مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   روحانيات (http://www.rwwwr.com/vb/f5.html)
-   -   مسابقة أصحابي كالنجوم / المقداد بن الأسود / (06) (http://www.rwwwr.com/vb/t8714.html)

محمد 17-09-2007 10:10 PM

مسابقة أصحابي كالنجوم / المقداد بن الأسود / (06)
 


المقداد بن الأسود

هو :
المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو

ويكنى : أبا معبد

أشرق نور الإسلام في قلبه وهو في الرابعة والعشرين ربيعا
فهو من السابقين بالإسلام
حيث كان ضمن السبعة الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام
قال ابن مسعود :
أول من أظهر إسلامه سبعة
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وصهيب و بلال والمقداد
هاجر المقداد إلى الحبشة ثم عاد إلى مكة فلم يقدر على
الهجرة إلى المدينة لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم

يظل موقفه يوم بدر لوحة رائعة كل من رآه
يقول عبدا لله بن مسعود صاحب رسول الله:
لقد شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه أحبّ إلي مما في الأرض جميعا

قال ذات مرة :
يا رسول الله..
امض لما أمرك الله، فنحن معك..
والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى
اذهب أنت وربك فقاتلا أنا هاهنا قاعدون..
بل نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون..!!
والذي بعثك بالحق، لو سرت بنا إلى برك العماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه. و لقاتلن عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك حتى يفتح الله لك".. انطلقت الكلمات كالرصاص المقذوف.. و تهلل وجه رسول الله وأشرق
ولاه الرسول على أحدى الولايات يوما فلما رجع سأله النبي:

" كيف وجدت الامارة"..؟؟
فأجاب في صدق عظيم:
" لقد جعلتني أنظر الى نفسي كما لو كنت فوق الناس، وهم جميعا دوني..
والذي بعثك بالحق، لا أتآمرّن على اثنين بعد اليوم، أبدا"..
:
ما يحمل أحدكم على أن يتمنى مشهدا غيّبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يصير فيه؟؟ والله، لقد عاصر رسول
كان المقداد جوادًا كريمًا فقد أوصى للحسن والحسين بستة وثلاثين ألفًا ولأمهات المؤمنين لكل واحدة سبعة آلاف درهم وتوفي المقدادرضي الله عنه بالمدينة سنة (33هـ) في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وعمره حينئذ سبعون عامًا

رحمه الله ورضي الله عنه

وحشرنا معه تحت لواء نبينا محمد عليه الصلاة والسلام

ننتظر أقلامكم
هنا


http://mkaraty.jeeran.com/wad.gif

عاشق الورد



محمد 17-09-2007 10:28 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / المقداد بن الأسود / (06)
 
أول فرسان الإسلام
المقداد بن عمرو
إنه الصحابي الجليل المقداد بن عمرو -رضي الله عنه-، وهو من المبكرين بالإسلام، حيث ذكر ضمن السبعة الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام.
وكان المقداد قد جاء إلى مكة، فأخذه الأسود بن عبد يغوث وتبناه، فصار يدعى المقداد بن الأسود، فلما نزلت آية تحريم التبني نُسب لأبيه عمرو بن سعد.
وتزوج المقداد ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ابنة عم النبي (، مع أنه مولى وهى قرشية هاشمية شريفة؛ وذلك لأن الإسلام لا يفرق بين عبد أو سيد ولا بين شريف ووضيع، فالكل في نظر الإسلام سواء، لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى والعمل الصالح.
وهاجر المقداد إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وحضر بدرًا، وشهد المعارك كلها، وكان أول من قاتل على فرس في سبيل الله، وقيل إنه الوحيد الذي قاتل على فرس يوم بدر، أما بقية المجاهدين فكانوا مشاة أو راكبين إبلاً.
وعُرف المقداد بالشجاعة والفروسية والحكمة، وكانت أمنيته أن يموت شهيدًا في سبيل الله، ويبقى الإسلام عزيزًا قويًّا، فقال -رضي الله عنه-: لأموتن والإسلام عزيز.
وروى أنه لما وقف النبي ( يشاور أصحابه قبيل غزوة بدر الكبرى تقدم هذا الصحابي الجليل بعد أن استمع إلى كلام أبي بكر وعمر
-رضي الله عنهما-، وقال مخاطبًا الرسول (: يا رسول الله، امض لما أراك الله، فنحن معك، والله، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى -عليه السلام-: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، بل نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد (موضع في اليمن) لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول الله ( خيرًا، ودعا له. [ابن هشام].
انطلقت هذه الكلمات الطيبة من فم هذا الصحابي، فتهلل وجه النبي (، ودعا له دعوة صالحة، وتمنى كل صحابي لو أنه كان صاحب هذا الموقف العظيم، يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- لما سمع هذا الكلام: لقد شهدت من المقداد مشهدًا، لأن أكون صاحبه، أحب إلي مما في الأرض جميعًا.
وكان النبي ( يحب المقداد حبًّا كبيرًا، ويقرِّبه منه، وجعله ضمن العشرة الذين كانوا معه في بيت واحد، عندما قسَّم المسلمين بعد الهجرة إلى المدينة إلى عشرات، وجعل كل عشرة في بيت.
وقال (: (إن الله أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم) فقيل: يا رسول الله، سمهم لنا؟ قال: (عليٌّ منهم، يقول ذلك ثلاثًا، وأبوذرِّ، والمقداد، وسلمان، أمرني بحبهم، وأخبرني أنه يحبهم). [أحمد والترمذي].
وكان المقداد حكيمًا عاقلا، وكانت مواقفه تعبِّر عن حكمته فها هو ذا يقول للنبي ( عندما سأله: (كيف وجدت الإمارة؟) وكان النبي ( قد ولاه إحدى الإمارات، فقال المقداد: لقد جعلتني أنظر إلى نفسي كما لو كنت فوق الناس، وهم جميعًا دوني، والذي بعثك بالحق، لا أتأمرن على اثنين بعد اليوم أبدًا.
فالمقداد لا يخدع نفسه، إنما يعرف ضعفه، ويخاف على نفسه من الزهو والعجب، فيقسم على عدم قبوله الإمارة، ثم يبّر بقسمه فلا يكون أميرًا بعد ذلك، ويتغنى بحديث للرسول ( قال فيه: (إن السعيد لمن جنب الفتن)
[أبو داود].
وللمقداد موقف آخر تظهر فيه حكمته، فيقول أحد أصحابه: جلسنا إلى المقداد يومًا فمر به رجل، فقال مخاطبًا المقداد: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله (، والله، لوددنا أنا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شاهدت، فأقبل عليه المقداد، وقال: ما يحمل أحدكم على أن يتمنى مشهدًا غيبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يصير فيه؟ والله لقد عاصر رسول الله ( أقوامًا، كبهم الله -عز وجل- على مناخرهم (أي: أنوفهم) في جهنم، أو لا تحمدون الله الذي جنبكم مثل بلائهم، وأخرجكم مؤمنين بربكم ونبيكم.
[أبو نعيم].
وأوصى الرسول ( بحبه، فقال النبي (: (عليكم بحب أربعة: علي، وأبي ذر، وسلمان، والمقداد)
وابن ماجه].
وقد كان المقداد جوادًا كريمًا، فقد أوصى للحسن والحسين بستة وثلاثين ألفًا، ولأمهات المؤمنين لكل واحدة سبعة آلاف درهم، وتوفي المقداد -رضي الله عنه- بالمدينة سنة (33هـ) في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وعمره حينئذ سبعون عامًا.

