مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   روحانيات (http://www.rwwwr.com/vb/f5.html)
-   -   مسابقة أصحابي كالنجوم / المقداد بن الأسود / (06) (http://www.rwwwr.com/vb/t8714.html)

محمد 18-09-2007 05:36 AM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / المقداد بن الأسود / (06)
 


قال الحبيب المصطفى له :


( إن اللـه أمرنـي بحُبِّـك وأنبأني أنه يُحبك )



نسبه

هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة القضاعي الكندي البهراني

والمشتهر به هو ابن الأسود الكندي

والكندي نسبةً لحلفاء أبيه ،،

وأما االبهراني فهو نسبةالى قبيلة بهراءالتي كانت تعيش في ارض قريبة من اليمن .

سُـميّ بالأسود نسبةً لتبني ( الأسود بن عبد يغوث الزهريّ ) له أيام الجاهلية ،،

حتى نزلت الآية الكريمة التي تنسخ التبني فـنُـسِبَ لوالده عمرو ،،



علا شأنه


كان له في رسول الله أسوة حسنة مم لاقاه من اذى قريش فأحتسب صابرا منتظراً لفرجٍ قريب ،،

وماذلك إلا قوة وصلابة أضيف لمعتقده وإيمانه ،،


وهاهي معركة بدر تسطر فوزاً آخر وسجلّ التاريخ للمقداد العزيمة والعزة والانتصار للحق لاللغالبية بمقولته المشهورة لرسول الله عليه الصلاة والسلام : ( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا ) إنا معكما مقاتِلون ،،، والذي بعثك بالحق لو سرت بنا الى برك العماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه. ولنقاتلن عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك حتى يفتح الله لك"..

أجل لقد بلغت كلمات المقداد غايتها من أفئدة المؤمنين


ويليها أحد فكان على رأس ميسرة الجيش الأوائل ،،،

فكان من بعض بضعة عشر رجلاً ممن أحاطوا الرسول عليه الصلاة والسلام بعدما تزلزت صفوف المسلمين بسبب البلبة التي حدثت يحوطونه بسيوفهم واجسادهم إحاطة السوار بالمعصم وَيقونه بأجسادهم ،،

وكان المقداد رضوان الله عليه في مقدّمة هؤلاء الابطال الثّابتين الصّادقين بعهدهم مع الله ورسوله والمؤمنون ،،،

لقد أمتلأ قلبه حباً لرسو الله فقد كان يخشى عليه من كل شيء فلا تسمع في المدينة فزعة وإلا المقداد واقف بجنب دار النبي راكباً فرسه شاهراً سيفه مخافة أن يصاب الحبيب المصطفى بأي مكروه


أفلم يكن أهلا ليقول له الحبيب المصطفى :

"ان الله أمرني بحبك وأنبأني أنه يحبك"


محمد 18-09-2007 04:28 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / المقداد بن الأسود / (06)
 
