صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,874
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,545
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضَّة الأدبيَّة > ركنك الهادي
ركنك الهادي قافية باحساس شاعر -- مدونات الاعضاء [يمنع المنقول ويمنع الرد]
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 15-10-2007, 08:54 AM
مازن دويكات
عضو مجالس الرويضة
مازن دويكات غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 867
 تاريخ التسجيل : 01-06-2007
 فترة الأقامة : 6176 يوم
 أخر زيارة : 26-12-2008 (07:37 PM)
 المشاركات : 524 [ + ]
 التقييم : 1261
 معدل التقييم : مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي يعابثك النخل ............ ويشبهك الصفصاف



يعابثك النخل ............ ويشبهك الصفصاف
(1)

ربَّ أخٍ لك لم تلده أمك" بحيادية مطلقة كنت أمر من جوار العبارة، وكثيراً كنت أمضي دون التفات، لأنني في ذلك الوقت لم أعش حالة الفقد الترابي لصديق يشبه الأخ.

أما الفقد كقيمة ومعنى مع بقاء الجسد والسلوك الصادم، فقد عشته مرات عديدة، وهذا الفقد لا يجعلك تلتفت للعبارة، لأنه خارج نطاقها.

ما أفدح الثمن الذي قادني وصوّبني على هذه العبارة الجارحة الواضحة، هل كان ينبغي عليّ أن أفهم المعنى من خلال نص غيابك الترابي.

كان يلزمني القليل.. القليل لأفهم أنك أخي الأكبر في عائلة الكلمة. كأنني كنت أعيش الحالة بداخلي، وكأنك كنت تحسها من خلال لقاءاتنا القليلة بحكم بعد الأمكنة والظروف القاسية التي نعيش كفلسطينيين.

أخي عزت، لن أسامح نفسي لأنني لم أقلها لك إلا بعد هذا الغياب.


ما أجملك في سرير الكلمة

ما أقساك في سرير التراب.

(2)



نصوصك لا تشبهك، يشبهك اللامرئي فيها وما تجذبه شباك الغائص في مياهها الزرقاء. كأن بينكما برزخ ما، لا ينهار بالهدم. لكنه يتلاشى بإرادة من يصر على بلوغ القنطرة السرية التي تلتقيان عليها. هي بقسوتها الحانية، وأنت بحنانك القاسي. قسوة تبتعد وتفترق عن المعنى اللغوي، لأن مهمتها أن تُولّد الدهشة الجميلة للقارئ الذي يريحه تعب الوصول.

تخيل لو أن المبدع أكثر قسوة من نصه، تــرى من سيبرأه من قسوة عبارة شكسبير " جعجعة بلا طحن…" وتخيل لو كان متعادلاً في القسوة مع هذا النص. لكان السؤال: وأين الجديد فيما يكتب؟.

كل هذا لن يتم إلاّ من خلال معرفتنا الشخصية للمبدع. وحين تنتفي هذه المعرفة، قد يكون لمقولة " بارت " عن الموت اللا ترابي للمؤلف بعض العذر.


اغطس عميقاً في مياهي
لترى ما يشبهك


( 3)


أن تكون أباً لفتى* شهيد، إبداع آخر يتحاشاه البياض الورقي. فهو نص النصوص. يعيش حالة تفلت متبادل مع دمع المحبرة لذلك أحيل على القلب والعين. وكأن صمتك العالي يرفرف بأجنحة الضوء على بحيرة " ناظم حكمت " التي ما زال خرير سواقيها يدهشنا بأشيائه الحميمة، أيامه الجميلة التي لم يعشها بعد،

وأجمل أشعاره التي لم يكتبها بعد. وكأنك كنت تقول من خلال صمتك العالي:

أقسى النصوص هي التي لم أكتبها بعد.

هل أُغضب روحك إن قلت: كم مرة قرأناها في التماعة عينيك، وكان حبرها السري أكثر وضوحاً من حبر الكلام.

هل يعني هذا أنك كتبتها مرتين. مرة بالدم ومرة بالدمع، غاب الورق عن هذه النصوص لقناعته أن جلالها وبهاءها أعظم من قدرته على التحمل.


احمل وسادتك الحجرية

واتبعني يا أبي


(4)

حسناً فعلت بأنك رحلت. لن تغريني قسوة " رينيه شار" عن غياب أرتور رامبو. ولكن تشدني العبارةُ بما ملكت من الضدية.

كم هو مؤلم أنك رحلت، بأعوامك الذهبية المؤيدة للصداقة والمناهضة لسخافة الصغار في عائلة الثقافة أكثر ما يرهق ويتعب، محاولة رصد نجاحاتك، وبالتالي لن نصل لنتيجة لأن رصيدك منها متسعٌ حدَّ التشتت المنظم. وكم هو مريحٌ رصد فشلك الذريع بخلق العداوات ، وإن وجدت، فأنت بريء منها براءة الذئب من دم يوسف، مع قناعتي أن هذه الأمثولة لا تشبهك بحرفيتها اللغوية لكنها تتطابق مع كينونتك في الدلالة التي تشبه سريرتك البيضاء، ولي العذر أن أنحاز للتأكيد هنا، لأن الدلالة تحتمل أكثر من تفسير، وكل حسب تشكيله الإنساني.