محمد 17-09-2007 10:33 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / المقداد بن الأسود / (06)
 
وهذهـ القصه لصحابي المقداد بن الاسود

في شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة خرج جيش المسلمين المؤلف من ثلاثمائة و ثلاثة عشر مقاتل لاعتراض قافلة تجارية لقريش قادمة من الشام .

كانت قافلة ضخمة تتألف من ألف بعير بقودها أبو سفيان عدوّ الإسلام اللدود .

عندما هاجر المسلون من مكة إلى المدينة أغار المشركون على بيوتهم و نهبوها و تركوها مثل الخرائب .

لهذا أراد سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) استعادة ما نهبوه من أموال ، و تأديب قريش بتهديد قوافلها التجارية إلى الشام .

عسكر المسلمون قرب آبار بدر ، في انتظار وصول القافلة . و بعد مدّة وصلتهم أخبار خطيرة . لقد غيّر أبوسفيان مسار القافلة ، كما أن قريش تعبّئ جيشاً كبيراً مجهّزاً بأفضل الأسلحة لحماية القافلة .

كان المسلمون قد خرجوا لمصادرة قافلة تجارية و لم يخطر على بالهم انهم سوف يواجهون جيشاً كبيراً .

استشار سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه ليعرف موقفهم .

نهض عمر بن الخطاب و قال :

ـ انها قريش و غدرها و الله ما ذلّت منذ عزت و لا آمنت منذ كفرت .

سيطر القلق على نفوس المسلمين لما سمعوه من عمر و فكّر بعضهم بالعودة إلى المدينة .

و في تلك اللحظات الحساسة نهض الصحابي المهاجر المقداد بن عمرو الكندي فقال بحماس :

ـ يا رسول الله امض لأمر الله فنحن معك . . و الله لا نقول لك كما قال بنو اسرائيل لنبيّهم : اذهب أنت و ربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ، و لكن اذهب أنت و ربك فقاتلا انا معكما مقاتلون .

بدت ملامح الرضا على وجه سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) ثم التفت إلى الأنصار يريد أن يعرف موقفهم فقال :

ـ أشيروا عليّ أيها الناس .

أدرك سعد بن معاذ أن الرسول يعنيهم فنهض قائلاً :

ـ كأنّك تريدنا يا رسول الله ؟

قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) :

ـ نعم .

قال سعد بحماس المؤمن :

لقد آمنا بك يا رسول الله و صدقناك و شهدنا أن ما جئت به هو الحق ، و أعطيناك مواثيقنا و عهودنا على السمع و الطاعة فامض يا نبي الله لما أردت فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر ( البحر الأحمر ) و خضته لخضناه معك ما بقي منّا رجل واحد .

و عندما حدثت المعركة و تمّ النصر للمسلمين عادوا و هم يتذكرون كلمات المقداد ذلك الصحابي المهاجر المؤمن الذي لا يخاف أحداً إلاّ الله .

فمن هو المقداد ؟

يتمنى المقداد إلى قبيلة كندة ، فرّ من قبيلته و قدم مدينة مكّة . لجأ إلى رجل من أهل مكة يدعى " الأسود بن عبد يغوث الزهري " و لهذا عرف بالمقداد بن الأسود ، و عندما نزلت الآية الكريمة " ادعوهم لأبائهم " دعي بالقداد بن عمرو .

بلغ المقداد الرابعة و العشرين من عمره ، و كان الإسلام قد أشرق من فوق جبل حراء ، و سمع بدعوة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) فأسرع إلى اعتناق الدين الجديد . فكان من المسلمين الأوائل .

كتم المقداد اسلامه ، و كان يتصل بسيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) سرّاً .

و تمرّ الأعوام بعد الأعوام ، و المقداد يتألّم لما يحلّ بالمسلمين من العذاب و القهر .

الهجرة

أمر سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه بالهجرة إلى المدينة ، فهاجروا فرادى و جماعات . و يأتي أمر الله سبحانه إلى رسوله بالهجرة فيهاجر . و يفرح المقداد بسلامة رسول الله و ينظر بإعجاب إلى فتى الإسلام علي بن أبي طالب الذي انقذ بتضحيته سيدنا محمداً ( صلى الله عليه وآله ) من سيوف المشركين .

عندما هاجر سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة أغار المشركون على بيوت المسلمين المهاجرين و نهبوها . لهذا فكّر سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) بتأديب قريش و تهديد قوافلها التجارية .



فخرجت أول سرية بقيادة حمزة بن عبد المطلب و اتجهت نحو منطقة " العيص " على البحر الأحمر ، و اصطدمت بقوات المشركين بقيادة أبي جهل ، ولم يحدث أي قتال لتدخّل بعض زعماء القبائل هناك .

