صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,874
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,549
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضَّة الأدبيَّة > حكايات من الوجد
حكايات من الوجد قصة رواية تختبئ بين الغيم [ للقصص ]
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 10-11-2013, 11:20 PM
لغة العشاق
:: مشرف ::
لغة العشاق غير متواجد حالياً
Egypt     Female
لوني المفضل Brown
 رقم العضوية : 6319
 تاريخ التسجيل : 03-05-2013
 فترة الأقامة : 4020 يوم
 أخر زيارة : 01-09-2014 (09:54 PM)
 الإقامة : القاهره
 المشاركات : 1,816 [ + ]
 التقييم : 12182
 معدل التقييم : لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي قصة ليلى والقصر الملعون



قصة ليلى والقصر الملعون

فى صباح اليوم الخامسة والعشرون من شهر يناير عام 2030م عادت ليلى من الخارج بعد غياب خمسة عشر عاما وقد وصلت الى مطار القاهرة، عادت الى مصر التى غادرتها فى السادس من شهر مارس عام 2015 بعد الحادث العظيم الذى وقع بالقاهرة والذى افتقدت فيه والديها، وكانت ليلى تبلغ وقتها السابعة عشر عاما من عمرها وقد سافرت مع عمها الى انجلترا وظلت معه حتى هذا الوقت ثم عادت الى مصر حتى تتذكر والديها وأيضا لتبحث عن شخص يدعى محمد كانت تحبه كثيرا وكان هو أيضا يحبها ويرافقها دائما وكان مقيم معها بنفس العقار وهما لم يتفرقوا مطلقا وكان بنفس عمرها وقد تفرقا بعد وقوع هذا الحادث.

بعد وصول ليلى الى القاهرة ذهبت الى إحدى الفنادق ونزلت بغرفة وقامت بترتيب ملابسها التى بالحقيبة والتى عادت بها وكانت الساعة العاشرة صباحا وذهبت لتأخذ حمام دافئ وبعد انتهائها تناولت الفطور واشتاقت الى الفول المصرى والطعمية التى كانت تتناوله مع والديها وقررت أن تذهب وتسير فى شوارع القاهرة وتذهب الى المكان الذى كانت تقيم فيه.

تغيرت القاهرة كثيرا بعد الحادث برغم وقوع هذا الحادث العظيم الذى دمر كل شئ بالقاهرة إلا انه قد حول هذه المدينة الى جنة فقد تعمرت وأصبحت من أجمل المدن فى العالم خلال الخمسة عشر عاما الماضية فقد امتلأت بها الحدائق والمنتزهات ولم تعد بها مبانى قديمه ولا قمامة فى شوارعها وقد بنى بها المبانى والأبراج والقصور وأيضا المساجد والكنائس، ولكن كانت توجد مناطق مازالت بها أثار الحادث لم تعمر كمنطقة إمبابة التى كانت تقيم فيها ليلى.

لم تصدق ليلى بأنها تسير فى شوارع القاهرة التى تشبه شوارع انجلترا وأمريكا، هذه المدينة التى تحولت الى هذا الجمال وهذا التطور السريع وأصبح بها نظام وقد اتسعت مساحة شوارعها وشعرت ليلى بأنها فى شارع من شوارع انجلترا وركبت سيارة أجرة وطلبت من السائق أن يوصلها الى منطقة إمبابة وقال لها هذه المنطقة خالية لم يعد بها أحد منذ الحادث وقالت له اوصلنى الى هناك وقال لها كما تريدين وذهب بها الى هناك.

وبعد الظهيرة وصلت ليلى الى إمبابة وانزعجت عندما شاهدتها بهذا المشهد فكانت المنطقة خالية تماما وكانت المبانى منهارة منذ الحادث وكانت شوارعها مدمرة، ونزلت ليلى من السيارة وأعطت السائق أجرته وقال لها لا تظلى بهذا المكان كثيرا لأنه غير أمن وقالت له لا تقلق سأكون بخير وأعطاها كارت صغير به رقم هاتفه إذا أرادت شئ تتصل به، وذهب السائق وظلت ليلى تسير داخل المكان وتحاول أن تجد شئ يذكرها بمنزلها وظلت تسير لساعات قليلة وهى تتذكر طفولتها وحياتها مع والديها التى كانت تحبهم كثيرا وأيضا تتذكر محمد الذى اشتاقت له والذى من أجله رفضت أن ترتبط بأحد حتى الأن وظلت تسير حتى شعرت بالتعب والبرودة ووجدت كافيه منهارة أعمدته وتذكرت هذا الكافية كان من أكبر الكافيهات بإمبابة كانت دائما تذهب إليه مع ومحمد وبعض أصدقائهم، وجلست بداخله، ونظرت الى الخارج وقد ابتعدت كثيرا عن المكان الذى نزلت فيه من السيارة وشعرت بالنعاس وذهبت فى النوم وظلت تتذكر حياتها قبل الحادث.

كانت منطقة إمبابة كبيرة وكانت مليئة بالأشخاص وفى شارع من شوارعها كانت ليلى ابنة المحامى مصطفى السيد والسيدة سعاد عبد الرحمن مدرسة اللغة العربية بمدرسة إمبابة الثانوية بنات تقيم بالعقار رقم 8 الدور الرابع شقة 9 وكان محمد صديقها يسكن بالطابق الخامس شقة 12، وكان بجوارهم الأسواق ومن حولهم القهاوى والجلسات الليلية وكانت حياتهم مرحة وكلها سعادة وكان الكل يقفون بجوار بعضهم فى الفرح والشدائد وكان الجميع يد واحدة وهذه المنطقة لم تمر عليها ساعة لتكون هادئة إنها دائما بها الناس يسيرون فى شوارعها ليلا ونهارا وفى الشتاء كان الأطفال يفرحون بنزول المطر ويمرحون، وكانت ليلى تذهب فى الصباح الى المدرسة وكان محمد يوصلها ويذهب الى مدرسته، وفى الأعياد يجتمع محمد وليلى وبعض أصدقائهم ويقضون الوقت فى الحدائق والمنتزهات وفى نهاية اليوم يذهبوا الى هذا الكافية الذى هى به الأن، والذى أصبح عبارة عن مستودع قمامة بعد أن كان من أكبر وأجمل الكافيهات فى إمبابة.

استيقظت ليلى من غفوتها وكانت تظن نفسها تعيش هذه الأيام ولكن وجدت الصمت يعم المكان وحزنت كثيرا وقد أوشك الوقت على الغروب ولأن المكان فارغ الرياح صوتها يشتد والبرد يزداد وشعرت ليلى بخوف وقامت من مكانها وحاولت أن تعود لكنها ترددت وخاصة إنها لم تتذكر الطريق وأخرجت هاتفها من حقيبتها لكى تستغيث بالسائق الذى أوصلها يخرجها من هذا المكان ولكن لا توجد تغطية وبدأ الليل يعم المكان وصوت الرياح يشتد وظلت ليلى مكانها خائفة من هذا المكان الخالى وانكمشت فى مكانها من شدة البرودة وظلت تتذكر مرة أخرى.

