صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,874
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,545
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضة الخاصة > احتواء ما لا يحتوى
احتواء ما لا يحتوى للمواضيع التي لاتندرج تحت اي قسم
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 24-07-2008, 11:35 AM
بنبونتة
عضو مجالس الرويضة
بنبونتة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1116
 تاريخ التسجيل : 01-09-2007
 فترة الأقامة : 6084 يوم
 أخر زيارة : 02-08-2011 (11:13 AM)
 المشاركات : 963 [ + ]
 التقييم : 399
 معدل التقييم : بنبونتة مبدع بنبونتة مبدع بنبونتة مبدع بنبونتة مبدع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رتوش على حائط الزمن



بسم الله الرحمن الرحيم

o ماهي السعادة ..


o أحقيقة يوجد على البسيطة من يمتلكها ..


o كم عدد مدعي هذه السعادة ..


o ماهي القياسات والمؤشرات التي تدل على أن فلان امتلك السعادة من أطرافها ..


o أيسعى السحرة لامتلاك ناصية السعادة كما يفعل المحرومين والمحزونين ..


o أصحاب القدرات الخارقة والمبهرة هل حازوا على السعادة من أدناها إلى أقصاها ..


o يعلم الجميع حتى الفقراء أن السعادة ليست في المال ..


o كما يعلم الجميع حتى الملوك أن الفقر مظنة للشقاء لا السعادة ..


o هل السعادة وهم ظل يبحث عنه الإنسان كإكسير الحياة المتوهم ..


o أم هي حقيقة لم ينلها إلا الرسل والأنبياء وحوارييهم .. والذين يمثلون واحد من مئة مليار من الإنس ..


o ما أدنى مستويات السعادة وما أعلاها ..


o هل السعادة تعني الضحك بمجون .. أم خلو البال .. أم عدم الفراغ .. أم العيش في ظل حضن دافئ .. أم كثرة الأصدقاء .. أم نيل كل ما يشتهى .. أم قبلة عاشق .. أم في شربة الماء البارد على الظمأ في نهار قائض ... أم .. أم .. أم ..


o هاتوا لنا شخص يدعي أنه سعيد في هذا العالم البائس ..


o ثم دعونا نتوقف قليلاً .. كيف سنثبت أنه سعيد ؟.


o ماهي المؤشرات والدلائل لنثبت فعلاً أنه سعيد ؟.


o كم أقصى مدة للسعادة .. هل هي ضمة أم لولدها .. أم نشوة خبر سعيد .. أم دمعة فرح .. أم صلاة في جوف الليل .. أم تدبر آية .. أم ساعة مناجاة .. أم قضاء عطلة نهاية الإسبوع ..


o دعوني أحكي لكم قصة الشيخ سعد :


o شيخ يربو على الستين من عمره ، يبدأ يومه مع أذان الفجر يردد الأذان خلف المؤذن لا ترداداً للصوت فقط بل ويقف خلفه مباشرة ..


o بعد السنة الراتبة للفجر يكمل ما أبتدأه من قراءة للقران في تهجده .. مصحفه المذهب والفريد عليه آثار أنامله الطاهرة ..


o لقد أصبحت أراه قليل القراءة من مصحفة وما أظنه إلا حفظ القرآن عن ظهر قلب .. ما زال يدأب على الإلتجاء لذلك الركن القصي في المسجد عند خزانته التي اشتهرت به، خزانة من الحديد ذات طراز قديم يتخذه هذا الشيخ ليضع فيها بعض الأغراض الشخصية له .


o الفضول يقتل جميع ساكني الحي للإطلاع على ما تحتويه تلك الخزانة .. كل الذي يعرفونه أنه يخرج منها وسادة يتخذها أريكة له بعد صلاة العصر ليقرأ القرآن كالعادة .. هذا ما يعرفه الجميع لكنهم يجزمون أنها تحتوي على أشياء أخرى صورتها لهم الغرابة والمجهول الذي يكتنف هذا الشيخ المسن وتعلقه بالمسجد حتى غدا المسجد بيته الأول لا الثاني ..


o الشيخ سعد يتميز بطول يزيده هيبة إلى هيبة ماله وجاهه .. في حينا المشهور والذي أصبح محط أنظار الأثرياء كان قصره الحجري الأول في المنطقة ... قصر كل ما قرأت في رواية بوليسية عن القصور العتيقة والقلاع المنيعة التي يكتنفها المجهول تحلق مخيلتي حول قصر الشيخ سعد فقد كان مبني من الحجارة على هيئة القلاع المنيفة ..


o بنى الجامع الذي عرف باسمه في نفس الحي وبناه من الحجارة أيضاً ، ما يميز هذا الجامع أنك ولأول وهلة يسقط نظرك عليه تعتقد أنه بني في عصر الدولة الأموية أو العباسية ..