و أعقب ذلك خروج سرية اُخرى و ذلك في شهر شوال من السنة الاُولى للهجرة و تتألف هذه السرية من ستين فارساً .

كان هدف السرية الوصول إلى وادى " رابغ " وتهديد طريق قريش التجاري بين مكة و الشام .

في مكة

سمع المشركون بأخبار هذه السرية ، فاستنفر أبو سفيان أهل مكة للتصدّي للمسلمين .

فكّر المقداد بالانضمام إلى قوات المشركين و الاستفادة من هذه الفرصة والهجرة إلى المدينة .

انطلق المقداد إلى عتبة بن غزوان و كان قد أسلم و كتم اسلامه .



و هكذا اتفقا على الانضمام إلى قوات المشركين .

قاد أبو سفيان مئتي فارس و اتجه بهم نحو وادي " رابغ " و هناك اصطدم المشركون بستين من فرسان المسلمين . وحدث ترشق بالسهام ، و في الأثناء فوجئ المشركون و هم يشاهدون اثنين من فرسانهم ينطلقان باتجاه المسلمين . و سمعوا أصوات المسلمين تملأ الصحراء :

ـ الله أكبر . . الله أكبر

عندها علم أبو سفيان بأنّ الفارين كانا المقداد و عتبة بن غزوان .

أكل الحقد قلبه ، و أصدر أمراً بالعودة إلى مكة خاف أبو سفيان أن يكون بين جنوده مسلمون آخرون يكتمون ايمانهم .

في المدينة المنورة

عاش المقداد في المدينة المنورة حياة طيبة . فالقلوب يعمرها الايمان . و سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) يغمر الجميع بعطفه و حبّه و خلقه الكريم .

كان سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) حريصاً على المسلمين يفكّر بأمنهم و حياتهم و مستقبلهم في الدنيا و الآخرة .

كان المقداد مؤمناً عميق الايمان يحب الله و رسوله . لهذا لم يتخلّف يوماً عن مرفقة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) في جهاده .

فقد أغار المشركون على مراعي المدينة و نهبوا بعض المواشي ، فاستنفر سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) المسلمين لمطاردتهم .

كان المقداد من أوائل الذين استجابوا و الرسول . قاد سيدنا محمد مئتي فارس لمطاردة المغيرين . و لكنهم أفلتوا ، فعاد النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة بعد أن قذف المشركين الرعب ، و تسمّى هذه الغزوة بعزوة بدر الصغرى .

معركة بدر الكبرى

في 12 رمضان خرج المسلمون لاعتراض قافلة تجارية لقريش عائدة من الشام .

و قريباً من آبار بدر ، وصلت الأخبار عن جيش يعدّه المشركون بقيادة أبي جهل .

استشار سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه ، فنصحه البعض بالعودة إلى المدينة و سيطر القلق على المسلمين .

في تلك اللحظات نهض المقداد و قال كلمته الحماسية فألهبت مشاعر الايمان في النفوس .

عندما اشتعلت المعركة خاضت المسلمون قتالاً مريراً و دعا سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) الله سبحانه و تعالى أن ينزل النصر على عباده المؤمنين و ماهي إلاّ ساعات حتى دبّت الهزيمة في جيش المشركين .

و انتقم الله من أبي جهل و اُمية بن خلف اللذين كانا يعذّبان المسلمين كما وقع في الأسر بعضهم ، من بينهم النضر بن الحارث و عقبة بن أبي معيط و غيرهما .

كان المقداد قد أسَّر النضر بن الحارث .

قاد المسلمون الأسرى نحو المدينة المنورة و عندما وصلوا منطقة " الاثيل " أصدر النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمره باعدام النضر .

كان النضر بن الحارث يعذّب المسلمين في مكة و كان المسلمون يتألمون و يدعون الله أن يخلّصهم من شروره .

لهذا أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بقتله حتى لا يعود إلى مكة و يصبّ على المسلمين المستضعفين العذاب .

أمر سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) بطل الإسلام علي بن أبي طالب بتنفيذ الحكم .

صاح المقداد :

ـ انّه أسيري يا رسول الله .

أدرك النبي أن المقداد انّما يتوقع أن يحصل على فدية الأسرى التي سيبعثها ذووه في مكة .

رفع النبي يديه إلى السماء و قال :

ـ اللّهم اغن المقداد من فضلك .

رضي المقداد بدعاء النبي و سلَّم عدوّ الإسلام و الإنسانية ليلقى جزاء أعماله و جرائمه .

أوصى النبي ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه بمعاملة الأسرى معاملة حسنة و أطلق بعضهم دون فدية لأنّهم كانوا فقراء لا يملكون شيئاً .

و طلب من الذين يعرفون القراءة و الكتابة أن يعلّموا أطفال المسلمين ذلك عوضاً عن الفدية .

معركة أحد

بعد أن هُزم المشركون في معركة " بدر " عقدوا العزم على الثأر فعبّأوا جيشاً كبيراً من ثلاثة آلاف مقاتل .

زحف المشركون باتجاه المدينة ، حتى اذا وصلوا مراعيها تركوا خيلهم و إبلهم ترعى تحدّياً للمسلمين .

استشار النبي ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه في ذلك فأشار بعضهم بالبقاء في المدينة و اختار الآخر الخروج منها .

كان شبّان المسلمين متحمسين للخروج و القتال خارج المدينة . لهذا استجاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) و عقد العزم على مغادرة المدينة .

وصل الجيش الاسلامي إلى جبل أُحد ، و عبأ النبي قوّاته استعداداً للقتال .

أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) خمسين من أمهر الرماة بالتمركز فوق جبل " عينين " و هو جبل صغير . و ذلك لحماية مؤخّرة الجيش الاسلامي .

و عندما اشتعلت المعركة ، قام فرسان المشركين بهجوم للالتفاف على قوات الإسلام ، فتصدى الرماة و أوقفوا الهجوم و أجبروهم على الانسحاب .

و قام المشركون بمحاولة ثانية و ثالثة و لكنهم أخفقوا بعد أن قام سلاح الفرسان بقيادة المقداد بالتصدّي للهجوم و قاتل بضراوة .

ارتدّ المشركون بقيادة خالد بن الوليد إلى موقعهم .

