أسرار عن شخصية ذو القرنين

ستثناء ما جاء في سورة الكهف لا أحد يعرف شيئا عن ذي القرنين - ولا حتى أين مات أو دفن!!

فهو من الشخصيات الغامضة التي اختلف فيها علماء الإسلام كما اختلف فيها أهل الكتاب من قبلهم . ومعلوماتنا عنه لا تتجاوز في الحقيقة الآيات الأخيرة من سورة الكهف حيث سأل اليهود نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين فنزل قوله تعالى {ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض واتيناه من كل شيء سببا} ..

ويُفهم من سياق الآية ان الله مكن له في الأرض وأعطاه ما يعينه على الانتصار لدرجة رجح البعض نبوته .. كما تشير الآية التالية إلى ان سطوته امتدت إلى مناطق تبتعد كثيرا عن بلاده الأصلية {حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة}!!

ومفهوم الآيات الكريمات يدل على أن ذا القرنين ظهر في العصور القديمة (قبل ميلاد المسيح على الأقل) . وبناء عليه لا عبرة لمن قال إن هذه الآيات "نبوءة" بظهور جنكيز خان أو محمود الغزنوي أو تيمورلنك - رغم أنهم اصحاب أرقام قياسية في الاحتلال وبسط النفوذ!!

وفي المقابل يفترض معظم المؤرخين أن "ذا القرنين" هو الاسكندر الأكبر الذي عاش بين عامي 356- 323قبل الميلاد وشملت امبراطوريته بلاد البلقان وآسيا الصغرى وفارس ومصر ومعظم الشرق الأدنى .. فقد ورد عن السمعاني (في كتاب الأنساب) أن ذا القرنين هو لقب الاسكندر الرومي (وان كان يونانيا في الحقيقة) ونعت بهذا الوصف لأن صفحتي رأسه كانتا من نحاس وقيل لأن له قرنين صغيرين يغطيهما بالعمامة وقيل لأنه بلغ المشرق والمغرب - وقال نفس الكلام المؤرخ ابن هشام (في السيرة النبوية) ورجح أن ذا القرنين هو الاسكندر الأكبر الذي بنى مدينة الإسكندرية ونسبت إليه لاحقا !

أيضا هناك فاتحون (في التاريخ القديم) يمكن ترشيحهم لنيل لقب ذي القرنين ؛ فابن هشام نفسه ينقل (عن أحاديث الأعاجم) أن ذا القرنين كان رجلا من أهل مصر اسمه مرزبان بن مذربة وأنه من ولد يونان ابن يافث بن نوح - وهي إشارة تذكرنا بحقيقة وجود فراعنة عظام في مصر القديمة قد يكون أي منهم هو ذو القرنين ...

ايضا هناك مرشح قوي من بلاد فارس يدعى قورش الكبير ظهر قبل الاسكندر الأكبر بوقت قصير وأسس الامبراطورية الفارسية الكبرى (بعد ان أطاح بملك فارس استياجز عام 550قبل الميلاد) . وقد وسع إمبراطوريته في الغرب حتى وصلت إلى تركيا واليونان وفي الشرق لتشمل معظم جنوب شرق اسيا . وكما كان قورش نبيلا في أصله ونسبه كان نبيلا في ورعه واحترامه لأديان وعادات الشعوب الأخرى. وبمقتله في إحدى المعارك (عام 530قبل الميلاد) انحسرت إمبراطوريته بالتدريج حتى قضى عليها تماما الاسكندر الأكبر!!

ومن المعلوم أن بلاد فارس كانت في ذلك الوقت العدو الأول للامبراطورية الإغريقية وحدثت بينهما معارك كثيرة (بل إن الاسكندرالأكبر وقورش العظيم عاشا في نفس الوقت تقريبا) . وكان الاسكندر الأكبر يكن احتراما كبيرا لقورش وزاد إعجابه ببلاده حين دخلها وشاهد معالمها. وكي يضمن ولاء أهل فارس - قبل انطلاقه نحو الهند - زوج كامل جيشه من فتيات فارسيات في ليلة واحدة (ومايزال الاسكندر حتى يومنا هذا صاحب الرقم القياسي في تنظيم الزواج الجماعي)!!

إذاً ؛ شخصية ذي القرنين تنحصر في النهاية بين شخصيتين عظيمتين (الاسكندر الأكبر وقورش العظيم) خصوصا أنهما عاشا في "وقت" و"ظروف" توافق ما جاء عنهما في سورة الكهف !

.. بقي السؤال عن حقيقة "القرنين" وسر التصاقهما بهذه الشخصية ..

