مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   روحانيات (http://www.rwwwr.com/vb/f5.html)
-   -   مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02) (http://www.rwwwr.com/vb/t8619.html)

ماجد محمد آدم 14-09-2007 05:10 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02)
 


http://www.uaekeys.com/images/khaled110.gif


http://www.i22i.net/uploads/c5b09ff50a.bmp


http://www.uaekeys.com/images/khaled129.gif

ثمامة بن أثال

رائد المقاطعة الإقتصادية

http://www.islamdor.com/up-pic/uploads/95177af970.png


أسره ، والحكمة من معاملة الرسول له

أغارت خيل النبي عليه الصلاة والسلام قِبل نجد ، وكانت ديار كفر لم يستول عليها المسلمون

بعد، ولم تطبق فيها الشريعة، أغاروا عليها وأسروا رجلاً مهماً وهو ثمامة سيد أهل اليمامة ،

و اليمامة : منطقة معروفة في نجد. فأتي به إلى النبي عليه الصلاة والســـــــــــ لام .. لقد كان

المسلمــــــون يُرهبون الكفار، وكان الكفار في قلق وانزعاج دائم، لأن المسلمين في غارات

وحراسات مستمرة، لا يشعر الكفار بالأمان، وهذا من دوافع دخول كثير منهم في الدين؛ حتى

يأمنوا على أنفسهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا

إله إلا الله، فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم. لقد أسرت خيل المسلمين ذلك الرجل

المهم عند الكفار، وهو سيدهم، فكانت تلك ضربة معنوية قاصمة لأولئك الكفرة لأن سيدهم قد

أخذ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد ملئ حكمة وبعد نظر؛ ولذلك أمر بأن يربط ثمامة لكن

ليس في خيمة، ولا في بيت مغلق، أو في سجن، وإنما وضع في المسجد، وربط إلى سارية من

سواري المسجد. إن ربط ثمامة إلى سارية من سواري المسجد معناه أنه يرى يومياً مـــا هي

حياة المسلمين في المسجد، كيف يأتون إلى الصلاة مبكرين، وكيف يصلون ويدعون، ويذكرون

الله، يُرفع الأذان فيطرق مسامع ثمامة خمس مرات في اليوم، ويسمع قراءة النبي عليه الصلاة

والسلام، وسماع قراءة النبي عليه الصلاة والســـــــــــ ــلام وحدها غاية في التأثير، فهذا جبير

بن مطعم يقول عندما سمع قراءة النبي عليه الصلاة والسلام: ما سمعت قط صوتاً أحسن منه،

عندما سمع قراءته بالتين والزيتون، وكذلك سمع رسول الله صلى الله عليه وسلــــم يقرأ:" أَمْ

خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ". . قال: فكاد

قلبي أن يطير . . فسماع قراءة النبي عليه الصلاة والسلام وحدها مؤثرة ثم إن المسجد كان

مكاناً للصلح والتوفيق بين المسلمين، ومكان استضافة الغرباء، وإكرام من لا بيت له كأهل

الصفة ، ومكان لجمع التبرعات والصدقات، وذلك عندما جاء قوم مجتابي النمار إلى المسجد،

فأمر النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين بالصدقة، وكان مكاناً لإرسال الجيوش والبعوث،

ومكاناً تجلب إليه الغنائم وتقسم على حسب شرع الله، ومكاناً تجمع فيه زكاة الفطر وتقسم على

الفقراء، ويؤتى فيه بخراج البحرين ويوضع في المسجد، ومكاناً للفتاوى والأسئلة والإجابات،

وحلق الذكر ودروس العلم، والخطب النبوية المؤثرة، وهو المكان الذي يجتمع فيه المسلمون

في المدينة إلى النبي عليه الصلاة والسلام ليوقروه، ويعظِّموه، ويطيعوه صلى الله عليه وسلم،

وهو المكان الذي يأتي الناس ليصلوا فيه النوافل والتراويح جماعة أحياناً. وهذه المشاهد

الموجودة في المسجد كفيلة بالتأثير في النفوس، ولذلك أمر النبي عليه الصلاة والسلام من

حكمته بربط ثمامة في المسجد، وليس في أي مكان آخر ، لكى يستشعر ويدرك ماهية المجتمع

الإسلامى الذى يعرض عنه ثمامه دون نقاش مع نفسه .

http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...915f71bc4e.gif

ظن ثمامة برسول الله صلى الله عليه وسلم

جاء النبي عليه الصلاة والسلام إلى ثمامة وقال: ماذا عندك؟ أي: ما الذي استقر في ظنك أن

أفعله بك؟ ما تظن يا ثمامة أنني فاعل بك؟ فأجاب بأنه يظن بالنبي عليه الصلاة والسلام ظن

خير، وأنه ليس ممن يظلم، وأن ظنه به أن يعفو ويحسن إليه، وأنه إن قتله فإنما يقتل ذا دم،

