربعة الأعمدة وصلى عليه‏.

محمد 18-09-2007 04:39 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04)
 
اسيد بن خضير

أسيد بن خضير - بطل يوم السقيفة









ورث المكارم كابرا عن كابر..

فأبوه خضير الكتائب كان زعيم الأوس، وكان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية، ومقاتليهم الأشداء..

وفيه يقول الشاعر:

لو أن المنايا حدن عن ذي مهابة

لهبن خضيرا يوم غلّق واقما

يطوف به، حتى اذا الليل جنّه

تبوأ منه مقعدا متناغما
وورث أسيد عن أبيه مكانته، وشجاعته وجوده، فكان قبل أن يسلم، واحدا من زعماء المدينة وأشراف العرب، ورماتها الأفذاذ..

فلما اصطفاه الاسلام، وهدي الى صراط العزيز الحميد، تناهى عزه.

وتسامى شرفه، يوم أخذ مكانه، وأخذ واحدا من انصار الله وأنصار رسوله، ومن السابقين الى الاسلام العظيم..





**




ولقد كان اسلامه يوم أسلم سريعا، وحاسما وشريفا..

فعندما أرسل الرسول عليه السلام مصعب بن عمير الى المدينة ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار الذين بايعوا النبي عليه السلام عل الاسلام بيعة العقبة الأولى، وليدعو غيرهم الى دين الله.

يومئذ، جلس أسيد بن خضير، وسعد بن معاذ، وكانا زعيمي قومما، يتشاوران في أمر هذا الغريب الذي جاء من مكة يسفّه دينهما، ويدعو اى دين جديد لا يعرفونه..

وقال سعد لأسيد:" انطلق الى هذا الرجل فازجره"..

وحمل أسيد حربته، وأغذ السير الى حيث كان مصعب في ضيافة أسعد بن زرارة من زعماء المدينة الذين سبقوا الى الاسلام.

وعند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها الى الله، مصعب بن عمير..

وفجأهم أسيد بغضبه وثورته..

وقال له مصعب:

" هل لك في أن تجلس فتسمع.. فان رضيت أمرنا قبلته، ون كرهته، كففنا عنك ما تكره"..؟؟




**




كان أسيد رجلا.. وكان مستنير العقل ذكيّ القلب حتى لقبه أهل المدينة بالكامل.. وهو لقب كان يحمله أبوه من قبله..

فلما رأى مصعبا يحتكم به الى المنطق والعقل، غرس حربته في الأرض، وقال لمصعب:

لقد أنصفت: هات ما عندك..

وراح مصعب يقرأ عليه من القرآن، ويفسّر له دعوة الدين الجديد. الدين الحق الذي أمر محمد عليه الصلاة والسلام بتبليغه ونشر رايته.

ويقول الذين حضروا هذا المجلس:

" والله لقد عرفنا في وجه أسيد الاسلام قبل أن يتكلم..

عرفناه في اشراقه وتسهّله"..!!




**




لم يكد مصعب ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد مبهورا:

" ما أحسن هذا الكلام وأجمله..

كيف تصنعون اذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين".؟

قال له مصعب:

" تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي"..

ان شخصية أسيد شخصية مستقيمة قوية مستقيمة وناصعة، وهي اذ تعرف طريقها ، لا تتردد لحظة أمام ارادتها الحازمة..

ومن ثمّ، قام أسيد في غير ارجاء ولا ابطاء ليستقبل الدين الذي انفتح له قلبه، وأشرقت به روحه، فاغتسل وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين، معلنا اسلامه، مودّعا أيام وثنيّته، وجاهليته..!!

كان على أسيد أن يعود لسعد بن معاذ، لينقل اليه أخبار المهمة التي كلفه بها.. مهمة زجر مصعب بن عمير واخراجه..

وعاد الى سعد..

وما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد لمن حوله:

" أقسم لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به".!!

أجل..

لقد ذهب بوجه طافح بالمرارة، والغضب والتحدي..

وعاد بوجه تغشاه السكينة والرحمة والنور..!!




**




وقرر أسيد أن يستخدم ذكاءه قليلا..

انه يعرف أن سعد بن معاذ مثله تماما في صفاء جوهره ومضاء عزمه، وسلامة تفكيره وتقديره..

ويعلم أنه ليس بينه وبين الاسلام سوى أن يسمع ما سمع هو من كلام الله، الذي يحسن ترتيله وتفسيره سفير الرسول اليهم مصعب بن عمير..

