مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   روحانيات (http://www.rwwwr.com/vb/f5.html)
-   -   مسابقة أصحابي كالنجوم / عمير بن وهب الجمحي / (01) (http://www.rwwwr.com/vb/t8596.html)

محمد 12-09-2007 10:23 PM

مسابقة أصحابي كالنجوم / عمير بن وهب الجمحي / (01)
 



عمير بن وهب الجُمَحي

لخنزير كان أحب إليّ من عمير بن وهب
حين قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو أحب إليّ من بعض أبنائي
(عمر بن الخطاب)


هو الصحابي الجليل : عمير بن وهب الجُمَحي حواري رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه كان يلقب في مكة بشيطان قريش أيام الجاهلية قائد من قواد المشركين في يوم بدر شديد البصر قوي الفطنة لذلك اختارته قريش للاستطلاع على المسلمين وهل للمسلمين مدد في بدر
وعاد لمكة قائلا لقومه إنهم ثلاثمائة رجل ، يزيدون قليلا أو ينقصون
وسألوه هل وراءهم من يمدهم
فقال لم أجد وراءهم شيئا ولكن يا معشر قريش رأيت المطايا تحمل الموت الناقع قوم ليس معهم مَنَعة ولا ملجـأ إلا سيوفهم والله ما أرى أن يقتل رجـل منهم حتى يقتل رجلا منكم فإذا أصابوا منكم مثل عددهم فما خير العيش بعد ذلك ؟ .فانظروا رأيكم

وما كان إلا أن دارت رحى المعركة وعادت قريش مهزومة

فجلس عمير بن وهب مع ابن عمه صفوان بن أمية ، وكان حقد صفوان على المسلمين كبيرا فقد قتل أباه أمية بن خلف في بدر
فقال صفوان وهو يتذكر قتلى بدر : والله ما في العيش بعدهم خير
فقال له عمير : صدقت و والله لولا دَيْن عليّ لا أملك قضاءه وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله فإن لي عنده عِلّة أعتَل بها عليه
أقول قدمت من أجل ابني هذا الأسير
فاغتنمها صفوان وقال عليّ دَيْنك أنا أقضيه عنك وعيالُك مع عيالي أواسيهم ما بقوا
فقال له عمير: إذن فاكتم شأني وشأنك
وهذا السيف سنشحذه سما زعافا ليقضي قضائه ويسري السم في صدر محمد

واتجه عمير على حسب ما أكتم من أمره مع صفوان حيث وصل المدينة وهاهو بباب مسجدها يتوشح سيفه وعمر بن الخطاب ينظره من بعيد ويقول لمن معه
هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب والله ما جاء إلا لشر
لقد ألب المشركين علينا في مكة وكان عينا لهم علينا قبيل بدر
ثم قال لجلسائه أمضوا إلى رسول الله وكونوا حوله و احذروا أن يغدر به هذا الخبيث الماكر
وبملح البصر طار عمر إلى رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه فقال
يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه
قال صلى الله عليه وسلم
أدخله علي فأقبل الفاروق على عمير بن وهب وأخذ بتلابيبه وطوق عنقه بحمالة سيفه ومضي به نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الرسول صلوات ربي وسلامه عليه
(أطلقه يا عمر) فأطلقه ثم قال له :
( استأ خر عنه) فتأخر عنه ثم توجه إلى عمير بن وهب وقال
(ادن يا عمير) فدنا وقال أنعم صباحا (وهي تحية العرب في الجاهلية)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير لقد أكرمنا الله بالسلام وهو تحية أهل الجنة
فقال عمير: والله ما أنت ببعيد عن تحيتنا وإنك بها لحديث عهد
فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: وما الذي جاء بك يا عمير؟
قال: جئت أرجو فكاك هذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا إلى فيه
قال : فما بال السيف الذي في عنقك ؟
قال: قبحها الله من سيوف...
وهل أغنت عنا شيئا يوم بدر؟!!
قال: أصدقني ما الذي جئت له يا عمير
قال: ما جئت إلا لذاك
قال: بل قعدت أنت وصفوان بن أمية عند الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من صرعى قريش ثم قلت : لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا
فتحمل لك صفوان بن أمية دينك وعيالك على أن تقتلني والله حائل بينك وبين ذلك
فذهل عمير لحظة ثم ما لبث أن قال : أشهد أنك لرسول الله
ثم أردف يقول :
لقد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي لكن خبري مع صفوان بن أمية لم يعلم به أحد إلا أنا وهو
و والله لقد أيقنت أنه ما أتاك به إلا الله
فالحمد لله الذي ساقني إليك سوقا ليهديني إلى الإسلام... ثم شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأسلم.
فرح المسلمون بإسلام عمير بن وهب أشد الفرح حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال: لخنزير كان أحب إليّ من عمير بن وهب حين قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحب إليّ من بعض أبنائي
سار عمير في ركب العلم مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبدا يتعلم القرآن ويزكي نفسه بأحاديث الحبيب كي تنطلق الخطوة الثانية
الدعوة إلى الدين
جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال: يا رسول الله، لقد غبر على زمان وأنا دائب على إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الإسلام وأنا أحب أن تأذن لي بأن أقدم على مكة لأدعو قريشا إلى الله ورسوله فإن قبلوا مني فنعم ما فعلوا وإن أعرضوا عني آذيتهم في دينهم كما كنت أؤذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأذن له الرسول عليه الصلاة والسلام ..
دخل عمير بن وهب مكة مسلما قائلا
" والله لا أدع مكانا جلست فيه بالكفر إلا جلست فيه بالإيمان"