أي: صاحب دم، لدمه موقع يشتفي قاتله بقتله، كأنه يقول: إذا قتلتني تقتل شيئاً كبيراً يحق لك

انتقاماً، وتقتل رئيساً وعظيماً من العظماء. وفي رواية: ذا ذم. ومعناها: ذا ذمة، لكن لم يكن

لهذا الرجل ذمة، ولذلك استبعدها بعض العلماء، وقد حاول النووي أن يوجه هذه الرواية ليكون

معنى ذا ذمة: ذا حرمة في قومه، وليس أن ثمامة صاحب عقد ذمة، أو أن المسلمين قد أعطوه

عهداً. قال: وإن تنعم تنعم على شاكر، أي: يشكر لك منتك وفضلك عليه، وفي اليوم الثاني

والثالث عرض عليه ما عرض عليه من قبل، وسئل عما سئل عنه من قبل، والنبي صلى الله

عليه وسلم لما رأى موقف ثمامة كما هو أمر بإطلاقه سراحه .

http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...915f71bc4e.gif


إطلاق سراحه رضي الله عنه وإسلامه


كان المسلمين قد جمعوا له من طعام ولبن، فقدموه إليه فلم يصب من ذلك إلا قليلاً. ولما

أُطلق الرجل لم يرجع إلى قومه؛ لأن ما شاهده من المشاهد كفيل بأن يجعل الهداية تدخل إلى

قلبه، فذهب واغتسل وأسلم ونطق بالشهادتين، ثم بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة

ومحو ذنوبه وتبعاته السابقة، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عما أحس به من محبة النبي

صلى الله عليه وسلم، ومحبة دينه، ومحبة بلده، فانقلب البغض إلى حب وانقلبت الكراهية إلى

محبة ! .

فالرجل كان سيداً فى قومه، وهو مشرك كافر، أخذ ووضع في المسجد، وفي هذه الأيام

الثلاثة رأى المجتمع الإسلامي من الداخل، وقد كان هناك إشاعات كثيرة عن النبي عليه

الصلاة والسلام وعن المسلمين، يطلقها اليهود والمنافقون ومشركو قريش وغيرهم، ولكن

الآن رأى ثمامة بأم عينيه المجتمع الإسلامي من الداخل، ورأى النبي عليه الصلاة والسلام

بنفسه وشخصه، لقد زالت كل الهالات الإعلامية السيئة التي نسجها الكفار حول المسلمين،

وحول الدعوة، وحول النبي عليه الصلاة والسلام، لقد رأى ثمامة الصورة الحقيقية من الداخل.

http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...915f71bc4e.gif

الأسير الذى أسلم

إنطلق ثمامة إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، يا محمد! والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من

وَجهِك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إليَّ، والله ما كان من دين أبغض إليَّ من دينك، فقد

أصبح دينك أحب الدين كله إليَّ، والله ما كان من بلدٍ أبغض إليَّ من بلدك، فقد أصبح بلدك أحب

البلاد كلها إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة؛ فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صلى الله

عليه وسلم، وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ فقال: لا، ولكن أسلمت مع

رسول الله صلى الله عليه وسلم .

http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...915f71bc4e.gif


ثمامة رائد المقاطعة الإقتصادية


لم تنته المسألة عند هذا، ونحن نريد أن نفحص عن عملية التغيير التي حدثت لهذا الرجل؛ لأن

هذه عملية فيها عبرة؛ بها نكتشف الفرق بين إسلام العامة وكيف كان يسلم الصحابة، كان

الواحد منهم إذا أسلم على عهد النبي عليه الصلاة كان إسلامه يعني أشياءً كثيرة .. يعني انقلاباً

كاملاً وتحولاً جذرياً. الرجل ذهب إلى مكة لأداء العمرة، حتى إذا كان ببطن مكة لبى، فقيل: إنه

أول من دخل مكة بالتلبية، وقيل: إن قريشاً قالوا: أجترأت علينا؟ وأخذوه يريدون قتله، فقال

قائل منهم: دعوه فإنكم تحتاجون إلى الطعام من اليمامة، و اليمامة منطقة كانت تمون مكة

بالقمح (الحنطة) فتركوه. كما كانوا يريدون قتل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه فقام العباس

يدافع عنه ويقول: إن معبر قوافلكم على طريق قوم الرجل، وإن قتلتموه سيمنعون قوافلكم

وينهبونها، فتحت ضغط العامل الاقتصادي يتراجع القوم عما كانوا يريدون، وإلى الآن والعامل

الاقتصادي عامل له ضغط وتأثير. لكنهم ما تركوه من جهة الاستهزاء، بل قالوا له: أصبوت؟

والصابئ هو الذي غير دينه، فأي شخص يغير دينه عن دين قومه تسميه العرب: الصابئ. ولا

حظوا كيف ينشئ الإسلام عزة في نفس المسلم إذا كان إسلامه صحيحاً! فلم يسكت لهم على

هذه الكلمة وهم جماعة وهو واحد، بل قال: لا. ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله

عليه وسلم. ولم يكتفِ بالرد عليهم فقط ، بل دفعته العزة إلى أن يهدد بالتهديد التالي؛ يقول: ولا

والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم. واليمامة منطقة

زراعية كانت تصدر الحنطة إلى مكة ، والآن فهم ثمامة بإسلامه أن الدين يتطلب منه أن يتخذ

مواقف من الكفر .

http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...915f71bc4e.gif


هل أصلح الإسلام ما أفسده الدهر!