و في هذه اللحظات أمر النبي بشن هجوم معاكس استهدف لواء المشركين و ذلك لزعزعة معنوياتهم .

و حدثت معارك ضارية حول اللواء و كان يسقط في كلّ مرة فيحمله آخر .

و عندما سقط للمرّة الأخيرة دبّت الهزيمة في صفوف المشركين و ولوا الأدبار ، و وقع الصنم الكبير الذي حملوه من مكة من فوق الجمل !

عندما شاهد الرماة هزيمة المشركين ، و اخوانهم يطاردون فلولهم و يجمعون الغنائم ، هبطوا من فوق الجبل ، صاح قائدهم و ذكّرهم بوصيّة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا :

ـ لقد انهزم المشركون و لا داعي للبقاء .

و في هذه اللحظة شن خالد بن الوليد مع فرسانه هجوماً عنيفاً ، لم يصمد أمامه ما تبقى من الرماة .

فوجئ الجيش الاسلامي بهجوم الفرسان ، فدبّت الفوضى في صفوفهم . و أصبح الكثير من المسلمين بين قتلى و جرحى .

عندما رأى المشركون ما حدث عادوا و حملوا اللواء و سقط الجيش الاسلامي بين فكي كماشة ، الفرسان من الخلف و المشاة من الامام .



استهدف المشركون سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) لقتله و القضاء على الإسلام نهائياً و لكن الصحابة المخلصين من أمثال علي بن أبي طالب و المقداد و الزبير و مصعب بن عمير و أبي دجانة الأنصاري و سهل بن حنيف و غيرهم صمدوا في المعركة ، و راحوا يدافعون عن حياة النبي .

فكّر سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) بالانسحاب إلى مرتفعات أحد لتسهيل عملية الدفاع ، فكان يقاتل و يقاتل معه الصحابة الأبطال و هم ينسحبون إلى أعالي الجبل . و بعد مدّة توقفت هجمات المشركين .

الدرس الكبير

كانت المعركة أُحد درساً للمسلمين تعلّموا منه الكثير ، تعلّموا منه طاعة الرسول في كلّ الظروف ، فطاعته نصر ، و عصيانه هزيمة .

لقد أصيب سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) بجروح بليغة و تعرّضت حياته للخطر بسبب تناسي الرماة وصيته بعدم مغادرة مواقفعهم فوق جبل عينين في جميع الأحوال .

تزعزت هيبة المسلمين بين القبائل و شمت بهم المنافقون اليهود .

لهذا أراد سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) إعادة هيبة الإسلام فأصدر أمراً بالتجمّع من جديد و القيام بمطاردة قوّات المشركين .

حمراء الأسد

استجاب المسلمون بالرغم من جراحهم و التفوا حول قائدهم العظيم ، فاتجه نحو مكان يدعى حمراء الأسد .

تعجّب اليهود و هم يرون التفاف المسلمين و حماسهم للتصدي لجيش المشركين بعد يوم واحد من معركة أُحد .

كان أبو سفيان قد عسكر في " الروحا " بعد أن فكّر المشركون بالعودة لمهاجمة المدينة و القضاء على الإسلام .

سمع أبو سفيان بزحف الجيش الاسلامي فشعر بالقلق لأنّه يعرف ان هزيمة المسلمين كانت بسبب تهاون الرماة ، لهذا فضّل الانسحاب إلى مكة .

أراد أبو سفيان أن يقوم بمناورة لتخويف المسلمين فأرسل تهديداته اليهم في حمراء الأسد .

لم يبال المسلمون بتهديدات المشركين و ظلّوا معسكرين في حمراء الأسد ثلاثة أيام و كانوا بوقدون النيران ليلاً تحدّياً للمشركين .

خاف أبو سفيان فأصدر أمره الانسحاب إلى مكة .

و هكذا استطاع سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) إعادة هيبة الإسلام في جزيرة العرب .

يحبّه الله

بلغت منزلة المقداد وايمانه بالله و رسوله ان قال سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) فيه و في بعض أصحابه :

ـ ان الله أمرني أن أحبّ أربعة و أخبرني أنّه يحبّهم : علي و المقداد و أبي ذر و سلمان .

توفي سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، و كان بعض الصحابة مطمئنين إلى أن خليفته هو وصيّه علي بن أبي طالب .

و لكن حدث ان اجتمع بعض المهاجرين و الأنصار و دار صراع حول الخلافة في سقيفة بني ساعدة أسفر عن مبايعة أبي بكر بالخلافة .

فوجئ المقداد و سلمان و عمّار و أبوذر و أبو أيوب الأنصاري و العباس بن عبد المطلب و غيرهم من الصحابة بهذه البيعة . و وقفوا إلى جانب الامام علي بن أبي طالب .

ظلّ الإمام على موقفه و إلى جانبه زوجته فاطمة الزهراء ابنة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) .

و بعد ستة أشهر توفيت الزهراء و هي حزينة بسبب ما حصل بعد وفاة والدها العظيم .

اضطر الإمام علي لمبايعة أبي بكر حفاظاً على مصلحة الإسلام و وحدة الاُمة . فبايع بقية الصحابة الذين امتنعوا بادئ الأمر .

بايع المقداد ( رضى الله عنه ) و انصرف إلى حياة الجهاد دفاعاً عن دين الله و رسالته . و كان يعلّم الناس القرآن ، حتى شاعت قراءته في بلاد الشام .

ظلّ المقداد و فيّاً لله و رسوله ، لم يغيّر و لم يبدّل ، ظلّ كما هو في حياة حبيبه رسول الله و في عهد أبي بكر و في عهد عمر .

و بعد اغتيال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، جعل الخلافة في ستة من أصحاب النبي ، على أن ينتخبوا من بينهم الخليفة .

و هم علي بن أبي طالب و عثمان بن عفان ، و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص ، و الزبير بن العوام ، و طلحة بن عبيد الله .

و اجتمع أصحاب الشورى لانتخاب الخليفة .

كان بعض الصحابة يتمنون عودة الحقّ إلى أهله و يورن ان الإمام علياً هو أحق الناس بالخلافة .