لكنه لو قال لسعد: اني أسلمت، فقم وأسلم، لكانت مجابهة غير مأمونة العاقبة..

اذن فعليه أن يثير حميّة سعد بطريقة تدفعه الى مجلس مصعب حتى يسمع ويرى..

فكيف السبيل لهذا..؟

كان مصعب كما ذكرنا من قبل ينزل ضيفا على أسعد بن زرارة..

وأسعد بن زرارة هو ابن خالة سعد بن معاذ..

هنالك قال أسيد لسعد:

" لقد حدّثت أن بين الحارثة قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك"..

وقام سعد، تقوده الحميّة والغضب، وأخذ الحربة، وسار مسرعا الى حيث أسعد ومصعب، ومن معهما من المسلمين..

ولما اقترب من المجلس لو يجد ضوضاء ولا لغطا، وانما هي السكينة تغشى جماعة يتوسطهم مصعب بن عمير، يتلو آيات الله في خشوع، وهم يصغون اليه في اهتمام عظيم..

هنالك أدرك الحيلة التي نسجها له أسيد لكي يحمله على السعي الى هذا المجلس، والقاء السمع لما يقوله سفير الاسلام مصعب بن عمير.

ولقد صدقت فراسة أسيد في صاحبه، فما كاد سعد يسمع حتى شرح الله صدره للاسلام، وأخذ مكانه في سرعة الضوء بين المؤمنين السابقين..!!




**




كان أسيد يحمل في قلبه ايمانا وثيقا ومضيئا..

وكان ايمانه بفيء عليه من الأناة والحلم وسلامة التقدير ما يجعله أهلا للثقة دوما..

وفي غزوة بني المصطلق تحركت مغايظ عبدالله بن أبيّ فقال لمن حوله من أهل المدينة:

" لقد أحللتمومهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم..

أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا الى غير دياركم..

أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل"..

سمع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم هذه الكلمات، بل هذه السموم المنافقة المسعورة، فكان حقا عليه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وتألم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا، وقابله أسيد فقال له النبي عليه السلام:

أوما بلغك ما قال صاحبكم..؟؟

قال أسيد:

وأيّ صاحب يا رسول الله..؟؟

قال الرسول:

عبدالله بن أبيّ!!

قال أسيد:

وماذا قال..؟؟

قال الرسول:

زعم انه ان رجع الى المدينة لخرجنّ الأعز منها الأذل.

قال أسيد:

فأنت والله، يا رسول الله، تخرجه منها ان شاء الله.. هو والله الذليل، وأنت العزيز..

ثم قال أسيد:

" يا رسول الله ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه على المدينة ملكا، فهو يرى أن الاسلام قد سلبه ملكا"..

بهذا التفكير الهادئ اعميق المتزن الواضح، كان أسيد دائما يعالج القضايا ببديهة حاضرة وثاقبة..





وفي يوم السقيفة، اثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعلن فريق من الأنصار، وعلى رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واحتدمت المناقشة، كان موقف أسيد، وهو كما عرفنا زعيم أنصاري كبير، كان موقفه فعالا في حسم الموقف، وكانت كلماته كفلق الصبح في تحديد الاتجاهه..

وقف أسيد فقال مخاطبا فريق الأنصار من قومه:

" تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين..

فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين..

ولقد كنا أنصار رسول الله..

وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته"..

وكانت كلماته، بردا، وسلاما..




**




ولقد عاش أسيد بن خضير رضي الله عنه عابدا، قانتا، باذلا روحه وماله في سبيل الخير، جاعلا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار نصب عينيه:

" اصبروا.. حتى تلقوني على الحوض"..

ولقد كان لدينه وخلقه موضع تكريم الصدّيق حبّه، كذلك كانت له نفس المكانة والمنزلة في قلب أمير المؤمنين عمر، وفي أفئدة الصحابة جميعا.

وكان الاستماع لصوته وهو يرتل القرآن احدى المغانم الكبرى التي يحرص الأصحاب عليها..

ذلك الصوت الخاشع الباهر المنير الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن الملائكة دنت من صاحبه ذات ليلة لسماعه..

وفي شهر شعبان عام عشرين للهجرة، مات أسيد..

وأبى أمير المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه..

