صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,874
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,551
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضة الخاصة > روحانيات
روحانيات على نهج اهل السنه والجماعة
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 4.00. انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 04-05-2008, 12:59 AM
ابونادرالمصرى
عضو مجالس الرويضة
ابونادرالمصرى غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1283
 تاريخ التسجيل : 09-09-2007
 فترة الأقامة : 6093 يوم
 أخر زيارة : 21-04-2009 (03:59 AM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 التقييم : 266
 معدل التقييم : ابونادرالمصرى رائع ابونادرالمصرى رائع ابونادرالمصرى رائع
بيانات اضافيه [ + ]
تعال الحسد اول المعاصى فى السماء والارض



مواقف إيمانية

الحسد أول المعاصي في السماء وفي الأرض


يقول الله تعالى {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}. .. [المائدة الآيات 27: 31].

تشير هذه الآيات إلى أول معصية وقعت في الأرض فبعد أن ذكر الله قصة موسى مع بني إسرائيل ورفضهم دخول الأرض المقدسة التي كتب الله لهم ذكر قصة أبني آدم.. وذلك لما بينهما من التماثل والتضاد فالتماثل قائم بين القصتين في أن في كلتيهما عدم الرضا بما حكم الله تعالى فإن بني إسرائيل عصوا أمر رسولهم إياهم بالدخول إلى الأرض المقدسة، وأحد أبني آدم عصى حكم الله تعالى بعدم قبول قربانه لأنه لم يكن من المتقين وفي كلتيهما جرأة على الله بعد المعصية فبنوا إسرائيل قالوا: أذهب أنت وربك فقاتلا وأبن آدم قال: لأقتلن الذي تقبل الله منه.

وأما ما بينهما من الضاد فإن في إحدى القصتين إقداما مذموما من أبني آدم على قتل أخيه ومن الأخرى إحجاما مذموما من امتناع بني إسرائيل عن دخولهم الأرض وفي إحداهما اتفاق أخوين هما موسى وهارون على امتثال أمر الله تعالى وفي الأخرى اختلاف أخوين بالصلاح والفساد حيث كان أحدهما قاتلا والآخر مقتولا.

ومما نقل عن التوراة أن أحد الأخوين قابيل كان فلاحا وكان هابيل راعيا للغنم فقرب قابيل من ثمار حرثه قربانا وقرب هابيل من أبكار غنمه قربانا فتقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل وقد حصل ذلك بوحي من الله لآدم وأعلمه أن من قبل قربانه كان صالحا وإن من لم يقبل قربانه كانت له خطايا.

والقصة توحي بأن الذي قبل قربانه لا جريرة توجب الحفيظة عليه وتبيت قتله إذ ليس له فيه يد، (وإنما تولته قوة غريبة تعلو عن إدراك كليهما وعلى مشيئته) فما كان هناك مبرر ليحنق الأخ على أخيه لأن خطر القتل هو أبعد ما يرد على النفس المستقيمة في مجال العبادة والتقرب إلى الله فقال الأخ لأخيه لأقتلنك – فليس هناك دافع ولا مبرر لهذا القول إلا الحسد الأعمى الذي لا يغمر نفسا طيبة، وكان جواب الخ الطيب أن قال: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} لأنه يؤمن بأسباب القبول وهي التقوى والإيمان ثم يمضي في توجيه أخيه المعتدي قائلا له {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}.

وإن في هذا القول اللين ما يقضي على الحقد ويهدي الحسد ويسكن الشر ويمسح على الأعصاب المهتاجة ويرد صاحبها إلى حنان الأخوة وبشاشة الإيمان وحساسية التقوى ثم يضيف إليه التحذير والنذير {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ} فصور له إشفاقه من جريمة القتل ليثنيه عنه وليخجله من هذا الذي تحدثه به نفسه فعرض عليه وزر جريمة القتل ليزين له الخلاص من الإثم المضاعف بالخوف من الله.

ولكن النموذج الشرير لا يزال مصرا على جريمته فيحكي القرآن عنه {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} إن هذا التذكير والتحذير وتلك المسالمة وهذه الموعظة لم تعهد ولم تنفع في رد تلك النفس الشريرة عن جريمة القتل البشعة وقتل الأخ أخاه وابتكر أول معصية على الأرض ضد أخيه فأصبح من الخاسرين فقد خسر نفسه حيث أوردها موارد الهلاك فلم يهنأ بعد ذلك في حياته بشي، وخسر أخرته فباء بإثمه الأول وأثمه الأخير.