المقداد بن الأسود

انه المِقداد بن عمرو، المعروف بابن الأسود الكنديّ.
كنيته أبو عمرو، وقيل: أبو معبد، ولقبه ( البهرانيّ ) نسبةً الى قبيلة ( بهراء ) التي كانت تعيش في ارض قريبة من اليمن، اسمها حضرموت، ولذالك لُقّب بالحضرميّ أيضاً.
يشدّ الفتى المِقداد رحاله إلى مكّة، وفيها يتّصل « بالأسود بن عبد يغوث الزهريّ »، فينزل عنده آمناً مطمئنّاً.
وتمضي أيام، واسابيع.. ويُعجب « الأسود » بفتاه إعجاباً شديداً، ويرى في المقداد فتى عالي الهمّة، متّقد الذهن، سريع الخاطر، ترتسم على مُحيّاه الصارم علائم النّجابة والفطنة، والعزيمة التى لا تلين، والارادة الصلبة التي لا تنثني، وتلتمع عيناه السّوداوان ببريق أخّاذ، ممّا ينبئ بمستقبل له عظيم ..
فيتبنّاه، ويعرفه الناس منذئذ بالمقداد بن الاسود، و هذا شيء طبيعي جداً حينذاك. ويشبّ الفتى، ويبلغ السادسة والعشرين من سنينه، إنّه في عنفوان الشّباب، وفي قمّة العطاء.
وفي هذا الوقت يعلن النبيُّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم دعوته للناس، وينتشر الاسلام ديناً جديداً على كلّ شفه ولسان، ويصبح حديثَ مكّة وما حولها من القرى. ويسارع المقداد إلى إعلان إسلامه، وقد وجد في الدين الحنيف ضالّته المنشودة.
وهكذا كان المقداد احد السّبعة الذين كانوا أوّلَ مَن أظهر الاسلام ونصروه، فانتصر بهم.
وكان لابدّ للمقداد أن يلاقي الكثير من أذى قريش وتنكيلها، واضطهادها. فتحمّل الأذى، وصبر على العذاب، وله في النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أُسوةُ حسنة، وله في الكثير من الصّحابة الكرام المضطهدين جميل العزاء.
وكان لا يزداد على الأذى والعذاب إلاّ صلابةً في العقيدة وإيماناً راسخاً على المبدأ، كالذّهب، تصهره النّار، فيزداد صفاءً ونقاء.
ويأتي أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، بالهجرة إلى الجشة، فيهاجر المقداد اليها مع الدّفعة الثانية من المهاجرين، ويبقى فيها مدّة، يعود بعدها الى بلده الجديد الحبيب، مكة، متابعاً جهاده، وباذلاً جهوده في سبيل نصرة الدين الحنيف، بصمت، ودأب، وصبر، وعزيمة لا تلين.
ويشتدّ أذى قريش، ويلاقي المسلمون في مكّة أهوالاً، ويتحمّلون ما لا تتحمّله الجبال، ويصبرون ما وسعهم الصبر، وعندما يُحدق الخطر بهم جميعاً، فيخافون على دينهم، وعلى انفسهم، يهاجر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى يثرب ( المدينة المنوّرة )، ويأمر اصحابه القادرين بالهجرة اليها.
ويشاء الله أن يبقى المقداد في مكّة على أن يلتحق بصحبه في المدينة، ولكن في وقت آت! ..
ويتساءل المقداد: متى اللّحاق بالأحبّة، محمّد وصحبه؟! .. ويأتي الجواب: اصبر صبراً جميلاً، فعسى أن يكون ذلك قريباً أن شاء الله! .
ويتعاظم أمر الاسلام، وينتشر بسرعة كالنار في الهشيم، وترى قريش في ذلك خطراً متفاقماً يهدّد مصالحها وسيادتها، وعبادةَ أوثانها.
وينبري أبوجهل يحرّض قريشاً على التصدّي للخطر الدّاهم، الذي هو الاسلام. وتستجيب قريش للنداء، وتجهّز مئتَيْ مقاتل بقيادة عكرمة بن أبي جهل، ترسلهم باتّجاه المدينة للقضاء على الإسلام والمسلمين.
ويبلغ النبيَّ الخبر، فيهيّئ من رجاله ستّين مقاتلاً بقيادة أبي عبيدة بن الحارث، ويأمرهم بالتصدّي لجيش قريش. وفي اليوم الثاني يترآى الجيشان، وقُبَيل احتدام المعركة ينحاز المقداد وعتبة بن غزوان الى معسكر المسلمين، وكانا في جيش قريش ـ فيغضب عكرمة بن أبي جهل لذلك غضباً شديداً .. ويتراشق الفريقان بالنّبل، وتدور معركة قصيرة بين الفئتين، يولّي المشركون على أثرها الأدبار، هاربين.
ويفرح المسلمون بانتصارهم فرحاً شديداً، ويتضاعف فرحهم بعودة المقداد وصاحبه اليهم في الوقت المناسب، ويعودون الى المدينة تسبقهم إليها البشائر بالنّصر، وعودةِ المقداد! ...
وفي المدينة المنوّرة يحفّ المقداد وكرام الصحابة بالرسول الأعظم، ويناديه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بالمقداد بن عمرو، بعد نزول آية:
أُدْعوهُم لآبائِهم هُوَ أقْسَطُ عِنْدَ الله
فأبوه مَن وَلَده، لا مَن تبنّاه، والانتساب بالتالي اليه. ويصبح المقداد مع زمرة يسيرة من الصحابة، من خاصّة المقرّبين إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وصحابياً جليلاً يُشار اليه بالبَنان! ..
وتتسامى شخصية المقداد رضوان الله عليه وقد أثّر فيها الدين الحنيف أثرَه البالغ، وطبعها بطابع إيمانيٍّ عذب رقيق، فهي متوجّهة إلى المولى عزّوجلّ بكلّ شؤونها .. ترضى لرضاه، وتغضب لغضبه، وتستسلم لمشيئته. ولذلك ـ وهذا امر طبيعيّ ـ نراه في طليعة المبادرين الى نصرة الدين، والدفاع عن رسول صلّى الله عليه وآله، فاذا ما ثارت حرب كان في طليعة فرسانها.
وها هو ذا في معركه بدر الكبرى يخوضها، مسجّلاً مع إخوانه الأبطال المؤمنين أوّلَ انتصار حاسم للاسلام والمسلمين. وتَذْكر الروايات بأنّه أوّل مَن قاتل على فرس في سبيل الله تعالى.. وقد دعاها بالسّابحة، لسرعة عَدْوها واصالتها.
وقبل أن تبدأ المعركة هذه، ينظر المسلمون الى الاعداد والعداد الزاحفة اليهم من قريش، وتتّضح لهم خطورة هذه المعركة، فالفرق شاسع وكبير بين جيش المسلمين القليلي العَدد والعُدّة، وجيش المشركين الذي يبلغ قرابة الألف، بينهم مائة فارس، ومئات الإبل تحمل العدّة والمؤونة والمسعفات والمسعفين. ويستطلع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم رأيَ أصحابه: ماذا تَرَون؟ ..
ويجيب أحدهم مقترحاً العودة والانسحاب، فالمعركة في رأيه انتحارية.
ويتبعه بهذا الرأي آخر، فالمعركة غير متكافئة، والنصر فيها شبه مستحيل.
وسرعان ما تنقشع هذه السحابة العابرة من التوهّم، وقد انبرى المقداد قائلاً بصوت هادر بالايمان واليقين:
« يا رسول الله، إمضِ لما أراك اللهُ فنحن معك، واللهِ لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى فَاذْهَبْ أنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إنّا هَاهُنا قَاعِدُونَ ولكن:
فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا أنا معكما مقاتِلون.
فَوَالذي بعثك بالحق، لو سِرتَ بنا الى « بَرْكِ الغمِاد » ( موضع بناحية اليمن ) لَجالَدْنا ( قاتلنا ) معك من دونه حتّى تبلغَه! ... »
ويُشرق وجه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يستمع الى هذا القول الصادق، فيدعو للمقداد بالخير! ...
ويكون لهذا القول تأثيره العميق في نفوس سامعيه.. وتنجلي المعركة عن نصر كبير حاسم يحرزه المسلمون.. وانهزم المشركون وهم يجرّون وراءهم أذيال الخيبة والذّل والعار.
ولكن، هل تسكت قريش عن هذه الهزيمة النّكراء ؟!
لا.. لن يطول سكوت قريش، وها هي ذي تُعدّ الُعدّة من جديد، لتنتقم لقتلاها في معركة بدر، وقد فقدت فيها الكثير من ابطالها وخيرة فرسانها.. وتكون « معركة أُحُد ».
ويعبّئ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم جيشه للقتال، ويرصّ الصّفوف، واضعاً المقداد رضوان الله عليه على رأس مَيْسرة الجيش.
وتنتهي المعركة هذه بما يشبه البلبلة فى صفوف المسلمين، وقد كرّ عليهم « خالد بن الوليد » من ورائهم .. وكان حينئذ على رأس جيش المشركين، فينهزم المسلمون، ويثبت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويثبت معه بضعة عشر رجلاً يحوطونه بسيوفهم واجسادهم، أحاطةَ السّوار بالمعصم، وَيقُونه بأنفسهم.
وكان المقداد رضوان الله عليه في مقدّمة هؤلاء الابطال الثّابتين الصّادقين، في موقف عصيب قلّ فيه الناصر، ويتنادى المسلمون للعودة الى ساحة المعركة، فالرسول وصحبه يخوضون غمارها، فيعودون، ولكني بعد أن كادت أن تضع الحرب أوزارها وبعد فوات الأوان! ..
وتمضي الأيّام، وتكرّ الأعوام.. والمقداد يزداد من النبيّ قُرباً، فيزداد النبيُّ له حبّاً، فيقول صلّى الله عليه وآله وسلّم:
« أنّ الله أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنّه يُحبّهم:
عليّ والمقداد وأبي ذرّ وسلمان ».
وفي مناسبة ثانية يقول فيه: « مِقداد منّا .. ».
ويؤاخي الرسولُ صلّى الله عليه وآله وسلّم بينه وبين « جبر بن عتيك »،
إنّما المؤمنونَ إخوة . ويلتحق صلوات الله عليه وآله بالملأ الأعلى، وهو عن هؤلاء راضٍ كلَّ الرضى.
ويكون ما كان بعد ذلك:
حيث تبرز المطامع، وتثور الأحقاد، ويُحال بين الإمام عليّ عليه السّلام والخلافة، فيسكت على مضض « وفي العين قذىً وفي الحَلْق شجى » ـ كما يقول عليه السّلام ـ وينفضّ الناس عنه، وهو مَن هو عِلماً وتقوى وشجاعة وقُربى من الرسول .. فيصبر، كما أوصاه الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وعهد اليه .. ويلتفت حواليه، فأين الصحاب؟!
ويجتمع حواليه نفر قليل، لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة.. وفي طليعتهم هؤلاء الثلاثة الذين أحبّهم الله و أمر رسولَه بحبّهم: المقداد، وأبو ذرّ، وسلمان! ..
ويدور هؤلاء الثلاثة في فلك الإمام عليّ عليه السّلام، فهو من الحق كالقطب من الرحى، وهم أتْباع الحق يطلبونه أنّى كان، ويدورون معه كيفما دار! ...
أمّا بالنسبة للمقداد خاصةً فهو ينفرد عن صاحَبيه بالتسليم لما قضى الله وأراد في شأن الإمام عليّ عليه السّلام، وابتلائه العظيم.
تطالعنا بعض الروايات، حول هذا الموضوع بالذات، بأنّ الحيرة تطرّقت الى قلب سلمان الفارسيّ وهو يرى الإمامَ عليه السّلام يُقيَّد بحمائل سيفه ويُؤتى به الى المسجد مغلوباً على أمره. فقال سلمان ساعتئذ في نفسه:
إننّا نعهد علياً يعرف اسم الله الأعظم، الذي أن دعا به على الجبال اندكّت، أو على الأرض ساخت بأهلها، وها هو ذا يُقاد عاجزاً لا حول له ولا طَول، فهل عجزتَ يا أبا الحسن؟! أوَ لا دعوتَ على هؤلاء القوم فتطبق عليهم الارض ويُريدُ اللهُ أن يُحقَّ الحقَّ بِكَلماتِهِ، وَيقطعَ دابِرَ الكافرين ..
أمّا ابوذر الغِفاريّ رضوان الله عليه، فكان يحزن حزناً شديداً أمام هول ما يرى وما يحلّ بالامام العظيم، وكان لا يصدّق عينَيه بما تشاهدان، فلا يتمالك نفسه، ولا يجد تفسيراً لما يرى ويسمع، فيأمره الإمام عليه السّلام بالصّبر، فالعاقبة للمتّقين.
وأمّا المِقداد رضوان الله عليه فكان أشدَّ تسليماً لله صبحانه، وهو يرى إمامَه وإمام المسلمين يُفعَل به ما يُفعل، وهو صابر محتسب، فـ للهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ، وله الخِيَرة، وهو الفعّال لما يريد.
وضمن هذا الاطار قال الإمام الباقرعليه السّلام لأبي بكر الحضرميّ:
« إن أردتَ أن تعرف شخصاً لم يتطرّق الشّكُّ إلى قلبه ولم يدخل فيه، فاعلم أنّه المِقداد! »
إنِ الحُكمُ إلاّ حُكمك، لك الأمر في الدنيا وفي الآخرة وإليك المصير! ...
وهكذا كان المقداد أقربَ الصاحبة إلى أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام، وأشدَّهم به تمسّكاً ووثوقاً وايماناً.
لم يشكّ في إمامة عليٍّ اميرالمؤمنين عليه السّلام، أوأحقّيته بالخلافة، طرفةَ عين، فما زاغ قلبه أمام جبروت الظالمين وسلطانهم، لا تأخذه في الله لومة لائم. ولطالما كان يتمنطق بسيفه، ويأتي إلى امير المؤمنين عليه السّلام واضعاً نفسه في خدمته، وتحت تصرّفه.
وتقرّ نفس الإمام عليه السّلام بهؤلاء الخُلّص من الصّحب والأعوان .. بهؤلاء الحواريّين، والمقداد في طليعتهم، لا يرضَون عن الحقّ بديلاً !
وهو عليه السّلام لم ينس للمقداد موقفه حين قال: « واللهِ لو اجتمع معي اصحاب ينصرون، لقاتلت اليوم أعداءَ عليٍّ كما قاتلتُ يوم بدر وأُحُد ».
كان المقداد أحَدَ حَواريّيي أمير المؤمنين الأُوَل!
له بين الصاحبة المنزلة الرفيعة، والدرجة العالية.
وله فى نفوس أهل البيت ومحبيهم، المقامُ الرفيع.
وقد أجمعت الروايات عن أهل البيت عليهم السّلام، وَرَثةِ الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وخَزَنةِ علمه، وأمناءِ وَحْيه، بأنّ المقداد رضوان الله عليه سيظهر مع الإمام المهديّ نصيراً، كما سيظهر وإيّاه: سلمان الفارسيّ، وأبو دُجانة الأنصارىّ، ومالك الأشتر، ورهطٌ من قوم موسى عليه السّلام .. وفي هذا كرامة ما بعدها كرامة.
ويذكر التاريخ بأنّ المقداد ظلّ وفياً لنبيّه ولإمامه حتى الرمق الأخير، وتوديعِه الحياةَ الدنيا هذه وقد ناهز السبعين من عمره، الى جنّة الخلد ونعيمٍ لا يَفنى ! ...

