فطر جانوديرما

فطر جانوديرما.. مخفض لضغط الدم المرتفع ومضاد للكوليسترول وللسرطان ومفيد لمرضى السكر





استكمالا للحديث حول الفطريات وهي كائنة حية تخلو من اليخضور (الكلورفيل) وهي المادة الخضراء التي تستعملها النباتات لصنع الغذاء. ولا تستطيع الفطريات أن تصنع غذاءها، ولكنها بدلاً من ذلك تمتص الغذاء من البيئة المحيطة بها.

وقد ذكرنا انه ووفقاً لرأي علماء الفطريات هناك أكثر من مئة ألف نوع من الفطريات. ولا يمكن رؤية الخمائر وبعض الفطريات الوحيدة الخلية الأخرى بدون المجهر، ومع ذلك يمكن رؤية معظم الأنواع بالعين المجردة. وأشهر أنواع الفطريات البياض والعفن وعيش الغراب والصدأ النباتي.

وكنا قد بدأنا الحديث حول الأنواع الشائعة من الفطريات واستكمالا لذلك يقبل الناس في أوروبا وما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي (سابقاً) واليابان على عيش الغراب البري الصالح للأكل، وهو يستعمل أساساً لتحسين طعم الأغذية الأخرى. وفي أشهر الشتاء يتم تجفيف أو تحليل عيش الغراب الصالح للأكل، لكي يتم استهلاكه فيما بعد.

وهناك فطريات تعيش تحت سطح التربة تسمى الكمأة (الفقع) ويتم البحث عنها في أوروبا بالاستعانة بالكلاب والخنازير وتباع بأسعار باهظة. أما في السعودية فتعرف أماكن الكمأة بتشقق الأرض فوقها أو بتطاير بعض الحشرات فوق مناطق نموها أو بالعثور على نبات الأرقة الذي تتطفل على جذوره الكمأة. لقد عرفت الكمأه لدى المسلمين أنها من المن، حيث روى الطبري عن ابن الذكور عن جابر قال "كثرت الكمأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فامتنع قوم عن أكلها وقالوا إنها جدري الأرض فبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم فقال "إن الكمأة ليست من جدري الأرض إلا أن الكمأة من المن". وفي رواية الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين". تستعمل الكمأة كغذاء جيد حيث تحتوي على كمية جيدة من البروتين حيث تزين بها موائد الأكل. تستخدم الكمأة لتقوية الباءة. يستعمل عصير الكمأة لجلاء البصر. ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في أمراض التراخوما. وتشمل الأغصان عفن الخبز الذي يتكاثر بسرعة بوساطة الأبواغ الاجنسية تحمل كبسولات ذات جُدُر سوداء ومحمولة على حوامل تسمى الحوافظ البوغية. وتنمو هذه الأغصان بكثرة على الخبز الرطب حيث تبدو الحوافظ البوغية العديدة وكأنها دبابيس ذات رؤوس سوداء منغرسة. ويجب عدم أكل الخبز الذي ينمو عليه هذا العفن لخطورته. وتنتمي الأغصان الزرقاء والخضراء إلى جنس البنسليوم. وتنتج بعض الأغصان عقاقير مهمة جداً يطلق عليها المضادات الحيوية. وتضعف المضادات الحيوية أو تدمر البكتريا أو الكائنات الأخرى التي تسبب الأمراض. اكتشف عالم البكتريا البريطاني الكسندر فليمنج البنسلين في عام 1928م، وهو أول مضاد حيوي. وتنتج العديد من الفطريات الخضراء ومنها فطر البنسيليوم البنسلين.

تسبب بعض الفطريات خسائر كبيرة حيث تدمر الفطريات الطفيلية المهمة التي تهاجم النباتات البياض والصدأ أو التفحم ويسبب بعضها الآخر أمراضاً للحيوان والإنسان.