كان ثمامة أول مسلم على ظهر الأرض دخل مكة ملبيا .. وسمعت قريش صوت التلبية فهبت

مغضبة مذعورة ، و استلت السيوف من أغمادها ، و اتجهت نحو الصوت لتبطش بهذا الذي

اقتحم عليها عرينها . ولما أقبل القوم على ثمامة رفع صوته بالتلبية ، وهو ينظر إليهم بكبرياء

، فهم فتى من فتيان قريش أن يرديه بسهم ، فأخذوا على يديه وقالوا : ويحك أتعلم من هذا ؟

إنه ثمامة بن أثال ملك اليمامة ... و الله إن أصبتموه بسوء قطع قومه عنا الميرة وأماتونا

جوعا ، ثم أقبل القوم على ثمامة بعد أن أعادوا السيوف إللى أغمادها وقالوا : ما بك يا

ثمامة؟!! أصبوت وتركت دينك و دين آباك ؟!!

قال : ما صبوت ولكني تبعت خير دين ... اتبعت دين محمد .. ثم أردف يقول : أقسم برب هذا

البيت ، إنه لا يصل إليكم بعد عودتي إلى اليمامة حبة من قمحها أو شيء من خيراتها حتى تتبع

دين محمدا عن آخركم ..

اعتمر ثمامة بن أثال على مرأى من قريش كما أمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعتمر ،

وذبح تقربا لله .. لا للأنصار و الأصنام، ومضى إلى بلاده فأمر قومه أن يحبسوا الميرة عن

قريش ، فصدعوا بأمره و استجابوا له ، و حبسوا خيراتهم عن أهل مكة .

أخذ الحصار الذي فرضه ثمامة على قريش يشتد شيئا فشيا ، فارتفعت الأسعار ، وفشى الجوع

في الناس واشتد عليهم الكرب ، حتى خافوا على أنفسهم و أبنائهم من أن يهلكوا جوعا .. عند

ذلك كتبوا إلى رسول صلى الله عليه وسلم يقولون : إن عهدنا بك أنك تصل الرحمن وتحض

على ذلك ... وها أنت قد قطعت أرحامنا ، فقتلت الآباء بالسيف ، و أمت الأبناء بالجوع .. و إن

ثمامة بن أثال قد قطع عنا ميرتنا و أضر بنا ، فإن رأيت أن تكتب إليه أن يبعث الينا بما نحتاج

إليه فافعل ، فكتب صلى الله عليه وسلم إلى ثمامة بأن يطلق لهم ميرتهم فأطلقها .

http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...915f71bc4e.gif

ثمامة على العهد

ظل ثمامة بن أثال - ما امتدت به الحياة وفيا لدينه ، حافظا لعهد نبيه ، فلما التحق الرسول صلى

الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، و طفق العرب يخرجون من دين الله زرافات ووحدانا ، و قام

مسيلمة الكذاب في بني حنيفة يدعوهم إلى الإيمان به ، وقف ثمامة في وجهه ، وقال لقومه : يا

بني حنيفة إياكم وهذا الأمر المظلم الذي لا نور فيه ، إنه والله لشقاء كتبه الله عز وجل على

من أخذ به منكم ، وبلاء على من لم يأخذ به ، ثم قال :

يا بني حنيفة إنه لا يجتمع نبيان في وقت واحد ، وإن محمدا رسول الله لا نبي بعده ، ولا نبي

يشرك معه .. ثم قرأ عليهم :

(حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله

إلا هو إليه المصير) .. ثم قال : أين كلام الله هذا من قول مسيلمة ، ثم انحاز بمن بقي على

الإسلام من قومه ومضى يقاتل المرتدين جهادا في سبيل الله وإعلاء لكلمته في الأرض . .