o وبعد شروق الشمس من كل يوم يختم هذا الشيخ لقاءه الأول في المسجد بركعتين ليخرج من المسجد حيث لا أعلم لكنني أشاهده بعد صلاة العصر عند تلك الخزانة في اللقاء الثاني الذي يستمر حتى منتصف العصر في أيام الصيف طويلة النهار ..


o واللقاء الثالث الجلوس بعد المغرب حتى العشاء ..


o ما يميز الشيخ سعد أنه يمضي الشهر والشهرين لا تسمع صوته أبداً حتى همهمات تلاوته للقرآن .. كان مهيباً بحق حتى في صمته ... ومع طول صمته إلا أنه يُحسب له ألف حساب حينما يتعلق الأمر بشؤون المسجد أو الحارة ... كان عمدة الحارة غير المنصب ... مع وجود أمراء وأصحاب معالي واثرياء أخر ...


o وفي الحقيقة لم أرى في حياتي مسنٌ مثله في جمال المظهر وحسن الهندام كانت ثيابه غاية في النظافة والجودة مذ عرفته صغيراً وحتى اللحظة .. له زي خاص في الشتاء يلبسه فثيابه الملونة بنفس لون الجاكيت ولم يغير هذه العادة أبداً ..


o أول حلقة للقرآن تعلمت فيها القرآن وحفظته في حلقته التي تكفل فيها براتب المدرس وكذلك مكافأة لكل الطلاب شهرياً ... نمت هذه الحلقة الصغيرة التي بذرها ذلك الشيخ الوقور حتى غدت حلقات للبنين والبنات للصغار والكبار ... في الحفل السنوي وكلت لألقي كلمة المسؤول حيث أنبت سنة لها وفي كلمتي لم أغفل الشكر لهذا الشيخ الفاضل الذي يقبع بصمت في قلب روضة المسجد وكأنه لا يعلم شيئاً عن ما يدور حوله ... الأمر الغريب أن العبرات اجتاحتني وأنا أثني عليه وكأنه والدي المرحوم ...


o ذات يوم في الصغر تصادف مروري مع وقوفه أمام تلك الخزانة فأبطأت الخطى كي أكتشف السر الذي خفي عن الكثيرين والذي يكمن خلف باب تلك الخزانة .. فتح الخزانة ليعيد وسادته التي يتكئ عليها فوجدت الخزانة شبه فارغة إلا من بعض المصاحف التي تشبه مصحفه المذهب وكتاب أو اثنين أو هكذا ظننت فقد خشيت من الوقوف كثيراً في مكاني لأرقب ما يصنع فإن له هيبة لم أعهدها في رجل مثله .. مع أننا لم نسمع له صوتاً طيلة حياته ولا أعلم لماذا كنا نهابه إلى درجة الخوف .


o له ثلاثة أبناء يشتركون مع أباهم في محبة الصمت وكأنه من جينات هذه الأسرة الغريبة ...


o أكبر الأبناء يشهد الصلاة معنا لكن بقلة فغيابه أكثر من حضوره وذلك عائد لكثرة أشغاله .. أوسط هؤلاء الأبناء ورث العمودية من أبيه في كل ما يتعلق بشؤون المسجد أو التبرعات والنفقات الخيرية .. أما أصغرهم والأبن الذي لم أره في حياتي أبداً في مسجد الحي فقد كان من الشباب الصالحين لكن عدم الصلاة في مسجد الحي بقايا موروث غريب اشتهرت به هذه العائلة فأصبح كل تصرفات أبنائها مثير للعجب ولم أره في حياتي إلا مصادفة في مخيم اشتركت فيه لمجموعة من الأخيار تلبية لرغبة صديق قديم وكانت الأولى والأخيرة وفي الحقيقة كان دمث الخلق ورث عن أبيه طلعة بهية وخلق رفيع بالإضافة لتلك الهالة من الصمت.


o كان الشيخ سعد يختفي عن الحي أيام من السنة كان المسجد خلال تلك الأيام كئيباً حزيناً وكأن مصابيحه لم تعد قادرة على الإضاءة ...


o سألت عن سبب الغياب المتكرر للشيخ سعد من كل سنة فعلمت أن له مزرعة في مسقط رأسه يؤمها كل سنة ... وفي الناحية الأخرى كان يؤم المسجد النبوي أسابيع أخرى كعادة سنوية أيضاً ...


o هذه هي حكاية الشيخ سعد ..


o فإن كان في الدنيا شخص سعيد فلا أظنه إلا ذلك الرجل ...


o فليته كان أنا وليتني كنت هو ..


o أيها المبحرون على مراكب الغفلة الباحثون عن السعادة في أمواج الفتن المتلاطمة ...

o أيها الغارقون في محيطات الدنيا تتلمسون النجاة على ضفاف الطمأنينة ...


o أيها الشباب اللاعب أيها العمر الفائت أيتها النفس التائهة في زقاق ضيق مظلم ...

