صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,874
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,549
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضة الخاصة > أخبار الرويضة > فضاءات الرويضة > حوار ومنطق
حوار ومنطق قضايا اجتماعية على مائدة الحوار الهادف![يمنع المنقول]
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 10-07-2011, 01:44 AM
خالد00
::V I P::
خالد00 غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2562
 تاريخ التسجيل : 25-04-2008
 فترة الأقامة : 5854 يوم
 أخر زيارة : 15-03-2012 (02:33 PM)
 المشاركات : 2,734 [ + ]
 التقييم : 30516
 معدل التقييم : خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي يوم أقبلت . .



التاسعة صباحاً .. في مقهى السوق الكبير



الذي يحتل زاوية السوق الجنوبية بواجهة زجاجية عريضة




ونوافذ ممتدة على ناصية الشارع




تزينه أخشاب المجنو المحروق




وتعلو جدرانه لوحات الغرب الأمريكي




مع جاذبية .. القهوة الفواحة والحلويات الخفيفة




المعدة في ركن المقهى المكشوف






في ذلك الصباح الربيعي كان أول الزوار .. الرجل البدين




الذي انتقى صحيفته المفضلة




وبدا مثل كثير من الناس الذين يقتصرون على مصدرٍ وحيد للأخبار




ثم جلس إلى طاولته المطلة على السوق




وقدم إليه النادل القهوة التركية دون أن يسأله عن طلبه




فطلباته في الأكل والشرب




كاختياراته في الصحف لا تتغير ولا تتبدل






في ركن اعداد القهوة




اصطفت الفناجين والأكواب على يمين صانع القهوة




وجرى بينها كما يجري بين البشر من الأحاديث والأماني والرغبات




لكنه حديث لا يفقهه إلا الأكواب و الفناجيين






كانت البداية من كوب القهوة . . قائلاً :




سوف يطلب البدين قهوة تركية ثقيلة




رد كوب الكابتشينو : ولن يطلب غيرها





وسيطيل البقاء حتى الظهيرة




قطع حديثهم كوب الرف العلوي




الذي يستشرف من رفه المرتفع زوار المقهى




: أتى صاحب السيجار . . أنه يمر عبر السوق




كم هو بارد إلى درجة الملل




في هذه الأثناء كان النادل يتحدث إلى معد القهوة فأنصتت الأكواب إلى حديثهم




علق أحد الفناجين : .. لا جديد .. يتحدثان أكثر مما يعملان




رد فنجان القهوة : أكثر ما يزعجني عندما يقدمنا النادل إلى الضيف باحترام وأناقة




و بعد انتهاء الضيف من قهوته




يحملنا بخشونة ثم يرمي بنا بفوضوية في إناء الغسيل




ردت ملعقة السكر : هكذا الناس يهتمون بالمقدمات




وتقل خواتمهم في النهايات




ضحك كاس الماء الشفاف : اهتمامهم بالمظاهر




يخالف تعاملهم في البواطن




وفي الحقيقة .. أكثرنا حظاً كوب الرف العلوي




فهو بعيد عن نظر صانع القهوة مما يجعله في مأمن من الاستعمال




صرخ إبريق الماء المغلي : هكذا الحياة يكدح فريق ويتفرج آخرون






فجأة .. ارتفعت أصوات الفناجين تتوسل لمعد القهوة




أن لا يختارها للبدين .. وصاحب السيجار




وهي فوضى تعم الأكواب عند تقديمها في كل مرة




فكل كوب يكاد يدفع بالآخر إلى يد النادل




قال الكوب الذي وقع عليه الاختيار : أكره طريقة ذلك الرجل في الشرب




بل أكاد أختنق بين شاربه الطويل وشفته السفلى التي تشبه الملعقة




ردت ملعقة السكر بامتعاض : تقصد الملعقة الكبيرة




أكمل دون أن يرد عليها ..




ليت لنا أرادة في اختياراتنا




ليتني صُنعت تحفة . . أو أي شيء لا تلمسه الشفاه المتورمة




لم تنسى ملعقة السكر إساءته فقالت دون أن يسمعها : .. أو صنعتَ طقم حمام






فجأة صرخ الكوب العلوي انظروا من القادم




جميعاً .. ومن عساه يكون




بشيء من الرقة وارتخاء الصوت : إنها الفتاة البرونزية




كم أتمنى أن أكون من نصيبها




فنجان القهوة : لعلها تطلب القهوة .. ولو مرة واحدة . . واحدة فقط




كوب الكابتشينو : إنها فتاتي هي لي وأنا لها




بتحسر . . كوب الماء الزجاجي : الكل يطلب الماء . . إلا البرونزية




انطلق كوب الكابتشينو بأبيات شعبية :