ومثلت له سوءة الجريمة في صورتها الحية صورة الجثة التي فارقت الحياة وباتت لحما يسري فيه العفن فهي صورة لا تطيقها النفس وشاءت إرادة الله تعالى أن توقفه أمام عجزه وهو القاتل الفاتك أن يواري سوءة أخيه فظهر عجزه أن يكون كالغراب {فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}.

فحينما رأى غرابا يحفر في الأرض ليدفن جثة أخيه الغراب وكان لم يرى من قبل ميتنا يدفن فندم، ولم يكن ندمه ندم توبة، وإلا لقبل الله توبته وإنما كان ندما ناشئا من عدم جدوى فعلته وما أعقبه من تعب وعناء وقلق.

ولقد وعظ هابيل أخاه ليذكره خطر هذا الجرم الذي سيقدم عليه وأشعره بأنه يستطيع دفعه ولكن الذي منعه هو خوفه من الله تعالى استعظاما لجرم قتل النفس حتى ولو كان القتل دفاعا عن النفس لأنه علم حرمة النفوس ولو كانت ظالمة، ورأى في الاستسلام لطالب قتله إبقاء على حفظ النفوس للإكمال مراد الله تعالى من تعمير الأرض (وقد يكون ذلك في شريعتهم وأما في شريعتنا فإنها تبيح للمعتدى عليه أن يدافع عن نفسه ولو بقتله).

لقد صور مشهد دفن الجثة للقتيل أول مشهد في حضارة البشر وهي من قبيل طلب ستره المشاهد المكروه وهو أيضا مشهد أول علم أكتسبه البشر بالتقليد والتجربة، كما هو أيضا مشهد أول مظاهر تلقى البشر معارفه من عوالم أضعف منه حيث تعلم الإنسان من الطير ومن أجل وجود هذه النماذج البشرية ومن أجل الاعتداء على المسالمين الخيرين الطيبين الوديعين الذين لا يريدون شرا أو عدوانا.

ومن أجل أن الموعظة والتحذير لا يجديان في بعض الجبليات المطبوعة على الشر وأن المسالمة والموادعة لا تكفان الاعتداء حين يكون الشر والحسد عميقي الجذور في النفس من أجل كل ذلك جعل الله جريمة قتل النفس الواحدة كبيرة بحيث تكون كجريمة قتل الناس جميعا، وجعل العمل على إحياء نفسا واحدة عملا عظيما بحيث يعدل إنقاذ وإحياء الناس جميعا.

إن حق الحياة واحد ثابت لكل نفس فقتل واحدة من هذه النفوس هو اعتداء على حق الحياة ذاته، كذلك دفع القتل عن نفس وإحياؤها إنما هو إحياء للنفوس كلها، فما أعظم النفس البشرية التي صانها الله ذلك لأن الآدمي بناء الله ملعون من هدمه إلا ما أفظع الحسد الذي يدفع أصحابه إلى قتل بعضهم بعضا وإلى قطع ما أمر الله به أن يوصل وإلى الإفساد في الأرض.

ومن هنا أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه لا يجتمع إيمان وحسد في قلب مسلم لأنه لأن أحدهما يوشك أن يخرج الآخر ويبقى هو إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب فما أقبحه من ذنب ومعصية عصى الله بها في السماء حين حسد إبليس آدم وما أبشعه من ذنب في الأرض حيث جعل قابيل يقتل أخاه هابيل.

والله الهادي سواء السبيل.



 توقيع : ابونادرالمصرى

 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تقع المعاصي في رمضان مع أن الشياطين مقيدة محمد احتواء ما لا يحتوى 13 13-09-2009 06:26 AM
ذكر نفسك بجنه عرضها السموات والارض محمد روحانيات 15 15-05-2009 12:01 PM
لغة الجسد خالد00 احتواء ما لا يحتوى 21 19-09-2008 04:29 PM
الحسد متعب3 احتواء ما لا يحتوى 6 09-06-2007 10:42 AM
رسالة سوف تبكي أهل المعاصي الرمح روحانيات 10 29-01-2007 11:05 AM


الساعة الآن 06:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w