| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
| |||||||||||||||||||
دراسة نقدية للاشتراك بالمسابقة []محمود سليمان يكتب [/
انشغال بواقع يشكل كتابة تعانق اليومى والراهن والمعاش تحتل القصة القصيرة حيزاً مهماً وفاعلاً فى المشهد الثقافى ،وتؤكد قدرتها كشكل أدبى قادر على تشبثه بالحياة وتوقه الدائم إلى التمسك بتلابيب الإبداع الحقيقى وصـابرين الصباغ قاصة واديبة سكندرية تكتب بإعتبارها قاصة وشاعرة وروائية ومسيرتها الأدبية تجلى المعاناة التى تكابدها المرأة المبدعة وقد صدرت مؤخراً المجموعة القصصية الجديدة للكاتبة " صابرين الصباغ تحت عنوان " تكات الخريف " عن سلسلة أدب الجماهير التى يشرف عليها الأديب الكبير فؤاد حجازى فى قصص المجموعة ترتبط الكاتبة بانشغال وجودى وتنقيب فى حقيقة واحدة وهى التى تبدو رحلة بحث عن مطلق والتى لا يمكن إلا أن يكون الفعل الإبداعى وسيلتها فى ذلك إن انفتاح الكاتبة ورغبتها الأكيدة فى كسر التابلوه انقذتها من الجمود والتكرار بل وجعلتها قادرة على فتح افـآقـاً جديدة واسعة نستمتع معها لما هو اكتشاف للآخـر فى خصوصيته وحميميته وعلاقاته بالأشياء وتبدو الكاتبة " صابرين الصباغ " فى إحدى قصصها وكأنها تنادى على الأنسان فى كل مكان ووسط حالاته المختلفة والمتباينة وهو انشغال بواقع يشكل ملامح الكتابة الإبداعية التى تعانق اليومى والراهن والمعاش، وتنـشــد التعـدد والرغبة فى كشف وتعرية ذلك الواقع الذى يمثل الحلم وينسج خيوطه فى قصص المجموعة بلغة بسيطة قادرة على التواجد والالتحام ، ومن الملفت للنظر داخل المجموعة القصصية " تــكَّات الخـريف " أنها قصص تمجد الأسمى فى الانسان بكل ما يحلم من ألم وحب وانسحاق فى لحظات التعب والفقد والذكريات الجميلة الحزينة والمارقة ، قصص تدرك موقفها تماما حيال الحياة بكل ما فيها ، تكتب ما تعى ، وتعى ما تكتبه جيدا ولعل ذلك كله يقع تحت مسئولية فنية كبيرة، طفلة ترى وتحلم فى قصة " هديـة "، ترى حبها لأمها وتحلم بالنقود لا لشىء إلا لتقديم هدية لامها ،هدية كبيرة بطعم لون شفاه من الوان شفاه كثيرة تطبعها على ورقة ، قبلة طويلة العمر ووسط مشاعر إنسانية رقيقة نجد الأم التى تشكل طرفاً آخـر فى معادلة ترسمها الصغيرة برغبتها فى فعل ما ، يشكل الحب والبنوة طرفها الأول... فالإثنتان تحبان كلٍ منهما الاخـرى ، الصغيرة بتمردها ورغبتها فى تقديم هدية لإمها ومحاولتها أن تصنع قبلة طويلة العمر على ورقة ، والأم التى تمارس دورها كأم ومسئولة فتنهرها لمحاولة الصغيرة ان تضع على فمها لون شفاه وهو الطرف الثانى ، حتى الورقة التى تتمزق حزناً وألماً وهى ما تمثل الطرف الثالث والاخير فى القصة الطرف الذى ربما يمثل فى نظرى موقف الكاتبة من الحياة والعالم تعلنه بكونها ورقة تتمزق حزنا والماً المـرأة وتبدو الشخصية القصصية للمرأة وحيــدة