وقال لصفوان :
يا صفوان إنك لسيد من سادات مكة وعاقل من عقلاء قريش أفترى أن هذا الذي أنتم عليه من عبادة الأحجار والذبح لها يصح في العقل أن يكون دينا؟!
وما هي إلا برهة من الزمن وأسلم مع عمير الكثير الكثير من المشركين وخرج عمير بهم إلى المدينة في موكب طويل مشرق باهي زاهر بالتكبير والتهليل
رحم الله عمير بن وهب ورضي الله عنه و أرضاه ....

ننتظر مشاركاتكم هنا في هذا المتصفح

كما نتمنى من المشاركين عدم تكرار المعلومة

فقد انقصنا من حياته رضي الله عنه لتكملوها بمشاركاتكم القيمة


http://mkaraty.jeeran.com/wad.gif





الطبيب 12-09-2007 10:42 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / عمير بن وهب الجمحي / (01)
 
عمير بن وهب رضي الله عنه والذي نفسي بيده لخنزير كان أحبَّ إليَّ من عمير حين طلع علينا000ولهو اليوم أحبُّ إلي من بعض ولدي" عمر بن الخطاب

عمير بن وهب الجُمَحي كان يلقبه أهل مكة بشيطان قريش ، وبعد إسلامه أصبح حواريّ باسل من حواريِّ الإسلام لولاءه الدائم للرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين000


نبذة مختصرة عنه :-

أراد عميرُ لنفسه أن يكون حجراً من أحجار النار وركنا من أركانها.. وأراد الله له أن يكون ساكناً للجنان وأحد عمارها.. أراد لنفسه أن يكون أشقى مولود وطئت قدماه أرض الله وأراد الله له أن يكون سعيداً من السعداء وليس في جملة الأشقياء.

· أنه عمير بن وهب الجمحي.. شيطان العرب.. رجلا.. محكم التقدير.. حاضر البديهة.. سريع التفكير.. حاد البصر.. مُتقد العقل.. حكيم الكلمات.. خبيراً عنه النوازل والملمات خرج مع قريش يوم بدر وكانوا في أشد الحاجة لمعرفة خبر المسلمين وعددهم.. وعدتهم وجهازهم إذ بالمعلومات تبني الخطط.. وُيحكم التدبير ولكن كيف لهم بما يريدون.. والمسلمون قد تكتموا أمرهم وأخذوا حذرهم.. وإذ بهم يلجئون إلى شيطانهم وخبيرهم وصقرهم أنطلق يا عُمير.. وُدر حول عسكر المسلمين دورتين وأرجع إلينا بما رصدته عيناك وحواه عقلك.