kuber 18-09-2007 06:03 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / المقداد بن الأسود / (06)
 
المقداد بن الاسود رضي الله عنه فارس الفرسان كان لا يخاف لومة لائم يحب فعل الخير للمسلمين والنصر للاسلام والجهاد في سبيل الله .

كان عمرو والد المقداد مطاردا من قومه وهرب إلى حضرموت وتحالف مع قبيلة كند وعاش هناك وتزوج من إحدى بنات القبيلة فولدت له المقداد، ونشا بين قبيلة أمه وكبر المقداد، وحدث ان وقع خلاف بينه وبين احد اصحابه فلم يتمالك المقداد نفسه وضربه بالسيف في رجله خلفت جرحاً فهدده فخشى المقداد منه فخاف فهرب إلى مكة وتحالف مع ابن يغوث الزهري فتبناه الاسود، ونسب اليه المقداد واصبح يطلق عليه المقداد بن الأسود ونزل قول الله تبارك وتعالى: “ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله” فرجع إلى اسمه الأول المقداد بن عمرو ولكن غلبت عليه تسميته بالمقداد بن الأسود فاصبح معروفا به.
شارك المقداد في عدة غزوات منها في بلاد فارس والشام وابلى في فتح مصر بلاء حسنا فعندما سقطت قرية ام رنين في أيدي المسلمين بقيادة عمرو بن العاص واصبحت القوات التي تحت امرته بعد المعارك التي خاضها المسلمون مع الرومان في قلة، ارسل إلى خليفة المسلمين وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطلب منه المدد حتى يستطيع تكملة الفتح ويخترق اسوار حصن بابليون فأمده الخليفة بأربعة آلاف جندي وعلى رأس كل ألف قائد من القواد يقوم مقام الألف وكتب الخليفة إلى عمرو بن العاص يقول له: “إني قد أمددتك بأربعة آلاف رجل، منهم الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد. كان فقيها في الدين يتميز بالوفاء والحنطة توفي وعمر فوق السبعين
رحمه الله واجمعنا به في الجنة

محمد 20-09-2007 03:48 AM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / المقداد بن الأسود / (06)
 
:180635az0tjyzk mo:



نشأته

هو المقداد بن عمرو، بن ثعلبة، بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود البهراني، ولكنه اشتهر باسم آخر، وهو "المقداد بن الأسود الكندي".

كان والده عمرو بن ثعلبة من شجعان بني قومه، يتمتع بجرأة عالية دفعته إلى قتل بعض أفراد بني قومه، فاضطر إلى الجلاء عنهم حفاظاً على نفسه من طلب الثأر، فلحق بحضرموت، وحالف قبيلة كندة التي كانت تحتل مكانة مرموقة بين القبائل، وهناك تزوج امرأة منهم، فولدت له المقداد.

نشأ هذا الفتى في ظل مجتمع ألف مقارعة السيف، ومطاعنة الرماح، فاتصف بالشجاعة، حتى إذا بلغ سن الشباب، أخذت نوازع الشوق تشده إلى مضارب قومه في "بهراء"، ما دفعه إلى تخطي آداب "الحلف"، لأنه كان يعتبر أن الحلف لا يعني أكثر من قيد "مهذب" يضعه الحليف في عنقه وأعناق بنيه، ولذا لم يكن هو الآخر أسعد حظاً من أبيه، حيث اقترف ذنباً مع مضيفيه و"أخواله"، فاضطر إلى الجلاء عنهم أيضاً نتيجة خلاف وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي ـ أحد زعماء كندة ـ فهرب إلى مكة، ولما وصل إليها، كان عليه أن يحالف بعض ساداتها كي يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم، فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهري أحد جبابرة قريش، فتبناه، وكتب إلى أبيه يطلب إليه القدوم إلى مكة، وأصبح منذ ذلك اليوم يعرف بالمقداد بن الأسود، نسبةً لحليفه، والكندي، نسبةً لحلفاء أبيه.