أكرم الله ثمامة بالجنه وعبيرها ، وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

أجمعين .

http://ward83.jeeran.com/Allah.gif

http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...00146872de.gif











أماني الحياة 14-09-2007 10:20 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02)
 
الصحابي أثال بن النعمان الحنفي روى عبدان من طريق الحارث بن عبيد الأيادي عن أبيه عن أثال بن النعمان الحنفي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وفرات بن حيان فسلمنا عليه فرد علينا ولم نكن أسلمنا بعد فاقطع فرات بن حيان وروى الطبري أنه كان مع ثمامة بن أثال في قتال مسيلمة في الردة قال بن فتحون لعله والد ثمامة قلت بل والد ثمامة اسمه أثال بن سلمة كما سيأتي في ترجمة عامر بن سلمة

محمد 14-09-2007 11:41 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02)
 
ثمامة بن أثال الحنفي

في السنة السادسة للهجرة عزم الرسول صلوات الله عليه على أن يوسع نطاق دعوته إلى الله ، فكتب ثمانية كتب إلى ملوك العرب والعجم ، وبعث بها إليهم يدعوهم فيها إلى الاسلام .. وكان في جملة من كاتبهم ثمامة بن أثال الحنفي.
تلقى ثمامة رسالة النبي عليه الصلاة و السلام بالازدراء والإعراض .. وأخذته العزة بالإثم ، فأصم أذنيه عن سماع دعوة الحق و الخير ، ثم أنه ركبه الشيطان فأغراه بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ووأد دعوته ، فدأب يتحين الفرص للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم حتى أصاب منه غرة ، و كادت تتم الجريمة الشنعاء لولا أن أحد أعمام ثمامة ثناه عن عزمه في آخر لحظة ، فنجى الله نبيه من شره .

لكن ثمامة إذا كان قد كف عن رسول الله صلوات الله عليه ؛ فإنه لم يكف عن أصحابه ، حيث جعل يتربص بهم ، حتى ظفر بعدد منهم وقتلهم شر قتلة ، فأهدر النبى عليه الصلات والسلام دمه ، وأعلن ذّلك في أصحابه .



لم يمض على ذّلك طويل وقت حتى عزم ثمامة ابن أثال على أداء العمرة ، فانطلق من أرض اليمامة موليا وجهه شطر مكة ، وهو يمني نفسه بالطواف حول الكعبة والذبح لأصنامها . وبينما كان ثمامة في بعض طريقه قريبا من المدينة نزلت به نازلة لم تقع له بحسبان ، وذلك أن سرية من سرايا رسول الله صلوات الله عليه ، كانت تجوس خلال الديار خوفا من أن يطرق المدينة طارق ، أو يريدها معتد بشر .. فأسرت السرية ثمامة - وهي لا تعرفه - وأتت به إلى المدينة ، وشدته إلى سارية من سواري المسجد ، منتظرة النبي الكريم أن يقف بنفسه على شأن الاسير ، وأن يأمر فيه بأمره .. ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد ، وهم بالدخول فيه رأى ثمامة مربوطا في السارية ، فقال لأصحابه : أتدرون من أخذتم ؟
فقالوا : لا يارسول الله.
فقال : هذا ثمامة بن أثال الحنفي ، فأحسنوا أساره ، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهله وقال: اجمعوا ما كان عندكم من طعام وابعثوا به إلى ثمامة بن أثال ، ثم أمر بناقته أن تحلب له في الغدو والرواح وأن يقدم إليه لبنها ، وقد تم ذلك كله قبل أن يلقاه الرسول صلى الله عليه وسلم او يكلمه .
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على ثمامة يريد أن يستدرجه إلى الإسلام وقال : ما عندك يا ثمامة ؟

فقال : عندي يا محمد خير ... فإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل تعط منه ما شئت .. فتركه الرسول صلى الله عليه وسلم يومين على حاله ، يؤتى له بالطعام والشراب ، ويحمل إليه لبن الناقة ثم جاءه ، فقال : ما عندك يا ثمامة؟

قال : ليس عندي إلا ما قلت لك من قبل، فإن تعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما تشاء، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وقال: أطلقوا ثمامة ، ففكوا وثاقه وأطلقوه.


غادر ثمامة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومضى حتى إذا بلغ نخلا من حواشي المدينة فيه ماء أناخ راحلته عنده ، وتطهر من مائه فأحسن طهوره ، ثم عاد أدراجه إلى المسجد ، فما إن بلغ حتى وقف على ملأ من المسلمين وقال : أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم اتجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : يا محمد .. والله ما كان على ظهر الأرض وجه أبغض إلي من وجهك .... و قد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي ، ووالله ماكان دين أبغض إلي من دينك ؛ فأصبح دينك أحب الدين كله إلي .. ووالله ما كان بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح أحب البلاد كلها إلي .. ثم أردف قائلا :
لقد كنت أصبت في أصحابك دما فما الذي توجبه علي ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : لا تثريب عليك يا ثمامة ... فإن الإسلام يجب ما قبله ... و بشره بالخير الذي كتبه الله له بإسلامه، فانبسطت أسارير ثمامة وقال :
والله لأصيبن من المشركين أضعاف ما أصبت من أصحابك ، و لأضعن نفسي و سيفي ومن معي في نصرتك ونصرة دينك .. ثم قال : يا رسول الله إن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى أن أفعل ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : امض لأداء عمرتك و لكن على شرعة الله و رسوله ، وعلمه ما يقوم به من المناسك .