يوم أقبلت نادي لها القلب وانزاح .. عن خاطري همٍ ثقيلٍ مكينِ




يوم أقبلت صوَّت لها قلبي وصاح . . تكفين لا تفتحين جرحٍ قديمِ




رد الكوب العلوي : يا عاشق الوهم




أكثر المعجبين في هذه الحياة من طرف واحد






وقفت الفتاة قبل دخولها أمام باب المقهى تتحدث في جهازها المحمول




أصلح النادل لباسه متجاهلاً رؤيتها




تأخرت قليلاً ثم دخلت .. كمهرةٍ عربية




دخلت فهبَ نسيم عطرها كإعلان جذاب في مشهد صامت




ومشت كأميرة أندلسية تُزف إلى ملكٍ قرطبيٍ مغرم




كانت الفتاة ترتدي لباساً رقيقاً ناعماً . . غير متكلف




يشبه لباس فتيات أثينا القديمة




جلست وأصلحت شعرها المتمرد




بعد أن أمسكته بيديها ثم لفته وراء عنقها وأسدلته على كتفها الأيمن




لم يتمالك الكوب المسحور نفسه فأنشد مرة أخرى :




والشعر ليلٍ نقل حمرة مساه .. أجعدٍ حوَّل على صدره همل




مايجٍ من فوق متنه ما طواه .. تقل شلالٍ مع المغرب نزل




خلعت نظارتها السوداء فتمنى كل من رأى جاذبية عينيها أن يحطم النظارة




اضطربت الفناجين والأكواب .. تحدوها الرغبة في قرب الفتاة




جاء الطلب همساً .. بل لحناً طروب وكأنه مطلع موال . . كابتشينو




كاد الكوب العاشق أن يقفز إلى يد صانع القهوة مثل حصان السباق الجامح




الذي يوشك أن يحطم عارضة بداية السباق من رغبته في الانطلاق






حمل النادل كوب الكابتشينو ووضعه على طاولتها بأناقة مبالغة وابتسامة طويلة




نادته الأكواب صف لنا حالك





لم يجيبهم فقد كان في سكرة




كادت أن تبكي فناجين القهوة التي قُدمت للبدين وصاحب السيجار




بدأ كوب الكابتشينوا في الغيرة من النادل




.. ابتعد .. واجعل ابتساماتك للآخرين




انشغلت الفتاة بجوالها .. تقرأ و تكتب فيه بحماسة مصحوبة بابتسامة




تململ الكوب فطلب القرب . .




لو سمحت بشفتك وامهلتني .. ارتوي واروي معي وردة شفاك




وتم له ما أراد فاحتضنته ببيديها النحيليتين ورفعته بنعومة ورشفت منه بعذوبة




تحت صيحات الأكواب وصراخهم




أحدهم يناديه :.. الدنيا حظوظ




آخر : دعوه .. المشغول لا يشغل




يصرخ كوب الرف العلوي : يا عاشق الوهم ما لفرق بينها وبين البدين




رد بعد نزوله على الطاولة وبصوت مخدر .. كالفرق بين غزال الريم وعجل البحر




دخل بعض المرتادين إلى المقهى وخرج آخرون




والفتاة ترتشف مشروبها بأناقة




لم تنتظر طويلاً




فقد جاءتها مكالمة .. فاستعدت للانصراف




أخرجت مبلغاً ووضعته على الطاولة




ثم لملمت أشيائها ولبست نظارتها بسرعة .. بعد أن شكرت النادل بإلا شارة بأطراف أصابعها




كانت الأكواب والفناجين تسخر من كوب الكابتشينو




رد بذهول .. إنها أعينكم الحارقة لم تكن سوى رشفات معدودة




كان ضجيج السوق يتسرب إلى المقهى




مع توافد المرتادين




عزَّى كوب الرف العلوي كوب الكابتشينو




يا صاحبي لا تحزن فهذه حياتنا




أمانينا لا تتوافق مع واقعنا .. وإذا توافقت فهو صلحٌ مؤقت




ولسنا نختار من نحب .. فضلاً أن نختار من نكره




إن حياتنا مزيج غريب




من الاختيارات الجميلة والنهايات والرديئة




حمل النادل كوب الكابتشينو بفوضوية




والأكواب تسخر منه كصرخات جماهير الملاعب على لاعب مطرود




وهو يردد :




ليس منا ليس منا إلا وله يوم سعد ولكن علينا أن نمازج بين محاسن الصدف وسوء الطالع تحت حتمية الأقدار




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w