26-06-2012, 04:05 PM
|
|
منابع السعادة البحث عن السعادة هاجس الإنسان في كل مكان وما أكثرمن يخطىء طريقها ويسير وراء أوهام السعادة فلا يجني إلا الشقاء والتعاسة , والمؤمن الحق هو الذي يعرف طريق السعادة والحياة الطيبة فيطمئن للعيش في رحابها , ولا تقف الهموم والمنغصات في وجهه لتحجب عنه تلك السعادة لأن سعادته ينبوع فياض يتفجر كما يتفجر الماء من الصخر نقياً عذباً. إنكم أغنياء ولكنكم لا تعرفون مقدار الثروة التي تملكونها فترمونها زهداً فيها أو إحتقاراً لها . يصاب أحدكم بصداع أو مغص أو وجع الضرس , فيرى الدنيا سوداء مظلمة , فلماذا لم يرها لمّا كان صحيحاً بيضاء مشرقة ؟ لماذا لم تعرفون النعم إلا عند فقدها ؟ لماذا لم نرى السعادة إلا إذا إبتعدت عنّا , ولا نبصرها إلا غارقة في ظلام الماضي , أو متشحة بضباب المستقبل ؟ من يرضى منكم أن ينزل عن بصره ويأخذ مائة ألف دولار ؟ لماذا تطلبون الذهب وأنتم تملكون ذهباً كثيراً ؟ أليس البصر من ذهب والصحة من ذهب والوقت من ذهب ؟ فلماذا لا نستفيد من أوقاتنا ؟ لماذا لا نعرف قيمة الحياة ؟ والذهن البشري أليس ثروة ؟ فلما نشقى بالجنون ولا نسعد بالعقل ؟ إن الصحة والوقت والعقل , كل ذلك مال , وكل ذلك من أسباب السعادة لمن شاء أن يسعد . وملاك الأمر كله الإيمان ورأسه الإيمان الإيمان يشبع الجائع ويغني الفقير , ويسلّي المحزون , ويقوي الضعيف , ويجعل للإنسان من وحشته أُنساً . إنكم سعداء ولكن لا تدرون سعداء إن عرفتم قدر النعم التي تستمتعون بها , سعداء إن عرفتم نفوسكم وأنتفعتم بالمخزون من قواها , سعداء إن طلبتم السعادة لا مما حولكم , سعداء إن كانت أفكاركم دائماً مع الله فشكرتم نعمه , وصبرتم على كل بليّة , فكنتم رابحين في الحالتين , ناجحين في الحالتين . |
|