مضى ثمامة إلى غايته حتى إذا بلغ بطن مكة وقف يجلجل بصوته العالي قائلا : لبيك اللهم لبيك ... لبيك لا شريك لك لبيك .... إن الحمد و النعمة لك و الملك ... لا شريك لك ..


فكان ثمامة أول مسلم على ظهر الأرض دخل مكة ملبيا .. وسمعت قريش صوت التلبية فهبت مغضبة مذعورة ، و استلت السيوف من أغمادها ، و اتجهت نحو الصوت لتبطش بهذا الذي اقتحم عليها عرينها . ولما أقبل القوم على ثمامة رفع صوته بالتلبية ، وهو ينظر إليهم بكبرياء ، فهم فتى من فتيان قريش أن يرديه بسهم ، فأخذوا على يديه وقالوا : ويحك أتعلم من هذا ؟ إنه ثمامة بن أثال ملك اليمامة ... و الله إن أصبتموه بسوء قطع قومه عنا الميرة وأماتونا جوعا ، ثم أقبل القوم على ثمامة بعد أن أعادوا السيوف إللى أغمادها وقالوا : ما بك يا ثمامة؟!! أصبوت وتركت دينك و دين آباك ؟!!



قال : ما صبوت ولكني تبعت خير دين ... اتبعت دين محمد .. ثم أردف يقول : أقسم برب هذا البيت ، إنه لا يصل إليكم بعد عودتي إلى اليمامة حبة من قمحها أو شيء من خيراتها حتى تتبع دين محمدا عن آخركم ..



اعتمر ثمامة بن أثال على مرأى من قريش كما أمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعتمر ، وذبح تقربا لله .. لا للأنصار و الأصنام، ومضى إلى بلاده فأمر قومه أن يحبسوا الميرة عن قريش ، فصدعوا بأمره و استجابوا له ، و حبسوا خيراتهم عن أهل مكة .



أخذ الحصار الذي فرضه ثمامة على قريش يشتد شيئا فشيا ، فارتفعت الأسعار ، وفشى الجوع في الناس واشتد عليهم الكرب ، حتى خافوا على أنفسهم و أبنائهم من أن يهلكوا جوعا .. عند ذلك كتبوا إلى رسول صلى الله عليه وسلم يقولون : إن عهدنا بك أنك تصل الرحمن وتحض على ذلك ... وها أنت قد قطعت أرحامنا ، فقتلت الآباء بالسيف ، و أمت الأبناء بالجوع .. و إن ثمامة بن أثال قد قطع عنا ميرتنا و أضر بنا ، فإن رأيت أن تكتب إليه أن يبعث الينا بما نحتاج إليه فافعل ، فكتب صلى الله عليه وسلم إلى ثمامة بأن يطلق لهم ميرتهم فأطلقها .




ظل ثمامة بن أثال - ما امتدت به الحياة وفيا لدينه ، حافظا لعهد نبيه ، فلما التحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، و طفق العرب يخرجون من دين الله زرافات ووحدانا ، و قام مسيلمة الكذاب في بني حنيفة يدعوهم إلى الإيمان به ، وقف ثمامة في وجهه ، وقال لقومه : يا بني حنيفة إياكم وهذا الأمر المظلم الذي لا نور فيه ، إنه والله لشقاء كتبه الله عز وجل على من أخذ به منكم ، وبلاء على من لم يأخذ به ، ثم قال :
يا بني حنيفة إنه لا يجتمع نبيان في وقت واحد ، وإن محمدا رسول الله لا نبي بعده ، ولا نبي يشرك معه .. ثم قرأ عليهم :
(حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير) .. ثم قال : أين كلام الله هذا من قول مسيلمة : (يا ضفدع نقي ما تنقين ، لا الشراب تمنعين ولا الماء تكدرين) ثم انحاز بمن بقي على الإسلام من قومه ومضى يقاتل المرتدين جهادا في سبيل الله وإعلاء لكلمته في الأرض ..


جزى الله ثمامة بن أثال عن الإسلام والمسلمين خيراً ، واكرمه بالجنة التي وعد المتقون.

محمد 14-09-2007 11:47 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02)
 
بعض وقفاته


الوقفة الأولى: هي أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. فبينما ثمامة عدو من أشد الأعداء بغضاً وكرهاً لهذا الدين ورسوله صلى الله عليه وسلم إذا به يصبح أحد أتباعه، وإذا بذلك الكره للدين ولرسوله ولبلده ينقلب حباً شديداً لايعدله حب، حتى قال ثمامة: يا محمد: والله ما كان على ظهر الأرض وجهٌ أبغض إليّ، من وجهك، وقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إليّ ووالله ما كان دين أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك أحبَّ الدين كله إليَّ، ووالله ما كان بلد أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليّ.