· وصار عمير بفرسه حول عسكر المسلمين وجال ثم رجع قائلا.. القوم ثلاثمائة رجل أو يزيدون قليلاً ولكن أنظروني.. لأرى هل للقوم مدد أم لا.. ثم ضرب بفرسه هنا.. هناك.. وأبعد عن القوم وأقترب.. ثم أتى قائلاً: ليس للقوم مدد.. ولكن يا معشر قريش رأيت البلايا تحمل المنايا تواضح يثرب تحمل السم الناقع.. قوم ليس لهم منعه إلا سيوفهم.. والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلا منكم.. فإن أصابوا منكم مثل أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك.

· وكانت كلمات ذلك الخبير العسكري الذي أحصى الجيش الإسلامي بمجرد جولات ونظرات فما أخطأت نظرته وما خاب تقديره.. كفيله بعودة الجيش القرشي حتى لو ضمنوا الانتصار.

· ولكن أبو جهل بن هشام كان يسعى إلى قدره المحتوم.. وأجله المنقضي.. ومكانه المنتظر في قليب بدر.. فحرض القوم أري القتال وحثهم عليه.. وأشعل في صدورهم.. نيران الحرب وأبرم في قلوبهم سعير الحقد والانتقام.

· فخاضت قريش تلك المعركة التي هزت كيانها وزلزلت أركانها.. وانكشف عن قتل أشرافهم واسر وجهائهم.. وعاد من بقي منهم على قيد الحياة إلى مكة لا يدري كيف يدخلها.. ولا كيف يواجه أهلها وعاد عمير بن وهب مع من عاد إلى مكة سالماً في نفسه.. ولكنه خلّف ورائه قطعة منه وبضعة من فؤاده.. إذ وقع ولده وقره عينه وهب بن عمير أسير في يثرب.

· وكان عمير يتمزق ألماً.. خوفاً على ولده وفرقاً عليه أن يأخذه المسلمون بجريرة أبيه وأن يسوموه سوء العذاب جزاء بما كان يضع عمير من إيذاء الرسول وإلحاق النكال بأصحابه.. وبينما الأيام تمضي وعمير بن وهب يزداد سعير قلبه في الاشتعال إذ جمعه لقاء مع صفوان بن أمية عند البيت وليس بينهما ثالث إلا الشيطان فطفق الرجلان يتذاكران بدراً ومصابها العظيم ويعدو أن أسراها ويذكر أن قتلاها ويتوجعان على عظماء قريش وأشرافها ممن غيبهم القليب في أعماقه فقال صفوان.. وقد تذكر مقتل أبيه ليس في العيش خير بعدهم قال عمير.. وهو يتحسر على ولده الأسير صدقت.. ثم صمت هيهه تذكر فيها كل الحوادث العظام والخطوب الجسام التي حلت بقريش من يوم أن أرسل محمد فقال.. ورب الكعبة لولا دين على ليس عندي قضاؤه وعيال عندي اخشي عليهم الضياع من بعدي لمضيت إلى محمد وقتلته وحسمت أمره وكففت شره فإن لي عنده علة أعتل بها عليه أقوال قدمت من أجل أبني هذا الأسير وما كاد عمير يتم كلماته وينهيها حتى أعتبرها صفوان غنيمة لا تعوض فاغتنمها وقال.. دينك ديني.. وعيالك عيالي.. إن قتلت محمداً.. قال عمير.. فاكتم عني شأني وشأنك.

· وقام من المسجد ونيران الحقد والضغينة تتأجج في صدره.. حتى أعمته أنه ذاهب لفناء نفسه وهلاك ولده أن هو أقدم على قتل محمد وأمر عمير بسيفه فشحذ وسقاه سماً زعافاً ودعا راحلته وأعدها وامتطي متنها وأدار ظهره عكه ميماً وجهه شطر محمد ليقتله.

· ومضى عمير بن وهب يقطع البيد والفيافي.. مضى عمير ليرتكب أعظم جناية وأبشع جرم منذ خلق الله أدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

· مضى شاهراً سيفه في وجه خالقه ومولاه مريداً يقتحم حبيبه ومصطفاه وتتسارع الملائكة.. يأرب إن عملا جاء ليقتل محمداً وهو أعلم.. وينزل أمين السماء على أمين الأرض ليخبره.