o أيتها النساء التي ابتلاكن الله فكنتن محل الفتنة ومصدر المحنة ...

o لكل إنسان دارت به الحياة فحياها وحيته أضحكته حيناً وآلمته أحايين أكثر .. يامن جربت من الملذات الظاهرة والمتع المختلفة فلم تجد ما تصبوا إليه فما إن تستقر بهجة في نفسك حى تلملم شتاتها فترحل وكل مالتقيت بضحكة عابرة عقبتها غصة باقية ...

o فلتقف معي وقفة تأمل لهذا الموقف :
(من كتاب الطمأنينة بين الوهم والحقيقة ) لرياض السلطان


o هاهو ابن تيمية رحمه الله تدور من حوله الأزمات، وتحل به النكبات، ويضايق من قبل الخاصة والعامة، يودع السجن، ويحبس وراء الحديد والقضبان، ثم يقول قولته العصماء، تحرك بها الجنان قبل اللسان، ولحظتها النواظر قبل أن يتكلم بها فاه، خلدت عبر الزمان، وتواتر نقلها عبر القرون والأيام، عدة كل مصلح وداعية، ومبدأ كل جريء في الحق لا يخاف في الله لومة لائم :

o ((ماذا يفعل أعدائي بي؟ قتلي شهادة، وسجني خلوة، وطردي سياحة، في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة)).


o وعندما سجن عليه رحمة الله وأودع الظلمات، قال: ((فضرب بينهم بسور له باب، باطنه فيه الرحمة، وظاهره من قِبَـله العذاب)).

o يظن الناس أنه في شقاء ونكد، وضيق وتعاسة، لأنه في قبضة الأعداء وتحت سطوة جبابرة ألداء، ولكن ما علموا أن الروح التي بين جنبيه لا يملكها إلا خالقها، ولذة الاتصال بالله وترطيب اللسان بذكره بينه وبين الله، لا يستطيع أحد كائناً من كان أن يكون دخلاً بينهما، الدموع بالعين تشرق، والقلب بحلاوة اليقين يغرق، أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون. أ.هـ



o ويقف أحد أكبر طلاب الشيخ ليكون شاهداً على العصر فيقول :

o كنا إذا ادلهم بنا الخطب _أي طلاب ابن تيمية_ وضاقت بنا الدنيا اتجهنا إلى الشيخ في سجنه فكنا نجد لديه من الطمأنينة والانشراح ماينسينا همنا ويثبت جناننا. (ابن القيم)





o وسأذكر لكم هذه الحادثة لنفس ما زالت تتنسم نسيم الطمأنينة والراحة في عصرنا .. قال لي يحكي عن خاله المسجون خلف جدران السجن المظلم ظلماً وعدواناً :


o كان خالي قوي الجسم كامل العقل وفير الحكمة اتهم في أعمال تخريبية، وكان مع كل الضغط الذي مورس عليه وصحته التي تذوي بشكل واضح يحمل بين جنبيه روح مليئة بالطمأنينة والانشراح ، لم يزره أحدهم وخرج من عنده إلا ونفسه تتوق لأن يصبح في مثل انشراحه ولو سلسلته لقيود وتلقفته زبانية الطغاة بالتنكيل ...


o وما زال الحديث متصلاً معه فيقول ..
حدث مرة أن زاره احد أقاربه وكان وجهه مليئ بالحزن والرثاء لما حصل له في صحته ونفسه ولوعة أهله وأبناءه، فلما رآه على تلك الحالة صرخ في وجهه وأمره بالإنصراف فليس بحاجة إلى زيارته وهو بهذه الحالة من القنوط والكآبة وأمر بأن لا يأتيه أحد بهذا الوجه مطلقاً ...


o لا أظن أن التاريخ لن يخلدك في صفحاته يا فرحان كما خلد الكثيرين مِن مَن منحوا الفرح والسعادة دنيا وآخرة.



o هنيئاً لكل من حصل على أسباب السعادة ...

o وهنيئاً لكل من استوجب الطمأنينة ...

o وهنيئاً لكل من يسر له سلوك درب الأنبياء والرسل ...








اللهم أحييني حياة السعداء وأمتني ميتة الشهداء

منقول



 توقيع : بنبونتة

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ابجورات حائط فخمه.. شوق وحنين الاثاث والديكورات 5 27-02-2010 12:11 PM
جديد من إيكيا مصابيح معلقة و حائط و سقف .. محمد الاثاث والديكورات 5 25-02-2010 02:02 PM
الزمن الجميل خالد00 احتواء ما لا يحتوى 12 21-09-2008 06:01 AM
ورق حائط . . . عازف الوقاية خير من الف علاج 9 29-03-2007 01:01 PM
ورق حائط 2 الشوق عطري الوقاية خير من الف علاج 13 04-02-2007 07:24 PM


الساعة الآن 01:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w