صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,874
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,551
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضَّة الأُسريَّة > الوقاية خير من الف علاج
الوقاية خير من الف علاج الصحة تاج على رؤوس الاصحاء
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 29-03-2007, 12:36 AM
:: عضو شـرفـ ::
الســـيف غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 129
 تاريخ التسجيل : 02-12-2006
 فترة الأقامة : 6371 يوم
 أخر زيارة : 21-02-2010 (09:53 AM)
 المشاركات : 2,615 [ + ]
 التقييم : 2082
 معدل التقييم : الســـيف عضو الماسي الســـيف عضو الماسي الســـيف عضو الماسي الســـيف عضو الماسي الســـيف عضو الماسي الســـيف عضو الماسي الســـيف عضو الماسي الســـيف عضو الماسي الســـيف عضو الماسي الســـيف عضو الماسي الســـيف عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي قواعد عامة في تربية الأبناء




قواعد عامة في تربية الأبناء




د. المصطفى سنكي





يعتبر صلاح الإنسان شرطا لصلاح الحياة والكون، وتحقيقا للاستخلاف الذي من أجله سيد الله تعالى الإنسان وكرمه، وحمله مسؤولية عمارة الأرض؛ ولا صلاح لهذا الإنسان إلا بتربية صالحة وتنشئة سليمة، تحفظ فطرته، وترفعه إلى مستوى التكريم، يتلقاها في حضن الأسرة ودفئها. من هنا حدد الإسلام للزواج ضوابط وشروطا، تقوم على الصلاح والخلق في اختيار الزوجين، فرغب في اختيار ذات الدين، مثلما رغب في اختيار من يرضى دينه وخلقه، تجنبا لفتنة وفساد كبيرين في المجتمع. ومعلوم أن تفاهم الأبوين -مهما كانت مداركهما ومعارفهما في مجال التربية متواضعة- يساعد على تربية الأبناء وتنشئتهم بشكل سليم.



فطرة تُصان

يقول الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين: "النفس الجديدة التي أبرزها الله عز وجل إلى الوجود عند الميلاد يشرع أن يؤذن لها في الأذن اليمنى وأن يقام في اليسرى. ذلك ليكون أول ما تسمعه الفطرة الكامنة عند خروجها للدنيا، التذكير بعهد الله وميثاقه أنه عز وجل ربنا. اللطيفة الدفينة في جسم الوليد تسمع جلال الله عز وجل ووحدانيته، وخبر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ودعوة الصلاة والفلاح، وكبرياء من له الكبرياء سبحانه.
كما شرع تلقين الميت من المؤمنين والمسلمين الكلمة الطيبة وشهادة الحق لتتردد الشهادة في كيان النفس الغاربة عن الدنيا وقت سفرها، عسى أن يختم لها بالفطرة.
والفطرة إقامة الوجه لله، وتستوي الفطرة أو تعوج وتحيد عن الجادة بالتربية. روى الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما من مولود إلا يولد على الفطرة". ثم يقول:"اقرؤوا إن شئتم:"فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم".زاد البخاري:"فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه".

هذه النفوس الطرية لا يتركها الإسلام لهوس السؤال:"من أنا، ومن أين جئت، وإلى أين،وما معنى وجودي؟". بل تحتضنها الفطرة، وهي إقامة الوجه لله، إذا كان المجتمع مؤمنا بالله، وتصونها من عوامل الشيطنة والفساد. تلقن النفوس الطرية، تخبر لتسمع، تؤمر لتنفذ، تعرض عليها النماذج الصالحة لتتعلق وتتخلق، قبل أن يتشكل العقل المنطقي المتعلق بحواسه السابح في ظلماته الكونية..." (الإحسان، الجزء:1، ص:81،80).



التربية سمو وكمال

التربية في اللغة نمو وزيادة، وفي الاصطلاح تعني السمو بالنفس نحو الكمال البشري الذي أودع الحق سبحانه متطلباته في الإنسان. والتربية اكتشاف لمؤهلات الإنسان وتنمية خصال الخير فيه وتوجيهها لبناء شخصية سوية جسما ونفسا وروحا وفكرا. ومتى فشلت العملية التربوية أو زاغت فسد الإنسان وزاغ بسلوكه العام عن الجادة.
من هنا تظهر مسؤولية الآباء في تربية الأبناء، إعدادا للأجيال الصالحة التي بها يصلح حال الأمة وحال البشرية جمعاء.