لهذا صاح المقداد ليسمع أهل الشورى :

ـ إن بايعتم عليّاً سمعنا و أطعنا .

و وقف عمّار بن ياسر موقفاً مؤيداً .

و لكن الاطماع لعبت دورها و أدت إلى بيعة عثمان بالخلافة .

النهاية

رأى المقداد في عهد عثمان انحرافاً عن سيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) و سيرة أبي بكر و عمر فكان يتألم لذلك رأى المقداد كيف يتصرّف الخليفة الثالث فيهب أموال المسلمين لأقربائه ، و ينصّبهم حكّاماً على الناس بالرغم من فسقهم و انحرافهم .



و رأى المقداد بعينيه ما لحق بأبي ذر من أذى و عذاب حيث توفي الصحراء وحيداً .

و ما أصاب عمار بن ياسر الذي أغمي عليه من شدّة الضرب و هو شيخ بلغ التسعين .

و رأى ما حلّ بالصحابي ابن مسعود من شتم و ضرب و إهانة .

و كان المقداد يتألّم لما أصاب الإسلام على أيدي بني اُمية الذين عاثوا في الأرض الفساد و قهروا العباد .

و بالرغم من كلّ هذا فقد ظلّ المقداد صابراً محتسباً مؤمناً بالله و بما وعد الله عباده المؤمنين الصابرين إلى ان لبّى نداء ربّه و هو في السبعين من عمره .

فسلام عليه يوم ولد و يوم مات و يوم يبعث حيّاً .

بنبونتة 17-09-2007 11:44 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / المقداد بن الأسود / (06)
 
المقداد: الفناء في الإسلام

نشأته

هو المقداد بن عمرو، بن ثعلبة، بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود البهراني، ولكنه اشتهر باسم آخر، وهو "المقداد بن الأسود الكندي".

كان والده عمرو بن ثعلبة من شجعان بني قومه، يتمتع بجرأة عالية دفعته إلى قتل بعض أفراد بني قومه، فاضطر إلى الجلاء عنهم حفاظاً على نفسه من طلب الثأر، فلحق بحضرموت، وحالف قبيلة كندة التي كانت تحتل مكانة مرموقة بين القبائل، وهناك تزوج امرأة منهم، فولدت له المقداد.

نشأ هذا الفتى في ظل مجتمع ألف مقارعة السيف، ومطاعنة الرماح، فاتصف بالشجاعة، حتى إذا بلغ سن الشباب، أخذت نوازع الشوق تشده إلى مضارب قومه في "بهراء"، ما دفعه إلى تخطي آداب "الحلف"، لأنه كان يعتبر أن الحلف لا يعني أكثر من قيد "مهذب" يضعه الحليف في عنقه وأعناق بنيه، ولذا لم يكن هو الآخر أسعد حظاً من أبيه، حيث اقترف ذنباً مع مضيفيه و"أخواله"، فاضطر إلى الجلاء عنهم أيضاً نتيجة خلاف وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي ـ أحد زعماء كندة ـ فهرب إلى مكة، ولما وصل إليها، كان عليه أن يحالف بعض ساداتها كي يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم، فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهري أحد جبابرة قريش، فتبناه، وكتب إلى أبيه يطلب إليه القدوم إلى مكة، وأصبح منذ ذلك اليوم يعرف بالمقداد بن الأسود، نسبةً لحليفه، والكندي، نسبةً لحلفاء أبيه.

إسلامه

يظهر من مجمل النصوص أن المقداد كان من المبادرين الأُول لاعتناق الإسلام، حيث ذكر ابن مسعود أن أول من أظهر إسلامه سبعة، وعدّ المقداد واحداً منهم، إلاّ أنه كان يكتم إسلامه عن سيِّده الأسود بن عبد يغوث خوفاً منه على دمه، شأنه شأن بقية المستضعفين من المسلمين الذين كانوا تحت قبضة قريش عامةً، وحلفائهم خاصة.

ولكن المقداد كان يتحيّن الفرص للتخلّص من ربقة "الحلف" الذي أصبح يشكل بالنسبة له ضرباً من العبودية، وفي السنة الأولى للهجرة، قيّضت له الفرصة لأن يلحق بركب النبي(ص)، وأن يكون واحداً من كبار صحابته المخلصين. فقد عقد رسول الله(ص) لعمه الحمزة لواءً أبيض في ثلاثين رجلاً من المهاجرين ليعترضوا عير قريش، وكان هو وصاحب له، يقال له عمرو بن غزوان لا زالا في صفوف المشركين، فخرجا معهم يتوسلان لقاء المسلمين، فلما لقيهم المسلمون انحازا إليهم وذهبا إلى المدينة للقاء الرسول(ص)، حيث كانت بداية الجهاد الطويل.

بين الرسول والمقداد

وفي وقت كان فيه المسلمون والمهاجرون يعانون وضعاً مادياً صعباً، حيث إنهم كانوا قد تركوا كل ما لديهم في مكة، حلّ المقداد وجماعة معه في ضيافة الرسول(ص)، فضلاً عن أن قوافل المهاجرين الجدد لم تنقطع، وكان على النبي(ص) أن يستقبلهم ويهيئ لهم ما يحتاجون إليه من متطلبات الحياة الضرورية.

وقد لعب دوراً في حركة المسلمين التي كان يقودها النبي، حيث إنه أطلق سراح الحكم بن كيسان، الذي وقع في قبضة المسلمين أسيراً مع عثمان بن عبدالله، أثناء قيام المسلمين بسرية نخلة، وذلك رداً على اختفاء اثنين من المسلمين كانا قد ضلا الطريق وتأخرا عن أصحابهم، فظن الناس أن قريشاً قد حبستهما أو قتلتهما، ويحدثنا المقداد عن ذلك فيقول:

"أراد أمير الجيش أن يضرب عنقه، فقلت دعه نقدم به على رسول الله، ولما قدمنا إلى رسول الله(ص)، جعل رسول الله يدعوه إلى الإٍسلام، وأطال الرسول(ص) الكلام، حتى طلب منه عمر أن يضرب عنقه، ولكن النبي(ص) رفض ذلك، حتى أعلن الحكم أخيراً إسلامه".

