صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,874
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,549
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضَّة الأدبيَّة > حكايات من الوجد
حكايات من الوجد قصة رواية تختبئ بين الغيم [ للقصص ]
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 26-07-2013, 03:45 PM
لغة العشاق
:: مشرف ::
لغة العشاق غير متواجد حالياً
Egypt     Female
لوني المفضل Brown
 رقم العضوية : 6319
 تاريخ التسجيل : 03-05-2013
 فترة الأقامة : 4020 يوم
 أخر زيارة : 01-09-2014 (09:54 PM)
 الإقامة : القاهره
 المشاركات : 1,816 [ + ]
 التقييم : 12182
 معدل التقييم : لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي قصة مَريّمْ أمْ الدْل والدَلّالْ






attachment


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيّة طيبة لكم أخواننا القصصين الكرام biggrin
جئنا اليوم بقصة :
"مريم أم الدل والدلال"
قصّة شعبية تنتمي إلى "الشرقية-البحرين"
قد تقولون "ما دخل البحرين بـ الشرقية؟ biggrin"
البحرين قديماً، كانت جزء من الشرقية، لذا عادتنا وتقاليدنا متشابهه كثيراً، وكذلك تتشارك معنا "دولة الكويت" لنا لهجة متقاربة، وتراث متقارب، وعادات متشابهه biggrin
وقد تشبهنا الإمارات، وقطر بعض الشيء إلا أن الكويت والبحرين أكثر شبهاً.
كذلك كانت هذه القصة من أحب القصص لقلب جدي حفظه الله وأطال في عمره وصحته knockedout
-تحيّة طبة، لأخوانا في البحرين والكويت، ولجميّع البلاد الآخرى biggrin-




attachment


أحب البدء بمقدمة كان يسردها علينا جدي قبل الشروع في بدء القصة biggrin
[ صلو على نبيكم، خيرٍ جانا يجيكم، وشرٍ تعدانا تعداكم، لا جانا ولا جاكم.
زور ابن الزرزور الي ما عمره حلف كذب ولا شهد زور، ذبح فرخة وترس منها عشرة جدور (قدور) وترك الشحوم واللحوم على الصواني تدور، ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ]
-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين-
biggrin