إسلامه

يظهر من مجمل النصوص أن المقداد كان من المبادرين الأُول لاعتناق الإسلام، حيث ذكر ابن مسعود أن أول من أظهر إسلامه سبعة، وعدّ المقداد واحداً منهم، إلاّ أنه كان يكتم إسلامه عن سيِّده الأسود بن عبد يغوث خوفاً منه على دمه، شأنه شأن بقية المستضعفين من المسلمين الذين كانوا تحت قبضة قريش عامةً، وحلفائهم خاصة.

ولكن المقداد كان يتحيّن الفرص للتخلّص من ربقة "الحلف" الذي أصبح يشكل بالنسبة له ضرباً من العبودية، وفي السنة الأولى للهجرة، قيّضت له الفرصة لأن يلحق بركب النبي(ص)، وأن يكون واحداً من كبار صحابته المخلصين. فقد عقد رسول الله(ص) لعمه الحمزة لواءً أبيض في ثلاثين رجلاً من المهاجرين ليعترضوا عير قريش، وكان هو وصاحب له، يقال له عمرو بن غزوان لا زالا في صفوف المشركين، فخرجا معهم يتوسلان لقاء المسلمين، فلما لقيهم المسلمون انحازا إليهم وذهبا إلى المدينة للقاء الرسول(ص)، حيث كانت بداية الجهاد الطويل.

بين الرسول والمقداد


:180635az0tjyzk mo:



وفي وقت كان فيه المسلمون والمهاجرون يعانون وضعاً مادياً صعباً، حيث إنهم كانوا قد تركوا كل ما لديهم في مكة، حلّ المقداد وجماعة معه في ضيافة الرسول(ص)، فضلاً عن أن قوافل المهاجرين الجدد لم تنقطع، وكان على النبي(ص) أن يستقبلهم ويهيئ لهم ما يحتاجون إليه من متطلبات الحياة الضرورية.

وقد لعب دوراً في حركة المسلمين التي كان يقودها النبي، حيث إنه أطلق سراح الحكم بن كيسان، الذي وقع في قبضة المسلمين أسيراً مع عثمان بن عبدالله، أثناء قيام المسلمين بسرية نخلة، وذلك رداً على اختفاء اثنين من المسلمين كانا قد ضلا الطريق وتأخرا عن أصحابهم، فظن الناس أن قريشاً قد حبستهما أو قتلتهما، ويحدثنا المقداد عن ذلك فيقول:

"أراد أمير الجيش أن يضرب عنقه، فقلت دعه نقدم به على رسول الله، ولما قدمنا إلى رسول الله(ص)، جعل رسول الله يدعوه إلى الإٍسلام، وأطال الرسول(ص) الكلام، حتى طلب منه عمر أن يضرب عنقه، ولكن النبي(ص) رفض ذلك، حتى أعلن الحكم أخيراً إسلامه".

ومن مآثر المقداد دوره الفذّ في تحويل المسار باتجاه المواجهة وتصليب موقف المسلمين في موقعة بدر الكبرى. وحيث كان التوازن مفقوداً بين قوات المسلمين وقوات المشركين. وقد جاء في قول المقداد: "يا رسول الله، امضِ لأمر الله فنحن معك، والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى: إذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ههنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون، والذي بعثك بالحق، لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه..".

ثم طلب الرسول(ص) من أصحابه المشورة، فتحدث بمثل ذلك سعد بن معاذ، سيد الأوس، والمهاجرون ، بكلمات تبعث في نفوس المسلمين الأمل بالنصر على عدوهم.

ويبدو أن كلمات المقداد كان لها وقع خاص في نفس النبي(ص)، فإنه حين سمعها انفرجت أسارير وجهه ابتهاجاً، كما يظهر من حديث ابن مسعود، حيث قال: "لقد شهدت مع المقداد مشهداً لئن أكون صاحبه أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس..."، ثم قال: "فرأيت رسول الله(ص) يشرق وجهه بذلك وسرّه وأعجبه".

أما في موقعة أحد، برز المقداد كقائد يتولّى إمرة خيل المسلمين إلى جانب الزبير كما جاء في بعض الروايات، ومما يُروى أيضاً أنه كان أحد المسلمين القلائل الذين وقفوا إلى جانب الرسول(ص) عندما لاذ المسلمون بالفرار وتفرقوا عن رسول الله(ص)، حيث ذكر أنهم كانوا سبعة، منهم: علي وطلحة والزبير وأبو دجانة، وقد روي عن ابن عباس أنه قال: ولهم خامس وهو عبد الله بن مسعود، ومنهم من أثبت سادساً، وهو المقداد بن عمرو.

كما شارك المقداد في غزوة الغابة التي وقعت في السنة السادسة للهجرة، وتسمى غزوة ذي قرد، وكانت على إثر إغارة عيينة بن حصن بأربعين فارساً على لقاح (إبل حامل) لرسول الله(ص)، وقد أمر رسول الله بالخيل لثمانية وهم: المقداد، وأبو قتادة، ومعاذ بن ماعص، وسعد بن زيد، وأبو عيّاش الزُرَقي، ومُحرز بن نَضْلة، وعكّاشة بن محْضَن، وربيعة بن أكتم، إضافةً إلى الأمداد الأخرى، فاستنقذوا عشر لقائح، وقتل في هذه المعركة من المسلمين واحد ومن المغيرين خمسة.

الزواج




كانت مشكلة الشعور بالتفوّق العرقي لدى العرب تحول دون شدِّ الأواصر فيما بينهم، فضلاً عن تثبيتها بينهم وبين القوميات الأخرى، فكان العربي الذي ينتمي إلى قبيلة ما، يأنف من تزويج كريمته إلى عربي آخر من جنسه ينتمي إلى قبيلة أخرى يراها دونه في الحسب والنسب، فضلاً عن أن يزوجها إلى رجل حليف، أو غير عربي، فإنه يرى في ذلك مجلبةً للمهانة عليه، بل ومدعاةً للصغار والذلة بين القبائل الأخرى.

وكان المقداد يريد الزواج من ابنة عبد الرحمن، فرفض وأغلظ القول، فقصد الرسول(ص) يشكو ما أصابه، فزوّجه(ص) ابنة عمه "ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب"، وهي التي درجت في أعزِّ بيت في قريش والعرب، وأعز بيت في الإسلام.

الشورى



وانسحب ذلك الدور الريادي الذي أدّاه المقداد على مَن جاء بعد رسول الله(ص)، ما جعل عمر يوكل إليه مهمة جمع أعضاء الشورى، حيث قال له: "إنّ اتفق خمسة وأبى واحد فاضرب عنقه، وإن اتفق أربعة وأبى اثنان فاضرب أعناقهما، وإن اتفق ثلاثة، وخالف ثلاثة، فانظر الثلاثة التي فيها عبد الرحمن، فارجع إلى ما قد اتفقت عليه، فإن أصرت الثلاثة الأخرى على خلافها فاضرب أعناقها، وإن مضت ثلاثة أيام ولم يتفقوا على أمر، فاضرب أعناق الستة، ودع المسلمين يختارون: إذا وضعتموني في حفرتي، فاجمع هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلاً منهم". ولعلّه إنما أشار على المقداد بذلك ليكون ممثلاً للمهاجرين في مراقبة الشورى.

جمع المقداد أعضاء الشورى الستة في بيت، ووقف أبو طلحة الأنصاري على الباب ومعه خمسون رجلاً متقلدين سيوفهم تنفيذاً لوصية عمر، أما عبد الرحمن بن عوف، فقد أمضى أياماً ثلاثة يشاور الناس في أمر الخلافة.