قبل وقوع الحادث بعامين، فى صيف عام 2013 وبعد الظهيرة جلس محمد مع ليلى فى الكافية الذى يتقابلون فيه دائما يتحدثون، وقال لها انى احبك وأريد أن ارتبط بكى،
وقالت له وأنا أيضا لكن سنؤجل ارتباطنا حتى بعد أن تنتهى دراستنا،
وقال لها انى أخاف أن تبتعدى عنى، انى لم أتحمل أن أخسرك،
وقالت له انى لم ابتعد عنك ألم تثق بى نحن لم يفرقنا غير الموت انى أعدك بأنى سأظل معك دائما ولم أكون لأحد غيرك، قال لها وأنا أيضا كذلك،
وقالت له أين كنت بالأمس؟
وقال انى كنت مع أصدقائى مصطفى وكريم وسيرنا فى شوارع إمبابة وكنا نمزح طوال الطريق..، وصمت قليلا وقال انى تذكرت شئ أريد أن أخبرك به، وقالت له ماذا؟
وقال نحن أثناء سيرنا دخلنا فى طريق لم نذهب فيه من قبل كان طريق خالى من الأشخاص وكان فى نهايته قصر كبير وقديم وعلى سطحه سحابة صغيرة سوداء واعتقدنا بأن القصر يحترق ودخلنا فيه وكان ملئ بالقمامة وبه فئران ووزعنا أنفسنا على رؤية كل مكان بالقصر ووجدنا عقد قديم لممتلك هذا القصر بتاريخ قديم، والذى دهشنى أكثر بأنني سمعت صوتا غريبا ومنخفضا داخل القصر كان يقول اقتربت النهاية، وبعض كلمات لم أفهمها، وعندما أخبرتهم لم يصدقونى واستهزئوا بى،
ونظرت ليلى إليه فكانت لم تصدقه وضحكت،
وقالت له لا تشاهد الأفلام المرعبة كثيرا ولا تسهر،
وقال لها انى أعرف أنكى لم تصدقينى لكنى متأكد من الذى أقوله لكى،
وقالت له وهل مصطفى وكريم سمعوا بهذا أيضا؟
وقال إنهم لم يكونوا معى بالغرفة التى كنت بها ولم يسمعوا شيئا،
وقالت ومن الممكن أن تكون هذه تهيؤات...، ثم ما معنى كلمة النهاية اقتربت،
وقال لها لا أعرف، وقالت له انى أريدك أن تأخذنى الى هناك،
وقال لها المكان بعيدا ومخيف وستخافين،
وقالت له طول ما أنت معى لم أشعر بالخوف مطلقا، وقامت من مقعدها وتريد أن تذهب الأن وقام هو أيضا من مقعده وخرجا من الكافية وركبا سيارة أجرة وذهبا الى هناك.

كانت السماء خالية من الغيوم والشمس ساطعة والجو حار وقد وصلت ليلى ومحمد الى هذا القصر واندهشت ليلى عندما وجدت الغيمة التى تعلوا القصر، وقالت له ما هذا وقال لا أعرف ودخلا القصر ووجدوه بأنه نظيف ومفروش بأرقى المفارش وعكس ما وجده محمد بالأمس وكأن القصر جديد ويسكنه أشخاص وذهل محمد من هذا، وقالت ليلى له انى لم أفهم شيئا،
وقال لها ولا أنا انى أفكر أن نخبر بعض المسئولين والشرطة عن هذا القصر الغريب،
وقالت له انى معك فى هذا، وذهبا.

وبالفعل ذهبا محمد وليلى الى قسم شرطة إمبابة وقابلوا ضابط يدعى كمال وحكوا له عن الذى شاهدوه ولم يصدقهم،
وقال لهم انى سأذهب الى هناك وأتابع هذا وانتم لا تهتموا بهذا، وذهبوا الى منازلهم، وفى الليل أخلدت ليلى الى النوم ورأت فى منامها حلم غريب بأنها رأت السحابة السوداء تغطى سماء القاهرة بأكملها وشعرت بشعور غريب وقامت من نومها خائفة واتصلت بمحمد بعد منتصف الليل وكان نائما، وقال لها ماذا بكى...؟
وقالت له انى رأيت كابوس...،
وقال لها انه من الذى رأيتيه اليوم لا تفكرى فى شئ وأخلدى الى النوم، ولكنها لم تعرف تنام وظلت هكذا حتى الصباح.

وفى الصباح كان والد ليلى ووالدتها يتناولون وجبة الفطور وجائتهم ليلى وجلست مع والدها وقالت له أريد أن أخبرك بشئ وقال لها ماذا بكى، وقد حكت له عن القصر، وقال لها إن هذا القصر اسمع بأنه بنى على جثمان فرعونى وبه لعنة وكان كل الذى يسكن به يخرج إما فى مستشفى الأمراض العقلية أو إما ينتحر أو يقتل الذين يعيشون معه لا تذهبى الى هناك مرة أخرى وقالت له وكيف علمت بهذا وقال إنهم كانوا يتحدثون عنه منذ فترة طويلة، وأنتى لا تذهبى الى هناك، وقالت له لم أذهب أعدك.
استيقظت ليلى من نومها ومازالت على وضعها وقد نامت كثيرا وقد استيقظت فى الساعة الواحدة صباحا والجو بارد ونزلت الأمطار غزيرة وصوت الرياح يعلو فى المكان ولا يوجد ضوء المكان مظلم بأكمله وليلى خائفة كثيرا من هذا وتذكرت الكلمة التى قالها محمد لها الم تخافين وقالت له طول ما أنت معى لم أشعر بالخوف، وسقطت دمعة من عينها وقالت انى أول مرة أجرب الشعور بالخوف حين فارقتنى، أين أنت الأن لتأخذنى من هذا المكان وبكت وقالت انى اشتقت إليك.

التزمت ليلى بعهدها مع والدها وقالت لمحمد أن لا يذهب الى هناك لأن هذا القصر مسكون ولا تهتم بشأن هذا القصر، ووافقها محمد على هذا، وبعد مرور عام نست موضوع القصر هى ومحمد وركزوا على دراستهم، وعاشا محمد وليلى هذه الفترة قصة حب جميلة على الرغم من صغر سنهم فكانت ليلى فى السادسة عشر من عمرها ومحمد يكبرها بعام فكان عمره فى السابعة عشر.

وعند اقتراب العام الجديد عام 2015 رأى محمد فى منامه كابوس مخيف رأى نفسه وسط نيران مشتعلة هذه النيران تأكل كل شئ أمامها ولكى تقف هذه النيران يجب أن يعمل على إيجاد رمز مفقود داخل القصر المهجور وإلا ستنتشر مخلوقات غريبة تأتى بعد وقت طويل وستنتشر فى البلاد وتأكل كل شئ أمامها، واستيقظ محمد من نومه مفزوعا وقام وشرب كوب ماء وبعدها جلس بغرفته وظل يفكر... ما تفسير هذا الكابوس ولماذا ذكر فى الحلم القصر وهو قد نسى هذا القصر منذ عام ونصف، وقال فى ذهنه أهل هذا مجرد كابوس أم أحد يحذرنى من شئ سيحدث فى المستقبل، ظل محمد يفكر فى هذا الحلم كثيرا حتى قابل ليلى فى الصباح وحكى لها، وقالت له هذا مجرد كابوس،
وقال لها هذا نفس الهتاف الذى تحدث معى وأنا فى القصر،
وقالت له أنت مازلت تذهب الى هناك،
وقال لها انى لم أذهب مطلقا منذ أن عاهدتك وانى نسيت حتى موقع هذا القصر،
وقالت له لا تهتم انه مجرد كابوس، وبعد يومان شاهد محمد نفس الكابوس وشعر بالقلق وذهب الى القصر ودون أن يخبر ليلى.

وفى الصباح الباكر ذهب الى القصر ولم يرى الغيمة التى كانت فوق القصر واندهش من هذا وكان القصر بالوضع الذى رآه فيه من البداية ودخل القصر وظل يبحث عن شئ يعرف منه سبب هذا الكابوس ولكنه لم يجد شيئا ولكنه وجد حفرة صغيرة بداخل القصر ووجد بداخلها باب صغير مغلق بقفل وشعر بأنه هنا حل اللغز ولكن كيف سيفتح هذا الباب.

مر أسبوع على ليلى ولم ترى محمد وقلقت عليه وهاتفه مغلق وذهبت إليه ولم تجده وأخبرتها والدته بأنه يخرج كل يوم فى الصباح ويعود فى الليل وينام، وقالت لها ألم تعرفى أين يذهب وقالت انه يقول بأنه تعين فى وظيفة،
وقالت لها منذ متى ولماذا لم يخبرنى...، وذهبت ليلى وهى غير مقتنعة بحديث والدة محمد وذهبت الى منزلها، بينما محمد كان كل يوم يذهب الى هذا القصر لكى يعرف سر هذا الكابوس الذى يحلم به كل ليلة ولم يصل لشئ وقد بدأت ساعات المساء وهو مازال بالقصر وشعر بالنعاس ونام وشاهد فى منامه بأن شئ سيحدث داخل مدينة القاهرة بعد ثلاثة شهور ومع بداية كل شهر ستنشق جزء من الأرض بالمدينة وبعد إتمام ثلاثة شهور ستحدث واقعة لم يتوقعها أحد بالعالم سيحدث انفجار رهيب وسيبدأ من هذا المكان، واستيقظ محمد وانزعج أكثر وترك القصر وعاد الى منزله، وقال فى ذهنه انه كما قالت ليلى مجرد كوابيس ومن المؤكد إنها زادت عندما دخلت هذا القصر هذا القصر ملعون انى لم أفكر فى هذا مطلقا إنها مجرد كوابيس.