يُحكى أن امرأةً في الأربعين من عمرها تُسمّى "مريم"، اشتهرتْ بكرمها وعزّها، تتاجر بـ صيد السمك من البحر، حيث تستأجر رجالاً من ديارها يقومون بالصيّد وتدفع لهم رسوم عملهم.
في وقتهم كان عمّل المرأة في التجارة غريب!، ويبعث الإستنكار في كثير من الناس، وبلأخص كان في -منافسيها- في التجّارة، حيث أنهم كانوا يستنكرون عمّل الامرأة في هذا المجال بلإضافة إلى كون جميع مُستَأجريهم القدامى، أصبحوا يعملون لـ صالح -مريّم- كونها تدفع لمن استأجرتهم أضعاف ما يدفعه أولائك التجّار، مما جعل تجارة منافسيها على مشارف الإفلاس.
وبالطبع، لن يكتّف التجار أيديهم دون عمل شيءٍ ما!
ولكن بدلاً من أن يرفعوا أسعارهم، ويدفعون بـ آمانة، وكرم تشاورا فيما بينهم، عن طريقة يستطيعون فيها، إسقاط تجارة مريّم ... وهنا دار النقاش:
قال شخص يُدعى أبا عبدالرحمن لـ 4 أربعةٍ متحلقين حوله:
- يجب ألا ندع مريّم تسلب منّا تجراتنا، لقد تمرّدت كثيراً!
رد أحد المتحلقين حوله:
- ماذا نفعل إذاَ؟ نحن على مشارف الإفلاس، ومريّم تدفع أضعاف ما ندفع للمستأجرين!
- يجب أن نستنجد بزوجها أبو محمد!، فقد طال الأمر، وكذلك من المعيب أن تعمل امرأة مع رجال.
أيده الجميع، ثم أردف -أبو عبدالرحمن- :
- إذاً علينا أن نكسب أبو محمد إلى جانبنا لكي يدع زوجته تتخلى عن تجارتها، عليكم أن تملأوا رأسه بالقيل والقال، لكي يخاف فيرد امرأته عن فعلها.
وهكذا تقابلوا مع "أبو محمد" زوج مريم.
تحدّث "أبو عبدالرحمن" بالنيابة عن الجميع:
- يا أبا محمد، جئناك نطلب أن تردع امرأتك عن تجارتها، فقد تمادت!، وليست من عاداتنا وتقاليدنا أن الامرأة تعمل مع رجال!، كيف تسمح لزوجتك بذلك!
أبو محمد:
- لماذا أوقفها عن تجارةٍ تفتح بها أبواب رزقٍ على المحتاجين!
- ولكن يا أبا محمد، من المعيب أن تعمل امرأةٌ مع رجال!
- ليس هنالك عيب إن كانت لا تتعدى حدودها، وهي امرأةٌ قوية، تملك المال والحكمة، ولها الحق في أن تعمل، ولن أمنعها عن تجارتها.
- نحن نفقد تجارتنا يا أبو محمد، لديكَ دخلٌ يكفيك ويكفي زوجتك، ونحن ماذا نملك وتجارتنا ستفلس؟
"قال أبو عبدالرحمن يعصبية"
- لديكم جميعاً ما يكفي لـ شراء مزرعةٍ ودكّان!، لديكم خيرٌ كثير ولكنكم بخلاء، فلتتاجروا بإنصاف وآمانة وستتحسن أوضاعكم.
"قال ذلك أبو محمد وابتعد مغادراً."
بينما اشتعل أبو عبدالرحمن غيضاً!، قائلاً وقد صرَّ على أسنانه:
- سوف ترى يا أبا محمد!


-
في مكان آخر كلياً، وبالتحديد بداخل منزلٍ مبني من طين، جلست مريّم تتآوه متألمةً من رجليّها، بينما كانت تمسّج لها مواضع الألم "شمّة"، تلك اليتمية التي تعيش عند "مريّم"، وتعمل لديها.
يدها اليمنى تقريباً.
مريّم :
- آآه، رجليّ تؤلمانني، لازلت بسن شباب!
شمة:
- شفاكِ الله يا عمتي، هل آتي بزيت السمسم لكي أمسّج رجليك به، لعلّ الألم يتلاشى ولو قليلاً
- لا يا ابنتي، لا بأس.. -سكتت قليلاً ثم قالت- شمّة عندي لكِ طلب.
- تفضلي يا عمّة
- إذهبي إلى السوق، واقصدي عمارة صالح، وأخبريه بأن يأتي إلي عصّر اليوم ويأتي بأسماء الذين عملوا لدي الفترة الماضية، ووعدتهم بإعطائهم مكآفأتهم، وأيّضاً اقصدي الخضّار، واشتري جزراً وبطاطساً، ولا تتأخري.. عودي سريعاً.
- حاضر يا عمتي.


