صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,873
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,542
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضة الخاصة > روحانيات
روحانيات على نهج اهل السنه والجماعة
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 25-10-2013, 07:53 PM
لغة العشاق
:: مشرف ::
لغة العشاق غير متواجد حالياً
Egypt     Female
لوني المفضل Brown
 رقم العضوية : 6319
 تاريخ التسجيل : 03-05-2013
 فترة الأقامة : 4008 يوم
 أخر زيارة : 01-09-2014 (09:54 PM)
 الإقامة : القاهره
 المشاركات : 1,816 [ + ]
 التقييم : 12182
 معدل التقييم : لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي روائع ابن القيم الجوزي



من روائع ابن القيم الجوزي

حوار بين العين @@ وبين القلب

لما كانت العين رائدا والقلب باعثا وطالبا ،

وهذه لها لذة الرؤية وهذا له لذة الظفر ، كانا في الهوى شريكي عنان.

ولما وقعا في العناء واشتركا في البلاء أقبل كل منهما يلوم صاحبه ويعاتبه.


فقال القلب للعين:


أنت التي سقتني إلى موارد المهلكات ، وأوقعتني في الحسرات بمتابعتك اللحظات

ونزهت طرفك في تلك الرياض وطلبت الشفاء من الحدق والأمراض.

وخالفت قول أحكم الحاكمين: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}،

وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( النظر إلى المرأة سهم مسموم من سهام إبليس ،

فمن تركه خوف الله عز وجل أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه ) رواه الإمام أحمد.

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:

( نظر الرجل في محاسن المرأة سهم من سهام إبليس مسموم ،

فمن أعرض عن ذلك السهم أعقبه الله عبادة تسره).

فمن الملوم سوى من رمى صاحبه بالسهم المسموم ؟

أو ما علمت أن ليس شيء أضر على الإنسان من العين واللسان؟



فما عطب أكثر من عطب إلا بهما ،

وما هلك أكثر من هلك إلا بسببهما.

فلله كم من مورد هلكة أورداه ، ومصدر رديء عنه أصدراه

فمن أحب أن يحيا سعيدا أو يعش حميدا فليغض من عنان طرفه ولسانه ليسلم من الضرر

فإنه كامن في فضول الكلام وفضول النظر

وقد صرح الصادق المصدوق بأن العينين تزنيان

وهما أصل زنى الفرج ، فإنهما له رائدان ، وإليه داعيان

وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة




فأمر السائل أن يصرف بصره، فأرشده إلى ما ينفعه ويدفع عنه ضرره .


أوما سمعت قول العقلاء : من سرح ناظره،

أتعب خاطره، ومن كثرت لحظاته، دامت حسراته،

وضاعت عليه أوقاته، وفاضت عبراته


وقال الناظم:

تمتعتما يا مقلتي بنظرة

وأوردتما قلبي أمر الموارد

أعيني كفا عن فؤادي فإنه

من الظلم سعي اثنين في قتل واحد ..



قالت العين:


ظلمتني أولا وآخرا،

وبؤت بإثمي باطنا وظاهرا،

وما أنا إلا رسولك الداعي إليك ورائدك الدال عليك،

فأنت الملك المطاع ونحن الجنود والأتباع

أركبتني في حاجتك خيل البريد ثم أقبلت علي بالتهديد والوعيد

فلو أمرتني أن أغلق علي بابي وأرخي علي حجابي،

لسمعت وأطعت ولما رعيت في الحمى ورتعت، أرسلتني في صيد قد نصبت لك حبائله وشراكه،

واستدارت حولك فخاخه وشباكه . فغدوت أسيرا، بعد أن كنت أميرا،

وأصبحت مملوكا بعد أن كنت ملكا .


هذا وقد حكم لي عليك سيد الأنام وأعدل الحكام عليه الصلاة والسلام حيث يقول:


( إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر

الجسد ألا وهو القلب )،


وقال أبو هريرة رضي الله عنه : القلب ملك والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده

وإذا خبث خبثت جنوده .


ولو أنعمت النظر لعلمت أنّ فساد رعيتك بفسادك وصلاحها ورشدها برشادك،

ولكنك هلكت و أهلكت رعيتك، وحملت على العين الضعيفة خطيئتك،

وأصل بليتك أنه خلا منك حب الله وحب ذكره وكلامه وأسمائه وصفاته

و أقبلت على غيره وأعرضت عنه، وتعوضت بحب من سواه والرغبة فيه عنه .

هذا وقد سمعت ما قص عليك من إنكاره سبحانه على بني إسرائيل

استبدالهم طعاما بطعام أدنى منه، فذمهم على ذلك ونعاه عليهم،

وقال: { أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير }،

فكيف بمن استبدل بمحبة خالقه وفاطره ووليه ومالك أمره،

الذي لا صلاح له ولا فلاح، ولا نعيم ولا سرور ،

وفرحة ونجاة إلا بأن يوحده في الحب ويكون أحب إليه ممن سواه فانظر بالله بمن استبدلت،

وبمحبة من تعوضت .

رضيت لنفسك بالحبس في الحش وقلوب محبيه تجول حول العرش.

فلو أقبلت عليه وأعرضت عمن سواه لرأيت العجائب ولأمنت من المتآلف والمعاطف،

أو ما علمت أنه خص بالفوز والنعيم من أتاه بقلب سليم. أي سليم ممن سواه،

ليس فيه غير حبه واتباع رضاه .

قالت : وبين ذنبي وذنبك عند الناس كما بين عماي وعماك في القياس .

وقد قال من بيده أزمة الأمور : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }

الحج : 46 .


... فلما سمعت الكبد تحاورهما الكلام وتناولهما الخصام قالت:

أنتما على هلاكي تساعد تما وعلى قتلي تعاونتما.

ثم قالت : أنا أتولى الحكم بينكما، أنتما في البلية شريكا عنان

كما أنكما في اللذة والمسرة فرسا رهان،

فالعين تتلذذ والقلب يتمنى ويشتهي وإن لم تدرككما عناية مقلب القلوب والأبصار

وإلا فما لك من قرة ولا للقلب من قرار .



 توقيع : لغة العشاق

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مهند (والشذوذ الجنسي ) اهداء للمعجبات(ابوهلا) محمد السهلي حوار ومنطق 11 08-08-2008 07:39 PM
الدوسي وهمس المشاعر ورفض جوائزنا محمد السهلي مرفأ البداية وروح التواصل 6 19-08-2007 10:08 AM
ماجد الدوسي وهمس المشاعر محمد السهلي مرفأ البداية وروح التواصل 13 14-08-2007 06:26 PM
(ماجد الدوسي )وللحرف معه مذاق آخر؟! محمد مرفأ البداية وروح التواصل 27 16-03-2007 12:19 PM


الساعة الآن 03:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w