فى الصباح قابل محمد ليلى واعتذر لها على عدم مقابلته لها طوال هذا الأسبوع وحكى لها عن الذى رآه فى منامه الأخير وقالت له نحن ستبدأ امتحاناتنا الأسبوع القادم ولا تفكر فى شئ وركز فى المذاكرة ودعنا من هذه التخاريف وقال لها انكى على حق.

مازالت ليلى بمكانها وتنتظر طلوع النهار والوقت يمر ببطء وكأن عقارب الساعة لم تتحرك ومازالت ليلى تتذكر الماضى وهى وسط هذا الظلام وقد هدأت الأمطار وكان البرد قارص وظلت مكانها وأسندت رأسها على حائط ووضعت البالطوا على جسدها ويديها داخل البالطوا لتدفئها، وبعدها أغلقت عينها لتحاول أن تنام.

مر أول شهر ولم يحدث شئ وكان هذا أخر شهر فى عام 2014 وبدأ أول شهر لعام 2015 ولم يحدث شئ من الذى رآه محمد فى منامه وهذا جعل محمد يطمئن من داخله وتأكد بأن هذا كان مجرد تخاريف يراها فى منامه كما قالت له ليلى وقالت ليلى له غدا استعد لأننا سنحتفل مع أصدقائنا بمناسبة انتهائنا من الامتحانات وأيضا بمناسبة عيد ميلادك وقال لها بالفعل عيد مولدى غدا، غدا سيوافق السادسة والعشرون من شهر يناير.

استيقظت ليلى ونظرت على ساعة هاتفها وكانت الثانية والنصف صباحا وهذه أول ساعات يوم السادس والعشرون من يناير وتذكرت أن هذا اليوم هو ميلاد محمد والصدفة أجمعت بها بأن تكون بالمكان الذى احتفلا فيه أخر احتفال بعيد مولده، وكان هو الذى اختار هذا المكان فهذا المكان كان المفضل لديهم.

تولت ليلى هذا اليوم هى وأصدقائها الفتايات تزيين الكافية وتحضير التورتة والمشروبات الغازية وفى نهاية اليوم احتفلا الجميع بعيد ميلاد محمد وقاموا أصدقاؤه بتقديم الهدايا له وقال محمد لهم انى أريد بمناسبة هذا اليوم أن أخبركم بشئ سيسعدكم جميعا ونظرت ليلى له تنتظر ماذا سيقول وقال انى سوف ارتبط بليلى فى الأجازة الصيفية وفرحوا جميعهم بهذا الخبر وسعدت ليلى أيضا بهذا وأخرج من جيبه خاتم ذهبى من نوع صيني وقال لها هذا سيكون مؤقتا الى ما يأتى اليوم وأهديكى الخاتم الحقيقى، وقالت له انه عندى أغلى هدية ولم أخرجه من أصبعى مطلقا، وقال لها انى أحبك وقالت له وأنا أيضا وأقبل رأٍسها وفرح جميع أصدقائهم بهذا.

بالفعل كانت ليلى بأصبعها الخاتم لم تخرجه من يدها برغم انه لونه تغير على مر السنين وأصبح منظره قبيح ولكنها كما وعدت محمد بأنها لم تخرجه من أصبعها حتى يهديها الخاتم الحقيقى وهى على أمل بأن تجده.

ومع نهاية اليوم وفى تمام الساعة العاشرة مساءا رحل الجميع فيما عدا محمد وليلى كانوا يستعدون للرحيل وفجأة حدث شئ غير متوقع ... حدثت هزة أرضية قوية من شدة قوتها انهار جزء صغير من الكافية وأمسك محمد بليلى حتى لا تصاب ولم تطول مدة الهزة ظلت فترة قصيرة حوالى 20 ثانية وقد تسببت فى شق كبير فى الأرض أمام الكافية وعندما رأى محمد وليلى هذا نظروا لبعضهما باندهاش وتأكد محمد بأن الذى رآه فى منامه ليس تخاريف وذهبا مسرعين وركبا سيارة أجرة وذهبا.

ذهبا محمد وليلى الى القصر ووقفوا أمامه وقال لها كما قلت لكى من قبل الذى يحدث معنا حقيقى وكانت ليلى خائفة وقالت له ماذا سنفعل؟ وقال لها لا أعرف وإذا حكينا لأحد عن هذا لم يصدقنا كما فعلوا بالسابق وقالت له الذى حدث اليوم سيؤكد لهم صحة كلامنا وقال يجب على الجميع يترك المدينة بأكملها خلال هذه الفترة قبل أن تنتهى المدة المحددة وقالت له وكيف سنفعل هذا وقال لا أعرف وقالت له أنت قلت من قبل أن بداخل القصر لغز إذا وجدناه سيختفى هذا الكابوس دعنا نبحث عنه وقال لها انى بحثت عنه فى كل مكان بالقصر ولم أجده ولكن أظن بأنه موجود بداخل حفرة بالقصر مغلقة بقفل متين لم أعرف أتحكم فى فتحه وقالت إذن هذا هو الغز دعنا نحاول فتحه وقال لها الأفضل أن نخبر الشرطة ، وقالت له وإذا لم يصدقوننا وقال لها سنحاول وقالت له الأفضل أن نتحدث مع والدى وقال هذا أفضل هيا نذهب إليه.

وصلا محمد وليلى الى المنزل وقابلهم والدها وكان قلق عليهم بسبب تأخيرهم والهزة التى حدثت منذ قليل واعتذرا محمد وليلى له وقال محمد إننا نريد أن نخبرك بخبر هام وقال لهما ماذا بكما؟ وجلسا معه بغرفة المعيشة وحكوا له على كل شئ.

لم يقتنع مصطفى والد ليلى بحديثهم وفى الصباح ذهبا مصطفى وابنته ليلى ومحمد الى القصر، وهناك وجدوا الغيمة السوداء فوق القصر،
وقال مصطفى لهم ما هذه الغيمة إننا فى موسم الصيف والسماء صافية،
وقال محمد له هذا شئ صغير إن الصعب قادم، ودخلا الثلاثة القصر وكان القصر عبارة عن قمامة وفئران وقالت ليلى إننا جئنا هذا المكان من قبل ولم نجده هكذا،
وقال والدها إن هذا القصر كما قلت لكم انه مسكون ولا تشبهوا هذا بالذى حدث أمس، انى لم أقتنع بحديثكم وأثناء حديثه معهم سمعوا صوت ضعيف نفس الصوت الذى يسمعه محمد،
وقال اقتربت النهاية، وحدثت هزة أقوى من التى حدثت بالأمس ووقتها اكبر فقد استغرقت ثلاثة دقائق وهم بالقصر شعروا بهزة قويه وكان سقف القصر ينهار وينزل عليهم وأمسك مصطفى ابنته وذهبا مسرعين الى الخارج هربا من الانهيار بينما محمد كان معهما وعندما ابتعدت ليلى ووالدها عن القصر واستقر الوضع لم يجدوا محمد وقلقت ليلى عليه،
وقالت لوالدها سأعود الى القصر لأبحث عنه،
وقال لها لا تذهبى...، وقالت له لم اتركه، ومنعها والدها
وقال لها دعينا ننتظر قليلا واني سأتصل الأن بالشرطة حتى نخبرهم بالذى حدث معنا.
مر اليوم وفى الليل مازالت ليلى ووالدها أمام القصر وأيضا والدتها ووالدة محمد ووالده لأن محمد لم يظهر منذ اختفائه فى الصباح ورجال الشرطة بكل مكان بالقصر يبحثون عنه ولم يجدوا له أثر وبكت ليلى كثيرا فكانت خائفة عليه وكان والدها يحتضنها ويقول لها انه سيكون بخير لكى تهدأ، وظل هذا الوضع حتى صباح اليوم التالى، أصرت ليلى أن لا تترك المكان حتى تجد محمد واضطر والدها أن يظل معها أما والديه كانوا خائفين عليه كثيرا وذهبت والدة ليلى مع والدة محمد الى منزلهم، وقد مر ثلاثة أيام ولم يظهر محمد ويأسوا رجال الشرطة فى البحث عنه وأيضا والد ليلى وكانت ليلى منهارة بسبب فقدانها لمحمد وكان معها كريم صديق محمد جاء عندما سمع بالذى حدث وقال والدها لها وجودنا هنا ليس له فائدة وقالت له بنبرة حزن اذهب أنت لأنك تعبت كثيرا وأيضا والد محمد وقال لها لم أتركك بمفردك وقال كريم له لا تقلق عليها سأكون معها وسنأتى ورائكم لم نتأخر وقال لها سأذهب واعتنى بنفسك وقالت له سأكون بخير وذهب والدها ووالد محمد وظل كريم مع ليلى.
ظل كريم مع ليلى أمام القصر وكان أمام القصر اثنين من رجال الأمن يحرصون المكان ويراقبونه، وقال كريم لها انتى تعبتى كثيرا هذه الأيام اذهبى حتى تستريحين وانى سأظل هنا وإذا حدث شئ سأخبرك وقالت له لم أرحل حتى أطمئن عليه نحن ذهبنا معا وسنعود معا لم أعود المنزل حتى يعود معى، وظلت ليلى منتظرة وتنظر الى القصر على أمل أن ترى محمد.