ومن مآثر المقداد دوره الفذّ في تحويل المسار باتجاه المواجهة وتصليب موقف المسلمين في موقعة بدر الكبرى. وحيث كان التوازن مفقوداً بين قوات المسلمين وقوات المشركين. وقد جاء في قول المقداد: "يا رسول الله، امضِ لأمر الله فنحن معك، والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى: إذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ههنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون، والذي بعثك بالحق، لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه..".

ثم طلب الرسول(ص) من أصحابه المشورة، فتحدث بمثل ذلك سعد بن معاذ، سيد الأوس، والمهاجرون ، بكلمات تبعث في نفوس المسلمين الأمل بالنصر على عدوهم.

ويبدو أن كلمات المقداد كان لها وقع خاص في نفس النبي(ص)، فإنه حين سمعها انفرجت أسارير وجهه ابتهاجاً، كما يظهر من حديث ابن مسعود، حيث قال: "لقد شهدت مع المقداد مشهداً لئن أكون صاحبه أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس..."، ثم قال: "فرأيت رسول الله(ص) يشرق وجهه بذلك وسرّه وأعجبه".

أما في موقعة أحد، برز المقداد كقائد يتولّى إمرة خيل المسلمين إلى جانب الزبير كما جاء في بعض الروايات، ومما يُروى أيضاً أنه كان أحد المسلمين القلائل الذين وقفوا إلى جانب الرسول(ص) عندما لاذ المسلمون بالفرار وتفرقوا عن رسول الله(ص)، حيث ذكر أنهم كانوا سبعة، منهم: علي وطلحة والزبير وأبو دجانة، وقد روي عن ابن عباس أنه قال: ولهم خامس وهو عبد الله بن مسعود، ومنهم من أثبت سادساً، وهو المقداد بن عمرو.

كما شارك المقداد في غزوة الغابة التي وقعت في السنة السادسة للهجرة، وتسمى غزوة ذي قرد، وكانت على إثر إغارة عيينة بن حصن بأربعين فارساً على لقاح (إبل حامل) لرسول الله(ص)، وقد أمر رسول الله بالخيل لثمانية وهم: المقداد، وأبو قتادة، ومعاذ بن ماعص، وسعد بن زيد، وأبو عيّاش الزُرَقي، ومُحرز بن نَضْلة، وعكّاشة بن محْضَن، وربيعة بن أكتم، إضافةً إلى الأمداد الأخرى، فاستنقذوا عشر لقائح، وقتل في هذه المعركة من المسلمين واحد ومن المغيرين خمسة.

الزواج

كانت مشكلة الشعور بالتفوّق العرقي لدى العرب تحول دون شدِّ الأواصر فيما بينهم، فضلاً عن تثبيتها بينهم وبين القوميات الأخرى، فكان العربي الذي ينتمي إلى قبيلة ما، يأنف من تزويج كريمته إلى عربي آخر من جنسه ينتمي إلى قبيلة أخرى يراها دونه في الحسب والنسب، فضلاً عن أن يزوجها إلى رجل حليف، أو غير عربي، فإنه يرى في ذلك مجلبةً للمهانة عليه، بل ومدعاةً للصغار والذلة بين القبائل الأخرى.

وكان المقداد يريد الزواج من ابنة عبد الرحمن، فرفض وأغلظ القول، فقصد الرسول(ص) يشكو ما أصابه، فزوّجه(ص) ابنة عمه "ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب"، وهي التي درجت في أعزِّ بيت في قريش والعرب، وأعز بيت في الإسلام.

الشورى

وانسحب ذلك الدور الريادي الذي أدّاه المقداد على مَن جاء بعد رسول الله(ص)، ما جعل عمر يوكل إليه مهمة جمع أعضاء الشورى، حيث قال له: "إنّ اتفق خمسة وأبى واحد فاضرب عنقه، وإن اتفق أربعة وأبى اثنان فاضرب أعناقهما، وإن اتفق ثلاثة، وخالف ثلاثة، فانظر الثلاثة التي فيها عبد الرحمن، فارجع إلى ما قد اتفقت عليه، فإن أصرت الثلاثة الأخرى على خلافها فاضرب أعناقها، وإن مضت ثلاثة أيام ولم يتفقوا على أمر، فاضرب أعناق الستة، ودع المسلمين يختارون: إذا وضعتموني في حفرتي، فاجمع هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلاً منهم". ولعلّه إنما أشار على المقداد بذلك ليكون ممثلاً للمهاجرين في مراقبة الشورى.

جمع المقداد أعضاء الشورى الستة في بيت، ووقف أبو طلحة الأنصاري على الباب ومعه خمسون رجلاً متقلدين سيوفهم تنفيذاً لوصية عمر، أما عبد الرحمن بن عوف، فقد أمضى أياماً ثلاثة يشاور الناس في أمر الخلافة.

وكان الناس قد انشطروا بين مؤيد لعلي ومؤيد لعثمان، وكان المقداد الأسود وعمار بن ياسر من المؤيدين لعلي(ع)، والفريق الممثل بابن أبي سرح وابن أبي المغيرة من المؤيدين لعثمان.

أقبل المقداد بن الأسود على الناس، فقال: "أيها الناس، اسمعوا ما أقول، أنا المقداد بن عمرو، إنكم إن بايعتم علياً سمعنا وأطعنا، وإن بايعتم عثمان سمعنا وعصينا"!.

وردّ عليه عبد الله بن أبي ربيعة المخزوم، وقال: "أيها الناس، إنكم إن بايعتم عثمان سمعنا وأطعنا، وإن بايعتم علياً سمعنا وعصينا".

فانتفض المقداد ورد عليه فقال: يا عدو الله وعدو رسوله وعدوّ كتابه، ومتى كان مثلك يسمع له الصالحون".

وهكذا رد عليه عبد الله بن أبي سرح، وتدخل آخرون، حتى كادت أن تقع الفتنة، فوهب طلحة حقه من الشورى لعثمان، والزبير لعلي، وسعد لعبد الرحمن، وهكذا أسفرت الجولة هذه عن رح جان بيّن لعبد الرحمن، حتى أضحى مركز الثقل.