وتحت ثرى البقيع وارى الأصحاب جثمان مؤمن عظيم..

وعادوا الى المدينة وهم يستذكرون مناقبه ويرددون قول الرسول الكريم عنه:

" نعم الرجل.. أسيد بن خضير"..

محمد 19-09-2007 10:18 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04)
 
:180635az0tjyzk mo:



اسيد بن الحضير رضي الله عنه (نزلت الملائكه لتسمع تلاوته)

:180635az0tjyzk mo:


صاحب الصوت الجميل أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري -رضي الله عنه- صحابي جليل فارس قومه ورئيسهم، كان زعيما للأوس في المدينة قبل إسلامه، وورث عن أبيه مكانته، حيث كان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية ومن مقاتليهم الأشداء وقد ورث المكارم كابرا عن كابر وكان صاحب فكر صاف وشخصية مستقيمة قوية وناصعة ورأي ثاقب.


:180635az0tjyzk mo:


وكان أسيد أحد النقباء الذين اختارهم الرسول ( ليلة العقبة الثانية، فقد أسلم أسيد بعد بيعة العقبة الأولى، عندما بعث النبي ( مصعب بن عمير إلى المدينة، فجلس هو وأسعد بن زرارة في بستان، وحولهما أناس يستمعون إليهما، وبينما هم كذلك، كان أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ زعيما قومهما يتشاوران في أمر مصعب بن عمير الذي جاء يدعو إلى دين جديد.
فقال سعد لأسيد: انطلق إلى هذا الرجل، فازجره، فحمل أسيد حربته وذهب إليهما غضبان، وقال لهما: ما جاء بكما إلى حيِّنا (مدينتنا)، تسفهان ضعفاءنا)؟ اعتزلانا، إذا كنتما تريدان الحياة. فقال له مصعب: أَوَ تَجْلِس فتسمع، فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره؟ فقال أسيد: لقد أنصفت، هاتِ ما عندك. فأخذ مصعب يكلمه عن الإسلام ورحمته وعدله، وراح يقرأ عليه آيات من القرآن، فأشرق وجه أسيد بالنور، وظهرت عليه بشاشة الإسلام حتى قال من حضروا هذا المجلس: والله (لقد عرفنا في وجه أسيد الإسلام قبل أن يتكلم، عرفناه في إشراقه وتسهله.
ولم يكد مصعب ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد قائلاً: ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين؟ فقال له مصعب: تطهّر بدنك وثوبك، وتشهد شهادة الحق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم تصلي.
فقام أسيد مسرعًا فاغتسل وتطهر ثم صلى ركعتين معلنًا إسلامه. وعاد أسيد إلى سعد بن معاذ، وما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد لمن حوله: أقسم، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به، ثم قال له سعد: ماذا فعلت؟ فقال أسيد: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسًا، وقد نهيتهما، فقالا لي: نفعل ما أحببت، ثم قال أسيد لسعد بن معاذ: لقد سمعت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك، فقام سعد غضبان وفي يده حربته، ولما وصل إلى مصعب وأسعد وجدهما جالسين مطمئنين، عندها أدرك أن هذه حيلة من أسيد لكي يحمله على السعي إلى مصعب لسماعه، واستمع سعد لكلام مصعب واقتنع به وأعلن إسلامه، ثم أخذ حربته، وذهب مع أسيد بن حضير إلى قومهما يدعوانهم للإسلام، فأسلموا جميعًا.
وقد استقبل أسيد النبي ( لما هاجر إلى المدينة خير استقبال، وظل أسيد يدافع عن الإسلام والمسلمين، فحينما قال عبد الله بن أبي بن سلول لمن حوله من المنافقين أثناء غزوة بني المصطلق: لقد أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير دياركم، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فقال أسيد: فأنت والله يا رسول الله تخرجه منها إن شاء الله، هو والله الذليل، وأنت العزيز يا رسول الله، ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك، وإن قومه لينظمون له الخرز (حبات يطرز بها التاج) ليتوجوه على المدينة ملكًا، فهو يرى أن الإسلام قد سلبه ملكًا.