مر أسبوع ولم يظهر محمد، بينما ليلى قد ظلت طوال هذه الفترة تنتظره وكانت لا تأكل ولا تنام حتى مرضت واحتجزت بالمستشفى وكانت فاقدة الوعى، وكان الجميع مندهش من اختفاء محمد، وكانوا منزعجين عليه..

وفى الليل أفاقت ليلى وكانت بمفردها بالغرفة بالمستشفى وكان الجو هادئ وسمعت بخطوات أقدام تسير ببطء وتقترب الى غرفتها وشعرت بخوف ومن خوفها حاولت أن تنادى على أحد ليأتى إليها ولكن عجزت عن هذا من الخوف وقد اقتربت الأقدام نحو غرفتها ووقف الصوت وفجأة رأت احد يفتح باب غرفتها ببطء، وفتح الباب فتحة صغيرة، وتحدثت ليلى بصوت منخفض وبنبرة خوف من أنت أو من انتى، وكررت هذا حتى رأت شئ غريب .... رأت ضوء فى فتحة الباب فقد جاءها شخص على هيئة ضوء وضرب الضوء فى عينها وفجأة....

استيقظت ليلى من نومها فقد أشرقت الشمس وضوئها أصابها فى عينها فقد استغرقت فى النوم طوال الليل حتى شروق الشمس وشعرت بالجوع والعطش لأنها لم تأكل منذ الأمس،

كانت ليلى ترى كابوسا واستيقظت وهى مفزوعة من هذا الكابوس وعندما فتحت عينها وجدت محمد بجوارها وكان يمسك يدها، وقال لها أنتى بخير، وعندما رأته لم تصدق بأنه هو وأدمعت عينها،
وقالت له كنت خائفة من أن لا أراك مرة أخرى،
وقال لها انى بجوارك انى خفت عليكى كثيرا، وقالت له أين كنت؟
وقال سأحكى لكى كل شئ لكن بعد أن أطمئن عليكى سأذهب لأنادى على والديكى لأنهم قلقين عليكى،
وأمسكت يده وقالت لا تتركنى، وقال لها لا تخافى أنا معك سأذهب ولم أتأخر،
وذهب محمد الى والد ليلى ووالدتها وكان معهم عمها نبيل واقفين خارج غرفة ليلى، وقد عاد نبيل عم ليلى من انجلترا ليطمئن على ليلى وعلى أخوه مصطفى وعلى زوجة أخوه بعدما علم بالهزة الأرضية التى حدثت ومرض ليلى لأنه كان يحب ليلى كثيرا ويعتبرها ابنته التى لم ينجبها وخاصة انه تزوج منذ عشرة أعوام ويقيم بإنجلترا ويعشق زوجته ولكن لم يرزق بأطفال لذلك هو يتعلق بابنة أخوه ليلى.

مرت الأيام وخرجت ليلى من المستشفى بعد شفائها وكان محمد بجوارها وأيضا عمها ووالديها، وبعد أيام قليلة ذهبت ليلى مع محمد وكريم صديقه الى إحدى الكافيهات وجلسا يتحدثان، وحكى محمد لهما عن سر اختفائه،
وقال لهما عندما انهارت جدران القصر ذهبتى انتى ووالدك وأنا ذهبت ورائكم وقبل خروجى من باب القصر صدمت بجدار شفاف عبارة عن زجاج وكنت أنادى عليكم ولم يسمعنى احد، وكنت اراكى وارى كريم ووالدى ووالدك امامى وأراكم جميعكم، ولكنكم لم ترونى،
وقالت له كيف حدث هذا؟ وقال كريم نحن بحثنا عنك كثيرا ولم نجدك،
وقال لا أعرف، انى كنت محتجز بالقصر لا أعرف أخرج منه حتى اعتقدت بأنى سأظل به دائما، وكنت أنظر اليكى حتى تكونى أخر شئ تطلعت عليه بعينى قبل وفاتى،
وقالت له لا تقول هذا....، وقال كريم ماذا فعلت؟
قال بعد ذهابكم جائنى رجل عجوز يرتدى جلباب رمادى اللون وملامحه غريبة وشعره أبيض وكثيف وذقنه كذلك، وقال إن الذى أنت فيه الأن عقاب لك لأنك أفشيت السر،
وسألته من أنتا وما هذا السر الذى تقصده؟
وقال انى أرى الأرواح وأتحدث معها، وهذا القصر به روح شريرة تريد أن تهدم كل شئ، وانى محتجز هنا منذ مئاتى عام لم أعرف اخرج من هذا المكان،
وقالت له هذا شئ عجيب وماذا قال لك،
قال لها انه حكى لى وقال بأن هذا القصر كان يمتلكه ملك من ملوك العصور الوسطى فكان هذا الملك يحكم مصر وكان عادلا وهو من احد الأِشخاص الذين بنوا القاهرة فى القدم وكان مع الفقير قبل الغنى ورغم هذا فكان البعض يكرهونه وقد حاولوا أن يقتلوه ولكن عجزوا لأن هذا الملك كان محبوب لشعبه وكان شعبه يحمونه، وخططوا هؤلاء الأشخاص أن يوقعون بينه وبين شعبه حتى نجحوا فى هذا فقد كثرت الفتن وقد مات هذا الملك على يد شعبه، وتوفى بداخل القصر فقد قطعوا رأسه ومزقوا جسده وتركوه داخل هذا القصر وقاموا بإخفاء رأسه فى مكان لا يعلمه أحد، وروحه عالقة بالقصر تريد أن تنتقم.

ومنذ مائتى عاما كنت من أشهر العلماء فى الدجل والتحدث مع الأشباح، وكنت أصنع الأدوية والعقاقير، وقد جائنى أحد الأشخاص لكى أعرف لغز هذا القصر العجيب وعندما جئت الى هذا المكان بقيت فيه ثلاثة أيام ولم أرى شئ وكنت به بمفردى وظليت أحاول أن أجد شئ حتى جائتنى هذه الروح فأنها تأتى عندما يكتمل القمر وعلمت منها بأنها ستظل حتى تنتقم من البشر، وأجبرتنى على أن أقوم بعمل علاج يصيب البشر بالجوع ويجعلهم يأكلون بعضهم وإذا لم أقوم بهذا ستحرقنى، وأحتجزتنى بداخل القصر ومن شدة خوفى فعلت كما أمرتني، ظليت أحاول وأجرب حتى نجحت فى هذا وقد تم التجربة على شخصان فقد أكلا أحدهم الأخر وتوفيا وجبرتنى أن أكل قطعة من جسدهم وعندما تناولت قطعة من جسدهم، قالت انك خدمتنى وانى كافأتك بأنك لم تصيبك هذه العدوى ولكنها ستصيب البشر وستنتشر هذه العدوى عن طريق العض، وسيطول عمرك والأن تقدر أن تذهب خارج القصر بشرط أن يظل هذا سرا وذهبت مسرعا وكنت أسير بكل مكان وقد عدت الى منزلى وجلست وسط أولادى ونظرت لهم وتخيلت بأنهم بسبب هذه العدوى ستجعلهم يأكلون بعضهم كما حدث مع هؤلاء الأشخاص وذهبت مسرعا الى معملى لكى ابحث عن علاج لهذه العدوى ومرت عدة أشهر وأنا أحاول حتى نجحت فى اكتشاف علاج لهذه العدوى وكان فى ذلك الوقت قد انتشرت العدوى ولكن فى هذه المنطقة وقمت بعلاجهم قبل أن تنتشر فى باقى المدينة.