سترجع كل الجياد إلى مستهل الصهيل

ورف الحمام إلى مستقر الهديل

(5)

" نمشي، ونترك كل ذلك وراءنا، والقصد بغداد، مدينة الخرافة والأضواء البلورية والمساجد والبضائع والأحلام. إذا لم تذهب لبغداد فأنت لم تعش شيئاً من عمرك ولم تر شيئاً من الدنيا!! الدنيا خلقت في بغداد".

ليس مهماً إن كنت أنت هنا، أو كان حلاجك العائد للصلب ربما كنتما معاً بتناغم تبادلي، ولا بأس إن كانت حالة من التقنع أو التماهي، ما يهم هنا هذا الحب الهائل للمدينة، قد يموت العاشق في حب امرأة أو في حب مدينة، وهل هي مصادفة أن يتحدث العالم دفعة واحدة عن هذه المدينة بعد ذلك؟ كأن ما هجست به مقدمة استشرافية أو نبوءة إشارية لهذا الحدث الجلل، يا إلهي ما أصدق قرون استشعار المخيلة، هل كنت تُحذّر من الآتي قبل أن يصل؟ ما جدوى صرخة زرقاء اليمامة في أهلها مُحذّرة: إني أرى الأشجار تمشي وتنذر بالقيامة.

هي تُصرّح وأنت تُلمِّحَ

أتراه قتلك يا أخي حب المدينة، قتلتك لحظة كانت تئن وحدها تحت أقدام الغزاة.

وصلت السيدة الآثمة بهودج أبي جهلْ

وصلت ونحن لم نصلْ




(6)


"مهم أن تصل الرسائل*، والأهم أن تُقرأ. وأكثر أهمية أن تفهم، والأهمية القصوى أن يقودنا هذا الفهم لعمل شيء ما، أكدت عليه الرسائل.

لك الحق أن تقول أنها لم تصل بعد، ولنا مثل ما لك في أن نقول أنها وصلت تحت أجنحة حمام روحك الذي هجَّ بعيداً على غفلة منَّا. وماذا تبقى للحمام الزاجل في زمن الانترنت والإيميل.

إن العالم قرية صغيرة! يا إلهي ما أكذب سدنة العولمة، كيف يكون العالم قرية صغيرة وقريتي عالم كبير يغص بالحواجز الثابتة والطائرة، وعلى كل حاجز عشرات من الجند متعددي أمكنة الولادة والسلالات والألوان واللغات، وفي لحظة يصبح هذا الكوكتيل الأممي كتلة واحدة في مولينكس الكراهية. عذراً يا أخي الذي لم أستطع أن أصل لوداعك الأخير في ظهيرة السبت. كل ذلك لأن العالم قرية صغيرة وقريتي عالم كبير


هذي الخطى للذئب أعرفها وأعرف أين ولّى

من عواء الجرح في برية الجسد النحيل




(7)

ظروفنا غير عادية، شوارعنا غير عادية، مدارسنا غير عادية، كل شيء هنا يختلف عما هناك خارج الكينونة الفلسطينية، ليس نرجسية وطنية إن قيل: " إن هذا التفرد صنيعة هذه الخصوصية. نتـفوق على الآخرين بالألم وقدرة الاحتمال في محاولة الخروج على عبقرية المأزق والاحتيال على التفوق التقني المصوب علينا من قبل العدو".

والخلاصة: أن الموت الفلسطيني يختلف عن الموت عند الآخرين، كذلك الحب الفلسطيني يمتلك هذا الاختلاف، لم نكن نحب أن نطوق مشهدنا اليومي بهذا اللبس، وهل من أهدافنا الوطنية أن نمارس طقوس موتنا على الحاجز؟ وأن نحتفل بأعراسنا على الحاجز؟

الفلسطيني حقاً لا يختلف مع الموت، لكن من حقه أن يقول له: عليّ أن أرتب بعض الأشياء قبل أن تأتي، وعليك قبل الدخول أن تطرق الباب لأن ثمة ما أحب أن أراه قبل الذهاب معك

زهرتي محنية فوق الأصيصْ

وتشمني بتويجها العالي

تقدم أيها الموت الرخيصْ

وانشرْ على الأحواض أجنحة الرحيلْ

والآن دعني لحظةْ

فوق السياج شذاً أسيلْ


(8)

أين يكمن الجمال في التسمية في نيسان أم في إبريل؟
"نيسان قارورة الأنداء والعطرِ " للعاشقين