قواعد عامة

التربية فن يقوم على قواعد كثيرة، نذكر بعضها أو أهمها، مع التذكير إلى خصوصية النفس البشرية التي تتميز بالتنوع، فما ينجح في حالة، قد لا يعطي نفس النتيجة في حالات أخرى، وقد لا يكون الخلل في القواعد بقدر ما يكون أحيانا في ترتيبها أو توقيتها أو حجم التعاطي معها من حيث الكم، لهذا تتأسس التربية على الحكمة وسعة الصدر والاعتدال في كل شيء: حب دون دلع، ولين دون قسوة، وحزم دون تسلط، وحرية دون تسيب.
ومن أهم القواعد التي يستعان بها في تربية الأبناء ما يلي:



1. الدعاء والتضرع لله تعالى
يداوم الأبوان على الدعاء بأن يصلح سبحانه الأبناء وينبتهم النبات الحسن، وهذا هو حال الأنبياء والمرسلين والصالحين كما يحكي ذلك القرآن الكريم، قال تعالى على لسان امرأة عمران:"وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" (آل عمران:36 )،وقال تعالى على لسان سيدنا زكرياء عليه السلام:"هنالك دعا زكرياء ربه، قال:رب هب لي من لدنك ذرية طيبة،إنك سميع الدعاء" (آل عمران: 38 ) ، وقال على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام:"رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي، ربنا وتقبل دعاء" (إبراهيم:42)، وعلى لسان عباد الرحمن يقول سبحانه:"ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما" (الفرقان:74) وعلى لسان كل مؤمن معترف بأنعم الله عليه، يقول جل جلاله:"رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، وأن أعمل صالحا ترضاه، وأصلح لي في ذريتي، إني تبت إليك، وإني من المسلمين" (الأحقاف:14).


2. التوافق بين الأبوين
من العوامل الحاسمة في تربية الأبناء توافق الأبوين وتكاملهما في المواقف والتدخلات، فعلى قدر ما يتحقق من انسجام بينهما تنجح العملية التربوية؛ بالمقابل تختل العملية عندما لا يتفق الأبوان في تقييم سلوك أو مواقف الأبناء، فتتعدد المراجع ومصادر القرار، وتتوفر فرص التسيب التي يستغلها الأبناء في ممارسة ما يبدو لهم مقبولا ما دام الكبار ـ الأبوان ـ لم يتفقا حوله.
ومما يجدر التنبيه إليه تفادي حسم خلافات الأبوين عموما أمام الأبناء، لاسيما ما يتعلق بسلوك الأولاد وتصرفاتهم، حفاظا على هيبتهما وسلطتهما التربوية التي قد تخدش عندما يظهر النقاش خطأ أحد الأبوين؛ بل على العكس من ذلك يجب أن يظهر الأبوان كل التقدير والاحترام لبعضهما البعض، ويستفيض ـ بين حين وحين ـ كل منهما في إظهار الخصال الحميدة للطرف الثاني للأبناء.



3. تقدير الأبناء واحترام كرامتهم
التربية الناجحة استشراف للأحسن، لذا يجب تفادي إصدار الأحكام السلبية، تجنبا للإحباط، فمن تعود على سماع أحكام من قبيل:أنت فاشل، أنت لا تصلح لشيء، أنت لا يعتمد عليك...اقتنع أنه لا يمكن أن يحظى بثقة أبويه مهما فعل، فيكون ذلك مدعاة للاستسلام والفشل. والصواب أن يشعر الأبوان الأبناء بثقتهما فيهم وفي قدراتهم مراعاة لمشاعرهم وحفاظا على كرامتهم؛ فلا بد من التمييز بين الحكم على تصرف أو سلوك، وبين الحكم على صاحب ذلك التصرف أو السلوك، ففرق كبير بين أن يقول أحد الأبوين مخاطبا ولده: أنت مخطيء فاشل، وبين أن يقول: هذا تصرف غير موفق.


4. إظهار الحب والمودة
لا شك أن جميع الآباء يحبون أبناءهم، وإنما يختلفون في طريقة التعبير عن ذلك الحب؛ غير أن شعور الأبناء بحب آبائهم لهم عنصر حاسم في بناء الثقة بين الطرفين، ضمانا لنجاح التربية، وتأهيلا للأبوين ليكونا مرجعين معتمدين من طرف الأبناء. فأساس التربية هو الإقرار بالأهلية، وقد لا ينتبه الآباء إلى رأي الأبناء فيهم والصورة التي تشكلت في وجدانهم عن آبائهم، وثقة المريض في الطبيب حاسمة في تقبله للعلاج.
ولعل أبلغ ما يعمق حب الأبناء لآبائهم المداعبة والملاعبة، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة البليغة في مداعبة أحفاده، يقول معاوية رضي الله عنه: "من كان له صبي فليتصاب لـه".



5. متابعة مراحل النمو ومراعاة متطلباته
ينمو الأبناء وفق مراحل عمرية متنوعة، تتنوع معها احتياجاتهم المادية والمعنوية، تفرض على الآباء تتبعا دائما وواعيا لهذه المراحل، وقياما بما توجبه كل مرحلة، ومن الخطإ معاملة المراهق كما كان يعامل وهو طفل، فلكل مرحلة معاملتها الخاصة، وفي الحديث النبوي:"داعبه سبعا،وأدبه سبعا، وصاحبه سبعا"،وهذا يعني أن لكل مرحلة عمرية خصائص ومتطلبات، يكون بناء شخصية الأبناء سويا سليما على قدر ما تحقق من نجاح في إيفاء كل مرحلة ما تحتاجه، دون إفراط أو تفريط.