· ويمضي عمير وما يخشى أن يرتاب أحد في أمره حيث أسيره في يثرب.

· وما أن بلغ المدينة حتى يمم وجهه شطر مسجد رسول الله فلما دنا منه أناخ راحلته ونزل عنها وكان عمر بن الخطاب مع بعض أصحابه من المهاجرين والأنصار قريبا من مسجد رسول الله يتذاكرون بدراً وما أكرموا به من العلو والنصرة وما أراهم الله في أعدائهم من الذلة والمهانة والنكاية والخذلان وبينما هم على ذلك إذ انتقض عمر بن الخطاب واقفاً مذعوراً فقد رأى ما أهاله وأفزعه عمير بن وهب.. شيطان العرب.. نزل من على راحلته متوحشا سيفه ومضى إلى حيث رسول الله.. فقال عمر.. هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب والله ما جاء إلا لشر.. فقد ألب المشركين علينا في مكة وكان عيناهم يوم بدر.. ثم قال لجلسائه.. امضوا إلى حيث رسول الله فكونوا حوله واحذروا عليه من هذا الخبيث فإنه غير مأمون, ثم سارع هو إلى حيث الرسول وقال: يا رسول الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوحشا سيفه وما أظنه يريد إلا شراً, قال النبي: (أدخله يا عمر), فأقبل عمر على عمير وأخذ بتلابيبه وطوق عنقه بحماله سيفه ومضى به نحو رسول الله فلما دخلوا عليه قال صلى الله عليه وسلم: (أطلقه يا عمر.. أدن يا عمير قدنا عمير), ثم قال: أنعموا صباحاً, قال النبي: (قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير.. أكرمنا بالسلام تحية أهل الجنة), قال عمير.. والله ما أنت ببعيد عنها وإنك بها لحديث عهد, قال صلى الله عليه وسلم: (فما الذي جاء بك يا عمير), قال: أسيري, قال: (فما بال السيف في عنقك), قال: تبحها الله من سيوف وهل أغنت عنا يوما بدر, قال صلى الله عليه وسلم: (أصدقني يا عمير), قال: ما جئت إلا لذاك قال صلى الله عليه وسلم: (بل قعدت وصفوان بن أميه عند الحجر فتذكرتما أصحاب القليب من صرعى قريش.. ثم قلت لولا دين علي وعيال عندي لقتلت محمداً), وما كادت كلمات النبي تنزل كالصواعق على قلب عمير فتهزه هزاً عنيفاً حتى أتمّ النبي صلى الله عليه وسلم كلماته قائلاً: (فتحمل صفوان دينك وعيالك على أن تقتلني والله حائل بينك وبيني), وما أن أنتهي صلى الله عليه وسلم حتى كانت الكلمات المباركات قد غسلت كل حقد في قلبه وأزالت كل شك في صدره وزلزلت كل ركن من أركان فؤاده فكأنما استفاق من غفوة طالت سنوات وزالت عن عينه غشاوة ظلت فترات وفترات فصاح.. أشهد أنك لرسول الله.. لقد كنا نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي ولكن خبري مع صفوان لم يعلم به احد إلا أنا وهو فو الله ما أنباك به إلا الله فالحمد لله الذي ساقني إلى الإسلام سوقاً وهداني إليك فقال النبي: (فقهوا أخاكم في الدين وأقرؤه القرآن وأطلقوا له أسيره), وعمت السعادة جموع المسلمين وفرحوا بعمير فرحاً شديدا.. وحتى قال عمر بن الخطاب: لخنزير كان أحب إلى من عمير بن وهب حين قدم على رسول الله ليقتله.. وهو اليوم أحب إليّ من بعض أبنائي.

· وبينما عمير يزكي نفسه بالإسلام وينهل من هذا المعين العزب ويرتوي من هذا النهر الفياض ويترع فؤاده بنور القرآن كان صفوان بن أمية في مكة يمشي مختالاً ويجلس في نواديها فرحاً محبوراً ويقول: غداً يأتيكم من يثرب نبأ ينسيكم بدراً و مصابها.