و" إبريل أقسى الشهور" على المبدعين على الشعر والرواية، لك الحق يا شاعر الحب أن تنتمي لنيسان ولك الحق يا شاعر أرض الخراب أن تتحيز لإبريل، سأبتعد قصرياً عن إبريل وأقترب متعمداً من نيسان. في وسادة حسين البرغوثي الحجرية تحوّل إبريل بتقنية الآلة الطابعة إلى أربيل. فهل يتحول نيسان في وسادة عزت الغزاوي إلى بيسان مثلاً، كم أتمنى ذلك، لأن المكان أروع من الزمان، خاصة هذا المكان الفلسطيني بكل بهائه وقسوته الحنونة. في نيسان الفائت رحل حسين البرغوثي وفي نيسان الصامت رحل غزت الغزاوي. في أي نيسان سترحل يا فتى في زورق الأوديسا المكسور،

وأنتم أيها الأصدقاء على كتف من ستحط فراشة نيسان الملونة،

فإن رفرفت فلا تهشوها، لأن من يهشها ليس منّا، وليس منّا من لا يحب الفراشة


وفراشة فرشتْ

للبرعم الأعمى جناح حنانها

لكنه لمّا تفتح في الضحى

ورأى الحديقة. خانها



(9)


" عندما تعبث الريح بالزهور والأعشاب في شهر نيسان، فإن حالات قديمه من السعادة والطهارة تطل برأسها وامقة إلى الشرب من هذا الأكسير السماوي" موائد سماويه ولائم أرضي.. لمن هذا ويخص من؟

قبل أيام وفي بدايات هذا الشهر البالغ الحساسية، شاهدت بعض الفتية يوزعون على بيوت البلدة صحون الأرز بالحليب، وهي عادة أو تقليد متوارث يتكرر في كل عام من شهر نيسان، حقاً ليس للفلسطيني مشكلة مع الموت. فإرادة التآلف جعلت منه حالة معاشه تتجول بين البيوت وتمشي في الأسواق، تذكروا الأرز بالحليب، عشاء الموتى الفلسطيني، ألفة لا تحدث إلاّ هنا على هذه الأرض، وعليها كان العشاء الأخير قبل الصعود، لن يموت من يترك أثراً خالداً، كم سنة فرت من حديقة روح " هوميروس" وما زالت ملاحمه تضج بالحداثة، ويزيد على ذلك من السنوات حضور جلجامش فينا، كأن عشبة الخلود أعادت حياة أنكيدو وأبّدت ملامحه فينا. وأنت كذلك يا صديقي لك من الإبداع ما يجعلك تعيش في الحديقة الكونية أعواماً طويلة، حقاً نيسان شهر الموت وشهر الحياة في آن. شهر التفتح والصعود من التراب، وشهر الذبول والعودة إلى التراب


أرى في الحديقة من ذهبوا

ومن جلسوا في ممر الصنوبر تحت التراب

يعدون خيلَ المدينة قبل الذهابْ

وبعد الإيابْ




(10)

في روايته الرائعة " المسيح يصلب من جديد" يحاول نيكوس كازنتزاكي الخلاص من خلال مواجهة العالم. بعيداً عن الابتذال وبحد أدنى من الخسارات بغية المحافظة على قناعاته ومعتقداته.

كنت أعدُّ لك الكثير من الأسئلة، منتظراً صدور روايتك " الحلاج يصلب من جديد" ولكن أنت ذهبت معتـزلاً بحديقتك الكونية، وروايتك لم تصدر بعد، وما نشر منها في فصلية الكرمل قد لا يساعد على اكتمال الأسئلة.

ليس من الضروري تشابه الدلالة في اسم الروايتين يفضي لتداخلات وتقاطعات ممتدة بينهما، قد أجد أكثر من مبرر لمشروعية تناصك الروحي والفلسفي مع كازنتزاكي، ولا يغفل أصلاً هذا التناص التاريخي بين الفلسطيني واليوناني، ومن قبل بين الكنعاني والإغريق. فأسطورة الحلاج باضطرابها الواضح امتصت بعضاً من أسطورة المسيح، وهذا يعني أن الجديد رضع من واقعه القديم.

" ما أنا الحلاج. ألقي عليه شبيه. ثم غاب"

والمهم هنا ليس التلاقي بين الأسطورتين " المسيح، والحلاج" ولكن الاختلاف بين الروايتين هو الأهم.

فوق روحي كتبت صك اعترافي

أنت كلّي وكعبتي ومطافي

ولقد كنت مثلما تشتهيني

واحداً في تشابهي واختلافي




من هنــــــــا



 توقيع : مازن دويكات


آخر تعديل hala يوم 30-10-2007 في 10:08 PM.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نهر النيل في صور رائعه محمد منتدى السفر والسياحه 5 11-08-2009 07:11 AM
يعابثك النخل ............ ويشبهك الصفصاف مازن دويكات حكايات من الوجد 6 05-11-2007 02:08 PM
عاصفة الندم محمد ركنك الهادي 10 04-10-2007 02:32 AM
عاصفة الندم محمد حكايات من الوجد 21 04-10-2007 02:32 AM
حيث لا ينفع الندم... محمد احتواء ما لا يحتوى 11 02-05-2007 01:06 AM


الساعة الآن 02:59 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w