ومن هنا نستفيد أن علينا ألا نيأس من هداية أيّ أحد مهما كان موغلاً في الفساد والإنحراف. فهداية القلوب بيد علام الغيوب إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء . ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده . من يهدي الله فهو المهتدي فالله تعالى هو الهادي هداية التوفيق والسداد. عليك أيها المسلم أن تبذل ما في وسعك في الدعوة والبيان. وليس عليك أن تهدي الناس. ولكن لا تقنط ولا تيأس. وأن أشد الناس عداوة لهذا الدين قد يصير أحد أتباعه المجاهدين في سبيله، كما حصل لثمامة بن أثال رضي الله عنه.

إذا رأيت إنساناً يقع في معصية ومنكر من القول أو الفعل ثم استعظمت ما هو واقع فيه، فلا تظننّ أنه لا يمكن أن يهتدي. بل الهداية له ممكنة إذا أراد الله له ذلك. ولهذا فعليك أن تدعوه وتناصحه فإن استجاب لك فقد حصل المطلوب، وإن لم يستجب لك فأجرك كامل غير منقوص ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء . إن واجبنا هو نصح الناس وإرشاد الناس وليست مهمتنا هو الحكم على الناس هذا شقي وهذا سعيد.

هذه إحدى الفوائد الجليلة من قصة ثمامة الذي كان يسعى جاهداً لإطفاء نور الإسلام، ولكنه بين عشية وضحاها يهتدي بهدي الله، ويدخل في هذا الدين القويم فرضي الله عنه وأرضاه .

الوقفة الثانية: هي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عامل ثمامة بن أثال معاملة طيبة رغم ما صدر منه من جرم، حيث قتل بعض الصحابة الكرام شر قتلة. لقد بعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين، ولم يجعله جباراً ولا متكبراً ولا حقوداً يحمل الضغينة بحيث لا يجد العفو والصفح إلى قلبه سبيلاً. كلا لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك بل قد جبله الله على أكرم الصفات وأفضل الأخلاق وأحسنها. ولو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل ثمامة بن أثال لما كان عليه في ذلك لوم ولكنه صلوات الله وسلامه عليه كان يريد إيمان الناس واتباعهم للحق، ولهذا عامل ثمامة تلك المعاملة الطيبة. جمع مافي بيوت أزواجه من طعام وأرسله إلى ثمامة، وأمر بناقته أن تحلب ويقدم لبنها لثمامة غدوًّا وعشيّا، ثم بعد ذلك مَنَّ عليه وأطلقه دون فداء. فكان لهذه المعاملة الرائعة أثرها الفعال، مما جعله الله سبباً لهداية ثمامة إلى الإسلام.

فهل نجعل من شعارنا أن نعامل الناس بلطف وبخلق حسن لعل في هذا ما يجعل غير المسلم يسلم، وما يجعل العاصي يكف عن معصيته، وصاحب المنكر قد يستحي ويدع منكره؟

وإذا كان عندك أيها المسلم عمّال أو خدم غير مسلمين، فهل خطر ببالك يوماً من الدهر أن تحسن معاملتهم لعل في هذا مايدفعهم إلى الدخول في هذا الدين؟ علماً بأن الأصل ألا تأتي إلا بعمّال وخدم وسائقين مسلمين حتى لا يكون عليك وزر من أدخل المشركين في جزيرة العرب، وأظنك تعلم نهي النبي صلى الله عليه وسلم من أن يجتمع في جزيرة العرب دينان. ولكن وقد فعلت المنهي عنه وأتيت بهم، فلا أقل من أن تدعوهم إلى الإسلام، ولن تدعوهم إليه بأفضل من القدوة الصالحة والتعامل الطيب، فتدعوهم بأفعالك قبل أن تدعوهم بأقوالك.

هذا بعض ما يؤخذ من قصة ثمامة بن أثال رضي الله عنه. والله المسؤول بمنه وكرمه أن يهدينا سبل الرشاد. وأن يجمعنا بالصحابة الكرام في جنة الفردوس.

اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام وفقنا لما تحبه وترضاه وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. اللهم اهدنا سبل الرشاد. اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين يا رب العالمين.

اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان …

عباد الله:

صلوا وسلموا على النبي المصطفى الأمين المبعوث رحمة للعالمين. خير البرية وأزكى البشرية .. فقد أمركم بالصلاة والسلام عليه، فقال في محكم التنـزيل: إِنَّ اْللهَ وَمَلَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اْلنَّبِيِّ يَأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً . اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبيك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارض اللهم عن خلفائه الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

محمد 16-09-2007 10:36 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02)
 
:alslam3likmwr7 mallh



:180635az0tjyzk mo:


http://www.alshamsi.net/man/sahaba/shk2.gif

ثمامة بن ُأثال ..
اول من دخل ملبياً ..