6. التشجيع والتنويه
يعتبر التحفيز من العوامل المساعدة على بذل المزيد من الجهد سعيا لتحقيق نتائج أفضل، فمتى توفق الأبناء في دراستهم ـ بشكل أخص ـ وجبت مكافئتهم، ولو بعبارة تعبر عن الرضا والتقدير، إذا لم يكن بجائزة أو هدية، تؤكد اهتمام الأبوين بهم وبمجهوداتهم، ضمانا لاستمرارهم على نفس النهج؛ فمنظومة تربية تقوم على التوبيخ والزجر وترصد الهفوات ـ فقط ـ فاشلة لا تبني ولا تكون الأجيال.


7. الاهتمام بقضايا الأبناء
للأبناء عالمهم وقضاياهم وانشغالاتهم، ومن تمام المسؤولية الانفتاح على هذا العالم، وتشجيع الأبناء لطرح مشاكلهم، تبادلا للآراء، واقتراحا للحلول.ومن الخطإ تجاهل القضايا التي يود الأبناء إثارتها مع آبائهم، مهما بدت في نظر الأبوين تافهة لا تستحق الاهتمام؛ وعين العقل أن ينظر إليها من زاوية الأبناء وإعطائها ما تستحق من الوقت في جو من الحوار الهادئ، وبتوجيه هادف، ينمي إدراك الأبناء، ويوطد ثقتهم في آبائهم. وكل انشغال عن الأبناء أو تجاهل لمشاكلهم يدفع للبحث عن جهات أخرى لتداول ما يشغلهم، وقد تكون الرفقة السيئة هي الجهة المحتضنة والموجهة، ومن ثم يخطو الأبناء الخطوة الأولى نحو الانحراف.


8. من الأخطاء يتعلم الناس
مع التوجيه ودوام النصح لا بد من توقع الأخطاء، والحكيم من يربي بالخطإ، ويبني بالزلة، في توجيه سديد من غير إهانة أو تجريح، أو مواجهات حادة تفقد الآباء صوابهم وقدرتهم على تطويق المشاكل، تدفعهم لأساليب الضرب أو الشتم القاسي اللاذع اللذين يضيعان وظيفة الأبوة بما هي حلم وسعة صدر وبعد نظر.


9. مراقبة في غير حصار:
من تمام مسؤولية الآباء مراقبة أبنائهم سلوكا ورفقة ودراسة...،على ألا تتحول هذه المراقبة إلى حصار يعد على الأبناء أنفاسهم، ويشعرهم أن الرقابة الأبوية تطاردهم في كل وقت وحين، مما يولد لديهم شعورا بالارتباك وعدم القدرة على أية مبادرة مهما كانت بسيطة، بل يجعلهم موضوع سخرية بين أقرانهم. إنما يحتاجه الأبناء هو الحرية القائمة على المسؤولية والمتابعة الرحيمة.


10. الاستقلال المالي
يتعلم الأبناء استعمال النقود والتعامل بها لشراء حاجياتهم الخاصة، تنمية للجانب المالي في شخصيتهم، وتربية لهم على ترشيد المال، مع ما قد يكون من أخطاء تعتبر مفيدة؛ على أن الشح على الأبناء وعدم صرف مبالغ شهرية أو أسبوعية معقولة، يدفعهم للسرقة بطرق متعددة، قد لا يفطن لها الآباء دائما: (ادعاء الحاجة للوازم دراسية، بيع حاجياتهم وزعم ضياعها..).


11. الــــقـــدوة
التربية بالحال أبلغ من المقال، ومن لا حظ له مما يطالب به غيره عموما وأبناءه خصوصا، لا صدى لصوته، ولا أثر لحركته، ففاقد الشيء لا يعطيه، وما أبلغ قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتـأتي مثله *** عـار عليك إن فعلت عظيم

إن أخلاق الأبناء من أخلاق آبائهم،"وعلى أشكالها تقع الطير" كما يقول المثل، وقد يعود فشل تربية الأبناء إلى فشل الآباء في تقديم نموذج عملي صالح ومؤثر في نفوس الأبناء.
إن أهلية الآباء الحقيقية ومصداقيتهم تستمد من نموذجيتهم التربوية كما يحدد ذلك القرآن الكريم في سورة لقمان، إذ سحبت الوظيفة التربوية من الأبوين متى زاغا عن الجادة، وأمر الأبناء بالبحث عمن يتخذ دليلا ومصحوبا مربيا صفته الصلاح والاستقامة، يقول الحق سبحانه:"وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفا، واتبع سبيل من أناب إلي" (الآية:14).







 توقيع :
::
::


أعماق الشكر

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[]أثــر الدعــــــاء في صـــــــــــــلاح الأبناء[] محمد روحانيات 14 07-07-2009 01:57 PM
للقلوب قواعد خاصة..... محمد احتواء ما لا يحتوى 2 30-05-2008 05:14 PM
تأثير نوم الأبناء على الآباء الواااافي الوقاية خير من الف علاج 12 29-03-2007 10:10 PM
أربعة أخطاء في تربية الأبناء الشوق عطري الوقاية خير من الف علاج 8 04-02-2007 06:49 AM


الساعة الآن 08:17 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w