وبعد اكتشافى لهذا العلاج ونجاحى فى إنقاذ الناس جائتنى هذه الروح وسحبتنى الى القصر ولأنى خالفت وعدى معها قررت أن تحبسنى بهذا القصر طوال حياتى، وستقوم بتجميع قواها لتدمير القاهرة وبعدها ستنتشر هذه العدوى فى أنحاء البلاد، واندهشت ليلى من هذا الحديث، وقالت انى لم أصدق هذا.... وماذا قلت له؟
وقال وقلت له إن هذا تفسير للحلم الذى رأيته فى منامى ولكن يوجد لغز لا أفهم معناه،
وقال لى اللغز هو أن تجد رأس هذه الجثة وتدفن بالقصر بهذا سينتهى هذا الكابوس،
وقلت له بالفعل هذا الذى جائنى فى رؤياى ولكن لم أعرف ما معناه حتى فهمته منك الأن، وكيف سأبحث عن هذه الرأس؟ وما هو الحل لهذا الكابوس،
وقال الحل كما قلت لك...، ويوجد شئ أخر أريد أن أخبرك به؟
وقلت له ماهو؟ وقال انه بداخل القصر يوجد قبوا مقفول بقفل لم يعرف أحد فتحه وهذا القفل له مفتاح مدفون بجوار القصر، أنا الذى وضعته لأنه بداخله العلاج الذى ابتكرته وضعته بداخل القصر وعندما تظهر هذه العدوى استخدم هذا العلاج وكما قلت لك حاول أن تبحث عن الرأس حتى تنقذ العالم من هذا الكابوس،
وقلت له وكيف سأبحث عنها وأنا محبوس مثلك بداخل هذا القصر، وأيضا لا أعلم إن كانت الرأس بهذه المدينة أم فى بلد أخرى،
وقال له إنها بهذه المدينة لأن هذه الروح الغاضبة تحوم حولها داخل المدينة ولأنى أعلم بهذه الأرواح إنها تبحث عن الرأس بداخل المدينة وإذا لم تجدها ستهدم القاهرة بأكملها وستتحول المدينة الى حيوانات مفترسة تأكل بعضها وإذا لم تفعل شئ لم نقدر العيش مستقبلا بهذه الأرض، وأطن بأن الحادثة ستقوم مع اكتمال القمر القادم، وقال محمد نحن فى أواخر الشهر العربى، أتقصد بأن الحادثة اقتربت، وقال أعتقد هذا،
وقلت له أريد الخروج من هنا،
وقال أخرج الأن وأفعل الذى قلته لك، وقلت له أنت الذى احتجزتنى بالقصر،
وقال نعم احتجزتك حتى أخبرك بالذى سيحدث وانى اخترتك لأنى أثق بك، والأن....اذهب،
وعندما خرجت من القصر ذهبت اليكى لأطمئن عليكى والباقى تعرفونه،
وقالت إذا كان كلامك صحيح معناه إننا سندخل على دمار الفترة القادمة ويجب أن نحذر الناس حتى يهجروا المدينة بأسرع وقت، وقال كريم ليلى على حق ويجب أيضا بأن نخبر جميع المسؤلين بذلك ليقوموا بأحتياطاتهم،
وقال محمد انى حكيت للمسئولين بالمدينة حتى يساعدونى فى هذا وظنوا بأنى أخرف وقالوا بأنى مجنون، وحتى الضابط كمال الذى كان معنا من وقت الحادث لم يصدقنى أيضا،
وقالت ليلى لهم نحن لم نعتمد على أحد سنقوم معا بذلك لأننا يجب أن نفعل شئ قبل فوات الأوان،
وأثناء حديثهم ظهرت بالسماء غيوم كثيفة وسوداء غطت السماء وعتمة المدينة بأكملها وحدثت بطريقة مفاجأة، واندهش الجميع من هذا وخرجا محمد وليلى وكريم من الكافية ونظروا الى السماء واندهشوا أيضا، من هذا وسأل محمد ليلى نحن فى أي يوم ونظرت ليلى الى هاتفها به تاريخ اليوم وكان اليوم الثالث عشر من الشهر العربى، وكان هذا اليوم الرابع من مارس لعام 2015، وقال لهما يجب أن نذهب الأن الى المنزل وذهبا مسرعين الى منزلهم.

تركت ليلى الكافية الذى كانت تجلس به بالأمس وذهبت وكان الوقت قد اقترب على موعد الظهيرة وظلت تسير فى المكان وكان المكان خالى بأكمله ولم يتبقى سوى الخراب وحزنت من هذا المشهد الذى تراه، وقابلها شارع هذا الشارع قريب من منزلها وأيضا كانت حبيبة صديقتها خطيبة كريم صديق محمد تقيم بهذا الشارع ووقفت تنظر الى هذا الشارع وعادت تتذكر.

اقترب محمد وليلى وكان معهم كريم الى منزلهم وقبل وصولهم قابلهم أمين شرطة أرسله الضابط كمال الى محمد لأنه يريده الأن وقال محمد لكريم أعتنى بليلى حتى أعود اذهبوا انتم، وقالت ليلى سأتى معك وقال لها لا داعى اذهبى مع كريم وأنا سأعود لم أتأخر وأخذ كريم ليلى وذهبا، وذهب محمد الى الضابط كمال بالقسم.

كان كمال مندهش لما يحدث بالخارج فكان الجو معتم فى عز الظهيرة وبدأت تظهر عواصف ورياح وكانت السماء مليئة بالغيوم وكأنها دخان عميق، وتذكر حديث محمد معه عن هذا ولذلك طلب أن يأتى إليه، وعندما وصل محمد إليه قال كمال له اشرح لى الذى يحدث الأن هل هذا له علاقة بالقصر، وضحك محمد بسخرية وقال له اى قصر، وقال له أنت تمزح...، القصر المسكون والشئ الذى حكيته لنا والواقعة التى ستحدث، وقال له أنت كيف تصدق هذا إنها تخاريف انى مصاب بالجنون أليس هذا رأيك، وغضب كمال منه وقال لا وقت للمزح المدينة تنهار أخبرنى إن كنت تعرف شئ، وقال له انى أخبرتكم بكل شئ ولم تصدقونى، وقال له أخبرنى بكل شئ الأن وقال محمد له لا وقت لدينا يجب الأن أن تخلى المدينة من الناس على الفور قبل فوات الأوان.

وصلت ليلى منزلها هى وكريم وكان والديها بالمنزل وعمها وكانوا مندهشين من الذى يسير بالمدينة وكانوا يشاهدون الأخبار بالتلفاز وجلس كريم وليلى معهم وجاء خبر غريب، ظهرت بالمدينة ظاهرة غريبة وهى كائن غريب على هيئة شخص وجهه كالذئاب التهم الناس وكل الذى يتعرض لمهاجمته يصبح مثله، وكان هذا يحدث بإمبابة ولم ينتشر بباقى المدينة، فقد تحولت منطقة إمبابة خلال ساعات الى ذئاب مفترسة، أكلى لحوم البشر.
كان محمد مع الضابط كمال وقال كمال له سنذهب الأن الى أحد المسؤلين لكى يساعدنا فى إخلاء المدينة واستعدوا للرحيل وقبل ذهابهم جائهم العسكرى وكان متوترا وقال لهم يحدث شئ غريب بالخارج، وقال الضابط له ماذا يحدث؟ وقال له لا أعرف الناس يهاجمون بعضهم ويأكلون بعض، وقال له باندهاش ماذا تقول، وقال محمد سأذهب لأطمئن على عائلتى، وقال كمال له أنت تمزح الم تسمع ماذا يقول، وقال له يجب أن أذهب الأن، وقال له سأذهب معك بسيارتى، وذهبا الى السيارة وأغلقوا نوافذ السيارة وذهبوا.