وفي الجولة الثانية: فقد تمّت مبايعة عثمان بعد أن رفض الإمام علي(ع) شروط البيعة، وقد عبر علي(ع) عن عدم رضاه عن هذه النتيجة، وتسليمه بالأمر الواقع، قائلاً: "لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جورٌ إلاّ عليّ خاصة".

وكان للمقداد موقف من الشورى تجلى بقوله: "تالله ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم، واعجباً لقريش، لقد تركت رجلاً ما أقول ولا أعلم أن أحداً أقضى بالعدل ولا أعلم ولا أتقى منه! أما والله لو أجد أعواناً"، ولذلك اتهمه عبد الرحمن بأنه إنما يثير الفتنة..

ولكنّ تحرك المقدادلم يتوقف عند هذا الحد، حيث إنه كان في اليوم الأول قد صعد المنبر، وجلس في الموضع الذي كان يجلس فيه رسول الله، ولم يجلس أبو بكر ولا عمر فيه، جلس أبو بكر دونه بمرقاة، وجلس عمر دون أبي بكر بمرقاة، فتكلم الناس في ذلك، فقال بعضهم: "اليوم ولد الشر".

وما أثار حفيظة المسلمين ودفعهم إلى الجهر بالمعارضة، ما تناهى إلى سمعهم من قول لأبي سفيان في محضر الخليفة يستشف منه بداية التفكير في تحويل الخلافة إلى ملك، وكان ذلك بعد خلوته ببني أمية التي أنكر فيها النبوة والرسالة، حيث قال: "أعندكم أحد من غيركم؟ قالوا لا، قال: تلقفوها يا بني أمية تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما من عذاب ولا حساب، ولا جنة ولا نار، ولا بعث ولا قيامة". فانتهره عثمان وساءه بما قال، وأمر بإخراجه.

وشاعت مقالة أبي سفيان بين المسلمين، فكان لعمار والمقداد وعبد الرحمن موقف، ودخل الأخير على عثمان وطلب منه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويعلن براءته من مقالة أبي سفيان، وعندما التقى المقداد في اليوم التالي عبد الرحمن قال له: "إن كنت أردت ـ بما صنعت ـ وجه الله، فأثابك الله ثواب الدنيا والآخرة، وإن كنت إنما أردت الدنيا، فأكثر الله مالك"!….

وهكذا يبدو أنّ المقداد كان قد نشب بينه وبين عثمان الخلاف منذ بداية تولي عثمان أمر الخلافة، ولكنه تعاظم مع تصرفات عثمان وتعطيله للحدود، والإسراف في مال الله ووضعه في غير مستحقيه، كإعطاء مروان خمس خراج أرمينية، وإقطاعه فدكاً، وإعطاء ابن أبي سرح جميع ما أفاء الله على المسلمين من فتح أفريقيا وما إلى ذلك من الأمور، والتي كان آخرها إرساله إلى ابن أبي سرح ـ واليه على مصر ـ كتاباً يأمره فيه بقتل قوم من المسلمين، مما لم يدع مجالاً للسكوت، فكان آخر ما قام به المقداد في هذا المضمار ـ هو وتسعة نفر من الصحابة ـ أن وجهوا إلى عثمان كتاباً يعرضون فيه بعض الأمور التي خالف بها سنة رسول الله(ص) وسنة صاحبيه، كما يقول ابن قتيبة ـ وتعاهدوا ليدفعن الكتاب في يد عثمان، ومضى عمّار بن ياسر بالكتاب إلى عثمان، فكان الرد أن ضُرب وفتقت بطنه.

كان المقداد يرى أن الخلافة حق مشروع لعلي(ع) وله دون غيره، ومما قاله: "وا عجباً لقريش! ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله(ص)، أعلم الناس وأفقههم في دين الله وأعظمهم فناءً في الإسلام وأبصرهم بالطريق وأهداهم للصراط المستقيم"!. وما إلى ذلك من النصوص التي تتحدث عنه.

توفي المقداد في سنة 33 للهجرة أو أقلّ ـ على اختلاف الروايات ـ بعد أن شهد فتح مصر، وقد بلغ من العمر سبعين سنةً، وذلك بعد أن شهد كل مواقع الجهاد مع رسول الله(ص)، ودفن في الجرف، في مكان قريب من المدينة.

بنبونتة 17-09-2007 11:45 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / المقداد بن الأسود / (06)
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أمرني الله عز وجل بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم، علي والمقداد، وأبوذر وسلمان” ولقد ضرب الاسلام احسن الأمثلة وأقواها للحرية والاخاء والمساواة فسوى بين الحر والعبد وبين الأبيض والأسود ولم يجعل فضلاً لأحد على أحد الا بالتقوى والعمل الصالح فالناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين كبير ولا صغير ولا بين غني ولا فقير ولا بين شريف ولا وضيع.

أصاب عمرو والد المقداد دماً في قومه وأصبح مطاردا طلبا للثأر فخشى على نفسه وهرب إلى حضرموت وتحالف مع قبيلة “كندة” حتى يضمن لنفسه العيش الآمن المطمئن، وتزوج من إحدى بنات القبيلة فولدت له المقداد، الذي شب ونشأ بين افراد قبيلة أمه كأحسن ما تكون النشأة، وكبر المقداد، وحدث ان وقع خلاف بينه وبين احد اصحابه فلم يتمالك المقداد نفسه وضربه بالسيف في رجله ضربة احدثت به جرحاً بليغاً فتوعده وهدده فخشى المقداد منه وأوجس في نفسه خيفة وايقن انه هالك لا محالة وان اهل المصاب لن يتركوه ينعم براحة البال أو يعرف للعيش الهادئ طعما فهرب إلى مكة وتحالف مع ابن يغوث الزهري فتبناه الاسود، ونسب اليه المقداد واصبح يطلق عليه المقداد بن الأسود وظل معروفا بين الناس بهذا الاسم إلى أن نزل قول الله تبارك وتعالى: “ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله” فرجع إلى اسمه الأول المقداد بن عمرو ولكن غلبت عليه تسميته بالمقداد بن الأسود.