ومن أخطر الفطريات على صحة الإنسان ما يسمى بعدوى الفطريات، حيث يمكن لأنواع معينة من الفطريات إصابة الجلد والأغشية المخاطية بالعدوى، كما يمكنها أيضاً أن تنمو أسفل الأظافر وبين أصابع القدمين أو على السطح الداخلي للقولون والأعضاء التناسلية. وتكثر العدوى الفطرية للجلد في أماكن يميل الجلد فيها إلى كونه رطباً ويلامس فيها سطح جلدي سطحاً آخر مثل المنطقة الأربية وبين أصابع القدمين والتي تعرف بقوباء القدم أو قدم الرياضي. مع ذلك فيمكن أن تشير البقع الحمراء والتي قد تبعث على الحكة، في أي مكان بالجسم إلى عدوى فطرية، ويمكن أن تظهر هذه العدوى في الأطفال الرضع في صورة طفح في منطقة الحفاظ يجعل لون الجلد أحمر. تسمى العدوى الفطرية التي تصيب الفم القلاع الفمي (Oral thrush) وهي حالة تتكون فيها رقع أو لطخ بيضاء تبدو كالكريمة أحياناً على شكل حبات الأرز على اللسان والغشاء المخاطي المبطن للفم. من الأمراض التي تسببها الفطريات أمراض الأظافر حيث تسبب تلف الأظافر وتجعلها مجعدة. ومن الأمراض الخطيرة ما يعرف بعدوى فطر الخميرة حيث تعيش بعض الفطريات بشكل طبيعي داخل قناة المهبل ومن ضمن هذه الفطريات فطر كانديدا ومعظم النساء يمكن أن يتعرض إلى الالتهاب الفطري وتتلخص أعراض هذا الالتهاب الفطري بالتهيج المهبلي وإفراز كمية كبيرة من مادة بيضاء تشبه إلى حد ما الجبن وحرقان شديد وتكون الأغشية حول المهبل ملتهبة وحمراء اللون. وفطر كانديدا يمكن أن ينتقل بسهولة من خلال مجرى الدم لأجزاء كثيرة في جسم الإنسان. وعادة تصيب الكانديدا الفم والأذن والأنف والجهاز الهضمي والمهبل. وتشمل أعراض فطر الكانديدا الإمساك والإسهال والتهاباً في القولون وألماً في المعدة وسوء رائحة النفس وصداعاً وحكة في المستقيم وضعفاً جنسياً وفقداناً في الذاكرة والتهاب البروستاتا لدى الرجال، وحرقاناً مستمراً في المعدة وألماً في العضلات والمفاصل وحرقاناً مستمراً في الحلق وقرحة اللسان واحتقاناً وسعالاً وتنميلاً في الوجه والأطراف وظهور حب الشباب وعرقاً ليلياً، وحكة شديدة في الجسم، وانسداد الجيوب الأنفية وحرقاناً في اللسان والفم. وإجهاداً شديداً والتهابات مزعجة جداً في المهبل وعدوى في الكلى والمثانة واكتئاباً ونقص في عمل الغدة الدرقية ومشكلات في الغدة الكظرية وحتى مرض البول السكري. وتصاب حلمة الثدي فإذا كانت الأم ترضع طفلها من الثدي فإنه سيصاب بالعدوى. قد تصاب فروة الرأس بالعدوى الفطرية، وتظهر بقع حمراء صغيرة تكبر حتى يصل قطرها إلى نحو ربع بوصة وتعرف هذه الحالة بالقوباء وتكون هذه البقع شبة شافيه في وسطها، لكن حوافها تكون مرتفعة وحمراء ومغطاة بقشور يجعلها تشبه الخواتم، وهذه البقع تُثير المصاب بالرغبة في حكها، كما أن هناك فطور لها تأثير كبير على بعض الأمراض مثل فطر جانوديرما (ريشي مشروم) الذي يستعمل مخفضاً لضغط الدم المرتفع ومضاد للكوليسترول ومفيد لمرضى السكر ومضاد للسرطان ويدعم الجسم عند الإصابة بالتهابات الكبد. وكذلك فطر شيتاك والذي يقوي الجهاز المناعي ويخفض نسبة الكوليسترول المرتفع في الدم وعليه دراسات على الخلايا السرطانية. كما أن فطر الأرجوت الذي ينمو على سنابل الشعير والشيلم والقمح يحتوي على قلويدات أهمها الأرجوتامين والأرجومترين والأرجوزين وأرجوكورنين وأرخوكريستين وحمض الليزرجيك الذي اشتق منه المهلوس المشهور المعروف باسم L. S. D يستخدم الأرجومترين على هيئة ملح الماليت كمادة مسهلة للولادة ومقوية لعضلة الرحم وكذلك في حالة النزف بعد الولادة. أما الأرجوتامين فيستعمل على هيئة ملح الطرطرات كمادة مسهلة للولادة أيضاً كما يستعمل على هيئة أقراص لعلاج آلام الصداع النصفي (الشقيقة). كما تعطى أملاح الأرجوتامين كمادة مسكنة في آلام الجهاز العصبي الودي.





يتم البحث عن الكمأة في أوروبا بالاستعانة بالكلاب وتباع بأسعار باهظة


قد تكون العدوى في الأظافر