أما كريم كانت عائلته بالخارج بينما كانت خطيبته حبيبة تقيم قرب منزل ليلى، وقلق كريم عندما سمع بهذا الخبر هو وليلى...، واتصل محمد بليلى وقال لها انى مع الضابط كمال بسيارته قادم إليكم... أغلقوا جميع نوافذ المنزل ولا أحد يخرج الأن، وقالت له سأفعل... أعتنى بنفسك، فى هذا الوقت اتصل كريم بحبيبة ليطمئن عليها وكانت حبيبة منهمرة بالبكاء وكانت خائفة وقالت له انه تهجم عليهم أشخاص والتهموا والديها وهى فرت منهم وقالت له انى الأن بمخبأ فى منزل مقارب من منزل ليلى، وقلق كريم عليها وقال لها ظلى مكانك انى سأتى اليكى الأن، وسمعته ليلى وقالت له لا تذهب المكان غير أمن وقال لها حبيبة فى خطر وهى تحتاجنى الأن يجب أن أذهب وقالت له انتظر حتى يعود محمد وقال لها لم أتحمل انى ذاهب وقالت له اعتنى بنفسك،
وقال لها لا تقلقى سنكون بخير وذهب كريم مسرعا وودعته ليلى وجائها والدها وقال لها أين ذهب كريم، وقالت له ذهب ليلحق بحبيبة خطيبته، ذهب كريم ليبحث عن حبيبة وكان يتحدث معها على الهاتف وكان الناس يفرون ورأى أشخاص يأكلون بعضهم ويهجمون على شخص ويمزقون جسده ويأكلوه وانزعج كريم من هذا المشهد وشعر بالاشمئزاز من هذا، ووصل الى حبيبة وأحتضنها وكانت حبيبة منهارة وقال لها أنا معكى لا تخافى سنذهب من هذا المكان وأخذها وذهبا فى طريقهم الى منزل محمد وليلى.

وفى الليل كان محمد ووالديه بمنزل ليلى يجلسون مع والديها وعمها وكريم يتابعون الأخبار على التلفاز، وكانت ليلى جالسة بجوار حبيبة فكانت حبيبة نائمة على فراش ليلى، وكانت ليلى منزعجة عليها وعلى الذى يحدث بالخارج، وقال نبيل عم ليلى غدا سنسافر جميعنا الى انجلترا انى احتجزت طائرة ستأخذنا جميعا من مطار القاهرة غدا، وقال محمد اذهبوا انتم انى سأظل حتى أحاول إنقاذ هذا، وقال له والده ماذا تقول دع هذا
وقال لم اترك هذه المدينة تنهار وأذهب اذهبوا أنتم، وقال كريم انى سأظل مع محمد اذهبوا أنتم وخذوا معكم حبيبة لأنها الأن ليس لها أحد هنا لأن والديها توفيا، وقال مصطفى نحن سنسافر جميعنا، وذهب محمد الى البلكون ونظر الى الشارع وشاهد احد الأشخاص المصابون بالعدوى يسير بالشارع وكان يبحث عن وجبة يلتهمها، وانزعج من هذا، وجاءه كريم وقال له ماذا ستفعل؟ وقال له لا أعرف، ونظر كريم الى الخارج وقال له دعنا نسافر فالحياة هنا أصبحت مستحيلة، وقال له انى لم اذهب، اذهب أنت معهم لم أذهب حتى أجد رأس هذا الملعون وأنهى هذا الكابوس، وقال له انى لم أذهب وأتركك سأكون معك نحن أصدقاء.

فى الصباح مازالت الغيوم بالسماء، واستعد الجميع للرحيل، واتصل كمال بمحمد وقال له انتظروني عند الطريق الدائرى لكى أخرجكم من هذا المكان، وقال محمد له سنكون هناك سننتظرك، ولكن كانوا يفكرون كيف يخرجون من هذا المكان، وقال نبيل سيارتى بجوار المنزل ستذهب ليلى وحبيبة ووالدتها ووالدة محمد ومعهما محمد ليوصلهما الى مكان أمن ويعود ليأخذنا ونحن سننتظر، وبالفعل راقب كريم المكان وكان المكان هادئ وصعدوا جميعهم الى السيارة وصعد محمد وبجواره ليلى وذهبا، وبعد ساعة عاد إليهم ليأخذهم ولكنهم تعرضوا للهجوم من أحد المصابين وقام محمد وكريم بضربهم، ولكن تعرض والد محمد للعض وأصيب بالعدوى وقبل أن تنتشر العدوى بجسده صعدوا جميعهم الى السيارة فى ماعدا هو رفض أن يذهب معهم وانزعج محمد على والده وكان لا يريد أن يتركه وقال مصطفى له والدك سيكون بعد قليل شخص أخر كالذين تهجموا علينا منذ قليل وقاد نبيل سيارته وودع محمد والده وهو يبكى وأمسك كريم به وصعدا الى السيارة ومعهم مصطفى ورحلا.

مازالت ليلى تسير فى شوارع إمبابة وقالت فى بالها بأنها ممكن أن تجد محمد بالقصر ولكن كيف ستصل الى القصر...، وتذكرت الطريق الذى كانت تذهب منه هى ومحمد الى القصر وأحبت بأن تجرب هذا الطريق وذهبت متجهه الى القصر، وقد أعلن رئيس الجمهورية عن أخلاء مدينة القاهرة بأكملها فى ماعدا منطقة إمبابة نظرا لأنتشار العدوى وأمر بقتل من يخرج من هذه المنطقة حتى لا يصاب أحد بالعدوى، وكانت ليلى ووالدتها ووالدة محمد وحبيبة ينتظرون وكانوا على الطريق الدائرى ووصل محمد وكريم ووالد ليلى وعمها وكانوا منزعجين من الذى حدث مع والد محمد، وانزعجت والدته عندما علمت بالذى حدث مع زوجها فأرادت أن تذهب إليه ومنعوها ولكنها فرت منهم وذهبت وذهب محمد وكريم ورائها وقد قابلها شخص من المصابين وأمسك بها ورأها كريم ومحمد وأمسكوا بقطعة حديد كانت ملقاة على الأرض وذهبوا إليها، وكانت تقاومه ولكنه أصابها بعضة صغيرة بذراعها وقبل أن يلتهمها أصيب بطلقات نارية خرجت من سلاح الضابط كمال، فقد جاء فى الوقت المناسب وشكره محمد على هذا وعادوا جميعهم الى المكان الذى كانوا يجلسون به ولم يعلمون بأن والدة محمد أصيبت بالعدوى وهى أيضا لا تعلم بنتيجة هذه العضة، وذهب بهم كمال الى نفق صغير وأعطاهم بعض المفارش والبطاطين لينامون وبعض الأطعمة المغلفة، وقال لهم هذا أمن مكان ستنتظرون به حتى الصباح وسأرسل لكم سيارة تخرجكم من هذا المكان وتذهب بكم الى مكان أمن وانى سأذهب الأن وذهب، وذهب محمد خلفه، وقال له أريد أن أشكرك على وقوفك معنا، وقال له لا تشكرنى أنا الذى أعتذر لك لأنى لم أصدقك من قبل وصعد كمال الى سيارته وذهب.

وفى الصباح الباكر مازالت السماء سوداء وتزداد سوادا استيقظت ليلى وذهبت الى خارج النفق ووجدت محمد كان جالسا بمفرده وشاردا وذهبت إليه، وقالت له الم تنام من الأمس..؟ وقال لها لا أعرف أنام وكل الذى يحدث يزعجنى كثيرا..،
وقالت له نحن سنخوض هذا وسينتهى هذا الكابوس انى واثقة من هذا،
وقال لها أتمنى هذا، وأثناء حديثهم رأت ليلى والدة محمد قادمة إليهم وكانت مبتعدة عنهم قليلا ،
وقالت ليلى لمحمد ماذا بها والدتك؟ ونظر محمد لها وكانت قادمة، وقال لوالدته أنتى بخير..،
وقالت ليلى له إنها لا تتحدث وأظن بأنها أصيبت بالعدوى، وانزعج محمد وقال لها لا لم أدعها تصاب وقبل أن تقترب منهم جاءت خلفها والدة ليلى ونادت عليها وقالت ليلى لوالدتها لا تقتربى منها اذهبى وقال محمد لها كذلك والتفتت والدة محمد إليها وهاجمتها والتهمتها وصرخت ليلى وأمسك محمد بها واستيقظ الجميع وقاموا بضرب والدة محمد وقاموا بقتلها وذهبت ليلى مسرعة الى والدتها وكانت تلفظ أنفاسها الأخيرة وتجمعوا جميعهم حولها وقالت لهم اعتنوا بأبنتى ثم فارقت الحياة وبكت ليلى واحتضنتها حبيبة وحزن محمد على والدته وأيضا حزن مصطفى على زوجته، وجاءت السيارة وكانت عربة كبيرة وكان يقودها كمال وشخص أخر معه صعدوا جميعهم بها وذهبت بهم الى مكان قريب من المطار.

