![]() |
مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) أسيد بن حضير حمل النعش لأسيد عمر بن الخطاب وأبى إلا أن يفعل صحابي جليل أبوه زعيم الأوس واحد من كبار أشراف العرب في الجاهلية ومقاتليهم الأشداء ورث أسيد عن أبيه مكانته وشجاعته وجوده أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير إلى المدينة ليعلم المسلمين الأنصار الذين بايعوا الرسول في بيعة العقبة الأولى وليدعو غيرهم إلى الإسلام و كان يجلس أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وكانا زعيمي قومهمافقال سعد : اذهب إلى هذا الرجل وازجره وحمل أسيد حربته وذهب إلى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة ورأى أسيد جمهرة من الناس تصغي باهتمام لمصعب وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته فقال مصعب : هل لك في أن تجلس فتسمع فان رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره فقال أسيد بعد غرس حربته في الأرض : لقد أنصفت هات ما عندك وبدأ مصعب يقرأ من القرآن ويفسر له دعوة الدين الجديد حتى لاحظ الجميع في المجلس الإسلام في وجه أسيد صاح أسيد مبهورا ما أحسن هذا الكلام وأجمله كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟ فقال له مصعب :تطهر بدنك وثوبك وتشهد شهادة أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله فقام أسيد من غير أبطاء فاغتسل وتطهر ثم سجد لله رب العالمين وعاد أسيد إلى سعد بن معاذ الذي قال لمن معه أقسم لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به وهنا استخدم أسيد ذكاءه ليدفع بسعد إلى مجلس مصعب ليسمع ما سمع من كلام الله فهو يعلم بأن أسعد بن زرارة هو ابن خالة سعد بن معاذ فقال أسيد لسعد لقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه وهم يعلمون أنه ابن خالتك وقام سعد وقد أخذته الحمية فحمل الحربة وسار مسرعا إلى أسعد حيث معه مصعب والمسلمين ولما اقترب لم يجد ضوضاء وإنما سكينة تغشى الجماعة وآيات يتلوها مصعب وهنا أدرك حيلة أسيد وما كاد أن يسمع حتى شرح صدره للإسلام وأسلم ولقد عاش أسيد بن حضير رضي الله عنه عابدا قانتا باذلا روحه وماله في سبيل الخير جاعلا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار نصب عينيه: اصبروا.. حتى تلقوني على الحوض في شهر شعبان من عشرين مضت للهجرة مات أسيد وأبى أمير المؤمنين عمر إلا أن يحمل نعشه فوق كتفه وتحت ثرى البقيع وارى الأصحاب جثمانه رحم الله أسيد وحشرنا معه تحت لواء نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ننتظر مشاركاتكم لإثراء الموضوع أكثر http://mkaraty.jeeran.com/wad.gif عاشق الورد |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) أسيد بن حضير صحابي جليل كان زعيما للأوس في المدينة قبل إسلامه، وورث عن أبيه مكانته، حيث كان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية ومن مقاتليهم الأشداء وقد ورث المكارم كابرا عن كابر وكان صاحب فكر صاف وشخصية مستقيمة قوية وناصعة ورأي ثاقب. ققصة إسلامهكان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قد أرسل مصعب بن عمير إلى المدينة ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار وليدعو غيرهم إلى دين الله. وعلم سعد بن معاذ -وكان صديقا لأسيد- فأراد أن يحرضه على مصعب، فقال: «انطلق إلى هذا الرجل فازجره»، فحمل أسيد حربته، وذهب إلى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة (من زعماء المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام). عند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها مصعب إلى الله. وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته، فقال له مصعب: «هل لك في أن تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره». فقال أسيد: «هات ما عندك» وراح مصعب يقرأ القرآن ويشرح مبادئ الإسلام. وبدأ قلب أسيد يرق ووجهه يستشرق. فقال: «ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟» فقال مصعب: «تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي». فقام من فوره ليستقبل الإسلام فاغتسل وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين معلنا إسلامه. في شهر شعبان عام عشرين للهجرة مات أسيد وحمل نعشه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فوق كتفه ودفن في البقيع. |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) أسيد بن حضير صحابي جليل كان زعيما للأوس في المدينة قبل إسلامه، وورث عن أبيه مكانته، حيث كان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية ومن مقاتليهم الأشداء وقد ورث المكارم كابرا عن كابر وكان صاحب فكر صاف وشخصية مستقيمة قوية وناصعة ورأي ثاقب. [تحرير] قصة إسلامه كان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قد أرسل مصعب بن عمير إلى المدينة ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار وليدعو غيرهم إلى دين الله. وعلم سعد بن معاذ -وكان صديقا لأسيد- فأراد أن يحرضه على مصعب، فقال: «انطلق إلى هذا الرجل فازجره»، فحمل أسيد حربته، وذهب إلى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة (من زعماء المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام). عند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها مصعب إلى الله. وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته، فقال له مصعب: «هل لك في أن تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره». فقال أسيد: «هات ما عندك» وراح مصعب يقرأ القرآن ويشرح مبادئ الإسلام. وبدأ قلب أسيد يرق ووجهه يستشرق. فقال: «ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟» فقال مصعب: «تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي». فقام من فوره ليستقبل الإسلام فاغتسل وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين معلنا إسلامه. في شهر شعبان عام عشرين للهجرة مات أسيد وحمل نعشه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فوق كتفه ودفن في البقيع. |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) أسيد بن حضير بطل يوم السقيفة لقد ورث اسيد بن حضير رضي الله عنه المكارم كابرا عن كابر فأبوه حضير الكتائب كان زعيم الأوس ، وكان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية ، ومقاتليهم الأشداء.. وورث أسيد عن أبيه مكانته ، وشجاعته وجوده ، فكان قبل أن يسلم ، واحدا من زعماء المدينة وأشراف العرب ، ورماتها الأفذاذ.. فلما اصطفاه الاسلام ، وهدي الى صراط العزيز الحميد ، تناهى عزه ، وتسامى شرفه، يوم أخذ مكانه ، وأصبح واحدا من انصار الله وأنصار رسوله ، ومن السابقين الى الاسلام العظيم وأحد الاثني عشـر نقيبا حيث شهد العقبـة الثانية ، وشهد أحدا وثبت مع الرسـول صلى الله عليه وسلم حيث انكشف الناس عنه وأصيب بسبع جراحات . إسلامه ،، لقد كان اسلامه يوم أسلم سريعا ، وحاسما وشريفا.. فعندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضي الله عنه الى المدينة ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار الذين بايعوه وليدعو غيرهم الى دين الله. يومئذ جلس أسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ ، وكانا زعيمي قومما ، يتشاوران في أمر هذا الغريب الذي جاء من مكة يسفه دينهما ، ويدعو إلى دين جديد لا يعرفونه .. وقال سعد لأسيد : ( انطلق الى هذا الرجل فازجره ) فحمل أسيد حربته ، وأغذ السير الى حيث كان مصعب في ضيافة أسعد بن زرارة من زعماء المدينة الذين سبقوا الى الاسلام. وعند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رضي الله عنهما رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها الى الله، مصعب بن عمير .. وفجأهم أسيد بغضبه وثورته .. وقال له مصعب رضي الله عنه : ( هل لك في أن تجلس فتسمع ، ان رضيت أمرنا قبلته ، وإن كرهته، كففنا عنك ما تكره ) وكان أسيد رضي الله عنه مستنير العقل ذكي القلب حتى لقبه أهل المدينة ( بالكامل ) وهو لقب كان يحمله أبوه من قبله.. فلما رأى مصعبا رضي الله عنه يحتكم به الى المنطق والعقل ، غرس حربته في الأرض ، وقال : ( لقد أنصفت هات ما عندك ) وراح مصعب رضي الله عنه يقرأ عليه من القرآن ، ويفسر له دعوة الدين الجديد الدين الحق الذي أُمر محمد عليه الصلاة والسلام بتبليغه ونشر رايته. ويقول الذين حضروا هذا المجلس : والله لقد عرفنا في وجه أسيد الاسلام قبل أن يتكلم عرفناه في اشراقه وتههله ولم يكد مصعب رضي الله عنه ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد رضي الله عنه مبهورا : ( ما أحسن هذا الكلام وأجمله ، كيف تصنعون اذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟ ) قال له مصعب رضي الله عنه : ( تطهر بدنك ، وثوبك ، وتشهد شهادة الحق ، ثم تصلي ) إن شخصية أسيد رضي الله عنه شخصية مستقيمة قوية وناصعة ، وهي اذ تعرف طريقها ، لا تتردد لحظة أمام ارادتها الحازمة .. ومن ثم قام أسيد رضي الله عنه في غير إرجاء ولا إبطاء ليستقبل الدين الذي انفتح له قلبه ، وأشرقت به روحه ، فاغتسل وتطهر ، ثم سجد لله رب العالمين ، معلنا إسلامه ، مودعا أيام وثنيته ، وجاهليته . كان على أسيد أن يعود لسعد بن معاذ رضي الله عنهما ، لينقل اليه أخبار المهمة التي كلفه بها ، مهمة زجر مصعب بن عمير رضي الله عنه واخراجه .. وعاد الى سعد رضي الله عنهما وما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد رضي الله عنه لمن حوله : ( أقسم لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به ) أجل .. لقد ذهب بوجه طافح بالمرارة ، والغضب والتحدي .. وعاد بوجه تغشاه السكينة والرحمة والنور .. وقرر أسيد أن يستخدم ذكاءه قليلا ، انه يعرف أن سعد بن معاذ رضي الله عنه مثله تماما في صفاء جوهره ومضاء عزمه، وسلامة تفكيره وتقديره .. ويعلم أنه ليس بينه وبين الاسلام سوى أن يسمع ما سمع هو من كلام الله ، الذي يحسن ترتيله وتفسيره سفير الرسول صلى الله عليه وسلم اليهم مصعب بن عمير رضي الله عنه .. لكنه لو قال لسعد رضي الله عنه : اني أسلمت ، فقم وأسلم ، لكانت مجابهة غير مأمونة العاقبة اذن فعليه أن يثير حمية سعد بطريقة تدفعه الى مجلس مصعب رضي الله عنه حتى يسمع ويرى فقد كان مصعب رضي الله عنه ينزل ضيفا على أسعد بن زرارة وهو ابن خالة سعد بن معاذ رضي الله عنهما ، هنالك قال أسيد لسعد رضي الله عنهما : ( لقد حدثت أن بني الحارثة قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، وهم يعلمون أنه ابن خالتك ) وقام سعد رضي الله عنه، تقوده الحمية والغضب ، وأخذ الحربة ، وسار مسرعا الى حيث أسعد ومصعب رضي الله عنهما ، ومن معهما من المسلمين .. ولما اقترب من المجلس لم يجد ضوضاء ولا لغطا ، وإنما هي السكينة تغشى جماعة يتوسطهم مصعب بن عمير رضي الله عنه ، يتلو آيات الله في خشوع ، وهم يصغون اليه في اهتمام عظيم .. هنالك أدرك الحيلة التي نسجها له أسيد رضي الله عنه لكي يحمله على السعي إلى هذا المجلس ، وإلقاء السمع لما يقوله سفير الاسلام مصعب بن عمير رضي الله عنه . ولقد صدقت فراسة أسيد رضي الله عنه في صاحبه ، فما كاد سعد رضي الله عنه يسمع حتى شرح الله صدره للإسلام ، وأخذ مكانه في سرعة الضوء بين المؤمنين السابقين. قراءة القرآن ،، وكان الاستماع إلى صوت أسيد رضي الله عنه وهو يرتل القرآن إحدى المغانم الكبرى ، وصوته الخاشع الباهر أحسن الناس صوتا ، قال رضي الله عنه : ( قرأت ليلة سورة البقرة ، وفرسي مربوط ويحيى ابني مضطجع قريب مني وهو غلام ، فجالت الفرس فقمت وليس لي هم إلا ابني ، ثم قرأت فجالت الفرس فقمت وليس لي هم إلا ابني ، ثم قرأت فجالت الفرس فرفعت رأسي فإذا شيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء فهالني ، فسكت فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : " اقرأ أبا يحيى " فقلت : ( قد قرأتُ فجالت الفرس فقمت وليس لي هم إلا ابني ) فقال صلى الله عليه وسلم : " اقرأ أبا يحيى " فقلت : ( قد قرأت فجالت الفرس ) فقالصلى الله عليه وسلم : " اقرأ أبا يحيى " فقلت : ( قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها المصابيح فهالني ) فقال صلى الله عليه وسلم : " تلك الملائكة دنوا لصوتك ، ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم " فضله ،، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( كان أسيد بن حضير وعباد بن بشر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء ، فتحدثنا عنده حتى إذا خرجا أضاءت عصا أحدهما فمشيا في ضوئها ، فلما تفرق لهما الطريق أضاءت لكل واحد منهما عصاه فمشى في ضوئها ) القصاص ،، كان أسيد رضي الله عنه رجلا صالحا مليحا ، فبينما هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث القوم ويضحكهم ، فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في خاصرته ، فقال : " أوجعتني " قال صلى الله عايه وسلم : " اقتص " قال رضي الله عنه : ( يا رسول الله عليك قميص ولم يكن علي قميص ) فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه ، فاحتضنه ثم جعل يقبل كشحته فقال : ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله أردت هذا ) غزوة بدر ،، لقي أسيد بن الحضير رضي الله عنه رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم حين أقبل من بدر ، فقال : ( الحمد للـه الذي أظفرك وأقرعينك ، واللـه يا رسـول اللـه ما كان تخلفي عن بدر ، وأنا أظن أنك تلقى عدوا ، ولكن ظننت أنها العير ، ولو ظننت أنه عدو ما تخلفت ) فقال رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم : " صدقت " غزوة بني المصطلق ،، كان أسيد رضي الله عنه يحمل في قلبه ايمانا وثيقا ومضيئا ، وكان إيمانه يفيء عليه من الأناة والحلم وسلامة التقدير ما يجعله أهلا للثقة دوما ، وفي غزوة بني المصطلق تحركت مغايظ عبدالله بن أبي فقال لمن حوله من أهل المدينة : لقد أحللتمومهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم .. أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا الى غير دياركم .. أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل .. سمع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم رضي الله عنه هذه الكلمات ، بل هذه السموم المنافقة المسعورة ، فكان حقا عليه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وتألم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ، وقابله أسيد رضي الله عنه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " أوما بلغك ما قال صاحبكم ؟ " قال أسيد رضي الله عنه : ( وأي صاحب يا رسول الله ؟ ) قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " عبدالله بن أبي " قال أسيد رضي الله عنه : ( وماذا قال ؟ ) قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " زعم انه ان رجع الى المدينة لخرجن الأعز منها الأذل " قال أسيد رضي الله عنه : ( فأنت والله يا رسول الله ، تخرجه منها ان شاء الله هو والله الذليل ، وأنت العزيز ) ثم قال : ( يا رسول الله ارفق به ، فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه على المدينة ملكا، فهو يرى أن الاسلام قد سلبه ملكا ) بهذا التفكير الهادئ العميق المتزن الواضح ، كان أسيد دائما يعالج القضايا ببديهة حاضرة وثاقبة. يوم السقيفة،، في يوم السقيفة ، اثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعلن فريق من الأنصار ، وعلى رأسهم سعد بن عبادة رضي الله عنه أحقيتهم بالخلافة ، وطال الحوار ، واحتدمت المناقشة ، كان موقف أسيد رضي الله عنه ، وهو موقف زعيم أنصاري كبير ، كان موقفه فعالا في حسم الموقف ، وكانت كلماته كفلق الصبح في تحديد الاتجاه. وقف أسيد رضي الله عنه فقال مخاطبا فريق الأنصار من قومه : ( تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين ، فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين ، ولقد كنا أنصار رسول الله ، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته ) وكانت كلماته ، بردا وسلاما .. وفاته ،، لقد عاش أسيد بن حضير رضي الله عنه عابد ا، قانتا ، باذلا روحه وماله في سبيل الخير ، جاعلا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار نصب عينيه : " اصبروا حتى تلقوني على الحوض " ولقد كان لدينه وخلقه موضع تكريم الصديق رضي الله عنه وحبه ، كذلك كانت له نفس المكانة والمنزلة في قلب أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، وفي أفئدة الصحابة جميعا. وكان الاستماع لصوته وهو يرتل القرآن احدى المغانم الكبرى التي يحرص الصحابة عليها .. ذلك الصوت الخاشع الباهر المنير الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة دنت من صاحبه ذات ليلة لسماعه.. وفي شهر شعبان عام عشرين للهجرة ، مات أسيد رضي الله عنه وأبى أمير المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه .. وتحت ثرى البقيع وارى الصحابة جثمان مؤمن عظيم ، وعادوا الى المدينة وهم يستذكرون مناقبه ويرددون قول الرسول صلى الله عليه وسلم عنه : " نعم الرجل أسيد بن حضير " |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) صاحب الصوت الجميل أسيد بن حضير إنه أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري -رضي الله عنه-، فارس قومه ورئيسهم، فأبوه حضير الكتائب زعيم الأوس، وواحد من كبار أشراف العرب في الجاهلية. وكان أسيد أحد النقباء الذين اختارهم الرسول ( ليلة العقبة الثانية، فقد أسلم أسيد بعد بيعة العقبة الأولى، عندما بعث النبي ( مصعب بن عمير إلى المدينة، فجلس هو وأسعد بن زرارة في بستان، وحولهما أناس يستمعون إليهما، وبينما هم كذلك، كان أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ زعيما قومهما يتشاوران في أمر مصعب بن عمير الذي جاء يدعو إلى دين جديد. فقال سعد لأسيد: انطلق إلى هذا الرجل، فازجره، فحمل أسيد حربته وذهب إليهما غضبان، وقال لهما: ما جاء بكما إلى حيِّنا (مدينتنا)، تسفهان ضعفاءنا)؟ اعتزلانا، إذا كنتما تريدان الحياة. فقال له مصعب: أَوَ تَجْلِس فتسمع، فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره؟ فقال أسيد: لقد أنصفت، هاتِ ما عندك. فأخذ مصعب يكلمه عن الإسلام ورحمته وعدله، وراح يقرأ عليه آيات من القرآن، فأشرق وجه أسيد بالنور، وظهرت عليه بشاشة الإسلام حتى قال من حضروا هذا المجلس: والله (لقد عرفنا في وجه أسيد الإسلام قبل أن يتكلم، عرفناه في إشراقه وتسهله. ولم يكد مصعب ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد قائلاً: ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين؟ فقال له مصعب: تطهّر بدنك وثوبك، وتشهد شهادة الحق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم تصلي. فقام أسيد مسرعًا فاغتسل وتطهر ثم صلى ركعتين معلنًا إسلامه. وعاد أسيد إلى سعد بن معاذ، وما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد لمن حوله: أقسم، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به، ثم قال له سعد: ماذا فعلت؟ فقال أسيد: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسًا، وقد نهيتهما، فقالا لي: نفعل ما أحببت، ثم قال أسيد لسعد بن معاذ: لقد سمعت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك، فقام سعد غضبان وفي يده حربته، ولما وصل إلى مصعب وأسعد وجدهما جالسين مطمئنين، عندها أدرك أن هذه حيلة من أسيد لكي يحمله على السعي إلى مصعب لسماعه، واستمع سعد لكلام مصعب واقتنع به وأعلن إسلامه، ثم أخذ حربته، وذهب مع أسيد بن حضير إلى قومهما يدعوانهم للإسلام، فأسلموا جميعًا. وقد استقبل أسيد النبي ( لما هاجر إلى المدينة خير استقبال، وظل أسيد يدافع عن الإسلام والمسلمين، فحينما قال عبد الله بن أبي بن سلول لمن حوله من المنافقين أثناء غزوة بني المصطلق: لقد أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير دياركم، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فقال أسيد: فأنت والله يا رسول الله تخرجه منها إن شاء الله، هو والله الذليل، وأنت العزيز يا رسول الله، ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك، وإن قومه لينظمون له الخرز (حبات يطرز بها التاج) ليتوجوه على المدينة ملكًا، فهو يرى أن الإسلام قد سلبه ملكًا. وذات ليلة أخذ يقرأ القرآن، وفرسه مربوطة بجواره، فهاجت الفرس حتى كادت تقطع الحبل، وعلا صهيلها، فسكت عن القراءة فهدأت الفرس ولم تتحرك، فقرأ مرة ثانية فحدث للفرس ما حدث لها في المرة الأولى، وتكرر هذا المشهد عدة مرات، فسكت خوفًا منها على ابنه الصغير الذي كان ينام في مكان قريب منها، ثم نظر إلى السماء فإذا به يرى غمامة مثل الظلة في وسطها مصابيح مضيئة، وهى ترتفع إلى السماء. فلما أصبح ذهب إلى الرسول ( وحدثه بما رأى، فقال له النبي (: (تلك الملائكة دنت (اقتربت) لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم) [البخاري]. وعاش أسيد -رضي الله عنه- عابدًا قانتًا، باذلا روحه وماله في سبيل الله، وندم أسيد على تخلفه عن غزوة بدر، وقال: ظننت أنها العير، ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت. [ابن سعد]، وقد جرح أسيد يوم أحد سبع جراحات، ولم يتخلف عن غزوة بعدها قط. وبعد وفاة النبي ( اجتمع فريق من الأنصار في سقيفة بني ساعدة على رأسهم سعد بن عبادة، وأعلنوا أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واشتد النقاش بينهم، فوقف أسيد بن حضير مخاطبًا الأنصار قائلاً: تعلمون أن رسول الله ( كان من المهاجرين، فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين، ولقد كنا أنصار رسول الله، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته. وكان أبو بكر -رضي الله عنه- لا يقدم عليه أحدًا من الأنصار، تقول السيدة عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. [ابن هشام]. وتوفي أسيد -رضي الله عنه- في عام (20 هـ)، وأصرَّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يحمل نعشه على كتفه، ودفنه الصحابة بالبقيع بعد أن صلوا عليه، ونظر عمر في وصيته، فوجد أن عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمار نخله (البلح أو التمر) أربع سنين بأربعة آلاف، وقضى دينه. [البخاري وابن سعد]. |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) نعم الرجل أسيد بن الحضير رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصوت الجميل أسيد بن حضير إنه أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري -رضي الله عنه-، فارس قومه ورئيسهم، فأبوه حضير الكتائب زعيم الأوس، وواحد من كبار أشراف العرب في الجاهلية. وكان أسيد أحد النقباء الذين اختارهم الرسول ( ليلة العقبة الثانية، فقد أسلم أسيد بعد بيعة العقبة الأولى، عندما بعث النبي ( مصعب بن عمير إلى المدينة، فجلس هو وأسعد بن زرارة في بستان، وحولهما أناس يستمعون إليهما، وبينما هم كذلك، كان أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ زعيما قومهما يتشاوران في أمر مصعب بن عمير الذي جاء يدعو إلى دين جديد. فقال سعد لأسيد: انطلق إلى هذا الرجل، فازجره، فحمل أسيد حربته وذهب إليهما غضبان، وقال لهما: ما جاء بكما إلى حيِّنا (مدينتنا)، تسفهان ضعفاءنا)؟ اعتزلانا، إذا كنتما تريدان الحياة. فقال له مصعب: أَوَ تَجْلِس فتسمع، فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره؟ فقال أسيد: لقد أنصفت، هاتِ ما عندك. فأخذ مصعب يكلمه عن الإسلام ورحمته وعدله، وراح يقرأ عليه آيات من القرآن، فأشرق وجه أسيد بالنور، وظهرت عليه بشاشة الإسلام حتى قال من حضروا هذا المجلس: والله (لقد عرفنا في وجه أسيد الإسلام قبل أن يتكلم، عرفناه في إشراقه وتسهله. ولم يكد مصعب ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد قائلاً: ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين؟ فقال له مصعب: تطهّر بدنك وثوبك، وتشهد شهادة الحق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم تصلي. فقام أسيد مسرعًا فاغتسل وتطهر ثم صلى ركعتين معلنًا إسلامه. وعاد أسيد إلى سعد بن معاذ، وما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد لمن حوله: أقسم، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به، ثم قال له سعد: ماذا فعلت؟ فقال أسيد: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسًا، وقد نهيتهما، فقالا لي: نفعل ما أحببت، ثم قال أسيد لسعد بن معاذ: لقد سمعت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك، فقام سعد غضبان وفي يده حربته، ولما وصل إلى مصعب وأسعد وجدهما جالسين مطمئنين، عندها أدرك أن هذه حيلة من أسيد لكي يحمله على السعي إلى مصعب لسماعه، واستمع سعد لكلام مصعب واقتنع به وأعلن إسلامه، ثم أخذ حربته، وذهب مع أسيد بن حضير إلى قومهما يدعوانهم للإسلام، فأسلموا جميعًا. وقد استقبل أسيد النبي ( لما هاجر إلى المدينة خير استقبال، وظل أسيد يدافع عن الإسلام والمسلمين، فحينما قال عبد الله بن أبي بن سلول لمن حوله من المنافقين أثناء غزوة بني المصطلق: لقد أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير دياركم، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فقال أسيد: فأنت والله يا رسول الله تخرجه منها إن شاء الله، هو والله الذليل، وأنت العزيز يا رسول الله، ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك، وإن قومه لينظمون له الخرز (حبات يطرز بها التاج) ليتوجوه على المدينة ملكًا، فهو يرى أن الإسلام قد سلبه ملكًا. وذات ليلة أخذ يقرأ القرآن، وفرسه مربوطة بجواره، فهاجت الفرس حتى كادت تقطع الحبل، وعلا صهيلها، فسكت عن القراءة فهدأت الفرس ولم تتحرك، فقرأ مرة ثانية فحدث للفرس ما حدث لها في المرة الأولى، وتكرر هذا المشهد عدة مرات، فسكت خوفًا منها على ابنه الصغير الذي كان ينام في مكان قريب منها، ثم نظر إلى السماء فإذا به يرى غمامة مثل الظلة في وسطها مصابيح مضيئة، وهى ترتفع إلى السماء. فلما أصبح ذهب إلى الرسول ( وحدثه بما رأى، فقال له النبي (: (تلك الملائكة دنت (اقتربت) لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم) [البخاري]. وعاش أسيد -رضي الله عنه- عابدًا قانتًا، باذلا روحه وماله في سبيل الله، وندم أسيد على تخلفه عن غزوة بدر، وقال: ظننت أنها العير، ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت. [ابن سعد]، وقد جرح أسيد يوم أحد سبع جراحات، ولم يتخلف عن غزوة بعدها قط. وبعد وفاة النبي ( اجتمع فريق من الأنصار في سقيفة بني ساعدة على رأسهم سعد بن عبادة، وأعلنوا أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واشتد النقاش بينهم، فوقف أسيد بن حضير مخاطبًا الأنصار قائلاً: تعلمون أن رسول الله ( كان من المهاجرين، فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين، ولقد كنا أنصار رسول الله، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته. وكان أبو بكر -رضي الله عنه- لا يقدم عليه أحدًا من الأنصار، تقول السيدة عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. [ابن هشام]. وتوفي أسيد -رضي الله عنه- في عام (20 هـ)، وأصرَّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يحمل نعشه على كتفه، ودفنه الصحابة بالبقيع بعد أن صلوا عليه، ونظر عمر في وصيته، فوجد أن عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمار نخله (البلح أو التمر) أربع سنين بأربعة آلاف، وقضى دينه. [البخاري وابن سعد]. |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) بطل يوم السقيفة (نِعْمَ الرجل.. أُسَيْد بن حُضيْر) إسمه ولقبه نشأته إسلامه أُسيد يتلو القرآن والملائكة تستمع حب أُسيد لرسول الله أُسيد فى سقيفة بنى ساعدة وفاة أُسيد بن حضير إسمه ولقبه أسيد بن حُضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل نشأته كان الحضير أبا أسيد زعيم الأوس، وكان يلقبه قومه "حُضير القبائل"، واحدا من كبار أشراف العرب فى الجاهلية، وقد ورث أُسيد عن أبيه مكانته، وشجاعته، وجوده فكان قبل أن يسلم، واحدا من زعماء المدينة وأشراف العرب، ورُماتها الأفذاذ إسلامه عندما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، مصعب بن عمير إلى المدينة ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار الذين بايعوا النبى على الإسلام بيعة العقبة الأولى، وليدعوا غيرهم إلى دين الله، كان مقامه عند أسعد بن زرارة وهو ابن خالة سعد بن معاذ. يومئذ جلس أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، وكانا زعيمى قومهما، يتشاوران فى أمر هذا الغريب الذى جاء من مكة يسفه دينهما، ويدعو إلى دين لا يعرفونه، وقال سعد لأسيد:" انطلق إلى هذا الرجل، فازجره" وحمل أسيد حربته، وتوجه إلى مصعب الذى كان يجلس فى جمهرة من الناس يصغون فى إهتمام للكلمات الرشيدة التى يدعوهم بها إلى الله، وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته، وقال له مصعب:" هل لك فى أن تجلس فتسمع.. فإن رضيت أمرا قبلته، وإن كرهته، كففنا عنك ما تكره" فرد عليه أسيد:" لقد أنصفت، هات ما عندك"، وراح مصعب يقرأ القرآن، ويفسر له دعوة الدين الجديد الذى أُمر محمد عليه الصلاة والسلام بتبليغه"، ولم يكد مصعب ينتهى من حديثه حتى صاح أُسيد مبهورا:" ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا فى هذا الدين؟" قال له مصعب:" تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلى" وما إن شهد أسيد بأنه دخل فى الإسلام حتى ظهر عليه نور الإيمان، وعندما عاد إلى سعد بن معاذ، لينقل له أخبار المهمة