وكان الناس قد انشطروا بين مؤيد لعلي ومؤيد لعثمان، وكان المقداد الأسود وعمار بن ياسر من المؤيدين لعلي(ع)، والفريق الممثل بابن أبي سرح وابن أبي المغيرة من المؤيدين لعثمان.

أقبل المقداد بن الأسود على الناس، فقال: "أيها الناس، اسمعوا ما أقول، أنا المقداد بن عمرو، إنكم إن بايعتم علياً سمعنا وأطعنا، وإن بايعتم عثمان سمعنا وعصينا"!.

وردّ عليه عبد الله بن أبي ربيعة المخزوم، وقال: "أيها الناس، إنكم إن بايعتم عثمان سمعنا وأطعنا، وإن بايعتم علياً سمعنا وعصينا".

فانتفض المقداد ورد عليه فقال: يا عدو الله وعدو رسوله وعدوّ كتابه، ومتى كان مثلك يسمع له الصالحون".

وهكذا رد عليه عبد الله بن أبي سرح، وتدخل آخرون، حتى كادت أن تقع الفتنة، فوهب طلحة حقه من الشورى لعثمان، والزبير لعلي، وسعد لعبد الرحمن، وهكذا أسفرت الجولة هذه عن رح جان بيّن لعبد الرحمن، حتى أضحى مركز الثقل.

وفي الجولة الثانية: فقد تمّت مبايعة عثمان بعد أن رفض الإمام علي(ع) شروط البيعة، وقد عبر علي(ع) عن عدم رضاه عن هذه النتيجة، وتسليمه بالأمر الواقع، قائلاً: "لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جورٌ إلاّ عليّ خاصة".

وكان للمقداد موقف من الشورى تجلى بقوله: "تالله ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم، واعجباً لقريش، لقد تركت رجلاً ما أقول ولا أعلم أن أحداً أقضى بالعدل ولا أعلم ولا أتقى منه! أما والله لو أجد أعواناً"، ولذلك اتهمه عبد الرحمن بأنه إنما يثير الفتنة..

ولكنّ تحرك المقدادلم يتوقف عند هذا الحد، حيث إنه كان في اليوم الأول قد صعد المنبر، وجلس في الموضع الذي كان يجلس فيه رسول الله، ولم يجلس أبو بكر ولا عمر فيه، جلس أبو بكر دونه بمرقاة، وجلس عمر دون أبي بكر بمرقاة، فتكلم الناس في ذلك، فقال بعضهم: "اليوم ولد الشر".

وما أثار حفيظة المسلمين ودفعهم إلى الجهر بالمعارضة، ما تناهى إلى سمعهم من قول لأبي سفيان في محضر الخليفة يستشف منه بداية التفكير في تحويل الخلافة إلى ملك، وكان ذلك بعد خلوته ببني أمية التي أنكر فيها النبوة والرسالة، حيث قال: "أعندكم أحد من غيركم؟ قالوا لا، قال: تلقفوها يا بني أمية تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما من عذاب ولا حساب، ولا جنة ولا نار، ولا بعث ولا قيامة". فانتهره عثمان وساءه بما قال، وأمر بإخراجه.

وشاعت مقالة أبي سفيان بين المسلمين، فكان لعمار والمقداد وعبد الرحمن موقف، ودخل الأخير على عثمان وطلب منه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويعلن براءته من مقالة أبي سفيان، وعندما التقى المقداد في اليوم التالي عبد الرحمن قال له: "إن كنت أردت ـ بما صنعت ـ وجه الله، فأثابك الله ثواب الدنيا والآخرة، وإن كنت إنما أردت الدنيا، فأكثر الله مالك"!….

وهكذا يبدو أنّ المقداد كان قد نشب بينه وبين عثمان الخلاف منذ بداية تولي عثمان أمر الخلافة، ولكنه تعاظم مع تصرفات عثمان وتعطيله للحدود، والإسراف في مال الله ووضعه في غير مستحقيه، كإعطاء مروان خمس خراج أرمينية، وإقطاعه فدكاً، وإعطاء ابن أبي سرح جميع ما أفاء الله على المسلمين من فتح أفريقيا وما إلى ذلك من الأمور، والتي كان آخرها إرساله إلى ابن أبي سرح ـ واليه على مصر ـ كتاباً يأمره فيه بقتل قوم من المسلمين، مما لم يدع مجالاً للسكوت، فكان آخر ما قام به المقداد في هذا المضمار ـ هو وتسعة نفر من الصحابة ـ أن وجهوا إلى عثمان كتاباً يعرضون فيه بعض الأمور التي خالف بها سنة رسول الله(ص) وسنة صاحبيه، كما يقول ابن قتيبة ـ وتعاهدوا ليدفعن الكتاب في يد عثمان، ومضى عمّار بن ياسر بالكتاب إلى عثمان، فكان الرد أن ضُرب وفتقت بطنه.

كان المقداد يرى أن الخلافة حق مشروع لعلي(ع) وله دون غيره، ومما قاله: "وا عجباً لقريش! ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله(ص)، أعلم الناس وأفقههم في دين الله وأعظمهم فناءً في الإسلام وأبصرهم بالطريق وأهداهم للصراط المستقيم"!. وما إلى ذلك من النصوص التي تتحدث عنه.

:180635az0tjyzk mo:

المصادر:

ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج3، ص454 ـ455.

ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص11و152؛ وج3، ص67.

ابن أبي الحديد، شرح النهج، ج1، ص177 و186 و187، و198، وج9، ص55ـ57 ؛ وج14، ص217.

المجلسي، البحار، ج20، ص141.

أعلام الورى، ص207.

ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج4، ص275.

المسعودي، مروج الذهب، ج2، ص344.

ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص35.

اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص163.


:180635az0tjyzk mo:



وصاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأحد السابقين الأولين وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة القضاعي الكندي البهراني .
ويقال له : المقداد بن الأسود ؛ لأنه رُبي في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري فتبناه ، وقيل : بل كان عبدا له أسود اللون فتبناه ، ويقال : بل أصاب دما في كندة ، فهرب إلى مكة ، وحالف الأسود .
شهد بدرا والمشاهد ، وثبت أنه كان يوم بدر فارسا ، واختلف يومئذ في الزبير .
له جماعة أحاديث .
حدث عنه علي ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وجبير بن نفير ، وابن أبي ليلى ، وهمام بن الحارث ، وعبيد الله بن عدي بن الخيار ، وجماعة .
وقيل : كان آدم طوالا ، ذا بطن ، أشعر الرأس ، أعين ، مقرون الحاجبين ، مهيبا . عاش نحوا من سبعين سنة.


