لماذا نظرات الريبة تلاحق المرأة المطلقه

لماذا نظرات الريبة تلاحق المرأة المطلقه
منذ ان عرف الانسان الزواج كنظام اجتماعي اقترن به ( قرينه العكسي ) الذي نسميه في العربية الطلاق و في كل اللغات التي عرفها الانسان تقريبا كلمة الزواج أتت من نفس الجذر ... وهو تزاوج ... تلاصق ... ارتباط ... وأتت كلمة الطلاق من نفس الجذر أيضا و غالبا تعني ( فك الارتباط )

وللزواج في كل الثقافات مظاهر بهجة و حبور و احتفاليات نظرا لأن كيانا ما يبنى ... و عندما يهدم هذا الكيان , تحل مظاهر الحزن و ما يتبعها من تبعات غالبا تقع على عاتق المرأة المطلقة .

وكما أن للزواج أسبابا فاللطلاق أسبابه أيضا ... و التي تختلف من حالة لأخرى ... و لكن الذي يعنينا هنا أن امرأة ما حصلت ( لأي سبب كان ) على لقب مطلقة !!!

من هنا تبدأ رحلة العذاب و المعاناة ( بخاصة في المجتمعات التي تعاني من تعددات وفصامات و أمراض يحار فيها فهم اللبيب !)

وفي عهود ليست بالبعيدة ... كان الرجل اذا حلف يمين الطلاق ( بصرف النظر عن حكمه او مشروعيته ) أو لمح بشكل أو بآخر بهذا العقاب ( الردعي النووي ) كانت المراة المسكينة تصطك أسنانها و يسقط حبل ركبتيها و تذعن صاغرة لما يريده صاحب الأمر والنهي !!!

ولذا كنا اذا سمعنا ان في شارع ما أو في بيت ما امرأة مطلقة يتحرك فضولنا و نتسائل ... ترى لماذا و كيف و من وأين ....... الخ و كانت تعد حالات فريدة تظل تطاردها اللعنات المتتابعة من كل من هب و دب
وتطاردها الشائعات ونظرات الريبة مصوبة تجاهها أينما حلت !!! فهذه لا تستقبلها في بيتها خشية منها على زوجها و بناتها !!! و تلك تقطع علاقتها بها خشية أن تطولها الشائعات ... ناهيك عن كل ذي قلب مريض يتلصص عليها و يطاردها بل يراودها عن نفسها ان سنحت له الفرصة !!!

و الآن زاد عدد عضوات نادي المطلقات و لكن ظللن في نفس الظروف لا تتغير مهما تعلمنا او تفتحنا ( أو ادعينا التحضر ) فالمطلقة في أي مكان هي هدف لكل من يظن في نفسه أنه صياد !!!

ودون الدخول في تفاصيل كثيرة ليس هذا مكانها ... هناك نقطة في غاية الأهمية ننساها كثيرا , وهي أن الذي شرع الزواج لأسبابه المعروفة ,, شرع أيضا قرينه الذي يلازمه دائما كحل و علاج أخير ( كالبتر الأضطراري ) فلا عجب اذن أن يصلنا عن الصادق الأمين ( صلى الله عليه وسلم ) قوله ( ان أبغض الحلال عند الله الطلاق ) حلال و لكنه بغيض وغير محبذ ... و كريه و لكنه حلال مشروع عند الضرورة !


ويثور هنا سؤال في غاية الأهمية ... اذا كنا مسلمين و يفصل بيننا وبين من نقلوا لنا رسالة رب العالمين قرون و قرون ... والمفروض اننا زدنا علما وحضارة ولكن لماذا عدنا أكثر جاهلية من أسلافنا فيما يخص بعض الأمور و منها الطلاق ووضع المطلقة على وجه التحديد !!!

لماذا لا نتفهم وضعيتها ؟ لماذا لا تتزوج ثانية بكل كرامة ؟ لماذا نطلب من الأرملة أو المطلقة أن تترهب !!؟؟؟

مهما كتبت فلن أوفي هذه الظاهرة حقها ... لكني أرجو منكم التفاعل مع هذا الطرح بكل جدية فمن منا لا يعرف على الأقل حالة طلاق واحدة ؟؟؟!!!