نهضت شمّة وارتدت عباءتها، وبينما كانت في طريقها إلى عمارة صالح.
رآها أبو عبدالرحمن فناداها على عجل:
- شمّة، تعالي هنا
أدارت شمّة رأسها وبأدبٍ قالت:
- عذراً يا أبو عبدالرحمن، العمّة مريم أرسلتني في مهمة وطلبت مني ألا اتأخر.
كادت أن تكمل سيرها، لولا صوت أبو عبدالرحمن:
- لن تتأخري إن شاء الله، تعالي قليلاً.
خضعت شمّة لكلامه ثم جلست على كرسي خشبي تمسك بعباءتها لتستر وجهها.
أبو عبدالرحمن:
- خادمي حمد، يريد أن يتزوج.
ضحكت شمّة:
- تريد أن أخطب له يا أبا عبدالرحمن
- لا، حمد يريد أن يتزوج لكِ.
- أنا؟
- أجل أنتِ
- لكن..
ترددت شمّة كثيراً، ورغم أن ذلك أسعدها إلا أنها لا تستطيع أن تدع العمة مريم.
قال أبو عبدالرحمن بعد أن رأى الحيرة تتملك شمّة:
- لكن ماذا يا شمّة؟، ما الذي يعقكِ!، مهركِ عليّ لا تخافي.
- لا يا أبو عبدالرحمن، فقط.. لا أستطيع أن أدع العمّة مريم، هي تعتمد عليّ كثيراً، أنا خادمتها، كذلك هي مريضة لا تقوى على رفع رجليها إلا بمساعدتي
- إذاَ ما يعيقكِ فقط "مريم" ؟
- أجل يا أبو عبدالرحمن
- أسمعيني، توجد عين (الماء الذي يخرج من الأرض عند حفرها يسمى بـ "العين") في مزرعة خارج الديّار، تبعد القليل فقط، سمعت بأن من غسل جسده بمياهها، يذهب عنه مرضه ويُشفى تماماً.
ذُهلت شمّة، وانطلت عليها كذبة أبوعبدالرحمن فراحت تسأل بلهفه:
- حقاً؟!
- أجل، خُذي مريم واجعليها تُغطسّ رجليها في العين، ثمّ اربطي يديها ورجليها، ودعيها في تلك المزرعة وتعالي إلي، سأزوجكِ بحمد واهربوا خارج الديار.
شهقت شمّة:
- أفعل ذلك؟!!، هل أنتَ متأكد بأنك ستخرجني من الديار إن فعلت ذلك لكي لا يكتشفني أحد؟
- ثقي بي.
وضرب صدره الأيسر بكفه الأيمن "حركة تدّل على الطمأنينة"
ذهبت شمّة وأتت بالذي أخبرتها العمّة مريم، ثم عادت لمريم وقالت لها:
- عمتي مريّم، سمعت بأن هنالك عين خارج الديار، كل من اغتسل بماءها شُفي، هل تريدين أن نذهب.


لشدة ما عانت مريم من الألم، قالت مصدقةً لـ شمّة التي مذ تلكَ اللحظة أصبحت خائنة:
- هل تدلين مكان العين يا شمّة؟
- أجل بالتأكيد.
-
وبالفعل ذهبت شمّة، مع مريم إلى تلك العين، وعندما انتهت مريم من غسل رجليها، انقضّت عليها شمّة، وربطت رجليها ويديها، واسندتها على نخلة بجانب بعض الجِمَال.
ورحلت...
بعيداً عن الديار، جلست مريم تبكي، وتبكي..أقرب الأشخاص لديها خانها ورحل!




في أثناء غياب مريم، مرّ صالح على بيتها، ضرب الباب، وضرب الباب.. لكن لا أحد يجيب!
انتابته الريبة، فتوجه إلى دكّان زوجها، سأله عنها:
- يا عم أبو محمد، العمّة مريم لا تجيب على البيت، ولا شمّة كذلك!، غريب لقد طلبت مني أن أمّر عليها بعد صلاة العصر.
- قد تكون نائمة!
- لا يا عم أنت أخبر بزوجتك، وتعلم بأنها لا تنام في مثل هذا الوقت، كذلك هي قد طلبت رؤيتي فلماذا تنام؟


خاف أبو محمد على زوجته، فـ ذهب ليرى ماذا حلَّ بها، دخل المنزل ولم يجدها!






