مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   حكايات من الوجد (http://www.rwwwr.com/vb/f13.html)
-   -   أحمد مطر (http://www.rwwwr.com/vb/t1830.html)

محمد 31-12-2006 02:27 PM

أحمد مطر
 


http://www.adab.com/photos/82388720.jpg

ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي

وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.

وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.

وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.

وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.

ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.

ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال،

يحمل ديوانه اسم ( اللافتات ) مرقما حسب الإصدار ( لافتات 1 ـ 2 إلخ ) ، وللشاعر شعبية كبيرة ، وقراء كثر في العالم العربي .

محمد 31-12-2006 02:31 PM

~*¤ô§ô¤*~شعر الرقباء~*¤ô§ô¤* ~


فكرت بأن أكتب شعراً

لا يهدر وقت الرقباء

لا يتعب قلب الخلفاء

لا تخشى من أن تنشره

كل وكالات الأنباء

ويكون بلا أدنى خوف

في حوزة كل القراء

هيأت لذلك أقلامي

ووضعت الأوراق أمامي

وحشدت جميع الآراء

ثم.. بكل رباطة جأش

أودعت الصفحة إمضائي

وتركت الصفحة بيضاء!

راجعت النص بإمعان

فبدت لي عدة أخطاء

قمت بحك بياض الصفحة..

واستغنيت عن الإمضاء!

محمد 31-12-2006 02:33 PM



~*¤ô§ô¤*~أعوام الخصام ~*¤ô§ô¤*~



طول أعوام الخصام

لم نكن نشكو الخصام

لم نكن نعرف طعم الفقد

أو فقد الطعام.

لم يكن يضطرب الأمن من الخوف،

ولا يمشي إلى الخلف الأمام.

كل شيء كان كالساعة يجري... بانتظام

هاهنا جيش عدو جاهز للاقتحام.

وهنا جيش نظام جاهز للانتقام.

من هنا نسمع إطلاق رصاص..

من هنا نسمع إطلاق كلام.

وعلى اللحنين كنا كل عام

نولم الزاد على روح شهيد

وننام.

وعلى غير انتظار

زُوجت صاعقة الصلح

بزلزال الوئام!

فاستنرنا بالظلام.

واغتسلنا با لسُخا م.

واحتمينا بالحِمام!

وغدونا بعد أن كنا شهودا،

موضعاً للإ تهام.

وغدا جيش العد ا يطرحنا أرضاً

لكي يذبحنا جيش النظام!

أقبلي، ثانية، أيتها الحرب..

لنحيا في سلام!

محمد 31-12-2006 02:35 PM

~*¤ô§ô¤*~ما قبل البداية ~*¤ô§ô¤*~


ما قبل البدايـة :

كُنتُ في ( الرّحـْمِ ) حزينـاً

دونَ أنْ أعرِفَ للأحـزانِ أدنى سَبَبِ !

لم أكُـنْ أعرِفُ جنسيّـةَ أُمّـي

لـمْ أكُـنْ أعرِفُ ما ديـنُ أبـي

لمْ أكُـنْ أعرِفُ أنّـي عَرَبـي !

آهِ .. لو كُنتُ على عِلْـمٍ بأمـري

كُنتُ قَطَّعتُ بِنفسي ( حَبْـلَ سِـرّي )

كُنتُ نَفّسْتُ بِنفسي وبِأُمّـي غَضَـبي

خَـوفَ أنْ تَمخُضَ بي

خَوْفَ أنْ تقْذِفَ بي في الوَطَـنِ المُغتَرِبِ

خَوْفَ أنْ تـَحْـبـَل مِن بَعْـدي بِغَيْري

ثُـمّ يغـدو - دونَ ذنبٍ –

عَرَبيـّاً .. في بِلادِ العَرَبِ !

الختـان :

ألبَسـوني بُرْدَةً شَفّافـَةً

يَومَ الخِتانْ .

ثُمّ كانْ

بَـدْءُ تاريـخِ الهَـوانْ !