التى كلفه بها، قال سعد فيمن حوله:" أقسم، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذى ذهب به"، صدق سعد، لقد ذهب أسيد بوجه طافح بالمرارة والغضب والتحدى وعاد بوجه تغشاه السكينة والرحمة والنور أُسيد يتلو القرآن والملائكة تستمع أُولِعَ أُ سيد بن الحضير بالقرآن منذ سمعه من مصعب بن عمير ولعا شديدا فكان لايرى إلا غازيا فى سبيل الله أو عاكفا يتلو كتاب الله، وكان أُسيد رخيم الصوت، مُبينَ النطق، مشرق الأداء، تطيب له قراءة القرآن أكثر ما تطيب فى سكن الليل، وكان الصحابة الكرام يتحينون أوقات قراءته، ويتسابقون إلى سماع تلاوته، وقد استعذب أهل السماء تلاوته كما استعذبها أهل الأرض، ففى جوف ليلة من الليالى كان أسيد جالسا فى مِرْبَدِهِ، وهو فضاء وراء البيت، وابنه يحيى نائم إلى جانبه، وفرسه التى أعدها للجهاد فى سبيل الله مربوطة غير بعيد عنه، وتاقت نفس أسيد لأن يعطر الأجواء الندية بطيب القرآن، فانطلق يتلو { آلم ذلِكَ الكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدى لِلمُتقين. الذينَ يُؤمنُونَ بِالغَيبِ وَيُقيمُونَ الصَّلاةَ وَمِماَّ رَزَقناهُمُ يُنفِقُونَ. وَالذينَ يُؤمنُونَ بِما أُنزِلَ إلَيكَ ومَا أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَبِالآخِرِة هُم يُوقِنُونَ}. فإذا به يسمع فرسه وقد جالت جولة كادت بسببها تقطع رباطها، فسكت، فسكتت الفرس وقرت، فعاد يقرأ { أُولئِكَ عَلى هُدًى مِنْ رَبِّهِم و أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ}. فجالت الفرس جولة أشد من تلك وأقوى، فسكت، فسكنت، وكرر ذلك مرارا، فكان إذا قرأ أجفلت الفرس وهاجت، وإذا سكت سكنت وقرت، فخاف على ابنه أن تطأه، فمضى ليوقظه، وهنا حانت منه التفاتة إلى السماء، فرأى غمامة كالمظلة لم تر العين أروع ولا أبهى منها قط وقد عُلَّقَ بها أمثال المصابيح، فملأت الآفاق ضياء وسناء، وهى تصعد إلى الأعلى حتى غابت عن ناظريه، فلما أصبح مضى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،و قص عليه خبر ما رأى، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم:" تلك الملائكة كانت تستمع لك يا أسيد.. ولو أنك مضيت فى قراءتك "لرآها الناس ولم تستتر منهم حب أُسيد لرسول الله وكما أولع أسيد بن حضير، رضى الله عنه، بكتاب الله فقد أولع برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان- كما حَدَّثَ عن نفسه- أصفى ما يكون صفاء وأشد ما يكون شفافية وإيمانا حين يقرأ القرآن أو يسمعه، وحين ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب أو يُحَدِّث، وكان كثيرا ما يتمنى أن يمس جسده جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكب عليه لاثما مقبلا، وقد أتيح له ذلك ذات مرة، ففى ذات يوم كان أسيد يطرف القوم بطرائفه، فغمزه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى خاصرته بيده، كأنه يستحسن ما يقول، فقال أسيد:" أوجعتنى يا رسول الله" فقال عليه الصلاة والسلام:" اقتص منى يا أسيد"، فقال أسيد:" إن عليك قميصا ولم يكن على قميص حين غمزتنى" فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه عن جسده، فاحتضنه أسيد وجعل يقبل ما بين إبطه وخاصرته وهو يقول:" بأبى أنت وأمى يا رسول الله، إنها لبغية أتمناها منذ عرفتك، وقد بلغتها". وقد كان الرسول صلوات الله وسلامه عليه يبادل أسيد حبا بحب، ويحفظ له سابقته فى الإسلام وذوده عنه يوم أحد حتى أنه طُعن سبع طعنات مميتات فى ذلك اليوم، وكان يعرف قدره ومنزلته فى قومه، فإذا شفع فى أحد منهم شَفَّعَه فيه أُسيد فى سقيفة بنى ساعدة فى يوم السقيفة، إثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعلن فريق من الأنصار على رأسهم "سعد بن عبادة" أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واحتدمت المناقشة، كان موقف أسيد موقفا فعالا فى حسم الموقف، وأسيد كما نعلم زعيم أنصارى كبير، فقد وقف مخاطبا الأنصار:" تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، فخليفته إذن ينبغى أن يكون من المهاجرين" فرد أحد صحابة الأنصار:" ولقد كنا أنصار رسول الله" فقال له أسيد:" وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته" وكانت كلماته بردا وسلاما، وتمت البيعة لأبى بكر الصديق رضى الله عنه وفاة أُسيد بن حضير وفى شهر شعبان عام عشرين للهجرة، مات أسيد، وأبى أمير المؤمنين عمر، رضى الله عنهما، إلا أن يحمل نعشه فوق كتفه، وتحت ثرى البقيع وارى الأصحاب جثمان مؤمن عظيم، وعادوا إلى المدينة وهو يستذكرون مناقبه ويرددون قول الرسول الكريم عنه:" نِعْمَ الرجل.. أُسَيْد بن حُضيْر" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) ¤° ""©© أسيد بن حضير بطل يوم السقيفة ©©"" ¤° لقد ورث اسيد بن حضير رضي الله عنه المكارم كابرا عن كابر فأبوه حضير الكتائب كان زعيم الأوس ، وكان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية ، ومقاتليهم الأشداء.. وورث أسيد عن أبيه مكانته ، وشجاعته وجوده ، فكان قبل أن يسلم ، واحدا من زعماء المدينة وأشراف العرب ، ورماتها الأفذاذ.. فلما اصطفاه الاسلام ، وهدي الى صراط العزيز الحميد ، تناهى عزه ، وتسامى شرفه، يوم أخذ مكانه ، وأصبح واحدا من انصار الله وأنصار رسوله ، ومن السابقين الى الاسلام العظيم وأحد الاثني عشـر نقيبا حيث شهد العقبـة الثانية ، وشهد أحدا وثبت مع الرسـول صلى الله عليه وسلم حيث انكشف الناس عنه وأصيب بسبع جراحات . ¤° ""©© إسلامه ©©"" ¤° لقد كان اسلامه يوم أسلم سريعا ، وحاسما وشريفا.. فعندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضي الله عنه الى المدينة ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار الذين بايعوه وليدعو غيرهم الى دين الله. يومئذ جلس أسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ ، وكانا زعيمي قومما ، يتشاوران في أمر هذا الغريب الذي جاء من مكة يسفه دينهما ، ويدعو إلى دين جديد لا يعرفونه .. وقال سعد لأسيد : ( انطلق الى هذا الرجل فازجره ) فحمل أسيد حربته ، وأغذ السير الى حيث كان مصعب في ضيافة أسعد بن زرارة من زعماء المدينة الذين سبقوا الى الاسلام. وعند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رضي الله عنهما رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها الى الله، مصعب بن عمير .. وفجأهم أسيد بغضبه وثورته .. وقال له مصعب رضي الله عنه : ( هل لك في أن تجلس فتسمع ، ان رضيت أمرنا قبلته ، وإن كرهته، كففنا عنك ما تكره ) وكان أسيد رضي الله عنه مستنير العقل ذكي القلب حتى لقبه أهل المدينة ( بالكامل ) وهو لقب كان يحمله أبوه من قبله.. فلما رأى مصعبا رضي الله عنه يحتكم به الى المنطق والعقل ، غرس حربته في الأرض ، وقال : ( لقد أنصفت هات ما عندك ) وراح مصعب رضي الله عنه يقرأ عليه من القرآن ، ويفسر له دعوة الدين الجديد الدين الحق الذي أُمر محمد عليه الصلاة والسلام بتبليغه ونشر رايته. ويقول الذين حضروا هذا المجلس : والله لقد عرفنا في وجه أسيد الاسلام قبل أن يتكلم عرفناه في اشراقه وتههله ولم يكد مصعب رضي الله عنه ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد رضي الله عنه مبهورا : ( ما أحسن هذا الكلام وأجمله ، كيف تصنعون اذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟ ) قال له مصعب رضي الله عنه : ( تطهر بدنك ، وثوبك ، وتشهد شهادة الحق ، ثم تصلي ) إن شخصية أسيد رضي الله عنه شخصية مستقيمة قوية وناصعة ، وهي اذ تعرف طريقها ، لا تتردد لحظة أمام ارادتها الحازمة .. ومن ثم قام أسيد رضي الله عنه في غير إرجاء ولا إبطاء ليستقبل الدين الذي انفتح له قلبه ، وأشرقت به روحه ، فاغتسل وتطهر ، ثم سجد لله رب العالمين ، معلنا إسلامه ، مودعا أيام وثنيته ، وجاهليته . كان على أسيد أن يعود لسعد بن معاذ رضي الله عنهما ، لينقل اليه أخبار المهمة التي كلفه بها ، مهمة زجر مصعب بن عمير رضي الله عنه واخراجه .. وعاد الى سعد رضي الله عنهما وما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد رضي الله عنه لمن حوله : ( أقسم لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به ) أجل .. لقد ذهب بوجه طافح بالمرارة ، والغضب والتحدي .. وعاد بوجه تغشاه السكينة والرحمة والنور .. وقرر أسيد أن يستخدم ذكاءه قليلا ، انه يعرف أن سعد بن معاذ رضي الله عنه مثله تماما في صفاء جوهره ومضاء عزمه، وسلامة تفكيره وتقديره .. ويعلم أنه ليس بينه وبين الاسلام سوى أن يسمع ما سمع هو من كلام الله ، الذي يحسن ترتيله وتفسيره سفير الرسول صلى الله عليه وسلم اليهم مصعب بن عمير رضي الله عنه .. لكنه لو قال لسعد رضي الله عنه : اني أسلمت ، فقم وأسلم ، لكانت مجابهة غير مأمونة العاقبة اذن فعليه أن يثير حمية سعد بطريقة تدفعه الى مجلس مصعب رضي الله عنه حتى يسمع ويرى فقد كان مصعب رضي الله عنه ينزل ضيفا على أسعد بن زرارة وهو ابن خالة سعد بن معاذ رضي الله عنهما ، هنالك قال أسيد لسعد رضي الله عنهما : ( لقد حدثت أن بني الحارثة قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، وهم يعلمون أنه ابن خالتك ) وقام سعد رضي الله عنه، تقوده الحمية والغضب ، وأخذ الحربة ، وسار مسرعا الى حيث أسعد ومصعب رضي الله عنهما ، ومن معهما من المسلمين .. ولما اقترب من المجلس لم يجد ضوضاء ولا لغطا ، وإنما هي السكينة تغشى جماعة يتوسطهم مصعب بن عمير رضي الله عنه ، يتلو آيات الله في خشوع ، وهم يصغون اليه في اهتمام عظيم .. هنالك أدرك الحيلة التي نسجها له أسيد رضي الله عنه لكي يحمله على السعي إلى هذا المجلس ، وإلقاء السمع لما يقوله سفير الاسلام مصعب بن عمير رضي الله عنه . ولقد صدقت فراسة أسيد رضي الله عنه في صاحبه ، فما كاد سعد رضي الله عنه يسمع حتى شرح الله صدره للإسلام ، وأخذ مكانه في سرعة الضوء بين المؤمنين السابقين. ¤° ""©© قراءة القرآن ©©"" ¤° وكان الاستماع إلى صوت أسيد رضي الله عنه وهو يرتل القرآن إحدى المغانم الكبرى ، وصوته الخاشع الباهر أحسن الناس صوتا ، قال رضي الله عنه : ( قرأت ليلة سورة البقرة ، وفرسي مربوط ويحيى ابني مضطجع قريب مني وهو غلام ، فجالت الفرس فقمت وليس لي هم إلا ابني ، ثم قرأت فجالت الفرس فقمت وليس لي هم إلا ابني ، ثم قرأت فجالت الفرس فرفعت رأسي فإذا شيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء فهالني ، فسكت فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : " اقرأ أبا يحيى " فقلت : ( قد قرأتُ فجالت الفرس فقمت وليس لي هم إلا ابني ) فقال صلى الله عليه وسلم : " اقرأ أبا يحيى " فقلت : ( قد قرأت فجالت الفرس ) فقالصلى الله عليه وسلم : " اقرأ أبا يحيى " فقلت : ( قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها المصابيح فهالني ) فقال صلى الله عليه وسلم : " تلك الملائكة دنوا لصوتك ، ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم " ¤° ""©©فضله ©©"" ¤° عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( كان أسيد بن حضير وعباد بن بشر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء ، فتحدثنا عنده حتى إذا خرجا أضاءت عصا أحدهما فمشيا في ضوئها ، فلما تفرق لهما الطريق أضاءت لكل واحد منهما عصاه فمشى في ضوئها ) ¤° ""©©القصاص ©©"" ¤° كان أسيد رضي الله عنه رجلا صالحا مليحا ، فبينما هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث القوم ويضحكهم ، فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في خاصرته ، فقال : " أوجعتني " قال صلى الله عايه وسلم : " اقتص " قال رضي الله عنه : ( يا رسول الله عليك قميص ولم يكن علي قميص ) فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه ، فاحتضنه ثم جعل يقبل كشحته فقال : ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله أردت هذا ) ¤° ""©©غزوة بدر ©©"" ¤° لقي أسيد بن الحضير رضي الله عنه رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم حين أقبل من بدر ، فقال : ( الحمد للـه الذي أظفرك وأقرعينك ، واللـه يا رسـول اللـه ما كان تخلفي عن بدر ، وأنا أظن أنك تلقى عدوا ، ولكن ظننت أنها العير ، ولو ظننت أنه عدو ما تخلفت ) فقال رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم : " صدقت " ¤° ""©©غزوة بني المصطلق ©©"" ¤° كان أسيد رضي الله عنه يحمل في قلبه ايمانا وثيقا ومضيئا ، وكان إيمانه يفيء عليه من الأناة والحلم وسلامة التقدير ما يجعله أهلا للثقة دوما ، وفي غزوة بني المصطلق تحركت مغايظ عبدالله بن أبي فقال لمن حوله من أهل المدينة : لقد أحللتمومهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم .. أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا الى غير دياركم .. أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل .. سمع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم رضي الله عنه هذه الكلمات ، بل هذه السموم المنافقة المسعورة ، فكان حقا عليه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وتألم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ، وقابله أسيد رضي الله عنه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " أوما بلغك ما قال صاحبكم ؟ " قال أسيد رضي الله عنه : ( وأي صاحب يا رسول الله ؟ ) قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " عبدالله بن أبي " قال أسيد رضي الله عنه : ( وماذا قال ؟ ) قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " زعم انه ان رجع الى المدينة لخرجن الأعز منها الأذل " قال أسيد رضي الله عنه : ( فأنت والله يا رسول الله ، تخرجه منها ان شاء الله هو والله الذليل ، وأنت العزيز ) ثم قال : ( يا رسول الله ارفق به ، فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه على المدينة ملكا، فهو يرى أن الاسلام قد سلبه ملكا ) بهذا التفكير الهادئ العميق المتزن الواضح ، كان أسيد دائما يعالج القضايا ببديهة حاضرة وثاقبة. ¤° ""©© يوم السقيفة ©©"" ¤° في يوم السقيفة ، اثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعلن فريق من الأنصار ، وعلى رأسهم سعد بن عبادة رضي الله عنه أحقيتهم بالخلافة ، وطال الحوار ، واحتدمت المناقشة ، كان موقف أسيد رضي الله عنه ، وهو موقف زعيم أنصاري كبير ، كان موقفه فعالا في حسم الموقف ، وكانت كلماته كفلق الصبح في تحديد الاتجاه. وقف أسيد رضي الله عنه فقال مخاطبا فريق الأنصار من قومه : ( تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين ، فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين ، ولقد كنا أنصار رسول الله ، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته ) وكانت كلماته ، بردا وسلاما .. ¤° ""©© وفاته ©©"" ¤° لقد عاش أسيد بن حضير رضي الله عنه عابد ا، قانتا ، باذلا روحه وماله في سبيل الخير ، جاعلا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار نصب عينيه : " اصبروا حتى تلقوني على الحوض " ولقد كان لدينه وخلقه موضع تكريم الصديق رضي الله عنه وحبه ، كذلك كانت له نفس المكانة والمنزلة في قلب أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، وفي أفئدة الصحابة جميعا. وكان الاستماع لصوته وهو يرتل القرآن احدى المغانم الكبرى التي يحرص الصحابة عليها .. ذلك الصوت الخاشع الباهر المنير الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة دنت من صاحبه ذات ليلة لسماعه.. وفي شهر شعبان عام عشرين للهجرة ، مات أسيد رضي الله عنه وأبى أمير المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه .. وتحت ثرى البقيع وارى الصحابة جثمان مؤمن عظيم ، وعادوا الى المدينة وهم يستذكرون مناقبه ويرددون قول الرسول صلى الله عليه وسلم عنه : " نعم الرجل أسيد بن حضير " |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) اسيد بن الحضير رضي الله عنه (نزلت الملائكه لتسمع تلاوته) بسم الله الرحمن الرحيم عودة لقصص الصحابه مع اسيد بن الحضير رضي الله عنه : ولكنها مختصره اولع اسيد بن الحضير رضي الله عنه بالقران عندما سمعه من مصعب بن عمير ولع المحب بحبيبه واقبل عليه اقبال الظاميء على المورد العذب في اليوم القائظ وجعله شغله الشاغل وكان رخيم الصوت مبين النطق مشرق الاداء تطيب له قراءه القران اكثر ما تطيب اذا سكن الليل ونامت العيون وصفت النفوس وكان الصحابه الكرام يتحينون اوقات قرائته ويتسابقون الى سماع تلاوته ففي جوف ليله من الليالي كان جالسا في مربده (فضاء وراء البيت)وابنه يحيى نائم الى جانبه وفرسهالتي اعدها للجهاد في سبيل الله مرتبطه غير ببعيد عنه وكان الليل وادعا ساجيا(ساكنا)واد يم السماء رائقا صافيا وعيون النجوم ترمق الارض الهاجعه بحنان وعطف فاراد اسيد ان يقرا القران : فانطلق يتلو بصوته الرخيم الحنون ( الم (1) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (3) والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون (4)) فاذا به يسمع فرسه وقد جالت جولة كادت تقطع بسببها رباطها فسكت , فسكنت الفرس وقرت فعاد يقرا (اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون) فجالت الفرس جوله اشد من تلك واقوى فسكت فسكنت وكرر ذلك مرارا , وكلما يقرا تهيج الفرس واذا سكت سكنت فخاف على ابنه يحيى ان تطاه فمضى ليوقظه وهنا التفت الى السماء فراى غمامه كالمظله لم تر العين اروع ولا ابهى منها قط وقد علق بها امثال المصابيح فملات الافاق ضياء وسنا وهي تصعد لاعلى حتى غابت عن ناظريه فلما اصبح مضى للرسةل صلى الله عليه وسلم وقص عليه ما راى فقال صلى الله عليه وسلم :تلك الملائكه كانت تستمع لك يا اسيد ولو انك مضيت في قرائتك لراها الناس تستتر منهم . |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) ورث المكارم كابرا عن كابر.. فأبوه خضير الكتائب كان زعيم الأوس, وكان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية, ومقاتليهم الأشداء.. وفيه يقول الشاعر: لو أن المنايا حدن عن ذي مهابة لهبن خضيرا يوم غلّق واقما يطوف به, حتى اذا الليل جنّه تبوأ منه مقعدا متناغما وورث أسيد عن أبيه مكانته, وشجاعته وجوده, فكان قبل أن يسلم, واحدا من زعماء المدينة وأشراف العرب, ورماتها الأفذاذ.. فلما اصطفاه الاسلام, وهدي الى صراط العزيز الحميد, تناهى عزه. وتسامى شرفه, يوم أخذ مكانه, وأخذ واحدا من انصار الله وأنصار رسوله, ومن السابقين الى الاسلام العظيم.. ** ولقد كان اسلامه يوم أسلم سريعا, وحاسما وشريفا.. فعندما أرسل الرسول عليه السلام مصعب بن عمير الى المدينة ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار الذين بايعوا النبي عليه السلام عل الاسلام بيعة العقبة الأولى, وليدعو غيرهم الى دين الله. يومئذ, جلس أسيد بن خضير, وسعد بن معاذ, وكانا زعيمي قومما, يتشاوران في أمر هذا الغريب الذي جاء من مكة يسفّه دينهما, ويدعو الى دين جديد لا يعرفونه.. وقال سعد لأسيد:" انطلق الى هذا الرجل فازجره".. وحمل أسيد حربته, وأغذ السير الى حيث كان مصعب في ضيافة أسعد بن زرارة من زعماء المدينة الذين سبقوا الى الاسلام. وعند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها الى الله, مصعب بن عمير.. وفجأهم أسيد بغضبه وثورته.. وقال له مصعب: " هل لك في أن تجلس فتسمع.. فان رضيت أمرنا قبلته, ون كرهته, كففنا عنك ما تكره"..؟؟ ** كان أسيد رجلا.. وكان مستنير العقل ذكيّ القلب حتى لقبه أهل المدينة بالكامل.. وهو لقب كان يحمله أبوه من قبله.. فلما رأى مصعبا يحتكم به الى المنطق والعقل, غرس حربته في الأرض, وقال لمصعب: لقد أنصفت: هات ما عندك.. وراح مصعب يقرأ عليه من القرآن, ويفسّر له دعوة الدين الجديد. الدين الحق الذي أمر محمد عليه الصلاة والسلام بتبليغه ونشر رايته. ويقول الذين حضروا هذا المجلس: " والله لقد عرفنا في وجه أسيد الاسلام قبل أن يتكلم.. عرفناه في اشراقه وتسهّله"..!! ** لم يكد مصعب ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد مبهورا: " ما أحسن هذا الكلام وأجمله.. كيف تصنعون اذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين".؟ قال له مصعب: " تطهر بدنك, وثوبك, وتشهد شهادة الحق, ثم تصلي".. ان شخصية أسيد شخصية مستقيمة قوية مستقيمة وناصعة, وهي اذ تعرف طريقها , لا تتردد لحظة أمام ارادتها الحازمة.. ومن ثمّ, قام أسيد في غير ارجاء ولا ابطاء ليستقبل الدين الذي انفتح له قلبه, وأشرقت به روحه, فاغتسل وتطهر, ثم سجد لله رب العالمين, معلنا اسلامه, مودّعا أيام وثنيّته, وجاهليته..!! كان على أسيد أن يعود لسعد بن معاذ, لينقل اليه أخبار المهمة التي كلفه بها.. مهمة زجر مصعب بن عمير واخراجه.. وعاد الى سعد.. وما كاد يقترب من مجلسه, حتى قال سعد لمن حوله: " أقسم لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به".!! أجل.. لقد ذهب بوجه طافح بالمرارة, والغضب والتحدي.. وعاد بوجه تغشاه السكينة والرحمة والنور..!! ** وقرر أسيد أن يستخدم ذكاءه قليلا.. انه يعرف أن سعد بن معاذ مثله تماما في صفاء جوهره ومضاء عزمه, وسلامة تفكيره وتقديره.. ويعلم أنه ليس بينه وبين الاسلام سوى أن يسمع ما سمع هو من كلام الله, الذي يحسن ترتيله وتفسيره سفير الرسول اليهم مصعب بن عمير.. لكنه لو قال لسعد: اني أسلمت, فقم وأسلم, لكانت مجابهة غير مأمونة العاقبة.. اذن فعليه أن يثير حميّة سعد بطريقة تدفعه الى مجلس مصعب حتى يسمع ويرى.. فكيف السبيل لهذا..؟ كان مصعب كما ذكرنا من قبل ينزل ضيفا على أسعد بن زرارة.. وأسعد بن زرارة هو ابن خالة سعد بن معاذ.. هنالك قال أسيد لسعد: " لقد حدّثت أن بني الحارثة قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه, وهم يعلمون أنه ابن خالتك".. وقام سعد, تقوده الحميّة والغضب, وأخذ الحربة, وسار مسرعا الى حيث أسعد ومصعب, ومن معهما من المسلمين.. ولما اقترب من المجلس لم يجد ضوضاء ولا لغطا, وانما هي السكينة تغشى جماعة يتوسطهم مصعب بن عمير, يتلو آيات الله في خشوع, وهم يصغون اليه في اهتمام عظيم.. هنالك أدرك الحيلة التي نسجها له أسيد لكي يحمله على السعي الى هذا المجلس, والقاء السمع لما يقوله سفير الاسلام مصعب بن عمير. ولقد صدقت فراسة أسيد في صاحبه, فما كاد سعد يسمع حتى شرح الله صدره للاسلام, وأخذ مكانه في سرعة الضوء بين المؤمنين السابقين..!! ** كان أسيد يحمل في قلبه ايمانا وثيقا ومضيئا.. وكان ايمانه يفيء عليه من الأناة والحلم وسلامة التقدير ما يجعله أهلا للثقة دوما.. وفي غزوة بني المصطلق تحركت مغايظ عبدالله بن أبيّ فقال لمن حوله من أهل المدينة: " لقد أحللتموهم بلادكم, وقاسمتموهم أموالكم.. أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا الى غير دياركم.. أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل".. سمع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم هذه الكلمات, بل هذه السموم المنافقة المسعورة, فكان حقا عليه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وتألم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا, وقابله أسيد فقال له النبي عليه السلام: أوما بلغك ما قال صاحبكم..؟؟ قال أسيد: وأيّ صاحب يا رسول الله..؟؟ قال الرسول: عبدالله بن أبيّ!! قال أسيد: وماذا قال..؟؟ قال الرسول: زعم انه ان رجع الى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل. قال أسيد: فأنت والله, يا رسول الله, تخرجه منها ان شاء الله.. هو والله الذليل, وأنت العزيز.. ثم قال أسيد: " يا رسول الله ارفق به, فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه على المدينة ملكا, فهو يرى أن الاسلام قد سلبه ملكا".. بهذا التفكير الهادئ العميق المتزن الواضح, كان أسيد دائما يعالج القضايا ببديهة حاضرة وثاقبة.. وفي يوم السقيفة, اثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعلن فريق من الأنصار, وعلى رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة, وطال الحوار, واحتدمت المناقشة, كان موقف أسيد, وهو كما عرفنا زعيم أنصاري كبير, كان موقفه فعالا في حسم الموقف, وكانت كلماته كفلق الصبح في تحديد الاتجاهه.. وقف أسيد فقال مخاطبا فريق الأنصار من قومه: " تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين.. فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين.. ولقد كنا أنصار رسول الله.. وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته".. وكانت كلماته, بردا, وسلاما.. ** ولقد عاش أسيد بن خضير رضي الله عنه عابدا, قانتا, باذلا روحه وماله في سبيل الخير, جاعلا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار نصب عينيه: " اصبروا.. حتى تلقوني على الحوض".. ولقد كان لدينه وخلقه موضع تكريم الصدّيق حبّه, كذلك كانت له نفس المكانة والمنزلة في قلب أمير المؤمنين عمر, وفي أفئدة الصحابة جميعا. وكان الاستماع لصوته وهو يرتل القرآن احدى المغانم الكبرى التي يحرص الأصحاب عليها.. ذلك الصوت الخاشع الباهر المنير الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن الملائكة دنت من صاحبه ذات ليلة لسماعه.. وفي شهر شعبان عام عشرين للهجرة, مات أسيد.. وأبى أمير المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه.. وتحت ثرى البقيع وارى الأصحاب جثمان مؤمن عظيم.. وعادوا الى المدينة وهم يستذكرون مناقبه ويرددون قول الرسول الكريم عنه: " نعم الرجل.. أسيد بن خضير".. |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) أسَيْد بن الحُضَير بن سمّاك الأوسي الأنصاري أبوه حضير الكتائب زعيم الأوس ، وكان واحدا من أشـراف العـرب في الجاهلية وورث أسيد عن أبيـه مكانته وشجاعته وجـوده ، فكان قبل اسلامـه من زعماء المدينة وأشـراف العـرب ، ورماتها الأفذاذ ، كان أحد الاثني عشـر نقيباً حيث شهد العقبـة الثانية ، وشهد أحداً وثبت مع الرسـول الكريم حيث انكشف الناس عنه وأصيب بسبع جراحات اسلامه أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير الى المدينة ليعلم المسلمين الأنصار الذين بايعوا الرسول في بيعة العقبة الأولى ، وليدعو غيرهم الى الايمان ، ويومئذ كان يجلس أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وكانا زعيمي قومهما يتشاوران بأمر الغريب الآتي ، الذي يدعو لنبذ دين الأباء والأجداد وقال سعد :( اذهب الى هذا الرجل وازجره ) وحمل أسيد حربته وذهب الى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة وهو أحد الذين سبقوا في الاسلام ، ورأى أسيد جمهرة من الناس تصغي باهتمام لمصعب -رضي الله عنه- ، وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته ، فقال له مصعب : ( هل لك في أن تجلس فتسمع ، فان رضيت أمرنا قبلته ، وان كرهته كففنا عنك ما تكره ) فقال أسيد الرجل الكامل بعد غرس حربته في الأرض : ( لقد أنصفت ، هات ما عندك ) وراح مصعب يقرأ من القرآن ، ويفسر له دعوة الدين الجديد ، حتى لاحظ الحاضرين في المجلس الاسلام في وجه أسيد قبل أن يتكلم ، فقد صاح أسيد مبهورا : ( ما أحسن هذا الكلام وأجمله ، كيف تصنعون اذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟) فقال له مصعب : (تطهر بدنك ، وثوبك وتشهد شهادة الحق ، ثم تصلي ) فقام أسيد من غير ابطاء فاغتسل وتطهر ، ثم سجد لله رب العالمين اسلام سعد وعاد أسيد الى سعد بن معاذ الذي قال لمن معه : ( أقسم ، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به ) وهنا استخدم أسيد ذكاءه ليدفع بسعد الى مجلس مصعب سفير الرسول لهم ، ليسمع ما سمع من كلام الله ، فهو يعلم بأن أسعد بن زرارة هو ابن خالة سعد بن معاذ ، فقال أسيد لسعد : ( لقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، وهم يعلمون أنه ابن خالتك ) وقام سعد وقد أخذته الحمية ، فحمل الحربة وسار مسرعا الى أسعد حيث معه مصعب والمسلمين ، ولما اقترب لم يجد ضوضاء ، وانما سكينة تغشى الجماعة ، وآيات يتلوها مصعب في خشوع ، وهنا أدرك حيلة أسيد ، وما كاد أن يسمع حتى شرح صدره للاسلام ، وأخذ مكانه بين المؤمنين السابقين قراءة القرآن وكان الاستماع الى صوت أسيد -رضي الله عنه- وهو يرتل القرآن احدى المغانم الكبرى ، وصوته الخاشع الباهر أحسن الناس صوتاً ، قال : قرأت ليلة سورة البقرة ، وفرس مربوط ويحيى ابني مضطجع قريب منّي وهو غلام ، فجالت الفرس فقمتُ وليس لي همّ إلا ابني ، ثم قرأتُ فجالتِ الفرسُ فقمتُ وليس لي همّ إلا ابني ، ثم قرأتُ فجالت الفرسُ فرفعتُ رأسي فإذا شيء كهيئة الظلّة في مثل المصابيح مقبلٌ من السماء فهالني ، فسكتُ ، فلمّا أصبحتُ غدوتُ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته ، فقال : ( اقرأ أبا يحيى ) فقلت :( قد قرأتُ فجالتِ الفرس فقمتُ وليس لي همّ إلا ابني ) فقال -صلى الله عليه وسلم- : ( اقرأ أبا يحيى ) فقلتُ : ( قد قرأتُ فجالت الفرس ؟) فقال : ( اقرأ أبا يحيى ) فقلت :( قد قرأتُ فرفعتُ رأسي فإذا كهيئة الظلّة فيها المصابيح فهالني ) فقال -صلى الله عليه وسلم- : ( تلك الملائكة دَنَوْا لصوتك ، ولو قرأتَ حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم !) فضله عن أنس بن مالك قال : ( كان أسيد بن حضير وعبّاد بن بشر عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة ظلماء حِنْدِس ، فتحدّثنا عنده حتى إذا خرجا أضاءتْ عَصَا أحدهما فمشيا في ضوئها ، فلمّا تفرَّق لهما الطريق أضاءت لكلّ واحدٍ منهما عَصَاه فمشى في ضوئها ) القصاص كان أسيد رجلاً صالحاً مليحاً ، فبينما هو عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُحدّث القومَ ويُضحكهم ، فطعن رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في خاصرته ، فقال : ( أوجَعْتَني !) قال :( اقتصَّ )000قال : ( يا رسول الله عليك قميصٌ ولم يكن عليّ قميص ) فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قميصه ، فاحتضنَهُ ثم جعل يقبّل كشحتَهُ فقال : ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله أردت هذا ) غزوة بدر لقي أسيد بن الحضير رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- حين أقبل من بدر ، فقال : ( الحمدُ للـه الذي أظفرك وأقرَّ عينك ، واللـه يا رسـول اللـه ما كان تخلّفي عن بدر ، وأنا أظنّ أنك تلقى عدوّاً ، ولكن ظننتُ أنّها العير ، ولو ظننتُ أنّه عدوّ ما تخلّفت ) فقال رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- : ( صدقت ) غزوة بني المصطلق كان يتمتع -رضي الله عنه- بحلم وأناة وسلامة في التقدير ،ففي غزوة بني المصطلق أثار عبدالله بن أبي الفتنة ، فقد قال لمن معه من أهل المدينة : ( لقد أحللتموهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا الى غير دياركم ، أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) سمع هذا الكلام الصحابي الجليل زيد بن أرقم وقد كان غلاما فأخبر الرسول -صلىالله عليه وسلم- بذلك ، وتألم الرسول كثيرا ، وقابله أسيـد فقال له الرسـول الكريـم :( أوما بلغـك ما قال صاحبكـم ) قال :( وأي صاحـب يا رسـول اللـه ) قال : ( عبداللـه بن أبي ) قال : ( وما قال ؟) قال الرسـول :( زعم أنه ان رجع الى المدينة ليخرجن الأعـز منها الأذل ) فقال أسيـد :( فأنت يا رسول الله تخرجه منها ان شئت ، هو والله الذليل وأنت العزيز ) ثم قال :( يا رسـول الله ، ارفق به ، فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه ، فانه ليرى أنك قد استلبته ملكا ) يوم السقيفة وفي يوم السقيفة ، اثر وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث أعلن فريق من الأنصار على رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة ، وطال الحوار ، واحتدم النقاش ، كان موقف أسيد وهو الزعيم الأنصاري موقفا واضحا وحاسما ، فقد قال للأنصار من قومه : ( تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- كان من المهاجرين ، فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين ، ولقد كنا أنصار رسول الله ، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته ) فكانت كلماته بردا وسلاما وفاته في شهر شعبان عام عشرين للهجرة مات أسيد -رضي الله عنه- ، وأبى أمير المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه ، وتحت ثرى البقيع وارى الأصحاب جثمان مؤمن عظيم وقد هلك أسيد -رضي الله عنه- وترك عليه أربعة آلاف درهم دَيْناً ، وكان ماله يُغِلُّ كل عامٍ ألفاً ، فأرادوا بيعه ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فبعث إلى غرمائه فقال : ( هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفاً فتستوفون في أربع سنين ؟) قالوا : ( نعم يا أمير المؤمنين ) فأخروا ذلك فكانوا يقبضون كل عامٍ ألفا أشجّ عبدالقيس يُقـال له أشج بن عَصَر ، مشهور بلقبه هذا ، وذُكِر أنه قدم على النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- سنة عشر أو سنة ثمان للهجرة وحين وصل تريّث في لبس ملابسه ونفض غباره في حين تسابق القـوم يسلّمون ويُقبِّلون الرسـول الكريم ، فقال له -صلى اللـه عليه وسلم : ( إنه فيه خصلتان يحبهما الله هما الحلم والأناة ) وفد عبد القيس كتب النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- الى أهـل البحرين أن يقدم عليه عشرون رجلاً رَأسَهم عبـد اللـه بن عوف الأشج ، وكان قدومهم عام الفتـح فقيل : ( يا رسول الله هؤلاء وفد عبد القيس ) قال : ( مرحباً بهم ، نِعْم القومُ عبد القيس ) صبيحة القدوم نظر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الأفق صبيحة ليلة قدموا وقال : ( ليأتين ركب من المشركين لم يُكْرَهوا على الإسلام ، وقد أنْضوا الرِّكاب وأفنوا الزّاد ، بصاحبهم علامة ، اللهم اغفر لعبد قيس ، أتوني لا يسألوني مالاً ، هم خير أهل المشرق ) فجاؤوا في ثيابهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم- في المسجد ، فسلّموا عليه الحلم والأناة وسألهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( أيُّكم عبد الله الأشَجُّ ؟) قال : ( أنا يا رسول الله ؟!) وكان رجلاً دميماً ، فنظر إليه الرسول الكريم ، فقال : ( إنه لا يُستسقى في مسوك الرجال إنما يحتاج من الرجل إلى أصغريه لسانه وقلبه ) فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( فيكَ خَصْلتان يُحِبُّهما اللـه ) فقال عبد اللـه : ( وما هما ؟) قال :( الحلم والأناة ) قال : ( أشيء حَدَثَ أم جُبلتُ عليـه ؟) قال :( بل جُبلتَ عليه ) فقال : ( الحمد لله الذي جبلني على خلقين يُحبهما الله ) الجوائز كانت ضيافة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تجري على وفد عبد القيس عشرة أيام ، وكان عبد الله الأشج يسائل الرسول الكريم عن الفقه والقرآن ، وكان يأتي أبيّ بن كعب فيقرأ عليه وأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للوفد بجوائز ، وفضّل عليهم عبد الله الأشجّ ، فأعطاه اثنتي عشرة أوقية ونشاً ، وكان ذلك أكثر ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجيز به الوفد اصيد بن سلمة بعث رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- سريّة ، فأسروا رجلاً من بني سُليم يقال له الأصيد بن سلمة ، فلمّا رآه رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- رقّ له ، وعرض عليه الإسلام فأسلم إسلام والده وكـان لـه أب شيـخ كبيـر ، فبلغـه ذلـك فكتـب إليـه :( مَنْ راكبٌ نحو المدينة سالما___حتى يُبلِّغَ ما أقولُ الأصْيَدا أتركتَ دينَ أبيكَ والشمّ العُلى___أوْدَو ا وتابعتَ الغداة محمدا فـلأيّ أمرٍ يا بني عققتنـي___وتركت ني شيخاً كبيراً مفندا فاستـأذن النبـي -صلـى اللـه عليـه وسلـم- فـي جوابـه ، فـأذن لـه ، فكتـب إليـه : إنّ الذي سمَكَ السماءَ بقدرةً___حتى علا في ملكه فتوحدا بعثَ الذي لا مثله فيما مضى___يدعو لرحمتهِ النبي محمدا ضخم الدسيعة كالغزالة وجهُهُ___قرناً تأزّرَ بالمكارم وارتدَى فدعـا العبـادَ لدينـهِ فتتابعـوا___طوْ عاً وكْرْهاً مقبلين على الهُدى وتخوَّفوا النّارَ التي من أجلها___كان الشقيّ الخاسرُ المتلددّا واعلـم بأنّـك ميّـتٌ ومحاسـبٌ___فإلي َّ مِن هذي الضلالةِ والرَّدَى فلمّـا قـرأ كتـاب ابنـه أقبـل إلـى النبـي -صلـى اللـه عليـه وسلـم- فأسلـم الأرقم بن أبي الأرقم الأرقم بن أبي الأرقم القرشي صحابي جليل من السابقين الى الإسلام أسلم بمكة ، وكان سابع سبعة في الإسلام ، وهو الذي استخفى رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم- في داره والمسلمون معه ، فكانت داره أول دار للدعوة الى الإسلام دار الأرقم كانت داره على الصفا ، وهي الدار التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجلس فيها في الإسلام ، وبقي الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعو الى الإسلام في دار الأرقم حتى تكاملوا أربعين رجلاً ، خرجوا يجهرون بالدعوة الى الله ، ولهذه الدار قصة طويلة ، وأن الأرقم أوقفها ، وأن أحفاده بعد ذلك باعوها لأبي جعفر المنصور جهاده شهد الأرقم بن أبي الأرقم بدراً وأحُداً والمشاهد كلها ، واقطعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- داراً بالمدينة ، في بني زريق الصلاة في مسجد الرسول تجهّز الأرقم -رضي الله عنه- يريد البيت المقدس ، فلمّا فرغ من جهازه جاء الى النبي -صلى الله عليه وسلم- يودّعه ، فقال : ( ما يُخرجك ؟ أحاجة أم تجارة ؟) قال : ( لا يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، ولكنّي أريد الصلاة في بيت المقدس ) فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( صلاة في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام ) فجلس الأرقم وفاته توفي الأرقم بالمدينة وصلى عليه سعد بن أبي وقاص ، وكان عمر الأرقم بضعاً وثمانين سنة رضي الله تعالى عنه |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) صاحب الصوت الجميل أسيد بن حضير إنه أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري -رضي الله عنه-، فارس قومه ورئيسهم، فأبوه حضير الكتائب زعيم الأوس، وواحد من كبار أشراف العرب في الجاهلية. وكان أسيد أحد النقباء الذين اختارهم الرسول ( ليلة العقبة الثانية، فقد أسلم أسيد بعد بيعة العقبة الأولى، عندما بعث النبي ( مصعب بن عمير إلى المدينة، فجلس هو وأسعد بن زرارة في بستان، وحولهما أناس يستمعون إليهما، وبينما هم كذلك، كان أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ زعيما قومهما يتشاوران في أمر مصعب بن عمير الذي جاء يدعو إلى دين جديد. فقال سعد لأسيد: انطلق إلى هذا الرجل، فازجره، فحمل أسيد حربته وذهب إليهما غضبان، وقال لهما: ما جاء بكما إلى حيِّنا (مدينتنا)، تسفهان ضعفاءنا)؟ اعتزلانا، إذا كنتما تريدان الحياة. فقال له مصعب: أَوَ تَجْلِس فتسمع، فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره؟ فقال أسيد: لقد أنصفت، هاتِ ما عندك. فأخذ مصعب يكلمه عن الإسلام ورحمته وعدله، وراح يقرأ عليه آيات من القرآن، فأشرق وجه أسيد بالنور، وظهرت عليه بشاشة الإسلام حتى قال من حضروا هذا المجلس: والله (لقد عرفنا في وجه أسيد الإسلام قبل أن يتكلم، عرفناه في إشراقه وتسهله. ولم يكد مصعب ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد قائلاً: ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين؟ فقال له مصعب: تطهّر بدنك وثوبك، وتشهد شهادة الحق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم تصلي. فقام أسيد مسرعًا فاغتسل وتطهر ثم صلى ركعتين معلنًا إسلامه. وعاد أسيد إلى سعد بن معاذ، وما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد لمن حوله: أقسم، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به، ثم قال له سعد: ماذا فعلت؟ فقال أسيد: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسًا، وقد نهيتهما، فقالا لي: نفعل ما أحببت، ثم قال أسيد لسعد بن معاذ: لقد سمعت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك، فقام سعد غضبان وفي يده حربته، ولما وصل إلى مصعب وأسعد وجدهما جالسين مطمئنين، عندها أدرك أن هذه حيلة من أسيد لكي يحمله على السعي إلى مصعب لسماعه، واستمع سعد لكلام مصعب واقتنع به وأعلن إسلامه، ثم أخذ حربته، وذهب مع أسيد بن حضير إلى قومهما يدعوانهم للإسلام، فأسلموا جميعًا. وقد استقبل أسيد النبي ( لما هاجر إلى المدينة خير استقبال، وظل أسيد يدافع عن الإسلام والمسلمين، فحينما قال عبد الله بن أبي بن سلول لمن حوله من المنافقين أثناء غزوة بني المصطلق: لقد أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير دياركم، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فقال أسيد: فأنت والله يا رسول الله تخرجه منها إن شاء الله، هو والله الذليل، وأنت العزيز يا رسول الله، ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك، وإن قومه لينظمون له الخرز (حبات يطرز بها التاج) ليتوجوه على المدينة ملكًا، فهو يرى أن الإسلام قد سلبه ملكًا. وذات ليلة أخذ يقرأ القرآن، وفرسه مربوطة بجواره، فهاجت الفرس حتى كادت تقطع الحبل، وعلا صهيلها، فسكت عن القراءة فهدأت الفرس ولم تتحرك، فقرأ مرة ثانية فحدث للفرس ما حدث لها في المرة الأولى، وتكرر هذا المشهد عدة مرات، فسكت خوفًا منها على ابنه الصغير الذي كان ينام في مكان قريب منها، ثم نظر إلى السماء فإذا به يرى غمامة مثل الظلة في وسطها مصابيح مضيئة، وهى ترتفع إلى السماء. فلما أصبح ذهب إلى الرسول ( وحدثه بما رأى، فقال له النبي (: (تلك الملائكة دنت (اقتربت) لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم) [البخاري]. وعاش أسيد -رضي الله عنه- عابدًا قانتًا، باذلا روحه وماله في سبيل الله، وندم أسيد على تخلفه عن غزوة بدر، وقال: ظننت أنها العير، ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت. [ابن سعد]، وقد جرح أسيد يوم أحد سبع جراحات، ولم يتخلف عن غزوة بعدها قط. وبعد وفاة النبي ( اجتمع فريق من الأنصار في سقيفة بني ساعدة على رأسهم سعد بن عبادة، وأعلنوا أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واشتد النقاش بينهم، فوقف أسيد بن حضير مخاطبًا الأنصار قائلاً: تعلمون أن رسول الله ( كان من المهاجرين، فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين، ولقد كنا أنصار رسول الله، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته. وكان أبو بكر -رضي الله عنه- لا يقدم عليه أحدًا من الأنصار، تقول السيدة عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. [ابن هشام]. وتوفي أسيد -رضي الله عنه- في عام (20 هـ)، وأصرَّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يحمل نعشه على كتفه، ودفنه الصحابة بالبقيع بعد أن صلوا عليه، ونظر عمر في وصيته، فوجد أن عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمار نخله (البلح أو التمر) أربع سنين بأربعة آلاف، وقضى دينه. [البخاري وابن سعد]. |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) http://www.i22i.net/uploads/8a8c810280.bmp http://www.uaekeys.com/images/khaled129.gif أسيد بن حضير أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري - رضي الله عنه - كان زعيما للأوس في المدينة قبل إسلامه، وورث عن أبيه مكانته، حيث كان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية ومن مقاتليهم الأشداء وقد ورث المكارم كابرا عن كابر وكان صاحب فكر صاف وشخصية مستقيمة قوية وناصعة ورأي ثاقب. http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com72.gif قصة إسلامه كان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قد أرسل مصعباً بن عمير إلى المدينة ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار وليدعو غيرهم إلى دين الله. وعلم سعد بن معاذ - وكان صديقا لأسيد - فأراد أن يحرضه على مصعب، فقال: "انطلق إلى هذا الرجل فازجره"، فحمل أسيد حربته، وذهب إلى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة ، من زعماء المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام . وفى مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها مصعب إلى الله. وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته، فقال له مصعب: "هل لك في أن تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره". فقال أسيد: "هات ما عندك" وراح مصعب يقرأ القرآن ويشرح مبادئ الإسلام. وبدأ قلب أسيد يرق ووجهه يستشرق. فقال: "ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟» فقال مصعب: «تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي". فقام من فوره ليستقبل الإسلام فاغتسل وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين معلنا إسلامه. http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com72.gif كان سبباً لإسلام قومه حين عاد أسيد إلى سعد بن معاذ، ما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد لمن حوله: أقسم، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به، ثم قال له سعد: ماذا فعلت؟ فقال أسيد: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسًا، وقد نهيتهما، فقالا لي: نفعل ما أحببت، ثم قال أسيد لسعد بن معاذ: لقد سمعت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك، فقام سعد غضبان وفي يده حربته، ولما وصل إلى مصعب وأسعد وجدهما جالسين مطمئنين، عندها أدرك أن هذه حيلة من أسيد لكي يحمله على السعي إلى مصعب لسماعه، واستمع سعد لكلام مصعب واقتنع به وأعلن إسلامه، ثم أخذ حربته، وذهب مع أسيد بن حضير إلى قومهما يدعوانهم للإسلام، فأسلموا جميعًا. http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com72.gif دنت الملائكة لسماع صوته ذات ليلة أخذ يقرأ القرآن، وفرسه مربوطة بجواره، فهاجت الفرس حتى كادت تقطع الحبل، وعلا صهيلها، فسكت عن القراءة فهدأت الفرس ولم تتحرك، فقرأ مرة ثانية فحدث للفرس ما حدث لها في المرة الأولى، وتكرر هذا المشهد عدة مرات، فسكت خوفًا منها على ابنه الصغير الذي كان ينام في مكان قريب منها، ثم نظر إلى السماء فإذا به يرى غمامة مثل الظلة في وسطها مصابيح مضيئة، وهى ترتفع إلى السماء. فلما أصبح ذهب إلى الرسول ، وحدثه بما رأى، فقال له النبي - ص -: "تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم" . http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com72.gif جهاده عاش أسيد - رضي الله عنه - عابدًا قانتًا، باذلا روحه وماله في سبيل الله، وندم أسيد على تخلفه عن غزوة بدر، وقال: ظننت أنها العير، ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت. ، وقد جرح أسيد يوم أحد سبع جراحات، ولم يتخلف عن غزوة بعدها قط . http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com72.gif يوم السقيفة بعد وفاة النبي ، اجتمع فريق من الأنصار في سقيفة بني ساعدة على رأسهم سعد بن عبادة، وأعلنوا أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واشتد النقاش بينهم، فوقف أسيد بن حضير مخاطبًا الأنصار قائلاً: تعلمون أن رسول الله ، كان من المهاجرين، فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين، ولقد كنا أنصار رسول الله، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته. وكان أبو بكر - رضي الله عنه - لا يقدم عليه أحدًا من الأنصار، تقول السيدة عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com72.gif وفاته توفي أسيد - رضي الله عنه - في شهر شعبان عام 20 هـ، وأصرَّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يحمل نعشه على كتفه، ودفنه الصحابة بالبقيع بعد أن صلوا عليه، ونظر عمر في وصيته، فوجد أن عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمار نخله - البلح أو التمر - أربع سنين بأربعة آلاف، وقضى دينه. http://www.uaekeys.com/images/khaled105.gif |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري رضي الله عنه وقد استقبل أسيد النبي ( لما هاجر إلى المدينة استقبال الابطال فحينما قال عبد الله بن ابي بن سلول لمن حوله من المنافقين اثناء غزوة بني المصطلق: لقد حللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم اما والله لو امسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير دياركم، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال أسيد: فأنت والله يا رسول الله تخرجه منها إن شاء الله، هو والله الذليل، وأنت العزيز يا رسول الله ارفق به فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه على المدينة ملكا فهو يرى أن الإسلام قد سلبه ملكا . وكان من اهل القران وخاصته القران ، و في ليلة كان يقرا القران وفرسه مربوطة بجواره، فهاجت الفرس حتى كادت تقطع الحبل، وعلا صوتها ، فتوقف عن قراءة القراءة فهدات الفرس ولم تتحرك، فقرا مرة ثانية القران فحدث للفرس ما حدث لها في المرة الأولى، وتكرر هذا عدة مرات، فسكت خوفا منها على ابنه الصغير الذي كان ينام في مكان قريب منها، ثم نظر إلى السماء فاذا به يرى غمامة مثل الظلة في وسطها مصابيح مضيئة، وهى ترتفع إلى السماء.فلما أصبح ذهب إلى الرسول ( وحدثه بما رأى، فقال له النبي تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم. الله اكبر وندم اسيد بن عمير على تخلفه في غزوة بدر، وقال ظننت أنها العير ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت. وقد جرح اسيد يوم أحد سبع جراحات ولم يتخلف عن غزوة بعدها ... ووكان له مشهد يشكر عليه الى يوم القيامة لما توفي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم حيث اجتمع فريق من الأنصار في سقيفة بني ساعدة ومنعهم سعد بن عبادة، وأعلنوا احقيتهم بالخلافة وحصل الخلاف فوقف أسيد بن حضير مخاطبا الأنصار قائلاً: تعلمون أن رسول الله كان من المهاجرين فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين ولقد كنا أنصار رسول الله، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته رضي الله عنه وكان أبو بكر رضي الله عنه لا يقدم عليه أحدًا من الأنصار، تقول السيدة عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ و واسيد بن حضير و وعباد بن بشر. وتوفي في عام عشرين للهجرة وأصر امير المؤمنين ووقد نظر عمر في وصيته التي تركها فوجد أن عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمار نخله أربع سنين بأربعة آلاف، وقضى دينه. رحمه الله واجمعنا به مشكور يا علاء استفدنا كثيرا جعل الله عملك في ميزان حسناتك |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) هو الصحابي الجليل أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري -رضي الله عنه إسلامه لقد كان اسلامه يوم أسلم سريعا ، وحاسما وشريفا.. قراءة القرآن وكان الاستماع إلى صوت أسيد رضي الله عنه وهو يرتل القرآن إحدى المغانم الكبرى ، وصوته الخاشع الباهر أحسن الناس صوتا وفاته لقد عاش أسيد بن حضير رضي الله عنه عابد ا، قانتا ، باذلا روحه وماله في سبيل الخير ، جاعلا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار نصب عينيه : " اصبروا حتى تلقوني على الحوض " ولقد كان لدينه وخلقه موضع تكريم الصديق رضي الله عنه وحبه ، كذلك كانت له نفس المكانة والمنزلة في قلب أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، وفي أفئدة الصحابة جميعا. وكان الاستماع لصوته وهو يرتل القرآن احدى المغانم الكبرى التي يحرص الصحابة عليها .. ذلك الصوت الخاشع الباهر المنير الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة دنت من صاحبه ذات ليلة لسماعه.. وفي شهر شعبان عام عشرين للهجرة ، مات أسيد رضي الله عنه وأبى أمير المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه .. وتحت ثرى البقيع وارى الصحابة جثمان مؤمن عظيم ، وعادوا الى المدينة وهم يستذكرون مناقبه ويرددون قول الرسول صلى الله عليه وسلم عنه : " نعم الرجل أسيد بن حضير " ............... ..... هذه نبذه عن اسيد رضي الله عنهوارجوا ان اكون افدتكم بهذا الموجز القصير وشكرا حاكم جدة |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) اسيد بن خضير اسمه الكامل أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك ابن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي. ماورث عن اجداده ورث عن اسلافه الشجاعة و الكرم و الجود و الشرف فأبوه خضير الكتائب كان زعيم الأوس, وكان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية, ومقاتليهم الأشداء.. وفيه يقول الشاعر: لو أن المنايا حدن عن ذي مهابة لهبن خضيرا يوم غلّق واقما يطوف به, حتى اذا الليل جنّه تبوأ منه مقعدا متناغما صفاته كان أسيد رجلا.. وكان مستنير العقل ذكيّ القلب حتى لقبه أهل المدينة بالكامل.. وهو لقب كان يحمله أبوه من قبله. معالجته للقضايا كان أسيد يحمل في قلبه ايمانا وثيقا ومضيئا.. وكان ايمانه يفيء عليه من الأناة والحلم وسلامة التقدير ما يجعله أهلا للثقة دوما.. وفي غزوة بني المصطلق تحركت مغايظ عبدالله بن أبيّ فقال لمن حوله من أهل المدينة: " لقد أحللتموهم بلادكم, وقاسمتموهم أموالكم.. أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا الى غير دياركم.. أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل".. سمع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم هذه الكلمات, بل هذه السموم المنافقة المسعورة, فكان حقا عليه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وتألم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا, وقابله أسيد فقال له النبي عليه السلام: أوما بلغك ما قال صاحبكم..؟؟ قال أسيد: وأيّ صاحب يا رسول الله..؟؟ قال الرسول: عبدالله بن أبيّ!! قال أسيد: وماذا قال..؟؟ قال الرسول: زعم انه ان رجع الى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل. قال أسيد: فأنت والله, يا رسول الله, تخرجه منها ان شاء الله.. هو والله الذليل, وأنت العزيز.. ثم قال أسيد: " يا رسول الله ارفق به, فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه على المدينة ملكا, فهو يرى أن الاسلام قد سلبه ملكا".. بهذا التفكير الهادئ العميق المتزن الواضح, كان أسيد دائما يعالج القضايا ببديهة حاضرة وثاقبة.. موقفه يوم السقيفة وفي يوم السقيفة, اثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعلن فريق من الأنصار, وعلى رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة, وطال الحوار, واحتدمت المناقشة, كان موقف أسيد, وهو كما عرفنا زعيم أنصاري كبير, كان موقفه فعالا في حسم الموقف, وكانت كلماته كفلق الصبح في تحديد الاتجاهه.. وقف أسيد فقال مخاطبا فريق الأنصار من قومه: " تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين.. فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين.. ولقد كنا أنصار رسول الله.. وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته".. وكانت كلماته, بردا, وسلاما.. اسيد بن خضير و الملائكة عن أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عنده إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت وسكنت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبًا منها فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره رفع رأسه في السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: فأشفقت يا رسول اللَّه أن تطأ يحيى، وكان منها قريبًا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: (وتدري ما ذاك). قال: لا. قال: (تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم). [أخرجه البخاري ومسلم وأحمد وابن حبان والحاكم]. ترجمته في بعض كتب السير سيد بن حضير ب د ع أسيد، بضم الهمزة أيضاً هو أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك ابن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي. يكنى: أبا يحيى، بابنه. يحيى، وقيل: أبا عيسى، كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: كنيته أبو عتيك، وقيل: أبو حضير، وقيل: أبو عمرو. وكان أبوه حضير فارس الأوس في حروبهم مع الخزرج، وكان له حصن واقم وكان رئيس الأوس يوم بعاث، وأسلم أسيد قبل سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير بالمدينة، وكان إسلامه بعد العقبة الأولى، وقيل الثانية، وكان أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، يكرمه ولا يقدم عليه واحداً، ويقول: إنه لا خلاف عنده. أمه أم أسيد بنت السكن، وشهد العقبة الثانية، وكان نقيباً لبني عبد الأشهل، وقد اختلف في شهوده بدراً، فقال ابن إسحاق وابن الكلبي: لم يشهدها، وقال غيرهما: شهدها وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد، وشهد مع عمر فتح البيت المقدس. روى عنه كعب بن مالك وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وعائشة رضي الله عنها. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة، وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وكان أحد العقلاء الكملة أهل الرأي، وله في بيعة أبي بكر أثر عظيم. روى عنه أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأنصار: إنكم سترون بعدي أثرة، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: "اصبروا حتى تلقوني على الحوض". أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن هبة الله بن عساكر، عن أبي المظفر القشيري إجازة، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم، أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم، أخبرنا أبي وشعيب بن الليث، عن الليث عن خالد، هو ابن يزيد، عن أبي هلال، يعني سعيداً، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد بن حضير، وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، قال: قرأت عليلة سورة البقرة، وفرس لي مربوط، ويحيى ابني مضطجع قريب مني وهو غلام، فجالت الفرس، فقمت، وليس لي هم إلا ابني، ثم قرأت، فجالت الفرس، فقمت وليس لي هم إلا ابني، ثم قرأت فجالت الفرس، فرفعت رأسي، فإذا شيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح، مقبل من السماء فهالني، فسكت، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: اقرأ يا أبا يحيى؛ فقلت قد قرأت، فجالت فقمت ليس هم لي إلا ابني، فقال لي: اقرأ يا أبا يحيى، فقلت: قد قرأت فجالت الفرس فقال: اقرأ أبا حضير فقلت: قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها المصابيح فهالني؛ فقال: تلك الملائكة دنوا لصوتك؛ ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم. أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن صفوان، أخبرنا الخطيب أبو الحسن علي بن إبراهيم السراج، أخبرنا أبو طاهر هبة الله بن إبراهيم بن أنس، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن طوق قال: حدثنا أبو جابر عبد العزيز بن حيان قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال: حدثنا المعافى بن عمران، عن سليمان بن بلال، عن سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح". توفى أسيد بن حضير في شعبان سنة عشرين، وحمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه السرير حتى وضعه بالبقيع؛ وصلى عليه، وأوصى إلى عمر، فنظر عمر في وصيته، فوجد عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمر نخله أربع سنين بأربع آلاف، وقضى دينه. أخرجه ثلاثتهم. حضير بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة وبعدها ياء تحتها نقطتان وآخره راء. أسد الغابة في معرفة الصحابة عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الشهير بابن الأثير [185] أسيد بن الحضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي يكنى أبا يحيى وأبا عتيك وكان أبوه حضير فارس الأوس ورئيسهم يوم بعاث وكان أسيد من السابقين إلى الإسلام وهو أحد النقباء ليلة العقبة وكان إسلامه على يد مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ واختلف في شهوده بدرًا قال بن سعد كان شريفًا كاملًا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة وكان ممن ثبت يوم أحد وجرح حينئذ سبع جراحات وقال بن السكن شهد بدرًا والعقبة وكان من النقباء وأنكر غيره عده في أهل بدر وله أحاديث في الصحيحين وغيرهما وقال البغوي حدثنا بن زنبور حدثنا بن أبي حازم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل أسيد بن خضير وقال بن إسحاق حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل كلهم من بني عبد الأشهل سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر وأخرج أحمد في مسنده من طريق فاطمة بنت الحسين بن علي عن عائشة قالت كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس وكان يقول لو أني أكون كما أكون على أحوال ثلاث لكنت حين أسمع القرآن أو اقرؤه وحين أسمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا شهدت جنازة وروى الواقدي من طريق عبد الله التيمي قال: كان أبو بكر لا يقدم أحدًا من الأنصار على أسيد بن حضير وروى البخاري في تاريخه عن بن عمر قال لما مات أسيد بن حضير قال عمر لغرمائه فذكر قصة تدل على أنه مات في أيامه وروى بن السكن من طريق بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما مات أسيد بن حضير باع عمر ماله ثلاث سنين فوفى بها دينه وقال لا اترك بني أخي عالة فرد الأرض وباع ثمرها وأرخ البغوي وغيره وفاته سنة عشرين وقال المدائني سنة إحدى وعشرين. الإصابة في تمييز الصحابة الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني وفاته توفي أسيد بن حضير في شعبان سنة عشرين وقيل سنة إحدى وعشرين وحمله عمر بن الخطاب بين العامودين من عبد الأشهل حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه وأوصى إلى عمر بن الخطاب فنظر عمر في وصيته فوجد عليه أربعة آلاف دينار فباع نخله أربع سنين بأربعة آلاف وقضى دينه وقيل إنه حمل نعشه بنفسه بين الأربعة الأعمدة وصلى عليه. |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) اسيد بن خضير أسيد بن خضير - بطل يوم السقيفة ورث المكارم كابرا عن كابر.. فأبوه خضير الكتائب كان زعيم الأوس، وكان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية، ومقاتليهم الأشداء.. وفيه يقول الشاعر: لو أن المنايا حدن عن ذي مهابة لهبن خضيرا يوم غلّق واقما يطوف به، حتى اذا الليل جنّه تبوأ منه مقعدا متناغما وورث أسيد عن أبيه مكانته، وشجاعته وجوده، فكان قبل أن يسلم، واحدا من زعماء المدينة وأشراف العرب، ورماتها الأفذاذ.. فلما اصطفاه الاسلام، وهدي الى صراط العزيز الحميد، تناهى عزه. وتسامى شرفه، يوم أخذ مكانه، وأخذ واحدا من انصار الله وأنصار رسوله، ومن السابقين الى الاسلام العظيم.. ** ولقد كان اسلامه يوم أسلم سريعا، وحاسما وشريفا.. فعندما أرسل الرسول عليه السلام مصعب بن عمير الى المدينة ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار الذين بايعوا النبي عليه السلام عل الاسلام بيعة العقبة الأولى، وليدعو غيرهم الى دين الله. يومئذ، جلس أسيد بن خضير، وسعد بن معاذ، وكانا زعيمي قومما، يتشاوران في أمر هذا الغريب الذي جاء من مكة يسفّه دينهما، ويدعو اى دين جديد لا يعرفونه.. وقال سعد لأسيد:" انطلق الى هذا الرجل فازجره".. وحمل أسيد حربته، وأغذ السير الى حيث كان مصعب في ضيافة أسعد بن زرارة من زعماء المدينة الذين سبقوا الى الاسلام. وعند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها الى الله، مصعب بن عمير.. وفجأهم أسيد بغضبه وثورته.. وقال له مصعب: " هل لك في أن تجلس فتسمع.. فان رضيت أمرنا قبلته، ون كرهته، كففنا عنك ما تكره"..؟؟ ** كان أسيد رجلا.. وكان مستنير العقل ذكيّ القلب حتى لقبه أهل المدينة بالكامل.. وهو لقب كان يحمله أبوه من قبله.. فلما رأى مصعبا يحتكم به الى المنطق والعقل، غرس حربته في الأرض، وقال لمصعب: لقد أنصفت: هات ما عندك.. وراح مصعب يقرأ عليه من القرآن، ويفسّر له دعوة الدين الجديد. الدين الحق الذي أمر محمد عليه الصلاة والسلام بتبليغه ونشر رايته. ويقول الذين حضروا هذا المجلس: " والله لقد عرفنا في وجه أسيد الاسلام قبل أن يتكلم.. عرفناه في اشراقه وتسهّله"..!! ** لم يكد مصعب ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد مبهورا: " ما أحسن هذا الكلام وأجمله.. كيف تصنعون اذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين".؟ قال له مصعب: " تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي".. ان شخصية أسيد شخصية مستقيمة قوية مستقيمة وناصعة، وهي اذ تعرف طريقها ، لا تتردد لحظة أمام ارادتها الحازمة.. ومن ثمّ، قام أسيد في غير ارجاء ولا ابطاء ليستقبل الدين الذي انفتح له قلبه، وأشرقت به روحه، فاغتسل وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين، معلنا اسلامه، مودّعا أيام وثنيّته، وجاهليته..!! كان على أسيد أن يعود لسعد بن معاذ، لينقل اليه أخبار المهمة التي كلفه بها.. مهمة زجر مصعب بن عمير واخراجه.. وعاد الى سعد.. وما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد لمن حوله: " أقسم لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به".!! أجل.. لقد ذهب بوجه طافح بالمرارة، والغضب والتحدي.. وعاد بوجه تغشاه السكينة والرحمة والنور..!! ** وقرر أسيد أن يستخدم ذكاءه قليلا.. انه يعرف أن سعد بن معاذ مثله تماما في صفاء جوهره ومضاء عزمه، وسلامة تفكيره وتقديره.. ويعلم أنه ليس بينه وبين الاسلام سوى أن يسمع ما سمع هو من كلام الله، الذي يحسن ترتيله وتفسيره سفير الرسول اليهم مصعب بن عمير.. لكنه لو قال لسعد: اني أسلمت، فقم وأسلم، لكانت مجابهة غير مأمونة العاقبة.. اذن فعليه أن يثير حميّة سعد بطريقة تدفعه الى مجلس مصعب حتى يسمع ويرى.. فكيف السبيل لهذا..؟ كان مصعب كما ذكرنا من قبل ينزل ضيفا على أسعد بن زرارة.. وأسعد بن زرارة هو ابن خالة سعد بن معاذ.. هنالك قال أسيد لسعد: " لقد حدّثت أن بين الحارثة قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك".. وقام سعد، تقوده الحميّة والغضب، وأخذ الحربة، وسار مسرعا الى حيث أسعد ومصعب، ومن معهما من المسلمين.. ولما اقترب من المجلس لو يجد ضوضاء ولا لغطا، وانما هي السكينة تغشى جماعة يتوسطهم مصعب بن عمير، يتلو آيات الله في خشوع، وهم يصغون اليه في اهتمام عظيم.. هنالك أدرك الحيلة التي نسجها له أسيد لكي يحمله على السعي الى هذا المجلس، والقاء السمع لما يقوله سفير الاسلام مصعب بن عمير. ولقد صدقت فراسة أسيد في صاحبه، فما كاد سعد يسمع حتى شرح الله صدره للاسلام، وأخذ مكانه في سرعة الضوء بين المؤمنين السابقين..!! ** كان أسيد يحمل في قلبه ايمانا وثيقا ومضيئا.. وكان ايمانه بفيء عليه من الأناة والحلم وسلامة التقدير ما يجعله أهلا للثقة دوما.. وفي غزوة بني المصطلق تحركت مغايظ عبدالله بن أبيّ فقال لمن حوله من أهل المدينة: " لقد أحللتمومهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم.. أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا الى غير دياركم.. أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل".. سمع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم هذه الكلمات، بل هذه السموم المنافقة المسعورة، فكان حقا عليه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وتألم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا، وقابله أسيد فقال له النبي عليه السلام: أوما بلغك ما قال صاحبكم..؟؟ قال أسيد: وأيّ صاحب يا رسول الله..؟؟ قال الرسول: عبدالله بن أبيّ!! قال أسيد: وماذا قال..؟؟ قال الرسول: زعم انه ان رجع الى المدينة لخرجنّ الأعز منها الأذل. قال أسيد: فأنت والله، يا رسول الله، تخرجه منها ان شاء الله.. هو والله الذليل، وأنت العزيز.. ثم قال أسيد: " يا رسول الله ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه على المدينة ملكا، فهو يرى أن الاسلام قد سلبه ملكا".. بهذا التفكير الهادئ اعميق المتزن الواضح، كان أسيد دائما يعالج القضايا ببديهة حاضرة وثاقبة.. وفي يوم السقيفة، اثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعلن فريق من الأنصار، وعلى رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واحتدمت المناقشة، كان موقف أسيد، وهو كما عرفنا زعيم أنصاري كبير، كان موقفه فعالا في حسم الموقف، وكانت كلماته كفلق الصبح في تحديد الاتجاهه.. وقف أسيد فقال مخاطبا فريق الأنصار من قومه: " تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين.. فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين.. ولقد كنا أنصار رسول الله.. وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته".. وكانت كلماته، بردا، وسلاما.. ** ولقد عاش أسيد بن خضير رضي الله عنه عابدا، قانتا، باذلا روحه وماله في سبيل الخير، جاعلا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار نصب عينيه: " اصبروا.. حتى تلقوني على الحوض".. ولقد كان لدينه وخلقه موضع تكريم الصدّيق حبّه، كذلك كانت له نفس المكانة والمنزلة في قلب أمير المؤمنين عمر، وفي أفئدة الصحابة جميعا. وكان الاستماع لصوته وهو يرتل القرآن احدى المغانم الكبرى التي يحرص الأصحاب عليها.. ذلك الصوت الخاشع الباهر المنير الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن الملائكة دنت من صاحبه ذات ليلة لسماعه.. وفي شهر شعبان عام عشرين للهجرة، مات أسيد.. وأبى أمير المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه.. وتحت ثرى البقيع وارى الأصحاب جثمان مؤمن عظيم.. وعادوا الى المدينة وهم يستذكرون مناقبه ويرددون قول الرسول الكريم عنه: " نعم الرجل.. أسيد بن خضير".. |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) :180635az0tjyzk mo: اسيد بن الحضير رضي الله عنه (نزلت الملائكه لتسمع تلاوته) :180635az0tjyzk mo: صاحب الصوت الجميل أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري -رضي الله عنه- صحابي جليل فارس قومه ورئيسهم، كان زعيما للأوس في المدينة قبل إسلامه، وورث عن أبيه مكانته، حيث كان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية ومن مقاتليهم الأشداء وقد ورث المكارم كابرا عن كابر وكان صاحب فكر صاف وشخصية مستقيمة قوية وناصعة ورأي ثاقب. :180635az0tjyzk mo: وكان أسيد أحد النقباء الذين اختارهم الرسول ( ليلة العقبة الثانية، فقد أسلم أسيد بعد بيعة العقبة الأولى، عندما بعث النبي ( مصعب بن عمير إلى المدينة، فجلس هو وأسعد بن زرارة في بستان، وحولهما أناس يستمعون إليهما، وبينما هم كذلك، كان أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ زعيما قومهما يتشاوران في أمر مصعب بن عمير الذي جاء يدعو إلى دين جديد. فقال سعد لأسيد: انطلق إلى هذا الرجل، فازجره، فحمل أسيد حربته وذهب إليهما غضبان، وقال لهما: ما جاء بكما إلى حيِّنا (مدينتنا)، تسفهان ضعفاءنا)؟ اعتزلانا، إذا كنتما تريدان الحياة. فقال له مصعب: أَوَ تَجْلِس فتسمع، فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره؟ فقال أسيد: لقد أنصفت، هاتِ ما عندك. فأخذ مصعب يكلمه عن الإسلام ورحمته وعدله، وراح يقرأ عليه آيات من القرآن، فأشرق وجه أسيد بالنور، وظهرت عليه بشاشة الإسلام حتى قال من حضروا هذا المجلس: والله (لقد عرفنا في وجه أسيد الإسلام قبل أن يتكلم، عرفناه في إشراقه وتسهله. ولم يكد مصعب ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد قائلاً: ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين؟ فقال له مصعب: تطهّر بدنك وثوبك، وتشهد شهادة الحق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم تصلي. فقام أسيد مسرعًا فاغتسل وتطهر ثم صلى ركعتين معلنًا إسلامه. وعاد أسيد إلى سعد بن معاذ، وما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد لمن حوله: أقسم، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به، ثم قال له سعد: ماذا فعلت؟ فقال أسيد: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسًا، وقد نهيتهما، فقالا لي: نفعل ما أحببت، ثم قال أسيد لسعد بن معاذ: لقد سمعت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك، فقام سعد غضبان وفي يده حربته، ولما وصل إلى مصعب وأسعد وجدهما جالسين مطمئنين، عندها أدرك أن هذه حيلة من أسيد لكي يحمله على السعي إلى مصعب لسماعه، واستمع سعد لكلام مصعب واقتنع به وأعلن إسلامه، ثم أخذ حربته، وذهب مع أسيد بن حضير إلى قومهما يدعوانهم للإسلام، فأسلموا جميعًا. وقد استقبل أسيد النبي ( لما هاجر إلى المدينة خير استقبال، وظل أسيد يدافع عن الإسلام والمسلمين، فحينما قال عبد الله بن أبي بن سلول لمن حوله من المنافقين أثناء غزوة بني المصطلق: لقد أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير دياركم، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فقال أسيد: فأنت والله يا رسول الله تخرجه منها إن شاء الله، هو والله الذليل، وأنت العزيز يا رسول الله، ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك، وإن قومه لينظمون له الخرز (حبات يطرز بها التاج) ليتوجوه على المدينة ملكًا، فهو يرى أن الإسلام قد سلبه ملكًا. وذات ليلة أخذ يقرأ القرآن، وفرسه مربوطة بجواره، فهاجت الفرس حتى كادت تقطع الحبل، وعلا صهيلها، فسكت عن القراءة فهدأت الفرس ولم تتحرك، فقرأ مرة ثانية فحدث للفرس ما حدث لها في المرة الأولى، وتكرر هذا المشهد عدة مرات، فسكت خوفًا منها على ابنه الصغير الذي كان ينام في مكان قريب منها، ثم نظر إلى السماء فإذا به يرى غمامة مثل الظلة في وسطها مصابيح مضيئة، وهى ترتفع إلى السماء. فلما أصبح ذهب إلى الرسول ( وحدثه بما رأى، فقال له النبي (: (تلك الملائكة دنت (اقتربت) لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم) [البخاري]. وعاش أسيد -رضي الله عنه- عابدًا قانتًا، باذلا روحه وماله في سبيل الله، وندم أسيد على تخلفه عن غزوة بدر، وقال: ظننت أنها العير، ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت. [ابن سعد]، وقد جرح أسيد يوم أحد سبع جراحات، ولم يتخلف عن غزوة بعدها قط. وبعد وفاة النبي ( اجتمع فريق من الأنصار في سقيفة بني ساعدة على رأسهم سعد بن عبادة، وأعلنوا أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واشتد النقاش بينهم، فوقف أسيد بن حضير مخاطبًا الأنصار قائلاً: تعلمون أن رسول الله ( كان من المهاجرين، فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين، ولقد كنا أنصار رسول الله، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته. وكان أبو بكر -رضي الله عنه- لا يقدم عليه أحدًا من الأنصار، تقول السيدة عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. [ابن هشام]. :180635az0tjyzk mo: اولع اسيد بن الحضير رضي الله عنه بالقران عندما سمعه من مصعب بن عمير ولع المحب بحبيبه واقبل عليه اقبال الظاميء على المورد العذب في اليوم القائظ وجعله شغله الشاغل وكان رخيم الصوت مبين النطق مشرق الاداء تطيب له قراءه القران اكثر ما تطيب اذا سكن الليل ونامت العيون وصفت النفوس وكان الصحابه الكرام يتحينون اوقات قرائته ويتسابقون الى سماع تلاوته ففي جوف ليله من الليالي كان جالسا في مربده (فضاء وراء البيت)وابنه يحيى نائم الى جانبه وفرسهالتي اعدها للجهاد في سبيل الله مرتبطه غير ببعيد عنه وكان الليل وادعا ساجيا(ساكنا)واد يم السماء رائقا صافيا وعيون النجوم ترمق الارض الهاجعه بحنان وعطف فاراد اسيد ان يقرا القران : فانطلق يتلو بصوته الرخيم الحنون ( الم (1) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (3) والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون (4)) فاذا به يسمع فرسه وقد جالت جولة كادت تقطع بسببها رباطها فسكت , فسكنت الفرس وقرت فعاد يقرا (اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون) فجالت الفرس جوله اشد من تلك واقوى فسكت فسكنت وكرر ذلك مرارا , وكلما يقرا تهيج الفرس واذا سكت سكنت فخاف على ابنه يحيى ان تطاه فمضى ليوقظه وهنا التفت الى السماء :180635az0tjyzk mo: فراى غمامه كالمظله لم تر العين اروع ولا ابهى منها قط وقد علق بها امثال المصابيح فملات الافاق ضياء وسنا وهي تصعد لاعلى حتى غابت عن ناظريه فلما اصبح مضى للرسةل صلى الله عليه وسلم وقص عليه ما راى فقال صلى الله عليه وسلم :تلك الملائكه كانت تستمع لك يا اسيد ولو انك مضيت في قرائتك لراها الناس تستتر منهم . :180635az0tjyzk mo: سيرتة: ورث المكارم كابرا عن كابر.. فأبوه حضير الكتائب كان زعيم الأوس، وكان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية، ومقاتليهم الأشداء.. وفيه يقول الشاعر: لو أن المنايا حدن عن ذي مهابة لهبن حضيرا يوم غلّق واقما يطوف به، حتى اذا الليل جنّه تبوأ منه مقعدا متناغما وورث أسيد عن أبيه مكانته، وشجاعته وجوده، فكان قبل أن يسلم، واحدا من زعماء المدينة وأشراف العرب، ورماتها الأفذاذ.. فلما اصطفاه الاسلام، وهدي الى صراط العزيز الحميد، تناهى عزه. وتسامى شرفه، يوم أخذ مكانه، وأخذ واحدا من انصار الله وأنصار رسوله، ومن السابقين الى الاسلام العظيم.. :180635az0tjyzk mo: ولقد كان اسلامه يوم أسلم سريعا، وحاسما وشريفا.. فعندما أرسل الرسول عليه السلام مصعب بن عمير الى المدينة ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار الذين بايعوا النبي عليه السلام عل الاسلام بيعة العقبة الأولى، وليدعو غيرهم الى دين الله. يومئذ، جلس أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، وكانا زعيمي قومهما، يتشاوران في أمر هذا الغريب الذي جاء من مكة يسفّه دينهما، ويدعو اى دين جديد لا يعرفونه.. وقال سعد لأسيد:" انطلق الى هذا الرجل فازجره".. وحمل أسيد حربته، وأغذ السير الى حيث كان مصعب في ضيافة أسعد بن زرارة من زعماء المدينة الذين سبقوا الى الاسلام. وعند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها الى الله، مصعب بن عمير.. وفجأهم أسيد بغضبه وثورته.. وقال له مصعب: " هل لك في أن تجلس فتسمع.. فان رضيت أمرنا قبلته، وان كرهته، كففنا عنك ما تكره"..؟؟ ** :180635az0tjyzk mo: كان أسيد رجلا.. وكان مستنير العقل ذكيّ القلب حتى لقبه أهل المدينة بالكامل.. وهو لقب كان يحمله أبوه من قبله.. فلما رأى مصعبا يحتكم به الى المنطق والعقل، غرس حربته في الأرض، وقال لمصعب: لقد أنصفت: هات ما عندك.. وراح مصعب يقرأ عليه من القرآن، ويفسّر له دعوة الدين الجديد. الدين الحق الذي أمر محمد عليه الصلاة والسلام بتبليغه ونشر رايته. ويقول الذين حضروا هذا المجلس: " والله لقد عرفنا في وجه أسيد الاسلام قبل أن يتكلم.. عرفناه في اشراقه وتسهّله"..!! ** :180635az0tjyzk mo: لم يكد مصعب ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد مبهورا: " ما أحسن هذا الكلام وأجمله.. كيف تصنعون اذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين".؟ قال له مصعب: " تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي".. ان شخصية أسيد شخصية مستقيمة قوية مستقيمة وناصعة، وهي اذ تعرف طريقها ، لا تتردد لحظة أمام ارادتها الحازمة.. ومن ثمّ، قام أسيد في غير ارجاء ولا ابطاء ليستقبل الدين الذي انفتح له قلبه، وأشرقت به روحه، فاغتسل وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين، معلنا اسلامه، مودّعا أيام وثنيّته، وجاهليته..!! كان على أسيد أن يعود لسعد بن معاذ، لينقل اليه أخبار المهمة التي كلفه بها.. مهمة زجر مصعب بن عمير واخراجه.. وعاد الى سعد.. وما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد لمن حوله: " أقسم لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به".!! أجل.. لقد ذهب بوجه طافح بالمرارة، والغضب والتحدي.. وعاد بوجه تغشاه السكينة والرحمة والنور..!! وقرر أسيد أن يستخدم ذكاءه قليلا.. انه يعرف أن سعد بن معاذ مثله تماما في صفاء جوهره ومضاء عزمه، وسلامة تفكيره وتقديره.. ويعلم أنه ليس بينه وبين الاسلام سوى أن يسمع ما سمع هو من كلام الله، الذي يحسن ترتيله وتفسيره سفير الرسول اليهم مصعب بن عمير.. لكنه لو قال لسعد: اني أسلمت، فقم وأسلم، لكانت مجابهة غير مأمونة العاقبة.. اذن فعليه أن يثير حميّة سعد بطريقة تدفعه الى مجلس مصعب حتى يسمع ويرى.. ** :180635az0tjyzk mo: فكيف السبيل لهذا..؟ كان مصعب كما ذكرنا من قبل ينزل ضيفا على أسعد بن زرارة.. وأسعد بن زرارة هو ابن خالة سعد بن معاذ.. هنالك قال أسيد لسعد: " لقد حدّثت أن بين الحارثة قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك".. وقام سعد، تقوده الحميّة والغضب، وأخذ الحربة، وسار مسرعا الى حيث أسعد ومصعب، ومن معهما من المسلمين.. ولما اقترب من المجلس لم يجد ضوضاء ولا لغطا، وانما هي السكينة تغشى جماعة يتوسطهم مصعب بن عمير، يتلو آيات الله في خشوع، وهم يصغون اليه في اهتمام عظيم.. هنالك أدرك الحيلة التي نسجها له أسيد لكي يحمله على السعي الى هذا المجلس، والقاء السمع لما يقوله سفير الاسلام مصعب بن عمير. ولقد صدقت فراسة أسيد في صاحبه، فما كاد سعد يسمع حتى شرح الله صدره للاسلام، وأخذ مكانه في سرعة الضوء بين المؤمنين السابقين..!! ** :180635az0tjyzk mo: كان أسيد يحمل في قلبه ايمانا وثيقا ومضيئا.. وكان ايمانه بفيء عليه من الأناة والحلم وسلامة التقدير ما يجعله أهلا للثقة دوما.. وفي غزوة بني المصطلق تحركت مغايظ عبدالله بن أبيّ فقال لمن حوله من أهل المدينة: " لقد أحللتمومهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم.. أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا الى غير دياركم.. أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل".. سمع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم هذه الكلمات، بل هذه السموم المنافقة المسعورة، فكان حقا عليه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وتألم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا، وقابله أسيد فقال له النبي عليه السلام: أوما بلغك ما قال صاحبكم..؟؟ قال أسيد: وأيّ صاحب يا رسول الله..؟؟ قال الرسول: عبدالله بن أبيّ!! قال أسيد: وماذا قال..؟؟ قال الرسول: زعم انه ان رجع الى المدينة لخرجنّ الأعز منها الأذل. قال أسيد: فأنت والله، يا رسول الله، تخرجه منها ان شاء الله.. هو والله الذليل، وأنت العزيز.. ثم قال أسيد: " يا رسول الله ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه على المدينة ملكا، فهو يرى أن الاسلام قد سلبه ملكا".. بهذا التفكير الهادئ اعميق المتزن الواضح، كان أسيد دائما يعالج القضايا ببديهة حاضرة وثاقبة.. :180635az0tjyzk mo: وفي يوم السقيفة، اثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعلن فريق من الأنصار، وعلى رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واحتدمت المناقشة، كان موقف أسيد، وهو كما عرفنا زعيم أنصاري كبير، كان موقفه فعالا في حسم الموقف، وكانت كلماته كفلق الصبح في تحديد الاتجاهه.. وقف أسيد فقال مخاطبا فريق الأنصار من قومه: " تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين.. فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين.. ولقد كنا أنصار رسول الله.. وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته".. وكانت كلماته، بردا، وسلاما.. ** :180635az0tjyzk mo: ولقد عاش أسيد بن حضير رضي الله عنه عابدا، قانتا، باذلا روحه وماله في سبيل الخير، جاعلا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار نصب عينيه: " اصبروا.. حتى تلقوني على الحوض".. ولقد كان لدينه وخلقه موضع تكريم الصدّيق حبّه، كذلك كانت له نفس المكانة والمنزلة في قلب أمير المؤمنين عمر، وفي أفئدة الصحابة جميعا. وكان الاستماع لصوته وهو يرتل القرآن احدى المغانم الكبرى التي يحرص الأصحاب عليها.. ذلك الصوت الخاشع الباهر المنير الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن الملائكة دنت من صاحبه ذات ليلة لسماعه.. وفي شهر شعبان عام عشرين للهجرة، مات أسيد.. وأبى أمير المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه.. :180635az0tjyzk mo: وتحت ثرى البقيع وارى الأصحاب جثمان مؤمن عظيم..ونظر عمر في وصيته، فوجد أن عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمار نخله (البلح أو التمر) أربع سنين بأربعة آلاف، وقضى دينه. [البخاري وابن سعد]. وعادوا الى المدينة وهم يستذكرون مناقبه ويرددون قول الرسول الكريم عنه: " نعم الرجل.. أسيد بن حضير".. :180635az0tjyzk mo: |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04) ســيـد الأوس ماأروعه من حوار دار بين المعتنق الحديث للإسلام مع صاحبه ، فلم يهنأ له مقام إلا أن يذيق رفيقه سعد ماذاقه من لذة ذاك العبق الإيماني النوراني بعدما سرت كلمات القران الكريم بوجدانه وتعاليمه بكيانه ،،، لقد سمع أهل مكة هاتفا يقول قبل إسلام سعد فإن يسلم السعدان يصبح محمد ،،،،،،،،، بمكة لا يخشى خلاف المخالف فتوقعوا أن المعني بالسعدين قبيلتيْ سعد هذيم من قضاعة وسعد بن زيد مناة بن تميم ،،، حتى أتم عليهم منشدا: فيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ،،،،، ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا ،،،،،،على الله في الفردوس منية عارف فعلموا هنا أنه يعني سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ، وماكان ذلك إلا بأسيد رضوان الله تعالى عليه ،،، نسبه هو أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ،، كنيته يُكنّى أبا يحيى و أيضا أبا الحضير والدته ذكر أنها( في رواية محمد بن عمر) أم أسيد بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وفي رواية (عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري) أم أسيد بنت سكن بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل مكانة الرسول من نفسه ففي ذات يوم كان أسيد يطْرِف القوم بِملحه ، فَغمزَه رسول اللّه صلوات اللّه عليه في خاصرته بيده،،، فقال أسيد :أوجعتني يارسول الله فقال عليه الصلاة والسلام:اقتص مني ياأسيد فقال أسيد: إن عليك قميصاً ولم يكن عليّ قميص حين غمزتني، فرفع رسول الله عليه الصلاة والسلام قميصه عن جسده فاحتضنه أسيد وجعل يقبل مابين إبطه وخاصرته وهو يقول: بأبي أنتَ وأمِّي يا رسولَ اللّهِ، إِنها لَبُغْيَة كنتُ أتمنَّاها مُنْذُ عرفتُك، وقد بَلَغْتُها الآن حروبه وشهد أسيد أُحدا وجُرح يومئذ سبع جراحات وثبت مع رسول الله حين انكشف الناس ، يدافع عن حبيبه المصطفى مخاطباً له: "وجهي دون وجهك، ونفسي دون نفسك، وعليك السلام غير مودَّع". وشهد كذلك الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله عليه الصلاة والسلام ماعدا بدراً، فكان من خواص صحابته ،، غزوة بني المصطلق تحركت مغايظ عبدالله بن أبي في غزوة بني المصطلق فقال لمن حوله من أهل المدينة : لقد أحللتمومهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم .. أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا الى غير دياركم .. أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل .. وصلت هذه الكلمات المزعزعة للهمم المثيرة للفتن لمسامع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم رضي الله عنه فرأى حقًا عليه أن يبلغ رسول الله بذلك فتألم لذلك أيُّ ألم ،، قابله بعدها أسيد ، فسأله الحبيب المصطفى : " أوما بلغك ما قال صاحبكم ؟ " أجابه: وأي صاحب يا رسول الله ؟ قال الرسول عليه الصلاة والسلام: عبدالله بن أبي قال أسيد : وماذا قال ؟ أجابه عليه الصلاة والسلام: زعم انه ان رجع الى المدينة لخرجن الأعز منها الأذل فقال أسيد : فأنت والله يا رسول الله ، تخرجه منها ان شاء الله هو والله الذليل ، وأنت العزيز . ثم قال : يا رسول الله ارفق به ، فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه على المدينة ملكا، فهو يرى أن الاسلام قد سلبه ملكا . فماأحنك هذا العقل وأحكمه ،، يوم الوداع موقفه يوم وفاة الرسول حيث وأد زعزعة المسلمين وإنشقاق صفوفهم فلمن الغلبة للأنصار أم المهاجرين فحسم ذلك بقوله أمام الأنصار : ( تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين ، فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين ، ولقد كنا أنصار رسول الله ، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته ) . فقد عاش أسيد بن حضير رضوان الله عليه ورعًا تقياً باذلاً نفسه وماله في سبيل الله جاعلا وصية رسول الله غايته وسبيلا في معيشته: " اصبروا حتى تلقوني على الحوض " فرحمه الله |
| الساعة الآن 10:39 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
-
arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By
Almuhajir
... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...
.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..