صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,874
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,551
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضَّة الأدبيَّة > حكايات من الوجد
حكايات من الوجد قصة رواية تختبئ بين الغيم [ للقصص ]
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 03-12-2006, 03:44 PM
محمد
ابو رنيم
إدارة الموقعـ
محمد غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
هـــــــــــلا وغـــــــــلا


قدمت أهلاً ووطأت سهلاً نرحب بكم بباقة زهور

يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب

متمنياً لكم طيب الإقامة مع المتعة والفائدة

وننتظر منكم الجديد والمفيد


اخوكم محمد
لوني المفضل Blue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : 17-11-2006
 فترة الأقامة : 6391 يوم
 أخر زيارة : 25-10-2019 (11:21 PM)
 الإقامة : رويضة الاحباب
 المشاركات : 1,885 [ + ]
 التقييم : 176397
 معدل التقييم : محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ذاكرة المُدن (2): صديقتي العاقلة.. باميلاَ...!!




• ذاكرة المدن (2)


صديقتي العاقلة .. بَامِيـلاَ ..!!


اليوم أحدثكم عن المدن العاقلة، تلك المدن التي ــ لفرط هدوئها ونظافتها وانشغال الناس فيها بأمورهم الخاصة دون التطفل عليك أو اقتحام خصوصياتك ــ تُفْقدك عَقْلَك وتدفعك دفعاً إلى الطيش والتهور. أثناء سفري بالقطار من بانكوك إلى كوالالامبور ــ وهي رحلة تستغرق قرابة اليوم ونصف اليوم لكنك لا تشعر بالوقت وأنت تجيل عينيك في المناظر الخلابة من حولك ــ التقيت مسافراً بريطانيا في مثل سني، أصبح صديقاً فيما بعد بحكم إقامتنا شبه الدائمة في بانكوك. المهم تعارفنا ورحنا نتجاذب أطراف الحديث ونستعرض أحوال المدنِ التي زرناها وتلك التي نحلم برؤيتها. قلت له إنني أرغب في رؤية مدينة سنغافورة. سألني بدهشة حقيقية أثارت دهشتي: لماذا ..؟! قلت له : يقولون إنها مدينة جميلة ونظيفة وهادئة ...
قطع عليَّ استرسالي قائلاً: نَعَمْ .. إنها كالمستشفى نظيفة ومرتبة وهادئة ، ولذا لا تطيق البقاء فيها !!
حين زرت سنغافورة ـ بعد أيام قلائل ــ كنت قد عقدت العزم على أن أقضي بها أسبوعاً ، لكنني ــ لدهشتي ــ وجدتني أحجز بالقطار العائد إلى كوالالامبور في نفس اليوم. لكن هذه قصة أخرى قد أقصها عليكم يوماً. أما المدينة العاقلة الأخرى التي أودُّ أن أحدثكم عنها اليوم فهي بلدة سان خوزيه في ولاية كاليفورنيا بأمريكا. بلدة فيها كل صفات الجمال التي تخطر ولا تخطر لك على بال، ومع هذا أحسست فيها بتعاسة حقيقية، ربما لم أشعر بمثلها في أكثر أحياء بلادنا فقراً وعشوائية. بلدة فيها كل ما تشتهي نفسك ؛ ماءٌ وخضرة ووجه حسن وهواء نقي يملأ صدرك بعبق الورود وعطر الحسان، مناخ صحي وطقس رائع صيفا وشتاء، شوارع نظيفة وميادين واسعة ونافورات تنثر رذاذ مائها على وجهك وتضفي على المشهد لمسة جمال رائعة، متاجر ضخمة فيها كل ما تحتاجه وما هو فائض عن حاجتك، ومكتبات تجد فيها متعة القراءة المجانية لكل ما ترغب في الاطلاع عليه، قاعات فخمة وأماكن للترفيه يجد فيها طُلاَّبُ المتعة بِغْيتهم ..و..و.. ومع ذلك ــ بل ربما بسبب ذلك ــ تشعر هناك بأنك غريب ويتيم ومقطوع من شجرة، يُداهمك أحياناً حُزْنٌ مُسْتَوْحِشٌ غريبٌ وتُحِسُّ برغبة مُلِحَّة في الانخراط بالبكاء. لماذا ؟! ربما لأن الناس هناك مشغولون دوماً بأمور حياتهم ، فلا أحد يلتفتُ إليك أو حتى يتنبه لوجودك ، لا أحد يأبه لفرحك أو حزنك أو نشوتك أو نجاحك أو انكسارك ، فالكل مُنْغمسٌ حتى الثمالة في خَلِيَّتِه البيئية niche ، يدور في مداره المعتاد كما تدور الإلكترونات حول نواة الذّرَّة. بلدة كل ما فيها يمنحك إحساساً لا شبهة فيه بأنك نكرة ومنبوذ وزائد عن الحاجة. هناك عرفت من محامٍ إريتري مُهاجر معلومةً لم أدهش لها مع أنه هو نفسه كان يحكيها كمفارَقَةٍ غريبة، قال لي: هل تُصَدِّق أن الجريمة هنا منتشرة على نطاقٍ واسع، خاصةً تعاطي المخدرات والسرقات الصغيرة من المتاجر ؟!
قلتُ له: هذا أمر لا يدهشني .. فهو خروج طبيعي على مجتمع يبدو لي غير طبيعي !!.