شَفّـتِ البُردةُ عَـنْ سِـرّي،

وفي بِضْـعِ ثَوانْ

ذَبَحـوا سِـرّي

وسـالَ الدّمُ في حِجْـري

فَقـامَ الصَّـوتُ مِـن كُلِّ مَكانْ

أَلفَ مَبروكٍ

.. وعُقبى لِلّسـانْ !

محمد 31-12-2006 02:36 PM

~*¤ô§ô¤*~خَـرج ولم يعد ~*¤ô§ô¤*~



أحفَيتُ عُمري.. وأنا
أبحثُ عن (شَريفْ)
مُنذُ تَوارى فَجأةً في الزَّمنِ المُخيفْ
طَفِقْتُ طُولَ الوَقتِ
أستفسرُ عن أخبارهِ
وَأسألُ الرُّكبانْ.
لكنَّني لِلآنْ
لم أستطعْ
أن أعرفَ الصِّدقَ مِنَ التأليفْ :
سَمِعتُ يوماً أنّهُ
فَـرَّ إلى طهَرانْ
وَدُونَ كُلِّ رَهْطِهِ
قد عاشَ فيها عاطِلاً
إلاّ عَنِ الإيمانْ !
وَقيلَ، يوماً، إنّهُ
مُختبىءٌ في الرِّيفْ .
وَقيلَ، يَوماً، إنّهُ
يَقبَعُ في التّوقيفْ .
وَقيلَ إنّهُ مَضى، سِـرّاً،
إلى عَمّـانْ
لكنّهُ
لَمْ يَشتَرِ الخُبزَ بماءِ وَجْههِ
فَماتَ بالمجّانْ !
تَبعْتُ آلافَ الرّواياتِ
ولكنْ
لَم أصِلْ يَوماً إلى شَريفْ .
***
وآذَنَتْ أقدارُنا أن يَسقُطَ الطُّغيانْ
فَعادتِ الآمـالُ لي
في أن أراهُ عائداً
بعَودةِ الأوطانْ .
ها هُوذا زَمانُهُ المأمولُ مِن زَمانْ
هُوَ المُرجّى وَحْدَهُ
أن يَربطَ الجُرحَ بطيبِ أصْلِهِ
وَيَقطعَ النّزيفْ .
هُوَ المُرجّى وَحْدَهُ
أن يَطبعَ العفَّة في قُلوبناِ
بِطبْعهِ العَفيفْ .
هُوَ المُرجّى وَحْدَهُ
أن يَرفعَ الفَسادَ عن دُروبنا
وَيكنُسَ الإخلافَ وَالتّسويفْ .
تَبعِتُ مَجرى أمَلي
مُسْتقصِيًا عن بَطَلي :
دُرْتُ على مُختلِفِ الأحزابِ
لكنْ
لَم يَكُن في أيِّها شَريفْ .
بَحثتُ في دَوائرِ البناءِ والتّنظيفْ
لَم يَبدُ لي شَريفْ .
فَتّشتُ في مَصارفِ الإنماءِ والتّسليفْ
ما لاحَ لي شَريفْ .
سَألتُ في أجهزةِ الأمنِ
وَنقّبتُ لَدى مَراكزِ التّوظيفْ
ما بان لي شَريفْ .
طَرَقتُ أبوابَ الوِزاراتِ
وَأبوابَ السِّفاراتِ
وأبوابَ المِليشْياتِ
وَقَطَّعتُ حِبالَ الصّوتِ مِن تساؤلي :
- هَل ها هُنا شَريفْ ؟
كانَ الجَوابُ دائمًا :
- لَيسَ هُنا شَريفْ !
***
أدعو وَقلبي طافِحٌ برَغْوةِ الأحزانْ :
يا واسِعَ الإحسانِ
يا حَنّانُ يا مَنّانْ
عَبْدُكَ قد أهلكَهُ التّفتيشُ عن شَريفْ
فَابسُطْ ضِياءَ وَجْهكَ الوَضّاءِ يا لَطيفْ
لِعَبْدكَ الضَّعيفْ
لَعَلَّهُ
سَيَهتدي، يَومًا، إلى شَريفْ !


الساعة الآن 01:45 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w