صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,874
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,548
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضَّة الأدبيَّة > ركنك الهادي
ركنك الهادي قافية باحساس شاعر -- مدونات الاعضاء [يمنع المنقول ويمنع الرد]
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 04-06-2007, 06:47 AM
مازن دويكات
عضو مجالس الرويضة
مازن دويكات غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 867
 تاريخ التسجيل : 01-06-2007
 فترة الأقامة : 6179 يوم
 أخر زيارة : 26-12-2008 (07:37 PM)
 المشاركات : 524 [ + ]
 التقييم : 1261
 معدل التقييم : مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أربعون سنة على النكسة



أربعون سنة على النكسة


بين النكبةَ ِ والنكسة
شعبٌ يتوضأ بالدم إذا صلّى
ما كان له أن يتيمم أو يمسح رأسه
ما كان له أن يركع
والرأسُ على كتفيه تدلى
فالجنة مأواه,
فقد كان يخبئ في دمه قدسه
وإذا قام لركعته,
قامت معه فروضٌ خمسة

*****
النكبة, مسمى مسنّن الأطراف لجرحنا الأول, والنكسة, مسمى مسمم الأطراف لجرحنا الثاني, ستون سنة على النكبة, وأربعون سنة على النكسة, وعلى الرغم من أن النكسة هي مفرّخ متناسل للنكبة, أوهي إعادة إنتاج لها في مسلسل الجرح الفلسطيني الدامي, إلاّ أني سأميل للجمع بين الستين والأربعين, والحاصل الحقيقي لهذه المعادلة الدامية, هو رقم مئة.
قرن من العذاب والقتل والذبح والجنون مصوب علينا دون كللٍ أو ملل, هذه هي الخامات الأولية لمنصته دائمة الإشغال والتشغيل, ونحن بكل جلال جرحنا هدفه الأول والأخير. لا فرق لغوي يذكر بين النكبة والنكسة, سوى حرف الباء الذي أصابه الرهق والتعب واستراح في منتجع الأبجدية, وحل محلة حرف السين الذي قفز عن درج هذه الأبجدية واستقر على عرشه الدامي,
لا فرق يذكر في اللغة, لا فرق, سوى أن حرفاً استراح في دمنا وحرفاً مازال يكدّ ويعمل ويزرع الجراح في حقول جسدنا الجليل.
قرن من الزمن الفلسطيني المدجج بالدم , قرن, كل سنة فيه ألف عام مما يعدون, قرن كل حقوله من قرون الاستشعار التي ترصد الزلازل قبل حدوثها, لكن الزلازل هنا, لا تسمح لنا بترتيب جراحنا كما نريد ولا بتأثيث موتنا كما يليق الموت بالضحية النبيلة.


*****
هي نكسةٌ والانتكاس قيامةٌ متوقعة
زرعوا الجراح بتربتي
وأنا حصدت سنابلي
وأنا تعودت على القيام
بكل حربٍ موجعة
وأنا هنا, وهنا المواتُ هنا الحياة,
أنا ما سُبيتُ ببابل ِ
وأنا الأخيرُ
وما تبقى زائلٌ في زائل
ِ.