كانت المدينة فى حالة من الذعر وكان الجميع يهربون الى المدن البعيدة مثل محافظات الوجه القبلى كأسوان وقنا وسيناء لأنها بعيدة عن القاهرة ولم يعرف أحد السفر الى الخارج لأن جميع الدول الخارجية أغلقت رحلاتها القادمة من مصر خوفا من العدوى التى انتشرت فى القاهرة، وكانت محافظات مصر أمنة من الذى يحدث بالمدينة وكانوا يستقبلون الأشخاص القادمين من القاهرة بعد معاينة الفحص الطبى لهم، بينما محمد وكريم وليلى وحبيبة ووالد ليلى وعمها نبيل كانوا ينتظرون الطائرة التى ستنقلهم الى أسوان.

مازالت ليلى تسير على قدميها متجهة الى القصر وكان الطريق طويل وقد أرهقت من السير ولم تأكل ولم تجد مياه شرب وظلت تمشى وقد اقتربت الشمس على الغروب، وقد صادفها شارع كبير وحوله صحراء ومبانى منهارة وظلت تسير فيه حتى تصل الى القصر وكان الشارع مخيف وكان هاتفها ينير لها فى الظلام فكانت تغلقه طيلة النهار لكى حتى يظل معها طوال الليل لأنه هو مصدر الضوء الوحيد لها الأن، واستمرت ليلى فى السير وتقاوم التعب وأثناء سيرها تذكرت الحادث.

ومع اقتراب منتصف الليل مازالوا منتظرين الطائرة فقد تأخرت عليهم، وقد هجمت ريح ساخنة وعاصفة وعند اكتمال القمر تحولت السحب السوداء الى نار نزلت عليهم وأحرقت المدينة وهرب الجميع وتفرقوا وأمسك محمد بيد ليلى وهربا من الحرائق وكانوا جميعهم فى حالة ذعر من الذى يحدث وأستمر الحريق حتى منتصف اليوم الثانى وهجمت عاصفة شديدة دمرت كل شئ...، فى هذا الوقت كان محمد وليلى وحبيبة وكريم يسيرون بسيارة الضابط كمال وكان محمد يقود السيارة بكل مكان هربا من الذى يحدث بينما كمال أصيب بجرح كبير أثر الحادث وقد فارق الحياة، بينما والد ليلى وعمها لم يعرف عنهم شئ منذ وقوع الحادث، واستمر هذا الحادث حتى منتصف ليل اليوم الثانى ظل أربعة وعشرون ساعة.

أشرقت الشمس فى صباح اليوم السابع من مارس وكانت السماء صافية من كل السحب وعادت الحياة الى طبيعتها وفرح الناس بطلوع الشمس التى لم يروها ثلاثة أيام واستقر الوضع بالمدينة،

كان محمد وكريم وحبيبة وليلى نائمين بالسيارة واستيقظوا على ضوء الشمس وفرحوا بانتهاء هذا الكابوس، وذهبوا بالسيارة داخل المدينة التى تحولت الى خراب فقد انهارت المدينة بأكملها وحزنوا جميعهم على هذا، وبعد ساعات جاءت طائرة إليهم لتنقلهم الى أسوان،
وقال محمد لليلى انى لم أذهب معكم، ونظرت له وقالت لماذا؟
وقال انى سأظل حتى أجد الرأس حتى ينتهى هذا،
وقالت له الكارثة التى كنا نخاف من أن تحدث حدثت،
وقال لكنها ستظل مستمرة،
وقال كريم دعنا نذهب الأن وسنعود حين يستقر الوضع،
وقال لهم انى سأعود الى القصر اذهبوا أنتم، وبكت ليلى
وقالت له لم أعود بدونك سأذهب معك،
وقال لها يجب أن تذهبى ولا تخافى سأكون بخير،
وقالت له لم يبقى لى أحد غيرك فلا تتركنى، وقال لها انى معك وانى أفعل هذا حتى أحميكى،
وقالت له دعنى أذهب معك، وقال لها لا يصلح،
وقال كريم له سأذهب أنا معك،
وقال له يجب أن يظل أحدنا مع ليلى وحبيبة لأنهم ليس لديهم أحد غيرنا ظل أنت معهم وأعتنى بهم، ولا تقلقون انى سأعود إليكم، وأحتضن كريم محمد وودعه وكانت ليلى تبكى لأنها ستفترق عن محمد،
وقال محمد لها انى أحبك ولا أريدك أن تبكين،
وقالت له انى سأنتظرك،
وقال لها أعتنى بنفسك، واحتضنته وبكت وأيضا أدمعت أعينه لأنها ستبتعد عنه وأخذها كريم وأخذ حبيبة ليصعدوا الى الطائرة وظلت ليلى تنظر الى محمد وعندما ابتعدت عنه قليلا ذهبت إليه مرة أخرى وأحتضنته...
وقالت له انى أحبك وصعدت الى الطائرة وهى تنظر إليه وتبكى وبكى هو أيضا واقتلعت الطائرة وذهبت بهم.

حزنت ليلى كثيرا، وقد وصلت الطائرة الى أسوان وكان أشخاص كثيرون واقفون ينتظرون القادمين من القاهرة ليتقابلوا مع أقاربهم وكان من بينهم نبيل عم ليلى، وعند نزول ليلى وحبيبة وكريم من الطائرة قابلت عمها وفرحت عندما رأته وأحتضنته،
وقال لها أحمد الله انك بخير، وقالت له أين والدى
وقال لها وهو حزين انه توفى أثناء الحادث، وحزنت ليلى على والدها، وقال لها أين محمد
وقال كريم انه ظل هناك،
وقال نبيل انى سأعود الى انجلترا بعد يومان لأن الرحلات بالخارج ستعود وسنترك هذا المكان
وقالت له لم أذهب الى مكان حتى يعود محمد وقال لها محمد لم يعود،
قالت له بل سيعود وسأنتظره، وقال كريم دعونا نذهب الأن الى أحدى الفنادق لأننا تعبنا كثيرا.

ظلت ليلى تسير وقد مر الوقت وكان الظلام يعم المكان وهى تسير تستمع الى أصوات الرياح وتهيأ لها بأنها أشباح وكانت خائفة وأثناء سيرها شاهدت ضوء بعيد عنها كثيرا وفرحت وذهبت مسرعة متجهه الى هذا الضوء وظلت ترقد حتى اقتربت منه وكان الضوء مشتعل بداخل القصر نهاية الطريق وعندما وصلت أمام القصر شعرت بارتياح وتركت على باب المنزل وفتح لها رجلا عجوزا وأدخلها بالمنزل.

كان هذا هو القصر الذى كانت تبحث عنه ليلى ولكنها لا تعرف لأنها وصلت فى الليل وكانت مفتقدة تركيزها بسبب الأرق والتعب الذى بها فهى ظلت يومان بدون طعام ولا شراب وتسير على قدميها والخوف الذى كان يصيبها كل هذا مرت به عندما دخلت هذه المنطقة ولم تدرى بأن القصر الذى تجلس به هو الذى تبحث عنه، وكان القصر فى ذلك الوقت على وضعه فى حياة السلطان فكانت مفارشه قديمة والأثاثات قديمة، ولم تهتم ليلى بكل هذا سوى إنها تريد طعام ونوم وقد أحضر الرجل العجوز الطعام لها وكان فى صحن فضى وبه قطع لحم وأعطاها مياه وأكلت ليلى قطع اللحم وشربت وشعرت بالنعاس وأدخلها غرفة من غرف القصر وكان بها فراش قديم ومفروش بأرقى المفروشات القديمة، وقال الرجل العجوز لها بالغرفة توجد بعض الملابس بخزينة الملابس إذا أردتى أن تستبدلى ملابسك وذهب وتركها، وظلت تبحث عن ثوب ووجدت ثوب كان ثوب حرير وكانت ترتديه زوجة السلطان وأعجبها وارتدته، اندهشت ليلى قليلا من المكان وظنت بأن هذا المكان مكان للتصوير الأفلام ونامت على الفراش وظلت تنظر الى الغرفة حتى ذهبت فى النوم.