· وظلت الأيام على ذلك وطال انتظار صفوان وغدا يتقلب على أوقات هي أحد من الجمرات وطفق يسال الركبان ألم يحدث في المدين أمراً؟, أليس عن عمير بن وهب خيراً؟.. وفي كل مره يسمع مالا يشفي له غليل وهو في المدينة يتفقه في الدين ويتعلم القرآن ودارت الأرض بصفوان ومادت من تحت قدميه فما كان يظن أن عميرا يسلم ولو أسلم من في الأرض جميعاً.. أما عمير بن وهب فقال يا رسول الله إني كنت جاهداً على إطفاء نورا الله.. شديد الأذى لمن كان دين الله عز وجل وأني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله تعالى وإلى رسوله وإلى الإسلام لعل الله يهديهم وإلا أذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم وجهر عمير راحلته وانطلق قاصداً مكة بوجه غير الذي آتى به.

· وحق للصحراء التي يجتازها عمير أن تتعجب.. أهذا المطمئن بالله المحب لرسول الله هو الذي كان بالأمس القريب حقوداً كارهاً مضطرباً.. أهذا الذي يلهث بذكر الله هو الذي كان بالأمس يلهث لقتل محمداً.. أهذا الذي تحفه الملائكة هو الذي كان بالأمس تحيطه الشياطين وتحضه.. أهذا الذي تدعو الرمال له هو الذي كان بالأمس تلعنه.. أهذا القلب الأبيض الوضاء هو الذي كان بالأمس القريب أسوداً مرتادا.

· إي ورب الكعبة إنه هو.. عمير بن وهب الجمحي الذي أراد.. وأراد الله.. فكأن ما أراد الله ودخل عمير مكة وكان رجلاً ذو هيبة ومنعة وكان معه قرآن يهدي وسيف ينصر ويمنع.. فلم يدع موطناً جلس فيه بالكفر إلا وجلس فيه داعياً للإسلام حتى أسلم على يديه خلق كثير أما صديق الأمس صفوان فقد دعاه إلى الله مره تلو مرة وكان صفوان يعرض وينأى حتى كان يوم الفتح الأكبر.. فر صفوان إلى البحر هائماً على وجهه قاصداً فراراً لا رجوع منه.

· وانطلق عمير بن وهب إلى رسول الله الكريم وقال يا رسول الله إنك قد أمنت الأحمر والأسود وإن صفوان بن أمية سيد قومه قد خرج هارباً منك ليقذف نفسه في البحر.. فأمنه يا رسول الله, قال صلى الله عليه وسلم: (أدرك بن عمك فهو أمن), قال يا رسول.. فأعطني آية يعرف بها أمانك فأعطاه عمامته التي دخل بها مكة.. فخرج عمير يسابق الساعات حتى سبقها وأدرك عند البحر صفوان فناداه قبل أن يركب.. فداك أبي وأمي يا صفوان الله.. الله في نفسك لا تهلكها.. هذا أمان رسول الله قد جئتك به.. قال صفوان: أغرب عني فلا تكلمني.. قال: مهلاً يا صفوان.. فإن رسول الله أفضل الناس وأبر الناس وأحلم الناس وخير الناس عزه عزك.. وشرفه شرفك.. قال: إني أخاف على نفسي.. قال: هو أحلم من ذلك وأكرم.

· فرجع عمير بصفوان حتى وقف به على رسول الله فناداه صفوان على رؤوس الناس: يا محمد.. إن هذا قد جاءني بعمامتك وزعم أنك أمنتني, قال صلى الله عليه وسلم: (صدق), قال: فاجعلني بالخيار شهرين, قال صلى الله عليه وسلم: (أنت بالخيار أربعة أشهر), وشهد صفوان حنيناً والطائف وهو على كفره.. أعطاه النبي من غنائم حنين عطاء من لا يخشى الفقر حتى قال صفوان والله ما تجود بهذا إلا نفس نبي وأسلم صفوان ووضع نفسه وأعماله في ميزان عمير بن وهب رضي الله عنه وأرضاه وظل عمير داعياً إلى الله.. مؤثراً رسوله على نفسه وولده.. وظل على الطريق القويم حتى رحيل نبيه إلى الرفيق الأعلى.. إلى أن تمدد رضي الله عنه على فراش الموت وفاضت روحه إلى بارئها.. أمنة مطمئنة.. فلله درك يا عمير.. كم من نفوس على يديك هديت.. وكم من نسمات في ميزانك وضعت.

