20-09-2007, 11:39 PM
|
|
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / حكيم بن حزام/ (09)
°o.O ( حكيم بن حزام بن خويلد رضي الله عنه ) O.o°
حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي
بن كلاب أبو خالد القرشي الأسدي ، كان عفيف متعفف ،
شهم كريم ، سيد مُطاع ، وكان من أشراف قريش وعقلائها
ونبلائها .
وكانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها عمته ، وكان الزبير
رضي الله عنه ابن عمه ، عاش مئة وعشرين سنة ، قال البخاري
في تاريخه :
عاش ستين سنة في الجاهلية ، وستين في الإسلام .
°o.O ( مولده ) O.o°
وُلد حكيم في جوف الكعبة ، فقد كانت الكعبة مفتوحة في إحدى
المناسبات للزوار وكانت أمه حاملا به ، فما إن دخلت جوف الكعبة
حتى جاءها المخاض فجيء لها بنطع ، وولدت في جوف الكعبة هذا
الصحابي الجليل .
°o.O ( الصحبة الصالحه ) O.o°
كان حكيم بن حزام رضي الله عنه صديقا حميما للنبي صلى الله عليه
وسلم قبل البعثة ، وكان أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم بخمس
سنوات ، كان يألف النبي صلى الله عليه وسلم ، ويأنس به ويرتاح إلى
صحبته ومجالسته ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبادله ودا بود ،
وصداقة بصداقة ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة شخصية
جذابة ، محببة ، رقيق الحاشية ، لطيف المعشر ، يألف ويؤلف ، وهكذا
المؤمن .
ثم جاءت آصرة القربى ، فتوثقت ما بينهما من علاقة وذلك حين تزوج النبي
صلى الله عليه وسلم من عمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
أما الشيء الذي يدعو للعجب ، أن هذا الإنسان العاقل الفهِم ، الفطن ، حينما
ُبعث نبي الإسلام لم يؤمن به ، ولم يصدقه ، وبقي على الشرك عشرين عاما
إلى أن فتحت مكة .
°o.O ( حلة ذي يزن ) O.o°
قال حكيم بن حزام رضي الله عنه :
( كان محمد صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلي في الجاهلية )
فلما نبىء وهاجر ، شهد حكيم رضي الله عنه الموسم كافرا ، فوجد حلة
لذي يزن تباع ، فاشتراها بخمسين دينارا ، ليهديها إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فقدم بها عليه المدينة ، فأراده على قبضها هدية ، فأبى
و قال صلى الله عليه وسلم :
" إنا لا نقبل من المشركين شيئا ، ولكن إن شئت بالثمن "
قال حكيم رضي الله عنه :
( فأعطيته حين أبى علي الهدية "يعني بالثمن " فلبسها ، فرأيتها عليه
على المنبر ، فلم أر شيئا أحسن منه يومئذ فيها )
ثم أعطاها أسامة فرآها حكيم رضي الله عنه على أسامة رضي الله عنه ،
فقال :
( يا أسامة أتلبس حلة ذي يزن ؟ )
قال : ( نعم .. والله لأنا خير منه ، ولأبي خير من أبيه )
°o.O ( إسلامه ) O.o°
أسلم حكيم بن حزام إسلاما ملك عليه لبه ، وآمن إيمانا خالط دمه ومازج
قلبه ، وآلى على نفسه أن يكفر عن كل موقف ..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة فاتحا أمر مناديه أن
ينادي :
( من شهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله
فهو آمن ، ومن جلس عند الكعبة فوضع سلاحه فهو آمن ، ومن أغلق
عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن دخل دار
حكيم بن حزام فهو آمن .. )
فجعل له شأنا صلى الله عليه وسلم ، فأعانه على نفسه ، وعلى كبريائه .
وما كاد يدخل الإسلام ويتذوق حلاوة الإيمان حتى جعل يعض بنانه ندما ،
على كل لحظة قضاها من عمره وهو مشرك بالله ، مكذب لنبيه .
رآه مرة ابنه يبكي ، فقال يا أبتاه ما يبكيك ؟
قال رضي الله عنه :
( أمور كثيرة ، كلها أبكتني يا بني ، أولها بُطء إسلامي ، مما جعلني
أُسبق إلى مواطن كثيرة صالحة ، حتى لو أني أنفقت ملء الأرض ذهبا لما
بلغت شيئا منها ..
