صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,874
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,545
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضَّة الأدبيَّة > ركنك الهادي
ركنك الهادي قافية باحساس شاعر -- مدونات الاعضاء [يمنع المنقول ويمنع الرد]
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 05-08-2007, 03:09 AM
مازن دويكات
عضو مجالس الرويضة
مازن دويكات غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 867
 تاريخ التسجيل : 01-06-2007
 فترة الأقامة : 6177 يوم
 أخر زيارة : 26-12-2008 (07:37 PM)
 المشاركات : 524 [ + ]
 التقييم : 1261
 معدل التقييم : مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حرائق البلبل في سرير الوردة



حرائق البلبل

في سرير الوردة








البلبل السكران

خبأ صوته

في زهرة البستان

وحين اختلط الشذى بالصدح

اشتعل المكان


قد يحدث الحريق من شرارة طائشة، أو من نظرة ساحرة تصوّبها على عجلٍ عيون امرأة من قرنفل وزرقة غائمة، قد يحدث من شذا الوردة ومن صدح ذبيح، كأنك زهرة البستان وكأنني البلبل السكران ماذا تبقى ليحدث الحريق؟ سيحدث الحريق!

سيحدث لحظة تساقط حقول الورد على التنهدات الذبيحة، وبعد انفلات قطرات الحياة من نهدي سحابة بستان، وستحدث أشياء غامضة تساعد في تشكيل المشهد، تضفي عليه لمسات ساحرة. ومع ذلك أقول: يعذبني بعض الوضوح في الأشياء، لأن من حقي أن أدخل في الغامض السري، وأخرج بوضوح من إنجازي، ويكون أجمل حين يتمطى في سرير الروح كعاشقة تنتظر. أحب الوضوح الذي لم يكن، الوضوح الذي سيكون، شريطة أن أخرجه بأصابع روحي من كهف الأبدية الغامض. قد يحدث الحريق، ذات يوم سيحدث الحريق.

***

ذات صباح مررت ببرعم لم يتفتح بعد، اشرأب نحوي كأنه يهمس لي: سرْ أيها العاشق، لم يحن بعد وقوف التأمل، فمشيت. ذات صباح مررت بوردة متفتحة، اشرأبت الروح نحوها كأنني كنت أهمس: ما أجملك أيتها الوردة؟

سبحان من جعل البرعم وردة، البرعم ذكوري الدلالة، والوردة بكل جلالها وبهائها أنثوية الدلالة، من منابع العبق إلى زوابع الشبق.

بين صباح وصباح، يتحول البرعم إلى حالات أكثر اتساعاً تفضي إلى الحرير الملون في الأرض وإلى قوس قزح في أعالي اللازورد، كذلك في السماء متسع، إن أردنا الوصول. هذا هو النشيد الكوني الخارج من البستان والداخل في الكينونة العظمى.. الإنسان.. الإنسان.. الإنسان. آدم برعم الخليقة الأولى وحواء أول الوردات في بستان الخالق الأعظم. أعني الأرض. والأرض كذلك أنثى.


أبحثُ عن أنثى

لا أرض تحملها أو أفقُ

أنثى كالوردة

ليس يُرى فيها العبقُ

يا الله أعنّي. إني أحترقُ***


السماء كذلك لنا، لنا منها ما لنا على الأرض، كم من السنوات الضوئية يكفي لحرث أرضنا بلهاثنا ثم نصعد إلى سريرنا الأزرق. قالت العاشقة: هيأت لك كل ما تشتهي. الملاءات، الوسائد، أساور الفضة، طاسات العسل. قوارير العطر. كل ما تشاء، لكنني لن أكون معك. قال العاشق: لمن سأصعد إذن.

" على هذه الأرض ما يستحق الحياة".***

لا أحد يفهم لغة الغيم، لا أحد سوى بذرة الأثلام الدفينة، ومنقار الطير المرتعش، والإنسان الطيب، لا أحد يفهم لغة الغيم، إلا أنت. يعدو البرق كثور هائج في الأعالي، كذلك الرعد، وعلٌ شبقٌ في قطيع النجوم يقال: من ها هنا يبدأ المطر، هوذا الصواب في لغة الحكمة، ليظهر الوعل الشبق والثور المجنح، وما يزيد في اشتعال الفصول الأربعة، في نهارات الأرض الطويلة.