وذات ليلة أخذ يقرأ القرآن، وفرسه مربوطة بجواره، فهاجت الفرس حتى كادت تقطع الحبل، وعلا صهيلها، فسكت عن القراءة فهدأت الفرس ولم تتحرك، فقرأ مرة ثانية فحدث للفرس ما حدث لها في المرة الأولى، وتكرر هذا المشهد عدة مرات، فسكت خوفًا منها على ابنه الصغير الذي كان ينام في مكان قريب منها، ثم نظر إلى السماء فإذا به يرى غمامة مثل الظلة في وسطها مصابيح مضيئة، وهى ترتفع إلى السماء.
فلما أصبح ذهب إلى الرسول ( وحدثه بما رأى، فقال له النبي (: (تلك الملائكة دنت (اقتربت) لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم) [البخاري].
وعاش أسيد -رضي الله عنه- عابدًا قانتًا، باذلا روحه وماله في سبيل الله، وندم أسيد على تخلفه عن غزوة بدر، وقال: ظننت أنها العير، ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت. [ابن سعد]، وقد جرح أسيد يوم أحد سبع جراحات، ولم يتخلف عن غزوة بعدها قط.
وبعد وفاة النبي ( اجتمع فريق من الأنصار في سقيفة بني ساعدة على رأسهم سعد بن عبادة، وأعلنوا أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واشتد النقاش بينهم، فوقف أسيد بن حضير مخاطبًا الأنصار قائلاً: تعلمون أن رسول الله ( كان من المهاجرين، فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين، ولقد كنا أنصار رسول الله، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته.
وكان أبو بكر -رضي الله عنه- لا يقدم عليه أحدًا من الأنصار، تقول السيدة عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني
عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. [ابن هشام].


:180635az0tjyzk mo:


اولع اسيد بن الحضير رضي الله عنه بالقران عندما سمعه من مصعب بن عمير ولع المحب بحبيبه واقبل عليه اقبال الظاميء على المورد العذب في اليوم القائظ وجعله شغله الشاغل

وكان رخيم الصوت مبين النطق مشرق الاداء تطيب له قراءه القران اكثر ما تطيب اذا سكن الليل ونامت العيون وصفت النفوس
وكان الصحابه الكرام يتحينون اوقات قرائته ويتسابقون الى سماع تلاوته

ففي جوف ليله من الليالي كان جالسا في مربده (فضاء وراء البيت)وابنه يحيى نائم الى جانبه وفرسهالتي اعدها للجهاد في سبيل الله مرتبطه غير ببعيد عنه
وكان الليل وادعا ساجيا(ساكنا)واد يم السماء رائقا صافيا وعيون النجوم ترمق الارض الهاجعه بحنان وعطف
فاراد اسيد ان يقرا القران :
فانطلق يتلو بصوته الرخيم الحنون ( الم (1) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (3) والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون (4))
فاذا به يسمع فرسه وقد جالت جولة كادت تقطع بسببها رباطها فسكت , فسكنت الفرس وقرت
فعاد يقرا
(اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون)
فجالت الفرس جوله اشد من تلك واقوى
فسكت
فسكنت
وكرر ذلك مرارا , وكلما يقرا تهيج الفرس واذا سكت سكنت
فخاف على ابنه يحيى ان تطاه فمضى ليوقظه وهنا التفت الى السماء



:180635az0tjyzk mo:



فراى غمامه كالمظله لم تر العين اروع ولا ابهى منها قط وقد علق بها امثال المصابيح
فملات الافاق ضياء وسنا وهي تصعد لاعلى حتى غابت عن ناظريه
فلما اصبح مضى للرسةل صلى الله عليه وسلم وقص عليه ما راى فقال صلى الله عليه وسلم :تلك الملائكه كانت تستمع لك يا اسيد ولو انك مضيت في قرائتك لراها الناس تستتر منهم .


:180635az0tjyzk mo:


سيرتة:

ورث المكارم كابرا عن كابر..

فأبوه حضير الكتائب كان زعيم الأوس، وكان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية، ومقاتليهم الأشداء..

وفيه يقول الشاعر:

لو أن المنايا حدن عن ذي مهابة

لهبن حضيرا يوم غلّق واقما

يطوف به، حتى اذا الليل جنّه

تبوأ منه مقعدا متناغما
وورث أسيد عن أبيه مكانته، وشجاعته وجوده، فكان قبل أن يسلم، واحدا من زعماء المدينة وأشراف العرب، ورماتها الأفذاذ..

فلما اصطفاه الاسلام، وهدي الى صراط العزيز الحميد، تناهى عزه.