ثم قال له :
شيء آخر أبكاني ، فإن الله أنجاني يوم بدر وأحد ، فقلت يومئذ في
نفسي :
والله لا أنصر بعد ذلك قريشا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فما لبثت
أن جُررتُ إلى نصرة قريش جرا ( في معركة الخندق ) ، ثم إنني كلماهممت
بالإسلام وآتي النبي مسلما نظرت إلى بقايا من رجالات قريش ، لهم أسنان
وأقدار ، متمسكين بما هم عليه من أمر الجاهلية ، فأقتدي بهم وأجاريهم )
فقد كان يحارب النبي صلى الله عليه وسلم يعرف أنه رسول ، ويعرف أنه
على حق ، ويعرف أنه منصور .
°o.O ( المسابقة الى الخيرات ) O.o°
آلى حكيم بن حزام رضي الله عنه على نفسه أن يُكفر عن كل موقف وقفه
في الجاهلية ، أو نفقة أنفقها في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقد بر بقسمه ، فأول شيء فعله دار الندوة أكبر بناء في مكة ، وهي
دار عريقة ذات تاريخ ، ففيها كانت قريش تعقد مؤتمراتها في الجاهلية ،
وفيها اجتمع ساداتهم وكبراؤهم يأتمرون برسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فأراد حكيم بن حزام أن يتخلص منها ، فباعها بمائة ألف درهم ، فقال له
قائل من فتيان قريش :
لقد بعت مكرُمةَ قريش يا عم
فقال رضي الله عنه : ( هيهات يا بني ، ذهبت المكارم كلها ، ولم يبق إلا
التقوى ، دار اجتمعنا فيها ، وقررنا فيها قتل رسول الله ، أي مَكرُمة
هذه ؟
وإني لأشهدكم أنني جعلت ثمنها في سبيل الله عز وجل )
°o.O ( مناقبه ) O.o°
- كان عمر رضي الله عنه إذا رأى مُنكرا قال :
( أما ما عِشتُ أنا وهشام بن حكيم ، فلا يكون هذا )
- قال مصعب بن عثمان سمعتهم يقولون :
( لم يدخل دار الندوة للرأي أحد حتى بلغ أربعين سنة إلا حكيم بن حزام
فإنه دخل للرأي وهو ابن خمس عشرة )
وهذا يدل على رجاحة عقله رضي الله عنه .
- لما حاصر مشركو قريش بني هاشم في الشعب كان حكيم رضي الله عنه
تأتيه العير بالحنطة فيقبلها الشعب ثم يضرب أعجازها ، فتدخل عليهم
فيأخذون ما عليها .
- قال مصعب بن ثابت :
بلغني والله أن حكيم بن حزام حضر يوم عرفة ومعه مئة رقبة ومئة بدنة
ومئة بقرة ومئة شاة ، فقال : ( الكل لله )
- لما توفي الزبير رضي الله عنه لقي حكيم عبد الله بن الزبير رضي الله
عنهما ، فقال : ( كم ترك أخي من الدين ؟ )
قال : ألف ألف .
قال : ( علي خمس مئة ألف )
°o.O ( استعفافه ) O.o°
بعد غزوة حنين سأل حكيم بن حزام رضي الله عنه رسول الله صلى الله
عليه وسلم من الغنائم فأعطاه ، ثم سأله فأعطاه ، حتى بلغ ما أخذه
مائة بعير ، وكان يومئذ حديث عهد بالإسلام ، فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم :
" يا حكيم ، إن هذه الأموال حلوة خضرة ،
فمن أخذها بسخاوة نفس بورك له فيها ،
ومن أخذها بإشراف نفس لم يبارك له فيها ،
وكان كالذي يأكل ولا يشبع "
فلما سمع حكيم بن حزام رضي الله عنه ذلك من النبي صلى الله
عليه وسلم قال :
( واللهِ يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق لا أسأل أحدا بعدك شيئا ،
ولا آخذ من أحد شيئا بعدك حتى أفارق الدنيا )
وبر حكيم رضي الله عنه بقسمه أصدق البر ، ففي عهد أبي بكر رضي الله
عنه دعاه الصديق أكثر من مرة لأخذ عطاء من بيت مال المسلمين فأبى
أن يأخذه ، ولما آلت الخلافة إلى الفاروق رضي الله عنه دعاه مرة ثانية
إلى أخذ عطاء فأبى أن يأخذه ، فقام عمر رضي الله عنه في الناس
وقال :
( أشهدكم يا معشر المسلمين ، أني أدعو حكيما إلى أخذ عطائه فيأبى )
وظل حكيم رضي الله عنه كذلك لم يأخذ من أحد شيئا حتى فارق الحياة .
°o.O ( وفاته ) O.o°
مات سنة أربع وخمسين من الهجرة فرضي الله عنه وأرضاه
وكان يقول عند الموت :
( لا إله إلا الله ، قد كنت أخشاك وأنا اليوم أرجوك )
|