:180635az0tjyzk mo:


‏ثمامة بن أثال بن النعمان بن مسلمة الحنفي، من أهل اليمامة، ..كان رضي الله عنه شديد القوة ولاغرو فثمامة قيل من أقيال العرب في الجاهليه وسيد من سادات بني حنيفه المرموقين ..وملك من ملوك اليمامة الذي لايعصى له أمر..كان شجاعا مرهوبا مقدما في قومه،قدم إلى المدينة وأسلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب إلى مكة وأخذ يتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، نهى المرتدين عن تصديق مسيلمة الكذاب ولم يتابعهم فيما ذهبوا إليه، ولاه النبي صلى الله عليه وسلم على البحرين سنة 8 هـ، وكان مددا له في قتال المشركين.
هداه الله الى الإسلام فأسلم،، وقوية شوكة الإسلام به .


:180635az0tjyzk mo:‏


وفي السنة السادسة للهجرة عزم الرسول على أن يوسع نطاق دعوته إلى الله ، فكتب ثمانية كتب إلى ملوك العرب والعجم ، وبعث بها إليهم يدعوهم فيها إلى الاسلام .. وكان في جملة من كاتبهم ثمامة بن أثال الحنفي.
تلقى ثمامة رسالة النبي عليه الصلاة و السلام بالازدراء والإعراض .. وأخذته العزة بالإثم ، فأصم أذنيه عن سماع دعوة الحق و الخير ، ثم أنه ركبه الشيطان فأغراه بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ووأد دعوته ، فدأب يتحين الفرص للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم حتى أصاب منه غرة ، و كادت تتم الجريمة الشنعاء لولا أن أحد أعمام ثمامة ثناه عن عزمه في آخر لحظة ، فنجى الله نبيه من شره .


:180635az0tjyzk mo:


لكن ثمامة إذا كان قد كف عن رسول الله صلوات الله عليه ؛ فإنه لم يكف عن أصحابه ، حيث جعل يتربص بهم ، حتى ظفر بعدد منهم وقتلهم شر قتلة ، فأهدر النبى عليه الصلات والسلام دمه ، وأعلن ذّلك في أصحابه .

لم يمض على ذّلك طويل وقت حتى عزم ثمامة ابن أثال على أداء العمرة ، فانطلق من أرض اليمامة موليا وجهه شطر مكة ، وهو يمني نفسه بالطواف حوا الكعبة والذبح لأصنامها . وبينما كان ثمامة في بعض طريقه قريبا من المدينة نزلت به نازلة لم تقع له بحسبان ، وذلك أن سرية من سرايا رسول الله صلوات الله عليه ، كانت تجوس خلال الديار خوفا من أن يطرق المدينة طارق ، أو يريدها معتد بشر .. فأسرت السرية ثمامة - وهي لا تعرفه - وأتت به إلى المدينة ، وشدته إلى سارية من سواري المسجد ، منتظرة النبي الكريم أن يقف بنفسه على شأن الاسير ، وأن يأمر فيه بأمره .. ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد ، وهم بالدخول فيه رأى ثمامة مربوطا في السارية ، فقال لأصحابه : أتدرون من أخذتم ؟
فقالوا : لا يارسول الله.
فقال : هذا ثمامة بن أثال الحنفي ، فأحسنوا أساره ، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهله وقال: اجمعوا ما كان عندكم من طعام وابعثوا به إلى ثمامة بن أثال ، ثم أمر بناقته أن تحلب له في الغدو والرواح وأن يقدم إليه لبنها ، وقد تم ذلك كله قبل أن يلقاه الرسول صلى الله عليه وسلم او يكلمه .
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على ثمامة يريد أن يستدرجه إلى الإسلام وقال : ما عندك يا ثمامة ؟

فقال : عندي يا محمد خير ... فإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل تعط منه ما شئت .. فتركه الرسول صلى الله عليه وسلم يومين على حاله ، يؤتى له بالطعام والشراب ، ويحمل إليه لبن الناقة ثم جاءه ، فقال : ما عندك يا ثمامة؟

قال : ليس عندي إلا ما قلت لك من قبل، فإن تعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما تشاء، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وقال: أطلقوا ثمامة ، ففكوا وثاقه وأطلقوه.


:180635az0tjyzk mo:


غادر ثمامة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومضى حتى إذا بلغ نخلا من حواشي المدينة فيه ماء أناخ راحلته عنده ، وتطهر من مائه فأحسن طهوره ، ثم عاد أدراجه إلى المسجد ، فما إن بلغ حتى وقف على ملأ من المسلمين وقال : أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم اتجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : يا محمد .. والله ما كان على ظهر الأرض وجه أبغض إلي من وجهك .... و قد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي ، ووالله ماكان دين أبغض إلي من دينك ؛ فأصبح دينك أحب الدين كله إلي .. ووالله ما كان بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح أحب البلاد كلها إلي .. ثم أردف قائلا :
لقد كنت أصبت في أصحابك دما فما الذي توجبه علي ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : لا تثريب عليك يا ثمامة ... فإن الإسلام يجب ما قبله ... و بشره بالخير الذي كتبه الله له بإسلامه، فانبسطت أسارير ثمامة وقال :
والله لأصيبن من المشركين أضعاف ما أصبت من أصحابك ، و لأضعن نفسي و سيفي ومن معي في نصرتك ونصرة دينك .. ثم قال : يا رسول الله إن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى أن أفعل ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : امض لأداء عمرتك و لكن على شرعة الله و رسوله ، وعلمه ما يقوم به من المناسك .



