صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,874
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,548
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضَّة الأدبيَّة > ركنك الهادي
ركنك الهادي قافية باحساس شاعر -- مدونات الاعضاء [يمنع المنقول ويمنع الرد]
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 10-06-2007, 06:08 AM
مازن دويكات
عضو مجالس الرويضة
مازن دويكات غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 867
 تاريخ التسجيل : 01-06-2007
 فترة الأقامة : 6180 يوم
 أخر زيارة : 26-12-2008 (07:37 PM)
 المشاركات : 524 [ + ]
 التقييم : 1261
 معدل التقييم : مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي في ضوء ضفائرها تستحم الينابيع



في ضوء ضفائرها
تستحم الينابيع


(1)



لكي تغني وتنشد، عليك أن تتمتع بصفات العصفور،أن تمتلك دماً حاراً وفضاءً من الحرية تنطلق وتحلق فيه،
ولكي تحب،عليك أن تتمتع برقة الفراشة وطباع الحصان وصفاء جدول الغابة،تلك صفات صانع
الأغنية ومحترف الحب.
المغني والعاشق والأغنية والحب، نسيج واحد،حالة متمددة توصلك في العالم
أو قل نافذة تطل من خلالها على الكون الإنساني،هل أنت عاشق؟
إذن أنت مهذب ،لا تستطيع أن تجرح غصن
شجرة ترقّصه نسمات ليلة صيف ولا تعترض قطرة رذاذ هابطة على قبة من عشب في صباح ربيعي ضاحك،
ولا تهش فراشة عن خد وردة مبللة بالندى.



لك طبعُ قرنفلةٍ
ورفيفُ الفراشة ْ
وإذا الحبْ
حكَّ جناحيه بالقلبْ
فجّرَ فيه ارتعاشهْ



.عندما يدق الشتاء بابي،لا يمنحني لحظة تفكير أحدد من خلالها موقفي من هذه الزيارة المباغتة
،يدخل دون إذن مني،يتجول في أرجاء البيت،يسألني عن أشاء لا تعنيه،يتدخل في لون ستارة الشرفة،
يقول لي : الأخضر يلائمها أكثر،ثم يمضي إلى حيث لا ادري!

عندما يدق الربيع بابي،ومجرد أن أفتح الباب يدخل،يسلم عليَّ بيد مرتعشة،أجلسه على الأريكة
الوحيدة،أطلب له قهوة، يقول لي :سنشربها في الشرفة،يحدق في الأفق الممتد،حيث الجبال
والمنحنيات والسهول، ثم يقول:الورديُّ يلائم الشرفة أكثر،ثم يمضي حيث لا أدري!

عندما يدق الخريف بابي،وحين أفتح، أجده جالساً على العتبة،كم يخجلني تواضع هذا الشيخ
الجليل،أنهض يا سيدي مكانك ليس هنا،ينهض،يتبعني ،أراه يحدق في أرجاء البيت كأنه يبحث
عن شيء ما،يلمح الشرفة،يقول لي:يلائمها البنيُ أكثر،ثم يمضي إلى حيث لا أدري!

عندما يدق الصيف بابي،أذهب لأفتح له،فأراه مستلق ٍتحت شجرة في مدخل البيت،أدعوه
للدخول،يعتذر لأنه في عجلة من أمره،أسله إن كنت أستطع خدمته،يقول لا،ولكن جئت
أسألك عن ثلاثة عبروا قبل قليل،فان عادوا لا تلتفت إليهم،ثم مضي حيث لا أدري!



.... أيتها الفصول الأربعة
بالله بعد اليوم، لا تطرقي بابي
سِيحي في طرقاتي البعيدة

في سهولي،في هضابي،في شعابي
واتركنني كالنهر أغفو،في سرير الزوبعة.



لم تبتعد هذه النصوص عنك قيد رفيف جناح طائر،هي لك وعنك،فأنت محورها من ألفها
إلى يائها،صمت المغني لا يعني ابتعاده عن الأغنية،والشاعر حين يصمت عن البوح،
يكون في حالة ضجيج داخلي،تصغي له الأبجدية،فترسل عصافيرها الصغيرة إلى
ينابيعه،كي يصطادها،هكذا تولد القصيدة الجديدة وتولد الأغنية.
بالأمس "سكان أغنيتي" ذهبوا بعيداً،تركوا الأرائك والشرفات،قطفوا قليلاً من ورد الحديقة قبل أن
يرحلوا،ذهبوا لأن حضورك استوعب المبنى كله،فلم يعد فيه أي مكان لآخر سواك.
أنت الوحيدة من يسكن أغنيتي،لك الممر العشبي،أرائك الجانبين،سطح البحيرة المضيء،ترتيل
البلابل الصباحي،ولك تتفتح أزهار حديقتي و باسمك ينشر عبق صنوبره بستاني
.


أسبوعٌ بُنّيٌ غامضْ
لم أسمعْ فيه هديلك
ورنينَ الفضةِ
في الضَحِكة

أسبوع ٌدون شذا وعسلْ
أسبوعٌ ملحيٌّ حامضْ
غابتْ فيه الملكة.


حين تغيبين،تتفكك قامة الروح،كل يذهب إلى حالة،يسقط فرحي على الرصيف، فلا أستطيع
التقاطه،يمر العابرون،يسألون عن صاحب الفرح الضائع،فأنكر ملكيتي له،لأنني لا أستطيع
حمله والاحتفاظ به دونك،
حين تغيبين،تنام الحديقة قبل غروب الشمس،وتهجع العصافير في سرير القش،و تأوي
الينابيع إلى أعلى مهابطها.
ترى, من عطّل إيقاع الأشياء هنا؟ رددت جوقة المساء: غياب الجميلة .. غياب المليكة عن
عن هذا الملكوت، ولن تعود الأمور إلى طبيعتها حتى تعود.
حين تغيبين،تهبط ملائكة من الأعالي،لتملأ مساحات غيابك،وتتنزل كواكب لتحل محل ضوءك
الغائب،وتصطف عشرات الغيمات في البرية الزرقاء لتسد فراغ أحدثه هذا الغياب.
الملائكة والكواكب والغيمات،عملت بكل طاقتها،ولكن ظل الخلل، ولم تعد الأمور لسابق عهدها
إلى أن عدت.


الوردةُ المتوعكة
تركتْ على الغصن ِالمبلل بالندى
بتلاتها،
تركتْ رنين فضتها البريئة والصدى
تركتْ أصابع جلنار ٍفي دمي
تركتْ يدا
ومضتْ أجمل ما تكون مليكة
جلستْ، وروحي المملكة.



من هنـــــــــا



 توقيع : مازن دويكات


آخر تعديل hala يوم 06-08-2007 في 04:36 PM.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فتاه تستحم ....وفجاءه... شوق وحنين حكايات من الوجد 12 18-11-2009 02:13 PM
فضيحة واحد ثور مصور زوجته وهي تستحم!!+18 كنق الفياض لُغَة الصور .. والكاريكاتير الساخِر 16 08-07-2009 08:39 PM
في ضوء ضفائرها تستحم الينابيع (2) مازن دويكات حكايات من الوجد 8 02-09-2007 04:02 PM
في ضوء ضفائرها تستحم الينابيع (2) مازن دويكات ركنك الهادي 0 23-06-2007 06:02 AM
في ضوء ضفائرها تستحم الينابيع مازن دويكات حكايات من الوجد 14 22-06-2007 09:44 AM


الساعة الآن 01:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w