*****
أربعون سنة على النكبة, إذن هي الأربعون, دخلنا تيهنا المعدّ وصعدنا الدرج آمنين مطمئنين, آمنين بحلمنا ومطمئنين على تحقيقه ذات يوم, ذات يوم سيفتح التاريخ مدونته الدامية ونقرأ: بابلنا هنا وبابلهم هناك, والثبات للمكان وللإنسان المعجون من ترابه, هكذا تقول الحكمة, وهي حكمة حذفتها برتكولات الحكماء, أربعون سنة خرجت من دمنا والتفت عليه في حصار بالغ القسوة, حصار مُهنّدَسٌ ومؤسسٌ على الأشكال الهندسية, في البدء, دخلنا في مثلث أضلاعه التشريد والاعتقال والموت, وفيه تم فرزنا الثلائي, الفلسطيني المشرد جميل ما دام خارج مملكة الحكماء, والفلسطيني المعتقل أقل جمالاً لأنه يكلف المملكة خبزاَ فاسداَ وحراسات مرفّهة , والفلسطيني الميت هو الأكثر جمالاً شريطة أن يؤسس قبره خارج حدود المملكة, وفي فورة الإنسانية وفيضانها الطاغي , كان لابد من تكريم الفلسطيني ونقله إلى المربع الترويحي والترفيهي, والمربع هو المربع,اتفقت أضلاعه على تساويها واختلفت على حصتها من كاتم أنفاسنا في الصيف وعري جسدنا في الشتاء, هذا كل ما تعرفه مملكة الحكماء من الفصول الأربعة, لقد سقط الربيع من تقويمهم التوراتي الحنون, وما جدوى الربيع في أرض الفلسطيني المحروقة بقذائف ال إف 16, كذلك هذا ينطبق على الخريف,حيث لا شجر يحتفظ بأوراقه ولا شجر يتعرى منها, ولتوفير أكبر قدر ممكن من جنود الحراسة, دخلنا المخمس الهندسي, أما المسدس فقد حرّم علينا, شكلاَ ومضموناً, شكلاً لأنه يشبه نجمة داوود, وهذا محرم على الأغيار ملامسته كي لا يُدنس هذا المسدس,ومضموناَ ودلالة, حرم علينا لأنه مسدس يطلق نارا,ويحلل لنا هذا المسدس في حالة واحدة فقط, إذا أراد الفلسطيني أن ينتحر به على الطريقة الروسية وشريطة أن يصوّب على رأسه.
ولأن حكماء المملكة يؤمنون بعدم تجاوز تسلسل المراحل في صراع إلغاء الفلسطيني, خرّجوا فتوى توراتية أكثر هندسةً,وهي إبدال المسدس المقدس بالدائرة, ولأنهم ينتمون إلى نسل العدالة ,فهم مولعون بالتساوي الهندسي المطبق على الفلسطيني, لذلك كان لابد من ترك الشكل الهندسي شبه المنحرف للحاكم العربي.


*****
هذا عشاؤكم الأخيرْ
عظمٌ وجلدٌ والحساءُ
دم البعيرْ

والقادمون على مضضْ
قلبوا علينا المائدة
مرضٌ تناسلَ في المرضْ
هذا القليلُ هو الكثيرْ

أتحسُ في شبع ٍ!
فكيفَ تراهُ
في مصرانكِ الأعورْ
وفي غُرفِ الجراحةِ
كانَ راسي الزائدة

وولدتُ ثانية على وجع ِ
هنا قد أنجبتني الوالدة
في المصرفِ الثوريِّ
دونَ عمولةٍ أو فائدة


*****
أربعون سنة على النكسة, الآن دخل الرقم موسوعة الجرح الفلسطيني, وثبت في مدونته الدامية, فالمتوالية الرقمية, تطرّز أرقامها على هذا الجسد. والروح خريطة رقمية, كل رقم أيقونة مدهونة بزيت زيتونة لا شرقية ولا غربية, من يضيء من, أنا أضيء جرحي أم جرحي يضيؤني , لا فرق, ثمة إضاءة فقط يريد هذا المشهد,رغم أنه لا يحتاج مثل هذا اللهب النوراني كي يُرى ويسمع ويحس ببصيرة عمياء وعيون مطفأة,لا يحتاج لحاسة كونية سادسة, لا يحتاج لشيء على الإطلاق, فقط لذرة ضمير دقيقة جداً تستطيع القفز بكل ليونة ورشاقة من ثقب الإبرة, كل المنقرضات رجعت إلى الوجود من العدم, أرجعتها هوليود الأمريكية, والضمير يشبه الديناصور في الحالة الانقراضية,والد يناصور عاد في قطار هوليود, لكن الضمير عصي العودة حتى في مشهد سينمائي إنجلو سكسوني متأمرك.
أيتها الأربعون, قفي وتوقفي قليلاً لنرتب فوضى حضورك في الذاكرة الجمعية الفلسطينية , لك في الموروث الشعبي دلالات وإحالات, وأنت متخندقة في الذهن حدّ الاحتلال, احتلال لا يشبه احتلالهم البغيض بنزعته القائمة على الإحلال والإلغاء, احتلالك للذهن والذاكرة حالة تكرس الهوية والأنا على هذه الأرض, وللأربعين هنا دلالة متداخلة بين الموت والحياة.
بعد أن تلد المرأة طفلها تعيش حالة بيلوجية تدعى "الأربعين" كذلك في حالة الموت, يعيش أهل الميت حالة تدعى أيضاً " الأربعين" وكأنك أيتها الأربعون, رحلتنا بين الموت والحياة ,ولأننا لا نحب الموت على طريقتهم, فنحن نحب الحياة فوق الأرض, وليس تحت أقدام الطغاة, ف"على هذه الأرض ما يستحق الحياة"