لا أحد يفهم لغة الغيم. لا أحد سوى بذرة الأثلام الدفينة، ومنقار الطائر المرتعش، والإنسان الطيب، لا أحد يفهم لغة الغيم، إلا أنتِ.

***

يغطي مساحة الكون ويزيد. يحتشد في بؤرة تضيء أيقونة الجسد، ينفلت في الليل من أصابع نبضي، أقف بينهما محايداً، لا شيء يعنيني، لا شيء سوى أنك نقطة جذب لكل مقدس وحميم. لم يتغير شيء من عاداتنا الصغيرة, شجرة الأسكدنيا تفرش ظلالها كل ظهيرة، وتطلق براعمها في الربيع، كذلك الثمرات تقف على أرجلها النحاسية في صيف شكيم المتورد، يمشي إلينا من عَلٍ، ترف بالأجنّة، ثم تقذف بذورها في فم الشتاء الفاغر، ولا تراب إلا ما يخصنا، ولنا الأثلام التي تشمس أحشاءها الحمراء في ظهيرة نيسان، ثمة أجنّة تتحرك فيها.

من ها هنا يبدأ الذي سيغطي الكون، وينهمر في بؤرة مشتعلة ليضيء أيقونة الجسد، ولك الآن أن تدخليني آمنة مطمئنة أيتها الأجمل في عرائس شكيم.


شيءٌ ما يلمعُ في عينيك فأرتعدُ

يتلوى كنسيج النار على شفتيك وينعقدُ

يسحبها بخيوط ليس يراها أحدُ

تنهمران علينا، يرتعشُ الجسدان ونتحدُ

هي قبلتنا أحلم أن تأتي

كفراشة صبحٍ

تسرق حصتها من زنبقةِ الوقتِ

يلفح جنحيها ضوء الشمسْ

تصعدُ في الأفقُ وتبتعدُ

فيطاردها ثغري بأصابعه الخمسْ

هي قبلتنا تأتي أو لا تأتي

ونظل على المقعد، نخلدُ للصمتِ

نتبادل أزهارَ الحمّى

فنعودُ ونتقدُ



أيتها الوردة الشرسة، في كل الأوقات يسكنني عبقُ ناري، يدل عليّ في لحظات الضياع التي ترفّ من كل جهة، يقودني من يدي المرتعشة، يفحّ بي: إجلس أيها الولد المعذب في تويجي، شاغب كما تشاء، وحين تتعب، نَمْ في سريري المطرز بالندى ريثما أعود.

كم سنة نمت يا صغيري في انتظار الذي لا يأتي، كم من الأعوام مضت وخيول حنينك تلهث خلف من تراوغ كظبي مدلل في برية صغيرة؟ أية كلاب بوليسية يملكها هذا العاشق، وهو الشارد من عذاب الوردة الشرسة، وقمع العاشقات في مملكة الأزهار.يرسم عصفوراً أزرق


تأتي امرأة من أقصى المدنِ

تمسكه من جنحيه

فينفرط الريش على المقعدْ

يبكي دمعاً ذهبياً

تعدو القطرات

فوق قماش اللوحة

تتشّكل زهرة زنبق

يحتار بأي الألوان سيطلقها في وَعر البرية

يغمضُ عينيه ويَغمسُ ريشته

فيسيل الأسود

ثانية تأتي امرأة من أقصى المدنِ

تمسكها بأصابعها المرتعشة

فتنفرط الأوراق على المقعدْ

يرسم طائرةً ورقية

يطلقها في أقصى المدنِ

يلمحها القناص الجبلي ويبدأ

لاشيء هنا، لا شيء

سوى خيطان تتدلى من أعمدة الهاتف

ودمٍ أبيض يغطي الإسفلت الأسود



في الليل حين تهجع عرائس " شكيم "، تنهمرين عليّ من كل صوب، من شمال حقول القرنفل تأتين، من جنوب غابات السفرجل تأتين، من غرب وديان المسك تأتين، من شرق تلال الصنوبر والصفصاف وهضابها تأتين.

وأنا أحتار، من أية جهة أتلقّى القناطير المقنطرة من حضورك القاسي الحنون.