بنبونتة 12-09-2007 10:51 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / عمير بن وهب الجمحي / (01)
 
عاد عمير بن وهب الجمحي من بدر ناجيا بنفسه ، لكنه خلف وراءه ابنه (وهبا) أسيرا في أيدي المسلمين .. وقد كان عميرا يخشى أن يأخذ المسلمون الفتى بجريرة أبيه ، وأن يسوموه سوء العذاب جزاء ما كان ينزل برسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ، ولقاء ما كان يلحق بأصحابه من النكال. وفي ذات ضحى توجه عمير إلى المسجد للطواف بالكعبة والتبرك بأصنامها ، فوجد صفوان بن أمية جالسا إلى جانب الحجر ، فأقبل عليه وقال : عم صباحا يا سيد قريش .
فقال صفوان : عم صباحا يا أبا وهب ، اجلس نتحدث ساعة فإنما يقطع الوقت بالحديث ..
فجلس عمير بإزاء صفوان بن أمية ، وطفق الرجلان يتذاكران بدرا ، ومصابها العظيم ، ويعددان الأسرى الذين وقعوا في أيدي محمد وأصحابه ، ويتفجعان على عظماء قريش ممن قتلتهم سيوف المسلمين . فتنهد صفوان بن أمية وقال : ليس - والله - في العيش خير بعدهم ، فقال عمير : صدقت والله ، ثم سكت قليلا ، وقال : ورب الكعبة لولا ديون علي ليس عندي ما أقضيها به ، وعيال أخشى عليهم الضياع من بعدي ، لمضيت إلى محمد وقتلته ، وحسمت امره ، وكففت شره ، ثم أتبع يقول بصوت خافت : وإن في وجود ابني وهب لديهم ما يجعل ذهابي إلى يثرب أمرا لا يثير الشبهات.
اغتنم صفوان بن أمية كلام عمير بن وهب ولم يشأ أن يفوت هذه الفرصة ، فالتفت إليه وقال : يا عمير ، اجعل دينك كله علي ، فأنا أقضيه عنك مهما بلغ ... وأما عيالك فسأضمهم إلى عيالي ما امتدت بي وبهم الحياة ... وإني في مالي من الكثرة ما يسعهم جميعا ويكفل لهم العيش الغريد .. فقال عمير : إذا ، اكتم حديثنا هذا ولا تطلع عليه أحدا !!
أمر عمير بن وهب بسيفه فشحذ وسقي سماً ، ودعا براحلته فأعدت وقدمت له ، فامتطى متنها .. بلغ عمير المدينة ومضى نحو المسجد يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما غدا قريبا من بابه أناخ راحلته ونزل عنها.
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالسا مع بعض الصحابة قريبا من باب المسجد ، يتذاكرون بدرا وما أكرمهم الله به من نصر ، فحانت من عمر التفاتة فرأى عمير بن وهب ينزل عن راحلته ، ويمضي نحو المسجد متوحشا سيفه ، فهب مذعورا وقال :
هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ... والله ما جاء إلا لشر ، لقد أثار المشركين علينا في مكة ، وكان عينا لهم علينا قبيل بدر ثم قال لجلسائه : امضوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكونوا حوله ، واحذروا أن يغدر به هذا الخبيث الماكر. ثم بادر عمر إلى النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : يا رسول الله ، هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوحشا سيفه ، وما أظنه إلا يريد شرا، فقال عليه السلام : أدخله علي .
فأقبل الفاروق على عمير بن وهب وأخذ بتلابيبه ، وطوق عنقه بحمالة سيفه ، ومضى به نحو الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال ، قال لعمر :
أطلقه يا عمر ، فأطلقه ، ثم قال له : استأخر عنه ، فتأخر عنه ، ثم توجه إلى عمير بن وهب وقال : ادن يا عمير ، فدنا وقال : انعم صباحا ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : لقد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير ، لقد أكرمنا الله بالسلام ، وهو تحية أهل الجنة ، فقال عمير : والله ما أنت ببعيد عن تحيتنا ، وإنك بها لحديث عهد .