حديثه في الستة ، له حديث في "الصحيحين" . وانفرد له مسلم بأربعة أحاديث .
أخبرنا إسحاق الأسدي : أنبأنا ابن خليل ، أنبأنا اللبان ، أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا أحمد بن المسندي ، حدثنا موسى بن هارون ، حدثنا عباس بن الوليد ، حدثنا بشر بن المفضل ، حدثنا ابن عون ، عن عمير بن إسحاق ، عن المقداد بن الأسود قال : استعملني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عمل ، فلما رجعت ، قال : كيف وجدت الإمارة ؟ قلت : يا رسول الله ، ما ظننت إلا أن الناس كلهم خَوَلٌ لي ، والله لا ألي على عمل ما دمت حيا .
بقية : حدثنا حريز بن عثمان ، حدثني عبد الرحمن بن ميسرة ، حدثني أبو راشد الحبراني قال : وافيت المقداد فارس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحمص على تابوت من توابيت الصيارفة ، قد أفضل عليها من عظمه ، يريد الغزو ، فقلت له : قد أعذر الله إليك . فقال : أبت علينا سورة البحوث انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا [التوبة: 41] .
يحيى الحماني : حدثنا ابن المبارك ، عن صفوان بن عمرو ، حدثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه قال : جلسنا إلى المقداد يوما ، فمر به رجل ، فقال : طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت ، فاستمعت ، فجعلت أعجب ، ما قال إلا خيرا ، ثم أقبل عليه ، فقال : ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه ، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه . والله لقد حضر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقوام كبهم الله على مناخرهم في جهنم ، لم يجيبوه ولم يصدقوه ، أولا تحمدون الله ، لا تعرفون إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم ، وقد كفيتم البلاء بغيركم ؟ والله لقد بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- على أشد حال بعث عليه نبي في فترة وجاهلية ، ما يرون دينا أفضل من عبادة الأوثان ، فجاء بفرقان حتى إن الرجل ليرى والده ، أو ولده ، أو أخاه كافرا ، وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان ، ليعلم أنه قد هلك من دخل النار ، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حميمه في النار ، وأنها للتي قال الله تعالى رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَ ا قُرَّةَ أَعْيُنٍ [الفرقان: 74] .
وفي "مسند أحمد" لبريدة : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : عليكم بحب أربعة : علي ، وأبي ذر ، وسلمان ، والمقداد .
وعن كريمة بنت المقداد ، أن المقداد أوصى للحسن والحسين بستة وثلاثين ألفا ، ولأمهات المؤمنين لكل واحدة بسبعة آلاف درهم ،


المقداد بن الأسود رجل يحبه الله ورسوله

:180635az0tjyzk mo:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أمرني الله عز وجل بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم، علي والمقداد، وأبوذر وسلمان” ولقد ضرب الاسلام احسن الأمثلة وأقواها للحرية والاخاء والمساواة فسوى بين الحر والعبد وبين الأبيض والأسود ولم يجعل فضلاً لأحد على أحد الا بالتقوى والعمل الصالح فالناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين كبير ولا صغير ولا بين غني ولا فقير ولا بين شريف ولا وضيع.
أصاب عمرو والد المقداد دماً في قومه وأصبح مطاردا طلبا للثأر فخشى على نفسه وهرب إلى حضرموت وتحالف مع قبيلة “كندة” حتى يضمن لنفسه العيش الآمن المطمئن، وتزوج من إحدى بنات القبيلة فولدت له المقداد، الذي شب ونشأ بين افراد قبيلة أمه كأحسن ما تكون النشأة، وكبر المقداد، وحدث ان وقع خلاف بينه وبين احد اصحابه فلم يتمالك المقداد نفسه وضربه بالسيف في رجله ضربة احدثت به جرحاً بليغاً فتوعده وهدده فخشى المقداد منه وأوجس في نفسه خيفة وايقن انه هالك لا محالة وان اهل المصاب لن يتركوه ينعم براحة البال أو يعرف للعيش الهادئ طعما فهرب إلى مكة وتحالف مع ابن يغوث الزهري فتبناه الاسود، ونسب اليه المقداد واصبح يطلق عليه المقداد بن الأسود وظل معروفا بين الناس بهذا الاسم إلى أن نزل قول الله تبارك وتعالى: “ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله” فرجع إلى اسمه الأول المقداد بن عمرو ولكن غلبت عليه تسميته بالمقداد بن الأسود.

سبَّاق إلى الاسلام


:180635az0tjyzk mo:


وكان المقداد من أوائل المسلمين الذين صدقوا الرسول صلى الله عليه وسلم وآمنوا بما جاء به، روي عن عبدالله بن مسعود انه قال: “إن أول من اظهر الاسلام في مكة، سبعة منهم المقداد”. وروي عن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: “لم يكن نبي الا اعطي سبعة نجباء وزراء ورفقاء واني اعطيت أربعة عشر وذكر منهم: حمزة، وجعفر، وابوبكر وعلي والحسن والحسين وابن مسعود وسلمان وحذيفة وابوذر والمقداد وبلال” وكان من الطبيعي ان تقف قريش من الدعوة الاسلامية موقف العداء السافر لانها رأت في تلك الدعوة الخطر الداهم الذي يهدد كيانها المادي ويزعزع نفوذها الأدبي فلقد كانت الكعبة مركز عبادة الأصنام ومحج العرب، وكان زعماء “قريش يستمدون مجدهم وعزهم وفخرهم وعظمتهم على سائر الناس من صلتهم بالبيت الحرام وقيامهم على حراسة الاصنام وسقاية الحجاج كما كانوا يعتبرون الكعبة مورد رزق ثابت. وانتصار الرسول صلى الله عليه وسلم معناه ضياع سلطانهم المادي ونفوذهم الأدبي وهما اعز ما يعتمدون عليه في حياتهم، لذلك عظم عليهم الأمر فصممت قريش على ان تقف من الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه موقف الصرامة والحزم وان تعمل على قتل الدعوة الاسلامية باضطهاد صاحبها ومن تبعه ولقد كان موقفهم من المسلمين الذين اتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم وآمنوا به اشد قسوة واكثر عنفا.

ثبات على الحق

:180635az0tjyzk mo:

كان المقداد بن الأسود من الذين عمر الاسلام قلوبهم واطمأن الرسول صلى الله عليه وسلم الى استعدادهم لقبول دعوته وتعرض المقداد لما تعرض له المسلمون من قسوة “قريش واضطهادها وعذابها وتفننها في التنكيل بهم فلم يرضخ لتهديد ولم يذعن لوعيد ولم يضعف ما لقيه إيمانه ولم يوهن من عزيمته هول المحنة التي عاشها بل على العكس ساعد ما شاهده وتعرض له على إذكاء الحماسة الدينية في نفسه، وعز على الرسول صلى الله عليه وسلم ان يرى أصحابه واتباعه يتعرضون للسخرية والاستهزاء ويتجرعون العذاب والاضطهاد وهو عليه افضل الصلاة وازكى السلام لا يملك لهم شيئاً فهو يتعرض لمثل ما يتعرضون له فأشار عليهم بأن في الأرض فرارا بدينهم، فسألوه: أين نذهب؟ فأشار إلى الحبشة، ورسم المسلمون لأنفسهم خطة السير إلى الحبشة، حتى وجدت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بيئة صالحة في أرض يثرب والتي لم تلبث ان اصبحت بعد هجرة سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه إليها معقلا للإسلام وملجأ لجماعة المسلمين، ثم عاد المقداد مع المهاجرين الذين رجعوا من الحبشة ولحق بالرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وعاونه في نشر الدعوة الإسلامية واشترك مع الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الغزوات والسرايا.

قائد بألف

:180635az0tjyzk mo:

واشترك المقداد في الفتوحات الاسلامية في بلاد فارس والشام وابلى في فتح مصر بلاء حسنا فعندما سقطت قرية ام رنين في أيدي القوات الاسلامية بقيادة عمرو بن العاص واصبحت القوات التي تحت امرته بعد المعارك التي خاضها المسلمون مع الرومان في قلة، ارسل إلى خليفة المسلمين وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطلب منه المدد حتى يستطيع تكملة الفتح ويخترق اسوار حصن “بابليون” فأمده الخليفة بأربعة آلاف جندي وعلى رأس كل ألف قائد من القواد يقوم مقام الألف وكتب الخليفة إلى عمرو بن العاص يقول له: “إني قد أمددتك بأربعة آلاف رجل، منهم الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد”، وقد ابدى هؤلاء القواد الأربعة مع عمرو بن العاص مهارة ممتازة وكفاءة نادرة في فتح مصر لدرجة ان المسلمين قالوا ان عمر بن الخطاب أمد عمرو بن العاص بثمانية آلاف رجل لأن كل قائد من هؤلاء القواد الأربعة كان يعدل الف جندي.

