وقفه يسره مع سورة العصر

قال تعالى : {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} سورة العصر

لتكن لنا أحبتي وأخوتي وقفه مع هذه السورة العظيمة التي قال فيها الإمام الشافعي -رحمه الله-: " لو ما أنزل الله على خلقه حجة إلا هذه السورة لكفتهم "
فأقسم سبحانه أن كل أحد خاسر إلا من:

كمل قوته العلمية بالإيمان .. الايمان بما أمر الله عز وجل بالايمان به ( ولا يكون الايمان بلا علم ) فهو فرع عنه , لا يتم الا به .

وكمل قوته العملية بالعمل الصالح ..والعمل الصالح شامل : لأفعال الخير كلها , الظاهرة والباطنة ,
المتعلقة بحقوق الله , وحقوق العباد , الواجبة والمستحبة .

وكمل غيره بالتوصية بالحق والصبر عليه فالحق هو الإيمان والعمل ولا يتمان إلا بالصبر عليهما والتواصي بهما.. أى : يوصى بعضهم بعضا بذلك , ويحثه عليه , ويرغبه فيه .
والتواصى بالصبر على طاعة الله , وعن معصية الله , وعلى أقدار الله المؤلمة
فبالأمرين الأولين ( الإيمان والعمل الصالح ) يكمل العبد نفسه ,
وبالأمرين الأخيرين ( التواصي بالحق والصبر ) يكمل غيره ,
وبتكميل الأمور الأربعة يكون العبد قد سلم من الخسار , وفاز بالربح العظيم ..

أسأل الله لي ولكم ايمانا صادقا وعملا صالحا .. وان يعيننا على فهم القرآن وتدبره والعمل به ..