:180635az0tjyzk mo:



مضى ثمامة إلى غايته حتى إذا بلغ بطن مكة وقف يجلجل بصوته العالي قائلا : لبيك اللهم لبيك ... لبيك لا شريك لك لبيك .... إن الحمد و النعمة لك و الملك ... لا شريك لك ..

فكان ثمامة أول مسلم على ظهر الأرض دخل مكة ملبيا .. وسمعت قريش صوت التلبية فهبت مغضبة مذعورة ، و استلت السيوف من أغمادها ، و اتجهت نحو الصوت لتبطش بهذا الذي اقتحم عليها عرينها . ولما أقبل القوم على ثمامة رفع صوته بالتلبية ، وهو ينظر إليهم بكبرياء ، فهم فتى من فتيان قريش أن يرديه بسهم ، فأخذوا على يديه وقالوا : ويحك أتعلم من هذا ؟ إنه ثمامة بن أثال ملك اليمامة ... و الله إن أصبتموه بسوء قطع قومه عنا الميرة وأماتونا جوعا ، ثم أقبل القوم على ثمامة بعد أن أعادوا السيوف إللى أغمادها وقالوا : ما بك يا ثمامة؟!! أصبوت وتركت دينك و دين آباك ؟!!

قال : ما صبوت ولكني تبعت خير دين ... اتبعت دين محمد .. ثم أردف يقول : أقسم برب هذا البيت ، إنه لا يصل إليكم بعد عودتي إلى اليمامة حبة من قمحها أو شيء من خيراتها حتى تتبع دين محمدا عن آخركم ..
اعتمر ثمامة بن أثال عل مرأى من قريش كما أمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعتمر ، وذبح تقربا لله .. لا للأنصار و الأصنام، ومضى إلى بلاده فأمر قومه أن يحبسوا الميرة عن قريش ، فصدعوا بأمره و استجابوا له ، و حبسوا خيراتهم عن أهل مكة .

أخذ الحصار الذي فرضه ثمامة على قريش يشتد شيئا فشيا ، فارتفعت الأسعار ، وفشى الجوع في الناس واشتد عليهم الكرب ، حتى خافوا على أنفسهم و أبنائهم من أن يهلكوا جوعا .. عند ذلك كتبوا إلى رسول صلى الله عليه وسلم يقولون : إن عهدنا بك أنك تصل الرحمن وتحض على ذلك ... وها أنت قد قطعت أرحامنا ، فقتلت الآباء بالسيف ، و أمت الأبناء بالجوع .. و إن ثمامة بن أثال قد قطع عنا ميرتنا و أضر بنا ، فإن رأيت أن تكتب إليه أن يبعث الينا بما نحتاج إليه فافعل ، فكتب صلى الله عليه وسلم إلى ثمامة بأن يطلق لهم ميرتهم فأطلقها .


:180635az0tjyzk mo:



ظل ثمامة بن أثال - ما امتدت به الحياة وفيا لدينه ، حافظا لعهد نبيه ، فلما التحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، و طفق العرب يخرجون من دين الله زرافات ووحدانا ، و قام مسيلمة الكذاب في بني حنيفة يدعوهم إلى الإيمان به ، وقف ثمامة في وجهه ، وقال لقومه : يا بني حنيفة إياكم وهذا الأمر المظلم الذي لا نور فيه ، إنه والله لشقاء كتبه الله عز وجل على من أخذ به منكم ، وبلاء على من لم يأخذ به ، ثم قال :
يا بني حنيفة إنه لا يجتمع نبيان في وقت واحد ، وإن محمدا رسول الله لا نبي بعده ، ولا نبي يشرك معه .. ثم قرأ عليهم :
(حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير) .. ثم قال : أين كلام الله هذا من قول مسيلمة : (يا ضفدع نقي ما تنقين ، لا الشراب تمنعين ولا الماء تكدرين) ثم انحاز بمن بقي على الإسلام من قومه ومضى يقاتل المرتدين جهادا في سبيل الله وإعلاء لكلمته في الأرض ..

جزى الله ثمامة بن أثال عن الإسلام والمسلمين خيراً

وفاتة :

‏ثمامة بن أثال (توفي 11 هـ)‏
واكرمه بالجنة التي وعد المتقون.




:180635az0tjyzk mo:


الساعة الآن 12:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w