سبَّاق إلى الاسلام

وكان المقداد من أوائل المسلمين الذين صدقوا الرسول صلى الله عليه وسلم وآمنوا بما جاء به، روي عن عبدالله بن مسعود انه قال: “إن أول من اظهر الاسلام في مكة، سبعة منهم المقداد”. وروي عن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: “لم يكن نبي الا اعطي سبعة نجباء وزراء ورفقاء واني اعطيت أربعة عشر وذكر منهم: حمزة، وجعفر، وابوبكر وعلي والحسن والحسين وابن مسعود وسلمان وحذيفة وابوذر والمقداد وبلال” وكان من الطبيعي ان تقف قريش من الدعوة الاسلامية موقف العداء السافر لانها رأت في تلك الدعوة الخطر الداهم الذي يهدد كيانها المادي ويزعزع نفوذها الأدبي فلقد كانت الكعبة مركز عبادة الأصنام ومحج العرب، وكان زعماء “قريش يستمدون مجدهم وعزهم وفخرهم وعظمتهم على سائر الناس من صلتهم بالبيت الحرام وقيامهم على حراسة الاصنام وسقاية الحجاج كما كانوا يعتبرون الكعبة مورد رزق ثابت. وانتصار الرسول صلى الله عليه وسلم معناه ضياع سلطانهم المادي ونفوذهم الأدبي وهما اعز ما يعتمدون عليه في حياتهم، لذلك عظم عليهم الأمر فصممت قريش على ان تقف من الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه موقف الصرامة والحزم وان تعمل على قتل الدعوة الاسلامية باضطهاد صاحبها ومن تبعه ولقد كان موقفهم من المسلمين الذين اتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم وآمنوا به اشد قسوة واكثر عنفا.

ثبات على الحق

كان المقداد بن الأسود من الذين عمر الاسلام قلوبهم واطمأن الرسول صلى الله عليه وسلم الى استعدادهم لقبول دعوته وتعرض المقداد لما تعرض له المسلمون من قسوة “قريش واضطهادها وعذابها وتفننها في التنكيل بهم فلم يرضخ لتهديد ولم يذعن لوعيد ولم يضعف ما لقيه إيمانه ولم يوهن من عزيمته هول المحنة التي عاشها بل على العكس ساعد ما شاهده وتعرض له على إذكاء الحماسة الدينية في نفسه، وعز على الرسول صلى الله عليه وسلم ان يرى أصحابه واتباعه يتعرضون للسخرية والاستهزاء ويتجرعون العذاب والاضطهاد وهو عليه افضل الصلاة وازكى السلام لا يملك لهم شيئاً فهو يتعرض لمثل ما يتعرضون له فأشار عليهم بأن في الأرض فرارا بدينهم، فسألوه: أين نذهب؟ فأشار إلى الحبشة، ورسم المسلمون لأنفسهم خطة السير إلى الحبشة، حتى وجدت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بيئة صالحة في أرض يثرب والتي لم تلبث ان اصبحت بعد هجرة سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه إليها معقلا للإسلام وملجأ لجماعة المسلمين، ثم عاد المقداد مع المهاجرين الذين رجعوا من الحبشة ولحق بالرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وعاونه في نشر الدعوة الإسلامية واشترك مع الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الغزوات والسرايا.

قائد بألف

واشترك المقداد في الفتوحات الاسلامية في بلاد فارس والشام وابلى في فتح مصر بلاء حسنا فعندما سقطت قرية ام رنين في أيدي القوات الاسلامية بقيادة عمرو بن العاص واصبحت القوات التي تحت امرته بعد المعارك التي خاضها المسلمون مع الرومان في قلة، ارسل إلى خليفة المسلمين وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطلب منه المدد حتى يستطيع تكملة الفتح ويخترق اسوار حصن “بابليون” فأمده الخليفة بأربعة آلاف جندي وعلى رأس كل ألف قائد من القواد يقوم مقام الألف وكتب الخليفة إلى عمرو بن العاص يقول له: “إني قد أمددتك بأربعة آلاف رجل، منهم الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد”، وقد ابدى هؤلاء القواد الأربعة مع عمرو بن العاص مهارة ممتازة وكفاءة نادرة في فتح مصر لدرجة ان المسلمين قالوا ان عمر بن الخطاب أمد عمرو بن العاص بثمانية آلاف رجل لأن كل قائد من هؤلاء القواد الأربعة كان يعدل الف جندي.

فقه ووفاء

اشتهر المقداد بالتفقه في الدين إلى جانب اشتهاره في المهارة في الحرب فروى كثيراً من الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه كثير من المسلمين الأولين، وكان المقداد وفيا أشد الوفاء لآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم قد تجلى هذا الوفاء عندما توفى عمر بن الخطاب وكان قد اختار ستة من الصحابة ليتشاوروا ويختاروا من بينهم من يخلف عمر في الخلافة.

وانقسم هؤلاء الستة إلى قسمين واصبح المسلمون فريقين: فريق يؤيد عثمان بن عفان رضى الله عنه ويرى ضرورة اختياره خليفة للمسلمين والفريق الآخر يرى أن علياً بن ابي طالب كرم الله وجهه هو الأحق بالخلافة وكل من الفريقين له رأيه ووجهة نظره التي يؤيد بها دعواه واختياره وعندما اجتمع المسلمون في المسجد قام سعد بن ابي وقاص ليتدارك الموقف قبل ان يستفحل الأمر العظيم ويتخذ شكلاً آخر لا يرضي أحداً من الطرفين فيما بعد، وقال لعبد الرحمن بن عوف: “يا عبدالرحمن أفرغ قبل ان يفتتن الناس” وتمت البيعة لعثمان بن عفان خليفة للمسلمين على الرغم من معارضة عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وغيرهما ممن ارادوا مبايعة علي، وتوفي المقداد في السنة الثالثة والثلاثين من الهجرة بأرض له في الجرف وحمل الى المدينة وكان قد بلغ السبعين من عمره وقيل في سبب وفاته انه كان عظيم البطن وكان له غلام رومي فقال له: “أشق بطنك فأخرج منه شحمه” وتلطف مع المقداد حتى وافق على اقتراحه فشق بطنه ثم خاطه فمات المقداد وهرب الغلام.


الساعة الآن 03:29 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w