وتسامى شرفه، يوم أخذ مكانه، وأخذ واحدا من انصار الله وأنصار رسوله، ومن السابقين الى الاسلام العظيم..



:180635az0tjyzk mo:





ولقد كان اسلامه يوم أسلم سريعا، وحاسما وشريفا..

فعندما أرسل الرسول عليه السلام مصعب بن عمير الى المدينة ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار الذين بايعوا النبي عليه السلام عل الاسلام بيعة العقبة الأولى، وليدعو غيرهم الى دين الله.

يومئذ، جلس أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، وكانا زعيمي قومهما، يتشاوران في أمر هذا الغريب الذي جاء من مكة يسفّه دينهما، ويدعو اى دين جديد لا يعرفونه..

وقال سعد لأسيد:" انطلق الى هذا الرجل فازجره"..

وحمل أسيد حربته، وأغذ السير الى حيث كان مصعب في ضيافة أسعد بن زرارة من زعماء المدينة الذين سبقوا الى الاسلام.

وعند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها الى الله، مصعب بن عمير..

وفجأهم أسيد بغضبه وثورته..

وقال له مصعب:

" هل لك في أن تجلس فتسمع.. فان رضيت أمرنا قبلته، وان كرهته، كففنا عنك ما تكره"..؟؟




**
:180635az0tjyzk mo:



كان أسيد رجلا.. وكان مستنير العقل ذكيّ القلب حتى لقبه أهل المدينة بالكامل.. وهو لقب كان يحمله أبوه من قبله..

فلما رأى مصعبا يحتكم به الى المنطق والعقل، غرس حربته في الأرض، وقال لمصعب:

لقد أنصفت: هات ما عندك..

وراح مصعب يقرأ عليه من القرآن، ويفسّر له دعوة الدين الجديد. الدين الحق الذي أمر محمد عليه الصلاة والسلام بتبليغه ونشر رايته.

ويقول الذين حضروا هذا المجلس:

" والله لقد عرفنا في وجه أسيد الاسلام قبل أن يتكلم..

عرفناه في اشراقه وتسهّله"..!!




**
:180635az0tjyzk mo:



لم يكد مصعب ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد مبهورا:

" ما أحسن هذا الكلام وأجمله..

كيف تصنعون اذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين".؟

قال له مصعب:

" تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي"..

ان شخصية أسيد شخصية مستقيمة قوية مستقيمة وناصعة، وهي اذ تعرف طريقها ، لا تتردد لحظة أمام ارادتها الحازمة..

ومن ثمّ، قام أسيد في غير ارجاء ولا ابطاء ليستقبل الدين الذي انفتح له قلبه، وأشرقت به روحه، فاغتسل وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين، معلنا اسلامه، مودّعا أيام وثنيّته، وجاهليته..!!

كان على أسيد أن يعود لسعد بن معاذ، لينقل اليه أخبار المهمة التي كلفه بها.. مهمة زجر مصعب بن عمير واخراجه..

وعاد الى سعد..

وما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد لمن حوله:

" أقسم لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به".!!

أجل..

لقد ذهب بوجه طافح بالمرارة، والغضب والتحدي..

وعاد بوجه تغشاه السكينة والرحمة والنور..!!


وقرر أسيد أن يستخدم ذكاءه قليلا..

انه يعرف أن سعد بن معاذ مثله تماما في صفاء جوهره ومضاء عزمه، وسلامة تفكيره وتقديره..

ويعلم أنه ليس بينه وبين الاسلام سوى أن يسمع ما سمع هو من كلام الله، الذي يحسن ترتيله وتفسيره سفير الرسول اليهم مصعب بن عمير..

لكنه لو قال لسعد: اني أسلمت، فقم وأسلم، لكانت مجابهة غير مأمونة العاقبة..

اذن فعليه أن يثير حميّة سعد بطريقة تدفعه الى مجلس مصعب حتى يسمع ويرى..



**
:180635az0tjyzk mo:



فكيف السبيل لهذا..؟

كان مصعب كما ذكرنا من قبل ينزل ضيفا على أسعد بن زرارة..

وأسعد بن زرارة هو ابن خالة سعد بن معاذ..

هنالك قال أسيد لسعد:

" لقد حدّثت أن بين الحارثة قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك"..

وقام سعد، تقوده الحميّة والغضب، وأخذ الحربة، وسار مسرعا الى حيث أسعد ومصعب، ومن معهما من المسلمين..