حالمة وسط عوالم من الفقد والالم والمواجهة والتعب الانسانى تقول فى قصة هدية " لكن لا حيلة لى ماذا أفعل " ولم تكن الشخصية الوحيدة التى تعانى بل المرأة فى كل احوالها وأحلامها وطموحاتها وحيدة ترنو الى اللاشىء ،المـُـحبـة، العاشقة ،الصديقة التى تهرع اليها لتلقى فى سلة مشاعرها طوفان مشاعرها واحاسيسها فى قصة " قرينة الروح" وما غير ذلك وفى النهاية ترى" الحياة ورقة " كما تحمل إحدى القصص هذا العنوان ، وهى التى تقول" إن غفت فاحلامها كلها جميلة" تقدم صابرين الصباغ فى كل قصة اضاءة مركزة حول إحدى جوانب الحياة الإنسانية مع رصـد للحالة النفسية المسيطرة على الشخصية ، أحلامها ، مآسيها ، ماضيها وحاضرها وهو ما يركز على الصورة الشمولية وولوج مناطق اكثر اتساعاً للتعبير والمفارقة ، ولا شك أن الشخصية القصصية حين تعيد استرجاع محطات حياتها بين آنيتين ، الحركة والصمت فإنما لتزكى الاحساس بمأساوية الحدث وجدته وعبثيته معاً وقد أجادت الكاتبة فى مجموعتها " تكَّــات الخريف " لأنها تعى ما تفعل تماماً فهى لا تكتفى بما تملك من لغة بسيطة قادرة على الإلتحام ببساطتها دون حزلقة فى عرض معالجتها ورؤيتها للأحداث بما يُمَكِـن من تخيلها ولا من قدرة على التقاط مشهد ولكنها تصوغ ذلك بشكل واعٍ ومتوهج قادر على الإختراق والتلاحم والإستمرار ، وقد وضعت الكاتبة " صابرين الصباغ " مسافة رائعة بينها وبين الـتـكَّـات فى قصة " تكَّات الخريف " لنسترق نحن السمع وهى تصف تحركاتها وأفعالها وهى تنحسر وتفور ، تقتفى أثرها تماما مثلما نواجه العِـلة ونقتقى أثرها ونواجهها للتخلص منها وقطع دابرها وتعتبر فى نظرى قصة " تـكـَّــات الخــريـف " وهى عنوان المجموعة أعلى قصص المجموعة وأرقاها وأكثرها قدرة على التقاط المشهد ومجارة ابعاده وتجسيد حالة القلق والخوف والدهشة والبحث عن مجهول يباغتنا فجأةً ذلك الذى يقبع قريباً و بعيداً عنا تكَّـات أشياء كثيرة موجودة بالفعل داخل كلٍ منا إنها تكات خريفية نـتساقط فيها أو تـتساقط هى لتتوالد فينا وتكبر ، تموت داخلنا ولا ينمو غير إحساس صغير وصوت يدق على باب كلٍ منا.... تك ... تك ...تك إنها تكَّـات الخـريف .
آخر تعديل محمود سليمان يوم
22-04-2007 في 09:19 PM. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دراسة لدوام جزئي للمعلمات | محمد | رسالة العلم والتعليم | 4 | 17-12-2009 11:40 AM |
دراسة \ الربو عدو الضحك | عطـ فواح ــر | الوقاية خير من الف علاج | 8 | 03-09-2009 12:51 PM |
حراسة الحسنات.. | محمد | روحانيات | 10 | 27-02-2009 11:20 AM |
فقط الذين يحق لهم الاستمرار بالمسابقة | محمد السهلي | مساحة للضحك والفرفشة | 0 | 08-09-2008 01:11 PM |
باركوا للفائزين بالمسابقة الكبرى هنا / ألف مبروك / | محمد | مرفأ البداية وروح التواصل | 49 | 17-12-2007 11:31 AM |