فقه ووفاء

اشتهر المقداد بالتفقه في الدين إلى جانب اشتهاره في المهارة في الحرب فروى كثيراً من الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه كثير من المسلمين الأولين، وكان المقداد وفيا أشد الوفاء لآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم قد تجلى هذا الوفاء عندما توفى عمر بن الخطاب وكان قد اختار ستة من الصحابة ليتشاوروا ويختاروا من بينهم من يخلف عمر في الخلافة.
وانقسم هؤلاء الستة إلى قسمين واصبح المسلمون فريقين: فريق يؤيد عثمان بن عفان رضى الله عنه ويرى ضرورة اختياره خليفة للمسلمين والفريق الآخر يرى أن علياً بن ابي طالب كرم الله وجهه هو الأحق بالخلافة وكل من الفريقين له رأيه ووجهة نظره التي يؤيد بها دعواه واختياره وعندما اجتمع المسلمون في المسجد قام سعد بن ابي وقاص ليتدارك الموقف قبل ان يستفحل الأمر العظيم ويتخذ شكلاً آخر لا يرضي أحداً من الطرفين فيما بعد، وقال لعبد الرحمن بن عوف: “يا عبدالرحمن أفرغ قبل ان يفتتن الناس” وتمت البيعة لعثمان بن عفان خليفة للمسلمين على الرغم من معارضة عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وغيرهما ممن ارادوا مبايعة علي،

رحم الله المقداد ورضي عنه وأرضاه فقد جاهد في سبيل الله وفي سبيل اعلاء الدعوة الاسلامية بصدق وكافح في سبيل نصرتها باخلاص وطيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه.


المقداد بن عمرو أول فرسان الإسلام إن اللـه أمرنـي بحُبِّـك000 " " وأنبأني أنه يُحبك000 حديث شريف المقداد بن عمرو حالف في الجاهلية ( الأسود بن عبد يغوث ) فتبناه ، فصار يدعى المقداد بن الأسود حتى إذا نزلت الآية الكريمة التي تنسخ التبني ، نُسِبَ لأبيه (عمرو بن سعد )، وكان المقداد من المبكرين بالإسلام ، وسابع سبعة جاهروا بإسلامهم

حاملا حظه من أذى المشركين ، وقال عنه الصحابة :( أوَّل من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الأسود )000وكان حسن الإسلام ليصبح أهلا لأن يقول عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( إن اللـه أمرنـي بحُبِّـك وأنبأني أنه يُحبك )000 غزوة بدر استشار النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه في استعدادهم لقتال قريش ، فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن ، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن ، ثم قام المقداد بن عمرو فقال :( يا رسول الله ، امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى :(* اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنـتا قاعدون *) 0 ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا الى بَرْك الغِمـاد لجالدنا معك من دونـه حتى تبلغه )000فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- خيرا ودعا له000وكان فرسان المسلمين يومئذ ثلاثة لا غير ( المقداد بن عمرو ) ، ( مرثد بن أبي مرثد ) ، ( الزبير بن العوام ) ، بينما كان بقية المجاهدين مشاة أو راكبين إبلا000 الإمارة ولاّه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إحدى الإمارات يوما ، فلما رجع سأله النبي :( كيف وجدت الإمارة ؟)000فأجاب :( لقد جَعَلتني أنظر الى نفسي كما لو كنت فوق الناس ، وهم جميعا دوني ، والذي بعثك بالحق ، لاأتأمرَّن على اثنين بعد اليوم أبداً )000 حكمته لقد كان المقداد دائب التغني بحديث سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( إن السعيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتن )000ومن مظاهر حكمته طول أناته في الحكم على الرجال وحكمه الأخير على الرجال يبقيه الى لحظة الموت ، ليتأكد أن هذا الذي يريد أن يحكم عليه لن يطرأ عليه أي تغيير000ومن حكمته الموقـف التالي الذي يرويه أحد الرجال فيقول : جلسنا إلى المقداد يوما ، فمرَّ به رجـل فقال مُخاطبا المقداد :( طوبى لهاتيـن العينيـن اللتين رَأَتَا رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- والله لَوَدِدْنا أنَّا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت )000فأقبل عليه المقداد وقال :( ما يَحْمِل أحدكم على أن يتمَنّى مشهداً غَيَّبَه الله عنه ، لا يدري لو شهدَه كيف كان يصير فيه ؟؟ والله لقد عاصَرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقوامٌ كَبَّهُمُ الله عز وجل على مناخِرِهم في جهنم ، أوَلاَ تحمدون الله الذي جَنَّبّكم مثل بلائهم ، وأخرجكم مؤمنين بربكم وبنبيكم )000 المسئولية وحب المقداد -رضي الله عنه- للإسلام ملأ قلبه بمسئولياته عن حماية الإسلام ، ليس فقط من كيد أعدائه ، بل ومن خطأ أصدقائه ، فقد خرج يوما في سريَّة تمكن العدو فيها من حصارهم ، فأصدر أمير السرَّية أمره بألا يرعى أحد دابته ، ولكن أحد المسلمين لم يحِط بالأمر خُبْرا فخالفه ، فتلقى من الأمير عقوبة أكثر مما يستحق ، أو لا يستحقها على الإطلاق ، فمر المقداد بالرجل يبكي ويصيح فسأله فأنبأه ما حدث ، فأخذ المقداد بيمينه ومضيا صوب الأمير ، وراح المقداد يناقشه حتى كشف له خطأه وقال له :( والآن أقِدْهُ من نفسك ، ومَكِّنْهُ من القصاص )000وأذعن الأمير ، بيد أن الجندي عفا وصفح وانتشى المقداد بعظمة الموقف وبعظمة الدين الذي أفاء عليهم هذه العزة ، فراح يقول :( لأموتَنَّ والإسلام عزيز )000



وتوفي المقداد في السنة الثالثة والثلاثين من الهجرة أو أقلّ ـ على اختلاف الروايات ـ بعد أن شهد فتح مصر، بأرض له في الجرف وحمل الى المدينة وكان قد بلغ السبعين من عمره وذلك بعد أن شهد كل مواقع الجهاد مع رسول الله(ص)،
وقيل في سبب وفاته انه كان عظيم البطن وكان له غلام رومي فقال له: “أشق بطنك فأخرج منه شحمه” وتلطف مع المقداد حتى وافق على اقتراحه فشق بطنه ثم خاطه فمات المقداد وهرب الغلام.وصلى عليه عثمان بن عفان ، -رضي الله عنه ودفن في الجرف، في مكان قريب من المدينة











:180635az0tjyzk mo:

ابو جوري 21-09-2007 04:36 AM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / المقداد بن الأسود / (06)
 
أَمَرني رَبيّ بحُبَّ أربَعَةٍ مِنْ أصحَابي ، وأَخَبَرني أنُه يُحبُّهم ! » .
فقيل : يا رسول الله ، من هم ؟
قال : « عليٌّ ، والمقداد وسلمان وأبو ذر »
« الجنة تشتاق إليك يا عليّ ، وإلى عمارٍ ، وسلمان والمقداد » .
الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم
---------------------------
« ما رأيتُ مثل ما أُتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم . . إني والله أحبُّهم لُحبّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم ، ويعتريني والله وجدٌ لتشرف قريش على الناس بشرفهم ، واجتماعهم على نزع سلطان رسول الله من أيديهم . . . »