ولما اقترب من المجلس لم يجد ضوضاء ولا لغطا، وانما هي السكينة تغشى جماعة يتوسطهم مصعب بن عمير، يتلو آيات الله في خشوع، وهم يصغون اليه في اهتمام عظيم..

هنالك أدرك الحيلة التي نسجها له أسيد لكي يحمله على السعي الى هذا المجلس، والقاء السمع لما يقوله سفير الاسلام مصعب بن عمير.

ولقد صدقت فراسة أسيد في صاحبه، فما كاد سعد يسمع حتى شرح الله صدره للاسلام، وأخذ مكانه في سرعة الضوء بين المؤمنين السابقين..!!




**

:180635az0tjyzk mo:


كان أسيد يحمل في قلبه ايمانا وثيقا ومضيئا..

وكان ايمانه بفيء عليه من الأناة والحلم وسلامة التقدير ما يجعله أهلا للثقة دوما..

وفي غزوة بني المصطلق تحركت مغايظ عبدالله بن أبيّ فقال لمن حوله من أهل المدينة:

" لقد أحللتمومهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم..

أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا الى غير دياركم..

أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل"..

سمع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم هذه الكلمات، بل هذه السموم المنافقة المسعورة، فكان حقا عليه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وتألم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا، وقابله أسيد فقال له النبي عليه السلام:

أوما بلغك ما قال صاحبكم..؟؟

قال أسيد:

وأيّ صاحب يا رسول الله..؟؟

قال الرسول:

عبدالله بن أبيّ!!

قال أسيد:

وماذا قال..؟؟

قال الرسول:

زعم انه ان رجع الى المدينة لخرجنّ الأعز منها الأذل.

قال أسيد:

فأنت والله، يا رسول الله، تخرجه منها ان شاء الله.. هو والله الذليل، وأنت العزيز..

ثم قال أسيد:

" يا رسول الله ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه على المدينة ملكا، فهو يرى أن الاسلام قد سلبه ملكا"..

بهذا التفكير الهادئ اعميق المتزن الواضح، كان أسيد دائما يعالج القضايا ببديهة حاضرة وثاقبة..


:180635az0tjyzk mo:


وفي يوم السقيفة، اثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعلن فريق من الأنصار، وعلى رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واحتدمت المناقشة، كان موقف أسيد، وهو كما عرفنا زعيم أنصاري كبير، كان موقفه فعالا في حسم الموقف، وكانت كلماته كفلق الصبح في تحديد الاتجاهه..

وقف أسيد فقال مخاطبا فريق الأنصار من قومه:

" تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين..

فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين..

ولقد كنا أنصار رسول الله..

وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته"..

وكانت كلماته، بردا، وسلاما..




**

:180635az0tjyzk mo:


ولقد عاش أسيد بن حضير رضي الله عنه عابدا، قانتا، باذلا روحه وماله في سبيل الخير، جاعلا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار نصب عينيه:

" اصبروا.. حتى تلقوني على الحوض"..

ولقد كان لدينه وخلقه موضع تكريم الصدّيق حبّه، كذلك كانت له نفس المكانة والمنزلة في قلب أمير المؤمنين عمر، وفي أفئدة الصحابة جميعا.

وكان الاستماع لصوته وهو يرتل القرآن احدى المغانم الكبرى التي يحرص الأصحاب عليها..

ذلك الصوت الخاشع الباهر المنير الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن الملائكة دنت من صاحبه ذات ليلة لسماعه..

وفي شهر شعبان عام عشرين للهجرة، مات أسيد..

وأبى أمير المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه..



:180635az0tjyzk mo:


وتحت ثرى البقيع وارى الأصحاب جثمان مؤمن عظيم..ونظر عمر في وصيته، فوجد أن عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمار نخله (البلح أو التمر) أربع سنين بأربعة آلاف،
وقضى دينه. [البخاري وابن سعد].

وعادوا الى المدينة وهم يستذكرون مناقبه ويرددون قول الرسول الكريم عنه:

" نعم الرجل.. أسيد بن حضير"..





