قراءات في حزن د.أبوبكر يوسف إبراهيم

متاهة الإنتظار على مرافيء الزمن الحزين!!... (1)

ابوبكر يوسف إبراهيم

يا بلادي ؛ استوقفتني عيناك وأنا استرجع عبق طين جروفك ؛ ذاك العبق الذي يتجاذبني فيسكرني ؛ عندها أجدني مدفوعاًفأخاطبك حتى أسترضيك لأنني ربما جفوتك على غير قصدٍ مني ، بل مرجعه أيقاع حياة إخترتها بحماسة الشباب وعنفوانه في المبتدأ؛ ورفضتها وندمت عليها في ما تبقى من عمر بعد كهولة وهرم : يقهرني العالم في غربتكْ..وأقهرُ الغربةَ في عالمكْ..وأكتبُ الشّعرَ بحضرتكْ..'و' يكتبني الشّعرُ بغيبتكْ ..رأيتني في الحلم أثقّفكْ..'و' علّمتني بالصّحوِ أن أعشقكْ.. شاهدتُ فيكِ بلدا يحاصركْ..وعشقك بلدًا فيَّ محاصرا يغازلكْ جاهدتُ فيكِ المخاطرَ أحرّركْ..'و' حرّرتني حين لمستني بقبلتكْ..يا زهرةً ميلادها ميقاتنا وبسمتكْ.. تفتّحي نهر القاش؛ تبسّمي, فإنّي والإغتراب بموعدكْ ..شهد حزنُ الزّمانِ رسالتكْ..وحزنتُ من أسرة الزّمانِ بسمتكْ..عانقتُ فيكِ قرى " الجزيرة وجزر العقيدة لأطهّركْ.. 'و' طهّرتني بدفء ترابكِ و منابعكْ..رتّلتن ي لحن هيامٍ في قصائدكْ.. تسّاقطي غيم السّما تنزّله .."وسفر الوفاء "ينسابُ وبذرتكْ..
ليخلق َالماء جذوركِ.. ولهذا خلقُ الله للعالم روعتكْ.

يا بلادي أترقب سكون الليل ونسمات السحر وصياح الديك.. يا رائعة التذكر..فأناالط ائر المخضب بالرحيل..يا بلادي يا حبيبة يا عروس كل المواسم.. أما آن لك أن تتهجي دفتر حزني .. وأنا ما زلت أزرع الحلم.. هل تقبلين مني أن أزرع الحلم في أحلامي ؟ فلربما أنا تائه في تيه؛ وراحل ولن أستدل عليّ الطريق .. فقد طال الترحال والنوى.. يجرحني رنين صوتك .. نبت شوك لهفتي على دفتر عشقك ؛ وعلى شرفات الأمنيات بلقاء منتظر حميم.. في جوف الليل حين أذكرك يخشع قلبي وتدمع عيني وأعرف كم أنا جفوت ؛ عندها تنطفيء المصابيح بعد اختلاج النشيج عند آخر زفرة حزن تموت مع حلكة الليل وتولد أمنيات جديدة على أمل اللقاء بعد مولد الإشراق ... ها أنا أقف في مرافيء متاهة الإنتظار في شواطيء الزمن الحزين أتساءل: من أين أتيتِ يا أنا؟ ؛ فقد مشّط الهم تربة روحي حتى وفي أعماقها وجد جذورها مجد عشقك .. وها أناأفيق على قمر غائم بالبكاء.!! .. يا بلادي أنت أمي الحنون فلا تغضبي مني إن جنحت وجفوت واغربت في مجاهل الزمان ولكني أبداً ما سلوت فلا تكوني غُرةَ الأوجاع .. ِمُديِّ لي دفءَ كل وصل إن جفوت.. فهذه أنفاسي مني لك آهة عشق ..أحس وجع لياليك.. فمهما كبرت أنافسأظل ذاك طفلك المدلل الذي يلملم شقاوةَ العُمرِ الذي كان عليه إن تبعثرِ في جهاتِك...ِلا تهربي من لقياي .. فالعمر كذبتي ومبرري وكان عليّ أن أعود!!.. هذه خطيئتي فساعديني ألملم جرحي بنسيانِ الجوى...لملمي جراحكِ ِ واهتكي عبثي .. فحبك أعاصير تتنازعني يا أيتها الطاهرة المقدسة الرحيمة !!

عشقي لك لا يفتر مهما طال اغترابي عنك فمشاعري نحوك كما المرأة التي تتوضأ بعيون الرجل الذي تعشق فيه سحر ما؛ فينبغي أن يكون حلمنا وجد حالم عاشق ؛ وعليها أن تمسك عصا القصيدة من المنتصف ثم تتوكأ بها لتصل معه أينما تريد حتى يعود لمجد كوش ، بعد إهتجار للفينيق ، الماو ماو . الأزتيك ، الاغريق ، ليعود إلى ضفاف النيل عند الشلالات النوبية ، إلى شجنه الحضاري ليحقق رغبة التواصل معكِ وليكون في عالمك الأنقى والأجمل وليحتفي معكِ بالشعر والعشق كما يحتفي الماء بدقيق القمح فنعجنه بأصابع الموسيقى ليصير خبزا" بالتركين " نطعم به جياعنا كلهم.. أحمل الناي لأنشد قصيدة عاشق من أرض النيلين .. أنشودة ولحن صدى أوتار قيثارة ورثتها من عهد بعانخي .. ومجد في مؤتلق من عهد تراهقا!!

عشقي لك مبتدأ التاريخ ..عشقي لك موروث ومكتوب في جداريات المعابد عندأهرام مروي ..رغم أنهم يقولون أن التاريخ بدأ في أرض سومر ؛ فإنا أقول " قد" بدأ تاريخ العشق والشعر من عينيكَ.. سأقول لديورانت:أن يعيد كتابة قصة الحضارة كي يضمنها قصة عشقي إليكَ .. عشقي.. عشق الأرض وتراب الوطن بكل جنونه ومذهبه القديم الجديد في الوفاء .. مضيفا نص حضارة عشق الأوطان ليضيف صراعا أخر من صراع الحضارات..صراع من أجل الحب .. والتعبير عن هذ الوجد والشغف والحب .. يا بلادي سأتكتبَ لعينك أحلى قصائد الشعر وأروع معاني الغزل!!

،،،،أبوقصي،،،،