ليتني أكثر من واحد، لأقدر على استيعابك المدهش. ليتني أكثر من واحد في واحد، كل واحد يشبهني من ألفي إلى يائي، لأن أي اختلاف قد يوقعني في لبسٍ أنا في غنى عنه، قد لا تعرفينني وقد لا أعرفك. حقاً لا أدّعي إحاطتي بك من كل جانب، ولا أقول كما قالت العّرافة لي ذات يوم:


وعّرافة قرأت في يدي

عيونكِ لي قبل أن تولدي

وأنك مربوطة في وريدي

فليس يفيدك أن تبعدي

فنامي بقلبي، نامي وسوف

أهّز سريرك

في نبضي المجهدِ

وحين تفيقين

أطلقي خصل الشعر

من سجنها المعتم الأسودِ

لأن جدائله لا تحب التنزه

إلا على ساعدي


حقاً أقول، إنني أكره العرافات وقارئات الكف وضاربات الرمل، إلا أنني في لحظة ضعفٍ إنساني، أوقعتني العرافة كأنها أدركت أنني عاشق، وكيف لا يكون الشاعر عاشقا! وكيف لا تكون الوردة نقطة جذبه الأولى والأخيرة، وبؤرة تنهمر الشهوات فيها؟

لذلك، أوقعتني العّرافة، وقالت لي ما قالته دون أن أصدقها، لكن الشِّعر، قد يذهب بعيداً، يتبع رنين الأنوثة وتجليات ضوئها المبهر المدهش، وقد يجلس على قارعة الحرائق الوردية، يهجس للعابرين حكايا المرأة الغامضة والواضحة كزوبعة. والشعر سهل الانقياد وراء المدهش، قد يتبعها من ينابيعها في الأعالي، إلى مصبها في الوديان، وأطراف الغابات، دون الاستعانة بالكلاب البوليسية، هكذا قال الشاعر ذات يوم:



تعالي حبيبة روحي الشريدة

ضلوعي إليك جسورٌ مديدة

أفتش عنك بهذا الظلام

وليس معي غير ضوء القصيدة

وبوصلة في دمي

لترصد خطوك فوق الدروب البعيدة



هذه عدتي وعتادي، هذه ممتلكاتي، هذا هو عالمي، وكل ما أملك ضوء القصيدة، كم أنا فقير أيتها الوردة، كم أنا غني أيتها الوردة.

حقاً، وما العيب في أن أكون أنا، كما خلقني الله على هذه الأرض، أعدو كمهرٍ جموح في مكاني المفعم بالجغرافيا، وفي زماني الطاعن بالتاريخ، كم أكره مصطلح " شرقيّ " لأنني في الواقع لا أحمل في تاريخي وجغرافيتي عقدة النقص من الآخر.

أجل أنا شرقي مع كراهيتي للمصطلح، وحبي العميق لدلالته الممتدة بين صليبين، أسطورة الملهاة وواقعية المأساة، هذا هو أنا، منذ فجر السلالات وأنا أسير صوب ما أحب، لم أقل مرة لمن أحب تعال أنت، قد أقولها في القصيدة، لأشكّل البعد الجمالي الذي يثري النص الشعري، أكثر من كونها أمراً ذكوريا يفترض الطاعة الأنثوية.

ولست صوفياً لأذوب في الآخر وأتماهى فيه، ولا أريد له أن يكون ما لم أرده لنفسي، أومن بالكينونة بشقيها، التحرك في السيرورة بغية التحول الأبدي في الصيرورة، أومن بالانصهار المتساوي والمتوازي مع إلغاء المسافة ما بين الوردة والبلبل، ما بين العبق والنشيد، فإن لم يكن هذا هو الحب، فماذا يكون إذن؟


بجمرة حبنا نحن احترقنا

ولم نعرف رمادك من رمادي





* شكيم: الإسم الكنعاني الأقدم لمدينة نابلس, وهي مسقط رأسي وإقامتي الدائمة



من هنـــــــــــــ ـا



 توقيع : مازن دويكات


آخر تعديل hala يوم 07-08-2007 في 04:13 PM.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صوت صفير البلبل وقصة الشاعر الأصمعي سلطان الشوق نشيد الروح 8 16-08-2009 12:28 PM
حرائق البلبل في سرير الوردة مازن دويكات حكايات من الوجد 12 02-04-2008 12:08 PM
حرائق بغداد وتأثيرها عبدالله بن سعود لُغَة الصور .. والكاريكاتير الساخِر 12 07-03-2008 05:50 PM
بكاء الوردة مازن دويكات نشيد الروح 26 28-02-2008 02:40 PM
صفير البلبل السفير لُغَة الصور .. والكاريكاتير الساخِر 2 05-02-2007 12:51 AM


الساعة الآن 03:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w