][®][^][®][الإبــداع][®][^][®][

الابداع

صباحكم سكر
قرأت هذا الموضوع فأحببت ان ابثه بين صفحاتكم الراقية


الابداع نشاط يتسِّم بقدر كبير من التذبذب سواء على صعيد الفرد المبدع او على صعيد مجموعة المبدعين، وهو نشاط يصعب التنبؤ بالوقت المحدد لتجليه الى حد الاحباط احيانا. اعني ان المبدع قد لا يبدو في نمط حياته العام مميزا او مثاليا بل انه قد يبدو دون او فوق المألوف من المعدل العام للسلوك او التفكير او ردود الافعال، ان ظاهرة الابداع ما زالت لغزا محيرا مطروحا في دوائر علم النفس والتربية والاجتماع كونها ظاهرة ترتبط بحالات فردية متفاوتة ومتباينة الى حد كبير، فالمبدع قد يكون شخصا بالغ المرح او كثير الاكتئاب، اجتماعيا او انطوائيا، نشيطا جدا او كسولا ، جادا جدا او مهرجا، يعنى بالشؤون العامة او لا يعنى بها على الاطلاق. مثقفا واسع الاطلاع او ليس قارئا ، فضلا عن أن تفجر حالة الابداع قد تعبر عن تراكم معرفي او عقلي او مهاري وقد تكون بزوغا حدسيا مفاجئا.
مع ذلك، فان معظم الخبراء المعنيين بظاهرة الابداع والمبدعين يكادون يجمعون على ان النظم التعليمية الفعالة على الصعيد المدرسي او على الصعيد الجامعي هي اكثر (الفلاتر) الناجعة والكفيلة بالكشف عن هؤلاء المبدعين ليصار الى متابعتهم ورعايتهم ، وهو ما يتطلب من العاملين في هذه النظم قدرة عالية على الملاحظة الدقيقة لاي رد فعل ابداعي مهما بدأ ضئيلا او متواريا او خجولا، ومن نافل الحديث القول بأن اكتشاف المبدعين وتشجيعم على اطلاق وبعث طاقاتهم الكامنة يتطلب وجود عاملين مبدعين ايضا.. فالمبدع الكامن قد يتصف بالخجل الشديد او الترفع الشديد، وهما صفات تتطلبان خبرة سيكولوجية واجتماعية عالية. وغني عن الذكر ايضا ان الابداع قد يكون بلاغيا تعبيريا او قد يكون مهاريا فنيا رياضيا او قد يكون ذهنيا علميا تطبيقيا او قد يكون اداريا قياديا.
ان وجود نظام يتمتع بقدر عال من الاتصال وتدفق المعلومات والخبرة يربط بين المدارس والجامعات ومراكز الابحاث والمؤسسات الاقتصادية والوزارات المعنية (التربية والتعليم والتعليم العالي والثقافة والشباب..الخ) كفيل بتوفير قاعدة واسعة للابداع والمبدعين تسمح لنا بالتفكير في السبل المثلى لمتابعة المبدعين ورعايتهم عبر ابتكار البرامج الدراسية والعلمية المناسبة لهم، ودعمهم ماديا ومعنويا ، واشراكهم في ابتكار الحلول