ومّر يوم ومريم لوحدها بتلك المزرعة، تبكي حزناً على ما حصل.
بينما كانت مختفيّة عن الأنظار، تجمّع مُستَأجروها في حيرةٍ من أمرهم
قال أحدهم:
- مريّم ابنة النسّاف لم يروها مذ الأمس، أتعتقدون بأنها هربت بلأموال التي وعدتنا بها؟
رد آخر:
- يستحيل ذلك، مريم عُرفت بآمانتها وكرمها ستظهر قريباً بإذن الله
- ولكن لم يروها ولم يروا شمّة!
قال آخرون:
- إلى متى سننتظر!، ليس لدينا مال، ولدينا بيوت وزوجات وأبناء!
- أتعلمون يبدو بأننا سنعود لمستأجريننا القدامى.
- أتتوقع بأن يقبلوا بعودتنا؟
- يجب أن نبحث عن رزقنا، ماذا نفعل غير العودة إليهم؟




-




أسندت مريم ظهرها على جذع النخلّة، وراحت تنشد أبياتاً:
- "الأول أنا مريم، أم الدل والدلال..أم الدل والدلال
واليوم أنا يا اخوي..يا اخوي.. صرت رعّاية الجمّال"
وبينما هي تردد تلكَ الأبيات سمعها راعٍ للغنم خارج ديارها، ويعمل كـ بائع خضروات متجول في ديار مريم.
تعجّب من أمرها، ولكنه أكمل طريقه إلى المدينة التي تعيش فيها مريم.
وبينما هو يتجوّل بين الأزقة ويسوّق لنفسه:
- خس بدينار، خس بدينار.
توقف عند مجموعة من الرجّال كان من بينهم "صالح"، الذي يعمل تحت إمرة مريم.
قال لهم البائع المتجوّل:
- أيها الشباب، رأيت في مزرعةٍ خارج الديّار امرأةً تبكي وتنشد هذه الأبيات "الأول أنا مريم، أم الدل والدلال..أم الدل والدلال
واليوم أنا يا اخوي..يا اخوي.. صرت رعّاية الجمّال"


- العمّة مريم!!، -صرخ صالح- ثم أردف: أين تلكَ المزرعة؟


أخذ البائع المتجول صالح وزوج مريم أبو محمد بعد أن أخبره صالح عن ذلك الرجل.
وذهبوا حيث مريّم.
فكوا وثاقها، بينما كانت تتحمدالله وتشكره على عثورهم عليها.








-
اسطفَّ المُستَأجَّرُون أمام أبوعبدالرحمن وأعوانه من التجّار.
أبو عبدالرحمن:
- خذلتكم ابنة النسّاف، وها أنتم تعودون إلينا، لكرمنا لن نردّكم.
قال أحد المستأجرين:
- جزاكم الله خير يا أبو عبدالرحمن، ولكن هل لكم أن ترفعوا من الأجر قليلاً؟، إنه لا يكفي الحاجة!


- أبداً!!!، بل سوف نعطيكم أقل من قبل!، تذهبون عنّا وتعودون مرةً أخرى وتطلبون زيادة!
صرخ أبو عبدالرحمن بذلك والغضب يتملّكه.
أردف:
- ومن لم يعجبه ذلك فاليبحث عن عمل آخر.


أخفض المُستَأجَرون المساكين رؤسهم، وبخضوعٍ تام ساروا إلى البحر، لكي يصطادوا السمك.


-انتظروا لحظة.
جاء الصوت من وراءهم.
أستداروا جميعاً ليروا "مريّم" بعباءتها السوداء فوق رأسها، مغطيةً وجهها، أردفت:
- أنا عند وعدي، لكم ثلاثة أضعاف ما يعطونكم التجّار الآخرون، بشرط أن تعملوا لدي، ويا أهلاً وسهلاً بمن يريد العودة .


وهكذا عادت مريم ووفّت بوعدها، ودُحض أبو عبدالحمن ومن معه من التجّار، وخسروا تجارتهم بسبب بخلهم، ومكّرهم.






-تمت-



 توقيع : لغة العشاق

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w