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : وما الذي جاء بك يا عمير ؟!
قال : جئت أرجو فكاك هذا الأسير الذي في أيديكم ، فأحسنوا إلي فيه .
قال : فما بال السيف الذي في عنقك ؟! قال : قبحها الله من سيوف ... وهل أغنت عنا شيئا يوم بدر؟!!
قال : اصدقني ، ما الذي جئت له يا عمير ؟ قال : ما جئت إلا لذاك .
قال : بل قعدت أنت وصفوان بن أمية عند الحجر ، فتذاكرتما أصحاب القليب من صرعى قريش ثم قلت : لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا ... فتحمل لك صفوان بن أمية دينك وعيالك على أن تقتلني ، والله حائل بيني وبين ذالك.
فذهل عمير لحظة ، ثم ما لبث أن قال : أشهد أنك لرسول الله ، ثم أردف يقول : لقد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء ، وما ينزل عليك من الوحي ، لكن خبري مع صفوان بن أمية لم يعلم به أحد إلا أنا وهو... والله لقد أيقنت أنه ما أتاك به إلا الله ، فالحمد لله الذي ساقني إليك سوقا ، ليهديني إلى الإسلام ... ثم شهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأسلم ، فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : فقهوا أخاكم في دينه ، وعلموه القرآن ، وأطلقوا أسيره .
فرح المسلمون بإسلام عمير بن وهب أشد الفرح ، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال لخنزير كان أحب إلي من عمير بن وهب حين قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو اليوم أحب إلي من بعض أبنائي .. وفيما كان عمير يزكي نفسه بتعاليم الإسلام ، ويحيا أروع أيام حياته وأغناها ، كان صفوان بن أمية يمني نفسه الأماني ، ويمر بأندية قريش فيقول : أبشروا بنبأ عظيم يأتيكم قريبا فينسيكم وقعة بدر. ثم إنه لما طال الإنتظار على صفوان بن أمية ، أخذ القلق يتسرب إلى نفسه شيئا فشيئا ، حتى غدا يتقلب على أحر من الجمر ، وطفق يسأل الركبان عن عمير بن وهب فلا يجد عند أحد جوابا يشفيه إلى أن جاءه راكب فقال : إن عميرا قد أسلم ... فنزل عليه الخبر نزول الصاعقة .. إذ كان يظن أن عمير بن وهب لا يسلم ولو أسلم جميع من على ظهر الأرض.
أما عمير بن وهب فإنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : يا رسول الله لقد غبر علي زمان وأنا دائب على اطفاء نور الله ، شديد الأذى لمن كان على دين الإسلام ، وأنا أحب أن تأذن لي بأن أقدم على مكة لأدعو قريشا إلى الله ورسوله ، فإن قبلوا مني فنعم ما فعلوا ، وإن أعرضوا آذيتهم في دينهم كما كنت اوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم ، فوافى مكة ، وأتى بيت صفوان بن أمية وقال : يا صفوان ، إنك لسيد من سادات مكة ، وعاقل من عقلاء قريش ، أفترى أن هذا الذي أنتم عليه من عبادة الأحجار والذبح لها يصح في العقل أن يكون دينا ؟! أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
أجزل الله مثوبة عمير بن وهب ، ونور له في قبره.

الطبيب 12-09-2007 11:08 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / عمير بن وهب الجمحي / (01)
 
زوجته :-

أروى بنت عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها في الجاهلية عمير بن وهب بن عبد مناف بن قصي فولدت له طليبا ،،

الطبيب 12-09-2007 11:13 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / عمير بن وهب الجمحي / (01)
 

من أعماله :-

جاهد المرتدين، كان مع الفاتحين في الشام، شهد مع عمرو بن العاص فتح الإسكندرية، عاش إلى صدر خلافة عثمان.‏
`

توفي سنة 24 هـ


الساعة الآن 08:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w