وهناك كتاب رائع إسمه ( فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج أصلهم - زمانهم- أوطانهم) للمؤلف حمدي أبو زيد ، يرى فيه الكاتب أن ذ القرنين هو أخناتون أحد ملوك الفراعنة وقد ترك مصر بعد أن واجه الكثير من المصاعب حينما أراد أن يدعو قومه إلى عبادة رب الشمس وترك عبادة الشمس نفسها فإنطلق إلى مغرب الشمس وهي كما يعتقد الكاتب جزر المالديف ثم إلى مطلع الشمس وهي كما توصل إليه المؤلف من دلائل إلى أنها جزر كيرباتي في المحيط الهادئ ثم وصوله إلى بلاد الصين وبنائه للردم المشهور. وقد توصل الكاتب أيضا إلى أن كلمة يأجوج ومأجوج هي صينية الأصل وتعني بالعربية سكان قارة اسيا وسكان قارة الخيل.

ويعتقد أنه أكمل مسيرته (ذو القرنين) "أخناتون" بتجاه الشمال إلى بلاد الصين وفيها بنا ردمهم المنيع "ردم يأجوج ومأجوج"

ومن أهم نتائج الكتاب :

*- تشير المخطوطات التاريخيه بالصين أن بناء الردم جاء لمنع غزوات المغول (شعوب الخيل) ومن غزوات دول اسياء التي تشمل (اليابان والكوريتين و شرق الصين)
*- عند اللغة الفصيحه الصينيه كلمة (يأجوج ومأجوج) بنفس نطقها في القرأن تعني (ارض أسيا وأرض اهل الخيل) !! وأترك لك حرية التفكير بهذه النقطه العجيبه
*- في المخطوطات الفرعونيه و المخطوطات الصينيه القديمه يتوافق تاريخ حياة الفرعون أخناتون مع تاريخ بناء الردم في الصين
*- حسب التاريخ الصيني لم يكن لشعب الصين معرفه ببناء السدود او الردوم قبل مساعدة ذو القرنين لهم ومعروف ان سور الصين العظيم تم بنائه بطريقه مشابهه لبناء الردم مع تغيير وتطوير من قبل الصينيين
*- والكاتب الكريم (كاتب الكتاب "فك اسرار ذو القرنين ويأجوج ومأجوج") يعرض بعض الصور التي تحتوي على أجزاء من الردم الذي زاره بنفسه
ويذكر ان طريقة بناء الردم تتطابق مع طريقه بناء الفراعنه للسدود
*- وتشير المخطوطات التاريخه الصينه أن في تاريخ 1300 ق م حكم الصين ملك ليس منهم وأمتد حكمه وحكم ابنائه لمدة 800 سنه وكان الدين في الصين مختلف عن سابقه اختلاف كلي ويسمى الأله ( أتين ) وتذكر التاشبه بين (أتون) عند الفراعنه و ( اتين ) المذكور في المخطوطات الصينيه .

أما في كتاب أسرار يأجوج ومأجوج وسد ذي القرنين للأُستاذ / أسامة حمدي ... فقد ذكر أن ذي القرنين هو ولد فرعون وأنه آمن مع موسى،وبين بالصور سد يأجوج ومأجوج وهي كلمة صينية " وتعني هذه الكلمة سكان قارة آسيا وسكان أهل الخيل".

ويقع هذا السد في الصين في مدينة يقال لها (جون جو) أومقارب لهذا الإسم وذكر كذلك أن مطلع الشمس هي منطقة يقال لها جزر الكربياتي، وأن مغرب الشمس هي جزر المالديف، وذكر حقائق إستدل بها .

وأخيرا، هناك من لا يعتقد أن يكون الاسكندر الأكبر ولا حتى قورش العظيم كما يقال أن يكون أحدهما هو ذو القرنين. فالمعروف تاريخيا ان الأسكندر الأكبر وثنى وطاغيه وكان جبارا فى انتقاماته وصاحب مجون وخلاعه كما تقول كتب التاريخ
ولا يعتقد أيضا أن يكون قورش هو المقصود فكما ورد فى سورة الكهف أن ذو القرنين كان يدعو لله الواحد القهار وهذا دليل واضح ولا يقبل أدنى شك بان شخصيه ذو القرنين هو نبى من أنبياء الله صاحب رساله توحيد وكان يدعو المؤمنين فى مساعدته ليجعل بيننا وبين يأجوج وماجوج سدا وهذا السد آيه من آيات الله فهو لم ولن يتأثر بأى حدث يطرأ على الأرض مثل تسونامى أو غيرها أو حتى التفجيرات النوويه والتى تزلزل الارض او حتى الزلازل الطبيعيه الا أن يأتى وعد ريى فيجعله دكآء .

ويستنتجون أن هذه الاجتهادات لاتفيد ولا تضر فلا يهمنا اسم ذو القرنين انما يهمنا فقط فهم آيه الله عز وجل وفهمنا للمقصود من ذلك ويجب علينا ألا نقحم أنفسنا فى تفاصيل لاتنفع ولاتفيد فنحن نؤمن بالقرآن الكريم كما أنزل على سيد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وان كان يفيدنا معرفه تفاصيل لكان أوضحها ربى سبحانه وتعالى كما ايضا ذكر فى نفس سورة الكهف عن عدد السنين التى مكثوا بالكهف ( قل الله أعلم بما لبثوا ).


منـــقــــوــــ وــول
للفائده
تحياتي

يعطيك العافية ابو شيهانة على الموضوع الجميل