:180635az0tjyzk mo:

محمد 21-09-2007 08:43 AM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04)
 


ســيـد الأوس


ماأروعه من حوار دار بين المعتنق الحديث للإسلام مع صاحبه ، فلم يهنأ له مقام إلا أن يذيق رفيقه سعد ماذاقه من لذة ذاك العبق الإيماني النوراني بعدما سرت كلمات القران الكريم بوجدانه وتعاليمه بكيانه ،،،



لقد سمع أهل مكة هاتفا يقول قبل إسلام سعد

فإن يسلم السعدان يصبح محمد ،،،،،،،،، بمكة لا يخشى خلاف المخالف


فتوقعوا أن المعني بالسعدين قبيلتيْ سعد هذيم من قضاعة وسعد بن زيد مناة بن تميم ،،،

حتى أتم عليهم منشدا:

فيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ،،،،، ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف

أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا ،،،،،،على الله في الفردوس منية عارف



فعلموا هنا أنه يعني سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ، وماكان ذلك إلا بأسيد رضوان الله تعالى عليه ،،،



نسبه


هو أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ،،

كنيته

يُكنّى أبا يحيى و أيضا أبا الحضير

والدته

ذكر أنها( في رواية محمد بن عمر) أم أسيد بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل
وفي رواية (عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري) أم أسيد بنت سكن بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل





مكانة الرسول من نفسه

ففي ذات يوم كان أسيد يطْرِف القوم بِملحه ، فَغمزَه رسول اللّه صلوات اللّه عليه في خاصرته بيده،،،

فقال أسيد :أوجعتني يارسول الله
فقال عليه الصلاة والسلام:اقتص مني ياأسيد
فقال أسيد: إن عليك قميصاً ولم يكن عليّ قميص حين غمزتني،
فرفع رسول الله عليه الصلاة والسلام قميصه عن جسده فاحتضنه أسيد وجعل يقبل مابين
إبطه وخاصرته وهو يقول:
بأبي أنتَ وأمِّي يا رسولَ اللّهِ، إِنها لَبُغْيَة كنتُ أتمنَّاها مُنْذُ عرفتُك، وقد بَلَغْتُها الآن




حروبه

وشهد أسيد أُحدا وجُرح يومئذ سبع جراحات وثبت مع رسول الله حين انكشف الناس ، يدافع عن حبيبه المصطفى مخاطباً له:

"وجهي دون وجهك، ونفسي دون نفسك، وعليك السلام غير مودَّع".


وشهد كذلك الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله عليه الصلاة والسلام ماعدا بدراً، فكان من خواص صحابته ،،



غزوة بني المصطلق

تحركت مغايظ عبدالله بن أبي في غزوة بني المصطلق فقال

لمن حوله من أهل المدينة :

لقد أحللتمومهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ..

أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا الى غير دياركم ..

أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ..

وصلت هذه الكلمات المزعزعة للهمم المثيرة للفتن لمسامع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم رضي الله عنه

فرأى حقًا عليه أن يبلغ رسول الله بذلك فتألم لذلك أيُّ ألم ،،

قابله بعدها أسيد ، فسأله الحبيب المصطفى :


" أوما بلغك ما قال صاحبكم ؟ "

أجابه: وأي صاحب يا رسول الله ؟

قال الرسول عليه الصلاة والسلام: عبدالله بن أبي

قال أسيد : وماذا قال ؟

أجابه عليه الصلاة والسلام:

زعم انه ان رجع الى المدينة لخرجن الأعز منها الأذل

فقال أسيد :

فأنت والله يا رسول الله ، تخرجه منها ان شاء الله هو والله الذليل ،

وأنت العزيز .

ثم قال :

يا رسول الله ارفق به ، فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون

له الخرز ليتوجوه على المدينة ملكا، فهو يرى أن الاسلام قد سلبه ملكا .


فماأحنك هذا العقل وأحكمه ،،



يوم الوداع

موقفه يوم وفاة الرسول حيث وأد زعزعة المسلمين وإنشقاق صفوفهم فلمن الغلبة للأنصار أم المهاجرين فحسم ذلك بقوله أمام الأنصار :

( تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين ، فخليفته اذن

ينبغي أن يكون من المهاجرين ، ولقد كنا أنصار رسول الله ، وعلينا اليوم أن

نكون أنصار خليفته ) .




فقد عاش أسيد بن حضير رضوان الله عليه ورعًا تقياً باذلاً نفسه وماله في سبيل الله جاعلا وصية رسول الله غايته وسبيلا في معيشته:

" اصبروا حتى تلقوني على الحوض "


فرحمه الله


الساعة الآن 05:17 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w