27-07-2009, 11:30 PM
|
|
أكلت لحوم البشـــــــــــ ــــــر ***()()()& أكَلـــت لحــوم البشــر إن من ما عمت به البلوى ، وكثرت منه العدوى ، تلكم المجالس التي يحضرها إبليس وحزبه ، تلكم المجالس التي قد لا يخلوا مجتمع منها ، هذه المجالس التي تكون حسرة وندامة على أصحابها يوم القيامة ، ألا وهي مجالس الغيبة ، تلكم المجالس التي يُتكلم فيها في الأعراض ، ويُنالوا فيها من أنفًسٍ معصومة ، تلكم المجالس التي يقال فيها فلانٌ فيهِ كذا وكذا .... ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ألم يعلم هؤلاء المساكين الذين جعلوا من أعراض إخوانهم المسلمين فاكهةً يتفكهون بها في مجالسهم ، ألم يسمعوا قول الله تعالى : (( ولا يغتب بعضكم بعضا * أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتـًا فكرهتموه)) ، والغيبة أخي المسلم : هي ذكرك أخاك بما يكره . فبعض الناس مريض القلب ، لا يعرف لله قدرًا ، فتجده لا يتلذذ بمجلسه حتى يقع في أعراض المسلمين ، ولو قيل له أتقِ الله ، قال : أنا لا أقول إلا شيء صحيحـًا ، وما علم المسكين أنه بفعله هذا قد ارتكب ذنبـًا من كبائر الذنوب ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظافر من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم )) . واعلم أخي أن الغيبة ليست خاصة باللسان فقط ، بل وحتى بالحركات والإشارات ، والغيبة من حقوق البشر فلا يغفرها الله إلا إذا ستباح صاحبها ، قال – صلى الله عليه وسلم – : (( الغيبة أشد من الزنا )) قيل : وكيف ؟ قال : (( الرجل يزني ثم يتوب فيتوب الله عليه ، وصاحب الغيبة لا يُغفر له حتى يغفر له صاحبه )) ، فاتقِ الله يا عبد الله ، واجتنب هذه الخصلة الذميمة ، واحذر غيبة الخلق ، ولا تُقسم حسناتك ، على فلان وفلانة ، وتبقى فقيرًا يوم القيامة ، نعوذ بالله من ذلك ، وأعظم من ذلك كله غيبة العلماء ، ولو جرى منهم بعض الأخطاء فإن الكمال لله والعصمة للأنبياء ، قال أبن عساكر : من ابتلاه الله بغيبة العلماء ابتلاه بموت القلب . وتكثر الغيبة أيضـًا في مجتمع النساء ، فلتتقي الله أختي المسلمة وحذري من زلات اللسان فإنها موارد للنار ، فيجب على المسلم الموفق أن يشغل لسانه بذكر الله ، فإن النفس إن لم تَشغلها بطاعة الله أشغلتك بالمعاصي ، وجعل أخي الحبيب مجلسك عامرًا بذكر الله ، فذكر الله راحت القلوب ، قال الله : (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)). وصلى الله على نبينا محمد آخر تعديل الغمام الماطر يوم
28-07-2009 في 08:22 AM. |