*****
لنا النشيدُ على عتبات النهارْ
لنا ما يؤسسُ عمراً جديداً
لنحياهُ ثانية في وطن ِ النور ِ والنارْ
ولنا أن نؤرّخ فوق الحجارة
وفوقَ شذا القرنفل والجلنارْ
لنا كلّ شي هنا من الصفرِ
حتى نهايات المتوالية
لنا أمنا الغالية
ولنا أن نحاصر هذا الحصارْ
وغداً تشرق الشمسُ
وينهار هذا الجدارْ


*****
بين النكبة والنكسة,ثمة مكان فوق الطين,مكان بحجم القلب, يدعى فلسطين, وهذه الفلسطين,تحولت بقدرة قادر إلى وطن بطابقين.
عمارة بطابقين ممكن,كرش بطابقين ممكن جداَ, جنون بطابقين أيضاً ممكن جداً, ولكن وطن بطابقين, هل يعقل هذا !!
من يقرأ كتاب بنيامين نتياهو "مكان تحت الشمس" يخرج بنتيجة حتمية تقرّ وتؤكد وجود مثل هذا الوطن البابلي المعلق, ولكن السؤال, أين طابقنا الفلسطيني وأين طابقهم الإسرائيلي ؟
ولكي نعرف الحقيقة, علينا الاحتكام لمفردات اللغة وطبيعة الشعبين ومغالطات كتاب "مكان تحت الشمس" لحكيم الحكماء "بنيامين", إن الغالبية العظمى من الفلسطينيين لا يرون الشمس , لأن منازلهم منخفضة وواطئة, على اعتبار أن المناطق العالية سرقت في وضح النهار وخصصت للمستوطنات, ولأنكم يا سيد نتنياهو تتفننون بجعل الفلسطيني يرى النجوم في عزّ الظهيرة, وهذا يعني أن المكان يخص الفلسطيني, أما مكان تحت الشمس الذي يخصكم,فهو في مكان آخر, قد يكون تحت الشمس مباشرة أي في السماء.
أما موضوع اللغة, فلو أعدناها إلى سياقها الاصطلاحي والتاريخي وفسرنا أسماءنا وأسماءكم, لكان أسم فلسطين غني بدلالته الأرضية, خاصة في نصفه الأخير(طين), فهو كما تعلم جسد الأرض. أما اسم إسرائيل فهو اسم رباني, ليس له علاقة بهذه الأرض, وأن مكانه الطبيعي في الأعالي, ولاحظ أيضاً أين تختارون مستوطناتكم, هناك على المرتفعات وقمم الجبال, من حقكم أن تكونوا قريبين من السماء,فكأن هذه المستوطنات منصات انطلاق إلى وطنكم في السماوات العلى ,ألستم شعب الله المختار!!
أما بخصوص طبيعة الشعبين, فأنت تؤكد في كتابك على أن الفلسطينيين من أصول بدوية, ونحن بكل فخر لا ننكر هذا, وهذا يعني أن الجمل عدتنا وعتادنا ومنطادنا وصاروخنا الأرضي,ولكن هل رأيت ذات يوم جملاً طائراً في السماوات العلى التي تخصكم!!
وهذا يؤكد أن مكانه على الأرض, بين الصبّار والأشجار الصحراوية, فأنتم أصحاب الصواريخ والأقمار الصناعية العاموسية, ماذا يعني هذا إذن؟
يعني أنكم جيران الشمس, ومكانكم تحتها مباشرة بعيداً عن الأرض, خذوا إذن طابقكم السماوي واتركوا لنا طابقنا الأرضي, فعلى هذه ارض ما يستحق الجنون.



من هنـــــــــــــ ــــا
1-6-2007



 توقيع : مازن دويكات


آخر تعديل hala يوم 07-08-2007 في 10:52 PM.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أربعون وسيلة لاستغلال شهر رمضان ... أقبل المتفائل روحانيات 5 30-08-2009 02:45 AM
أربعون وسيلة لاستغلال شهر رمضان ... أقبل المتفائل روحانيات 6 29-08-2009 08:12 PM
أربعون سنة على النكسة مازن دويكات حكايات من الوجد 16 22-07-2007 09:59 PM


الساعة الآن 06:12 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w