في البداية يؤكد د. العلواني أن مفهوم الفتنة في القرآن مفهوم واسع ومتعدد المعاني، ومنها السعي في الأرض فسادًا، بمحاولة إيقاع الفتنة بين الناس وتخريب أمنهم وسلامهم ودفعهم إلى العنف والاقتتال.. كل هذا يندرج تحت مفهوم الإفساد في الأرض الذي جعل الله له عقابًا شديدا في الدنيا والآخرة.
وعن السر في اعتبار القرآن للفتنة أنها أشد من القتل يؤكد د. العلواني أن الفتنة المقصودة هنا هي عملية صرف الإنسان عن الحق بالقوة، بمعنى أن يفرض نظام جائر على الناس شيئا لا يستسيغونه، ولا يريدونه، فهذا نوع من الفتنة يراد من خلاله حمل الناس على تغيير معتقداتهم وآرائهم وتصوراتهم؛ وهو أشد من القتل؛ ذلك لأن الحرية هي جوهر إنسانية الإنسان، فمن سلب حريته سواء في التعبير عن الرأي أو الاعتقاد، إنما تسلب منه إنسانيته.. فلا إنسانية بدون حرية.
من هنا فإن الإسلام يعتبر عملية إكراه الناس على تغيير معتقداتهم وتصوراتهم بالقوة والعنف أشد من قتلهم؛ لأن ذلك قتل لإنسانيتهم ولحرية الاختيار فيهم.
وجزاكِ الله خير وجعلها في ميزان حسناتك