مرت أيام وأسابيع ولم يعود محمد وقد ذهب كريم وبحث عنه ولم يجده وعاد وهو فاقد الأمل وقرر بأن يسافر الى والديه الى الخارج وأخذ معه حبيبة، بينما ليلى فقد حزنت كثيرا ومن كثرة انزعاجها أصيبت بعجز فى ساقيها وأخذها عمها وسافرا الى انجلترا، وهناك كانت هدى زوجة عمها نبيل تنتظرهم وكانت طيلة هذا الوقت كانت قلقة عليهم وعند عودتهم فرحت كثيرا، بينما ليلى كانت جالسة على مقعد متحرك فقد عجزت بسبب الحالة النفسية التى كانت تمر بها وظلت هكذا لسنوات، وكان عمها يراعيها ويهتم بها هو وزوجته وكان فى بعض الأوقات يأتوا إليها كريم وحبيبة ومعهم طفلتهم رانا، وعندما تنظر إليهم تتذكر محمد وتقول فى بالها لو كنت معى الأن لكنا متزوجان كحبيبة وكريم ومعنا طفل صغير، وقد استكملت ليلى دراستها وهى على مقعدها فكانت جيدة فى دراستها ودرست فى التجارة والأعمال لكى تساعد عمها فى عمله لأنه كان يمتلك شركة، وقد ظلت ليلى عاجزة، وكانت تتمنى أن تشفى لكى تعود الى القاهرة وتبحث عن محمد، وتنظر الى خاتمه الذى بأصبعها وتتذكره وترفض أن ترتبط بأحد لأنها تحب محمد وتعشقه ولم يخرج من ذهنها، وظلت عاجزة طوال عشرة أعوام وقد شفيت وعادت تسير على قدميها، وقد مرض عمها وتولت هى مسؤلية العمل بالشركة حتى شفى وهذا بعد مرور خمسة أعوام من شفائها وبعد أن أطمأنت عليه قالت له أن الحياة بالقاهرة أستقرت وانى سأسافر الى هناك ولم أتغيب وقال لها أمازلتى على أمل بعد طيلة هذه السنوات أن تجدى محمد وقالت له انك مرضت وظليت على الفراش طيلة هذه السنوات وشفيت وأنا كنت عاجزة وظليت سنوات طويلة على أمل أن أشفى وأحمد الله أنه شفانى والأن أنى على أمل أن أجد محمد، وقال لها أنا لم أغصبك على شئ افعلى ماتجديه انى أثق بعقليتك والأهم عندى أن تعتنى بنفسك ولا تتغيبين كثيرا، وقالت له لا تقلق سأكون بخير.

فى الصباح استيقظت ليلى وشعرت بألم فى بطنها ونزلت لتبحث عن الرجل العجوز ولم تجده واندهشت من هذا القصر، ووجدت الطبق الفضى الذى أكلت منه بالأمس على المائدة وبه ورقة مكتوب بها الذى تبحثين عنه هو الأن بداخلك واندهشت ليلى من هذا وقالت ماذا يقصد وما هذا القصر العجيب، وذهبت الى الخارج ورأت نفس المكان الذى به القصر الذى تبحث عنه ونظرت الى القصر وعرفت بأن هذا القصر الملعون وصدمت ليلى وجلست على الأرض وظلت تتردد بكلمات وقالت مستحيل هذا يحدث...، انى أكلت جزء من محمد.... أنا أكلت من جسد محمد.........، وظلت ليلى حائرة اياما وليالى وهى لانتظر الرجل العجوز الذى لم يأتى منذ رحيله وكانت خائفة كثيرا من هذا القصر الكبير المخيف وهى بمفردها فى مكان لا يوجد به اخد مطلقا ودائما تحدث نفسها وتتخيل بأن محمد واقف أمامها فتتحدث معه وتقول " حبيبى اشتقت اليك عود الى ياحبيبى لقد سئمت من الأنتظار ... حبيبى قد طال غيابك عود الى فراقك يقتلنى أشعر بأنى وحيدة عود الى ... انا حياتى من دونك ظلام دائم كل شئ فى حياتى اصبح جحيما عود الى ياحبيبى وخذ بيدى الى عالمنا الحقيقى عود الى انى احبك " وظلت ليلى تهتف بهذه الكلمات وهى متشوقة وعلى أمل ان تجده.

وبعد سبعة ليالى من قدوم ليلى على القصر شعرت بالم شديد هذا نتيجة انها ظلت بدون طعام انها كانت تأكل من ورق الشجر بالقصر وتشرب من بئر كان بجوار القصر وهذا لم يكفى وجبتها الآساسية وعندما تعبت شعرت بالنعاس وذهبت الى غرفتها واستغرقت فى النوم وبعد ساعات استيقظت ليلى وتفااجئت بوجود شخص بالغرفة جالس على مقعد وهى لم ترى ملامحه جيدا لآن ضى الغرفة ضعيف وشعرت بنبضات قلب سريعة وكانت ستصرخ فأقترب منها هذا الشخص فكان محمد ولكنه شكله تغير فقد كانت له ذقن كثيف وشعر كثيف ويلبس جلباب رمادى اللون, وأمسك بيد ليلى وقال لها اطمأنى ياحبيبتى أنا محمد وقالت له وهى ترجف من الخوف وكيف على أن أصدقك، وقال بهذا الخاتم الذى بأصبعك فهذا نفس الخاتم الذى بأصبعى ليس وحدك الذى كان ينتظرنى انى كنت أنتظرك وكنت أشعر بأنك ستأتى الى وكنت دائما ادعو الله أن تكونى بخير وأراكى قبل وفاتى وأدمعت عينها وقالت له انى اشتقت لك كثيرا وأخذها فى أحضانه وظلت تبكى، وفى صباح اليوم التالى أحضر محمد فطورا طيبا وتناولت ليلى معه الفطور وقالت له احكى لى كل شئ منذ ان تركتنى وحتى الآن ومن هذا الرجل العجوز الذى استقبلنى بالقصر واختفى وقال لها سلأحكى لكى كل شئ.

منذ أن تركتك عودت الى القصر ووجدت هذا الرجل وقال لى احسنت انك عودت مرة اخرى انك اذا رحلت معهم كنت ستفقد أعو ما تحب كما حدث مع والديك, وهذا بسبب لأنك أفشيت عن السر واذا خرجت الآن من هذا المكان ستواجهك اشياء كثيرة من هذا القصر وقلت له وماذا أفعل لينتهى هذا الكابوس؟ وقال ابحث عن الرمز المفقود وعنما تجده سينتهى هذا الكابوس وستعود الحياة الى طبيعتها وأحسن من ذى قبل فقلت له وكيف لى أن أجده وقال ابحث عنه انه لم يخرج من هذا المكان.

وظليت طيلة هذه السنوات ابحث عن الرأس حتى وجدتها فى مكان بجوار القصر وشعرت بسعادة وذهبت مسرعا الى القصر وقال لى هذا الرجل أحسنت يابنى ولكنك ستواجهك مشكلة العدوى انتشرت فى المدينة " أكلى لحوم البشر" ستظل بالقصر طوال حياتك او تظل هذه العدوة فقلت اذا ظليت هنا ستختفى فقال له نعم واضطررت أن أضحى وأظل بالقصر, وعندما استقبلك هذا الرجل ارسلته اليكى خفت ان ترينى بهذا الوضع كنت اريدك أن تعيشين حياتك لعبدا عنى لآنى حياتى ليست لها وجود, وقالت وكيف لى أن أعيش حياتى وأنت لم تكن معى نحن مؤمنون بالله عز وجل وسنخرج من هذا السجن يأما أحياء أو أموات الذى أطلبه منك أن لا تتركنى مرة أخرى وقال لها أنى أخاف عليكى وقالت له لا تخف أنى أثق بأننا سنكون بخير, غير هذا الثوب وأحلق ذقنك وضع يدك فى يدى ومعا سنتغلب على كل هذا, أنت معى وقال لها سأفعل أنا معك وسنعيش معا وسنموت معا......




 توقيع : لغة العشاق

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رايكارد يستبعد محمد نور لاعب الاتحاد عن المنتخب السعودي!؟؟؟؟ رايكارد يستبعد محمد نور محمد الرياضة والشباب 4 18-08-2011 04:12 PM
أحلى الألفيات لـ أحلى ناس •• ŚωєєT ĞiяL •• وَ 1000مشاركه لےطبعےالخآص مرفأ البداية وروح التواصل 25 11-12-2010 07:43 PM
أحلى طله من أحلى نوافذ ابو طارق الاثاث والديكورات 8 20-10-2009 01:27 PM
اللهم صلي على محمد (توقيع لحبيبنا محمد) الــرديــنــي شغب فرشاة 15 29-09-2008 08:51 PM
الأمير سلطان بن محمد يرعى حفل تكريم الفائزين والفائزات بجائزة الشيخ محمد بن صالح تركي عفيش الرياضة والشباب 5 23-01-2007 04:44 PM


الساعة الآن 01:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w