المقداد بن عمرو


----------------------------------------------------

المقداد بن عمرو البهرائي
هذا هو اسمه الحقيقي ، واسم أبيه وقبيلته .
فهو المقداد بن عمرو ، بن ثعلبة ، بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود البهرائي
ولكن ، له إسم آخر إشتهر به ، وهو : « المقداد بن الأسود الكندي » . فما هي حكاية هذا الإسم وهذه الشهرة . . ؟
كان عمرو بن ثعلبة من شجعان بني قومه ، يتمتع بجرأة عالية ربما لم تتهيأ لأحد غيره منهم ، دفعته لأن ينال فيهم دماً ، فاضطر إلى الجلاء عنهم حفاظاً على نفسه ، وحمايةً لها من طلب الثأر ، فلحق بحَضرَمَوت


وحالف قبيلة كندة التي كانت تتمتع بهيبةٍ مميزة من بين القبائل .
وهناك تزوج إمرأةً منهم ، فولدت له المقداد .
نشأ الفتى في ظل أبيه ورعايته ، وحنان أمه وعطفها ، ضمن مجتمع ألِفَ مقارعة السيوف ، ومطاعنة الرمح ، فكانت الشجاعة احدى سجاياه التي إتصف بها فيما بعد ، حتى إذا بلغ سن الشباب أخذت نوازع الشوق إلى أرومته ومضارب قومه في بهراء تدب في نفسه فتدفعه إلى تخطي آداب « الحلف » غير مكترثٍ ولا مبالٍ .
فقد أحس أن اغترابه هذا ، وبعده عن الأهل والوطن إنما حدث نتيجة لذنبٍ إقترفه أبوه حيال قومه ، وأن الحلف لا يعني أكثر من قيدٍ « مهذب » يضعه الحليف في عنقه ، وأعناق بنيه ! . بالرغم من براءة ساحتهم . . كان هذا الشعور يراوده بين الفينة والفينة فتستيقظ في نفسه رغبة الإنتقام من حلفائه والتمرد على تقاليدهم ، لذا ، فلم يكن هو الآخر اسعد حظاً من أبيه ، حيث اقترف ذنباً مع مضيفيه « وأخواله » فاضطر إلى الجلاء عنهم أيضاً .
فقد ذكروا أنه : حين كبر المقداد وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي ـ أحد زعماء كندة ـ خلافٌ ، فما كان من المقداد إلا أن تناوله بسيفه ، فضرب رجله وهرب إلى مكة .
حين وصل إلى مكة ، كان عليه أن يحالف بعض ساداتها كي يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم ، لكن طموحه كان يدفعه إلى إختيار الرجل القوي المرهوب الجانب ، فكان يتريث في ذلك ، وكان يقول : لأحالفنَّ أعزّأهلها ! ولم يخنع ولم يضعف فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهري فتبناه ، وكتب إلى أبيه بذلك ، فقدم عليه مكة .
منذ ذلك اليوم صار إسمه المقداد بن الأسود ، نسبة لحليفة ، والكندي ، نسبةً لحلفاء أبيه .
وقد غلب عليه هذا الإسم ، واشتهر به ، حتى إذا نزلت الآية الكريمة : ( أدعُوهُم لآبائِهم ) قيل له : المقداد بن عمرو .
وكان يكنى أبا الأسود ، وقيل : أبو عمرو ، وأبو سعيد (2) وأبو معبد .
ومن أهم ألقابه : « حارس رسول الله » (3).


----------------------------------
صفـاته وأخـلاقـه
كان فارع الطول ، أبيض اللون ، صبيح الوجه ، يصفّر لحيته ، كثير شعر الرأس ، أبطن ، ضخم الجثة ، واسع العينين ، مقرون الحاجبين ، أقنى الأنف ، جميل الهيئة ، كما يستفاد ذلك من وصف إبنته له .
وكان فارساً شجاعاً « يقوم مقام ألف رجل » على حد تعبير عمرو بن العاص ( وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو أول فارس في الإسلام وكان من الفضلاء النجباء ، الكبار ، الخيار من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( سريع الإجابة إذا دعي إلى الجهاد حتى حينما تقدمت به سنه ، وكان يقول في ذلك : أبت علينا سورة البحوث انفروا خفافاً وثقالاً .
وكان إلى جانب ذلك رفيع الخلق ، عالي الهمة ، طويل الأناة ، طيب القلب صبوراً على الشدائد ، يحسن إلى ألدّ أعدائه طمعاً في استخلاصه نحو الخير ، صلب الإرادة ، ثابت اليقين ، لا يزعزعه شيء ، ويكفي في ذلك ما ورد في الأثر :
« ما بقي أحدٌ إلا وقد جال جولة إلا المقداد بن الأسود فإن قلبه كان مثل زبر الحديد » وهو من الذين مضوا على منهاج نبيهم ولم يغيروا ولم يبدلوا ( .
عظيم القدر ، شريف المنزلة ، هاجر الهجرتين ، وشهد بدراً وما بعدها من المشاهد ، تجمعت فيه ـ رضي الله عنه ـ أنواع الفضائل ، وأخذ بمجامع المناقب من السبق ، والهجرة ، والعلم ، والنجدة ، والثبات ، والأستقامة ، والشرف والنجابة


إسـلامـه

الذي يظهر من مجمل النصوص أن المقداد كان من المبادرين الأُول لاعتناق الإسلام ، فقد ورد فيه : أنه أسلم قديماً ، (1) وذكر ابن مسعود أن أول من أظهر إسلامه سبعة ، وعدّ المقداد واحداً منهم .
إلا أنه كان يكتم إسلامه عن سيده الأسود بن عبد يغوث خوفاً منه على دمه شأنه في ذلك شأن بقية المستضعفين من المسلمين الذين كانوا تحت قبضة قريش عامة ، وحلفائهم وساداتهم خاصة ، أمثال عمار وأبيه وبلالٍ وغيرهم ممن كانوا يتجرعون غصص المحنة ؛ فما الذي يمنع الأسود بن عبد يغوث من أن يُنزل أشد العقوبة بحليفه إن هو أحس منه أنه قد صبأ إلى دين محمد ؟ ؟ سيما وأن الأسود هذا كان أحد طواغيت قريش وجباريهم ، وأحد المعاندين لمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمستهزئين به وبما جاء ، إنه ـ ولا شك ـ في هذا الحال لن يكون أقل عنفاً مع حليفه من مخزوم مع حلفائها .
لأجل هذا كان المقداد يتحين الفرص لإنفلاته من ربقة « الحلف » الذي أصبح فيما بعد ضرباً من العبودية المقيتة ، ولوناً من ألوان التسخير المطلق للمحالف يجرده عن كل قيمة ، ويُحرم معه من أبسط الحقوق .
وفي السنة الأولى للهجرة قُيّضت له الفرصة لأن يلتحق بركب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأن يكون واحداً من كبار صحابته المخلصين .

فقد عقد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعمه حمزة لواءً أبيض في ثلاثين رجلاً من المهاجرين ليعرضوا عِير قريش ، وكان هو وصاحب له ، يقال له : عمرو بن غزوان لا زالا في صفوف المشركين ، فخرجا معهم يتوصلان بذلك ، فلما لقيهم المسلمون إنحازا إليهم » فكانت بداية الجهاد الطويل ! .


-------------------------


الساعة الآن 07:01 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w