ومع ذلك فأنا لم أعْدم في هذه البلدة الموحشة صَديقاً أو بالأحرى صديقة. فتاة في أواخر العقد الثالث من العمر مُنحدرة من أصل إسباني، نحيلة القَدِّ رائعة القوام كعود خيزران، مُهَوَّشة الشعر في وجهها شحوبٌ يُضْفي عليه ظِلاًّ رومانسيا بديعاً، لها عينان في لون البندق تنبعثُ منهما نظرات شاردة، وعلى شفتيها المُرهفتين ابتسامة ترحيبٍ دائمة. تعرفت عليها ذات يوم في مقهى الصعاليك، وهو مقهى عثرت عليه بعد جهد جهيد، يتردَّد عليه كل المُهَمَّشين من كتاب وفنانين وبيتلز وهيبيز وشبابٍ ضائعٍ يحترف الغناء والشحاذة والبدع الغريبة ولا يقيم وزناً لأية مُحَرّمات !! . كان مقهى ذا طابع شعبي خاص اعتدت أن أعرج عليه لأحتسي شاي الظهيرة كل يوم . أما باميلا ــ وهذا هو اسمها ــ فهي رسامة موهوبة ، لها قدرة غريبة على استخلاص ملامح الوجوه وقسماتها المميزة لتصنع منها اسكتشات بديعة. تعارفنا في بساطة مدهشة، وصارت بيننا لقاءات وأحاديث وجولات بالمدينة التي بدت لي ــ أنا الغريق الذي يتعلق بالقشة ــ أكثر ألفة وأقل وحشة من ذي قبل. حدَّثتني عن نفسها وحدَّثتها عن نفسي، وباح كل منا للآخر بأسرار قد لا يأتمن عليها أقرب الناس إليه، بثثتها كل آلامي وقهري وانكساري بهذه المدينة التي بلا قلب، وبكت هي على صدري حتى أحسست بلولة دمعها على جسدي. كانت تأتيني كل لقاء بهدايا وأشياء صغيرة؛ تفاحة أو شطيرة أو قطعة شيكولاته نقتسمها معاً أو جورب أو قَلم تهديه إلي أو سيجار ندخنه معا. وكانت أشياؤها الصغيرة تسعدني. لم تُخْلف موعدي معها يوماً، حتى كان ذلك اليوم الذي انتظرتها فيه طويلاً ولم تأتِ. سألت النادلة عنها فأجابتني باقتضاب : باميلا لن تأتي .. يمكنك الانصراف إن شئت !!
سألتها دهشاً عن السبب، فأجابت بنفاذ صبر : قبضوا عليها بأحد المتاجر متلبسة بالسرقة !!
واستطردت وهي تنظف الطاولة: وماذا سرقت؟ سيجاراً ثمنه دولار واحد!!
واختتمت حديثها معي وهي تتناول ثمن المشروب: لا تقلق.. سوف يطلقون سراحها بعد يومٍ أو يومين.. إنهم يعرفونها حق المعرفة.. لها سجل حافل بالسوابق عندهم !!
قلت باندهاش حقيقي: وماذا يعرفون عنها حتى يطلقون سراحها؟
قالت بيقينٍ بدا لي غريباً: يعرفون أنها مجنونة بالطبع .. ألا تعرف أنت؟!
هززتُ رأسي نَفْياً وأبديت أسفي لحالها. بينما لسان حالي يقول: موتوا بعقلكم أيها البُلدَاءْ، فأنا وجدتُ أخيراً ضالتي المنشودة بمدينتكم العاقلة !!.

إبراهيم سعد الدين





رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القهوة تنعش ذاكرة النساء دون الرجال كنق الفياض الوقاية خير من الف علاج 21 12-09-2008 10:14 PM
صديقتي الصغيرة .... مهرة النسيان شغب فرشاة 19 31-07-2008 04:28 AM
من ذاكرة التاريخ عازف لُغَة الصور .. والكاريكاتير الساخِر 7 26-10-2007 11:09 PM
ذاكرة المُدن (1): صديقتي الحقيقيَّة.. كَاتْشِيَا..!! محمد حكايات من الوجد 12 23-12-2006 10:32 PM
[ ذاكرة الكتابة.. فى القصة والرواية الليبية ] محمد حكايات من الوجد 10 23-12-2006 12:58 AM


الساعة الآن 08:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w